تكتنزُ غيوم سوداء في الأفق
كأنها اهات المحزونين
انفاس الشهداء الاخيرة
حسرات الامهات
وتنهدات العشاق
ودموع حبست داخل أحداق السماء
يخرجُ الحزن من أعماقي منتشرًا على طول الشارع
أطلتُ النظر للمطر حتى نسيت أنّ لي عينان
لكأنّهما تماهتا مع أصلهما.
ظِلال تتمايس في الفراغ.
وصفيرٌ يأتي من مسافة لا يمكن قياسها.
وخوف لا ينتمي إليّ.
حملتُ معي البحر والظلمة وعدتُ للبيت
كنتُ أريدكِ أن تكوني لي عودة
حينما يتعسّر عليّ المُضيّ قدمًا
هلّا انتظَرتيني عند نهاية المصائر والأقدار؟
حتى لو كانت حياتي مُكوّمة في يوم واحد فقط
عندما يجب أن أنسى
أحلامًا كنت أظنها أحلامي
ويصبحُ كل شيء مرصوصًا ببعضه
بحيث لا تبقى فراغات
تتحرّر منها مآسٍ لا نهائية ظنَنّا أنّا لن نتجاوزها.
سأتذكّركِ حينها، برؤيّة
لتأتي مُحمَّلًا بكلّ ما لم يتسنّى لنا عيشه معًا.
وقد أودّعكِ وأمامنا سهولٌ تتسعُ مثل ذنوب
وأحلامٌ لم نعرف أين أَدناها.
عندما يصبحُ كلّ شيء مجهولًا،
ونحنُ أيضًا
قليلًا قليلًا يزحفُ الماء
وتُزبِدُ الأرضُ بصمت.
تتناوب صرخات الطيور والرعد
وكأنَّ شيئًا يوشك على الحدوث.
وأنا أُراقب وحدتي تتّسع خلال ذلك كلّه...