لقد كذبتِ عليَّ وقلتِ؛ أنني إذا قفزت في الهواء ـ اثناء دوران الأرض ـ فأنني يمكن أن أصلَ إليك. ليس ما بيننا سوى خرافة الجغرافيا.
كالسائر في نومه، أفكّر بكِ، ثم أصحو في محطةٍ نائية، يشرب المسافرون فيها شايهم بأكوابٍ من الفليّن. ثم يجعّدونها بأيديهم أمام السلال المعدنية للنفايات، فيتجعّد شيء ما في صدري، وأشعر أنني بعيد جدًا وما لديّ من أوهام لا يكفي لنصف الطريق، حتى أصحو مرّة أخرى.
لقد كذبتِ عليّ حين قلتِ؛ ليس ما بيننا سوى خرافة الجغرافيا، ولم تخبريني بهذه الأسلاك التي أصحو فأجدها تلتف حول جسدي.
أنفق نصف نهار كامل في تقطيعها، ثم ما تبقى من النهار في علاج الجروح وتطبيبها، وحين أخرج الى الشارع أجد الناس تمسك بأكوابٍ من الفليّن، وتنتظر خروجي، ليسحقوا بشكل جماعي شيئًا ما في صدري.
لقد كذبتِ عليّ، وأعرف أن الجميع يفعل ذلك، لكن كذباتك تبدو دائمًا أكثر صلابةً ولمعانًا. وهي تفيدني، إلا في أوقات الصحو، حين أرى هذه الجغرافيا تتّسع وكأنها تقذف بنا على طرفيّ الأرض.
أقفز في الهواء، مرّات عدة، وتتحرك الأرض حول نفسها، غير عابئةٍ بي.