اليوم عاودني ذلك الخوف
عادت تلك الرياح المخيفة التي طرقت الباب
أعادتني الى الوراء ..
إعادتني ثمانية اعوام بالزمن ...
طفل يجلس في احدى زوايا البيت
ينتظر عودة والده وامه من المشفى
لم يراهم منذ عشرة أيام
وحشة مرعبة تملئ المنزل
ثم فجأة يمتلئ المكان بالضجيج
الكل يرتدي السواد
أمرأة تقترب منه وتنزع من يده الكُره
وهي تقول "عيب عليك نحن في عزاء"
لم يكن يدرك معنى "نحن في عزاء"
لكن اخذ الكُره آلمني كثيرا ياأبي..
تماما كما آلمني رؤية ذلك الصندوق الخشبي
الذي لم يسمحوا لي بالاقتراب منه!!
هل كنت تستمتع بالاختباء هناك ياابي
ام كان الامر مؤلما وخانقا !!
لو كنت أعلم انك ستلعب لعبة الاختباء
كنت دربتك كثيرا كيف تحبس انفاسك كي لايجدك أحد .. فأنا ماهر في كتم الانفاس وكتم الدموع والصرخاتآاااااه
أريد استعادة خطوتين من حياتي..
أفر بقلبي الصغير..
قبل أن يصل للبقعة الضيقة التي هو فيها الآن
قبل أن يتعملق هذا الشعور بداخلي اكثر
آنية الوقت مثقوبة يا أبي
تتسرب منها الايام والوجوه وكل شيء
الا الخوف لازال كما هو ...
ولازالت الوحشة تملئ المنزل
ولازلت اجيد كتم الانفاس والصرخات
لازالت الأحاديث مبتورة الرأس والأطراف
لازالت يدي تؤلمني منذ أخذو منها الكُره
ولازلت انظر اليك بعين القلب كلما آلمتني الدنياالذكرى الاليمة على قلبي (وفاة عائلتي)