وصل وصل يا جدعان فصل النهارده وصل
رواية تنادية سيدى
الفصل الخامس : بقلمى / يمنى عبدالمنعم
فجأه سقطت من يد هارمونى الملعقه التى قد عادت وأمسكتها وهى تنظر بخوف وارتباك بعض الشىء لنظراتٍ حاده تقف بجانب الباب ترمقها بغضب فلاحظ جو نظراتها الخائفه فأبعد نظراته بعيداً عنها والتفت وراؤه وصاح قائلاً: ماكس متى وصلت فقال ماكس بحده بعض الشىء وعينيه على هارمونى : لقد أتيت منذ قليل وجئت إلى المطبخ لأنى جائع وأجد الآنسه واقفه تتحدث معك ولم تُكمل الطعام فقال جو متجاهلاً حدة ماكس : أنا الذى قد أتيت إلى هنا وهى ليس لها أى ذنب وقد فوجئت بكل هذا الجمال ويقف خلف الموقد أليس عندك قلب يارجل فقال ماكس وبغضب وهو ينظر إلى هارمونى بغيظ : هل انتهيتى يا آنسه أم نسيتى نفسكِ معه ومع كلماته الغزليه فاحمر وجهها من الأرتباك والغضب من كلماته لها واقسمت لنفسها أنها لم تصمت كثيراً على هذه الأهانه وتجاهلته ولم ترد عليه فشعر ماكس بالضيق من تجاهلها لها بهذا الشكل وهو غير متعود على ذلك فهو هنا السيد ولا أحد يستطيع أن يتجاهله بهذه البساطه ونظر إليها بنظرات تهديد فهمتها هارمونى واستوعدها وقال بحده هيا جهزى الطعام بسرعه ولى تصريف آخر معكِ وانسحب من أمامهم وانصرف وهو في قمة غضبهِ .
قال لها جو: أنا آسف إذا كنتُ قد تسببت في ارباككِ واحراجك بسببى بهذا الشكل فقالت هارمونى بهدوء مصطنع : لا عليك يا سيدى دقائق قليله وسيكون الطعام جاهزاً فقال لها جو : حسناً آنسه هارمونى أنا أشكرك كثيراً وأترككِ تُكملين عملكِ فقالت له باحترام : حسناً ياسيدى شكراً لكَ.
بعدما انصرف جو تركت هارمونى العنان لمشاعرها الغاضبه وقررت في نفسها أنها لن تصمت على إهانته لها مرةً أخرى وأخذت تجهز كل شىء وجاءت صوفى لتساعدها لكى تنتهى بسرعه وخرجت هارمونى تجهز الطاوله لكى تضع عليها الطعام ودلفت إلى الداخل ووجدت الدوق يجلس على الطاوله وبجانبه جدته وقد فوجئت هارمونى بوجودهم لأنها دخلت وبدون أن تطرق الباب فاعتذرت منه عندما رأت نظراته الغاضبه وقالت بأسف وباحترام شديد : أنا آسفه يا سيدى لم أكن أعلم أنك ستكون هنا فقال لها بغضب : ألم تتعلمى السلوك الصحيح في المعاملات أيتها الفتاه فانزعجت هارمونى من إحراجها أمام هذه السيده التى تراها لأول مره فلمعت عينيها بالدموع فدافعت عنها جدته وقالت له بحده : ماكس إتركها إنها فتاة صغيره وستتعلم مع الوقت هذه السلوكيات فقال ماكس بتهكم : هل تدافعين عن أخطائها يا جدتى ثم صمت وقال لها وأخذ ينظر إليها نظرات ذات مغزى إن أخطائها كثيره هذه الأيام ولم تغتفر بسهولةٍ هكذا فتحاشت هارمونى النظر إليه وقالت جدته مرةً أخرى ما إسمكِ حبيبتى ؟ فقالت بهدوء مصطنع : إسمى هارمونى فقالت جدته إنها لطيفه للغايه ماكس لماذا تعاملها هكذا وبهذه القسوه فقال بحده : هى من تضطرنى بأفعالها أن أعاملها هكذا فقالت جدته بغضب : كفى ماكس إنها صغيره ولم تتحملك كثيراً فقال لها بخبث : لاتقلقى يا جدتى إنها ستتحملنى بالرغم منها فقالت له بدهشه: ماذا تقصد يا ماكس فقال بمكر: لاشىء جدتى لاشىء ثم نظر إلى هارمونى وقال بخبث : أليس كذلك آنسه هارمونى فصمتت ولم ترد على كلماته وتجاهلته وتركتهم دون أتستأذن فتوعد لها ماكس لذلك وبعد قليل وجدها تدخل وقد أحضرت الطعام هى وصوفى ودخل وراؤهم جو وهو يقول بمرح هل ستتناولون الطعام بدونى فقالت جدته وهى تنظر إليه بحنان : كيف ذلك نحن لانستطيع فعلها فا هيا تعالى وتناول طعامك معنا فجلس بجانب جدته وعينيه على هارمونى وقال مبتسماً: مادامت هارمونى هى من طهت الطعام فا بالتأكيد سيكون مذاقه جميلاً فنظر إليه ماكس في ضيق وقال بتهكم وهو ينظر إليها: وكيف ستعرف ذلك وأنت لم تتناوله بعد ،، فنظر جو إلى هارمونى بإعجاب وقال : إنظر إليها جيداً وإلى وجهها وستجد أن الطعام سيستزداد جمالاٍ من شدة جمالها ،، فكتم ماكس غضبه وغيظه وقال ببرود: لاتحكم على أى شىء ما دمت لا تعرفه ،، نظرت إليهم هامونى وهم يتجادلون من أجلها شخص يدافع عنها والآخر لاتعرف عنه لماذا أتى بها إلى هنا ولماذا يعاملها هكذا وأستأذنت وانصرفت ووجدت أنه من الأفضل لها ذلك وكانت هارمونى تشعر بالضيق والقهر .
عادت هارمونى إلى المطبخ وأبلغت الداده أنها متعبه ولن تستطيع أن تنتظرإلى أن يتناولون الطعام فقالت الداده متعاطفه معها : حسناً آنستى إذهبى أنتِ فشكلك متعب .
دلفت هارمونى إلى غرفتها وأغلقت الباب وراؤها واستندت عليه بظهرها وهى متعبه نفسياً فلم تعد تتتحمل إهانته لها ولا تعرف لماذا يعاملها هكذا ولم تستسلم إليه مرةً أخرى ودلفت إلى الحمام وأخذت معها أحد الأثواب الرقيقه لترتديها .
بعد قليل كانت هارمونى قد خرجت بعد أن أخذت حماماً دافئاً ونامت على فراشها دون أن تستسلم عينها للنعاس فقلبها يشعر بالحزن وهى تشعر أنها مثل السجينه في هذا القصر وكل شىء حولها غامض ومع مرور الوقت استسلمت هارمونى للنعاس ونامت .
تململت هارمونى في نومها وهى تشعر بتحسن بعض الشىء وجلست في مكانها وقد وجدت بأن الغرفه غارقه في الظلام الدامس فتعجبت وأضاءت الغرفه بالضوء بجانب السرير وتلفتت حولها لتجد ساعه لترى كم مر عليها من الوقت وهى نائمه وبالتالى شعرت بالجوع فقد وجدت نفسها قد نامت كثيراً فقامت من مكانها وارتدت روباً فوق ثوبها وعدلت من شعرها وقررت أن تنزل بالأسفل إلى المطبخ لترى أى طعام تأكله ووجدت الساعه قد قاربت على الثانيه صباحاً ففتحت الباب بهدوء ووجدت أن كل الغرف تغرق في صمت وظلام تام فخافت بعض الشىء فأتت بإحدى الشمعدان الموضوع في إحدى الأماكن وقامت بإشعاله ونزلت به على الدرج وفجأه تعثرت فأستندت على جدار الحائط بسرعه قبل أن تقع على الدرج وبعد ذلك سارت إلى المطبخ ووجدته مظلم هو الآخر ودخلته وركنت الشمعدان على الطاوله الموجوده داخل المطبخ لترى باقى الطعام الموجود وبالفعل وجدت كميه لابأس بها منها وجهزته ووضعته على الطاوله وجلست تأكل وبعد قليل بدأت تشعر بالخوف فقد انطفأ الشمعدان وحل مرةً أخرى الظلام فكتمت شهقتها خوفاً من أن يسمعها أحد .
حاولت الخروج خارج المطبخ في هذا الظلام وتحسست الأماكن جيداً وأثناء ذلك سمعت صوت باب يفتح فحبست أنفاسها كى لا يشعر بها أحد فاستمعت إلى صوت أقدام قريبه منها فارتجف قلبها من الرعب والخوف وفجأه وجدت من يشعل أمام وجهها ضوء أحد الشموع الموضوعه في الشمعدان الفضى فشهقت برعب فابتسم لها جو لكى يطمئنها وقال لها : لاتخافى فأنا جو فقالت بارتباك أنا آسفه يا سيدى فقال لها مبتسماً : لاتقولى سيدى اسمى جو قولى لى جو فقالت له بتردد ولكن يا سيدى... فقال لها: لاتقولين ذلك مرةً أخرى قلت لكٍ إسمى جو فقوليها هيا أريدُ سماعُها فقالت له: حسناً جو شكراً لك فقال بدهشه: هيا قولى لى لماذا نزلتى بالأسفل في هذا الوقت فقالت باضطراب : لقد كنت جائعه ونزلتُ لذلك .
فقال جو: حسناً تفضلى هذا الشمعدان واصعدى به إلى غرفتك فالوقت متأخرهيا فقالت له وهى تتناوله شكراً لك جو فابتسم لها قائلاً: في خدمتك هارمونى ولا تخافى بالتأكيد فإن التيار الكهربائى منقطع لسبب عُطل ما فهزت رأسها وقالت شكراً لك على مساعدتك لى فقال لها العفو هارمونى وتركته وانصرفت من أمامه .
صعدت هارمونى الدرج بالكامل ومشيت في طريق غرفتها وفجأه وجدت من يجذبها من ذراعها داخل إحدى الغرف وأغلق الباب وراؤها فشهقت بصدمه وارتجف قلبها بذعر وأخذ قلبها يعلو ويهبط من هول المفاجأه والصدمه وجف حلقها واتسعت عينينها بذعر،، وهى ترى وجه ماكس على ضوء الشموع مبتسماً بسخريه وجذبها ناحيته بقسوه من ذراعها ونفث في الشموع لكى تنطفىء وانطفأت بالفعل وقال بتهكم : هكذا أفضل أليس كذلك يا صغيرتى فزدادت نبضات قلبها برعب مع نبرات صوته الحاد ولم تستطيع أن تتحدث وحاولت أن تفلت منه ولكنه لم يتركها بسهوله وقام بوضع ظهرها خلف الباب المغلق وحاصرها وراؤه وقال بغضب ماذا كنتِ تفعلين بالأسفل ؟ فلم تجاوبه هذه المره أيضاً فصرخ بها قائلاً : لماذا لا تتحدثين هيا تحدثى ولا تتجاهلييننى هكذا فقالت بارتباك كنت ... كنت....جائعه و.....فقطاعها قائلاً هل كنتِ تقابلينه في هذا الوقت المتأخر من الليل بهذه الثياب التى ترتديها الآن ،، هل كنتِ على إتفاق معه أنكِ ستقابلينه الآن في هذا الوقت المتأخر وبهذا المنظر ،، فهزت رأسها بسرعه وقالت هارمونى وهى تنفى عنها هذه التهمه : لم أقابل أحداً يا سيدى لقد كنتُ جائعه وارتديتُ روباً فوق ثيابى ولهذا نزلت بالأسفل وجلست في المطبخ وأعدت الطعام لنفسى وتناولته و.... وقاطعها قائلاً بحده : وقابلتى جو أليس كذلك لقد كنتِ على موعد معه،،
فقالت له باضطراب : لقد قابلته صدفه يا سيدى بسبب انقطاع التيارالكهربائى ووجدته في طريقى وأنا أصعد الدرج وانقذنى من الظلام فصرخ بها قائلاً : كاذبه لقد رأيتك بعينى تقفين معه وتتحدثين أيضاً فقالت باستغراب : ولكن ياسيدى إن جو كان .....فقاطعها قائلاً بتهكم وهو يقترب من وجهها حتى شعرت بأنفاسه الغاضبه على وجهه وهو مازال يحاصرها وراء الباب وقال : من الواضح أنه ساعدك لدرجة أنكٍ تقولين إسمه هكذا وبدون أى ألقاب ،، وفجأه عاد التيار الكهربائى مرة ً أخرى وقال لها بسخريه : هكذا أفضل لكى أكتشف كذبكِ جيداً فقالت له بسرعه لكى تدافع عن نفسها : ولكن يا سيدى أنا لا أكذب عليكَ في شىء وهذا ما حدث معى بالفعل ،، فضغط على ذراعها بقسوه فتألمت وقال بغضب : هل تعرفين ماذا سيحدثِ لكِ إن وجدتك معه مرةً أخرى سأعاقبك وأنتِ هارمونى لم تجربى غضبى بعد ولاعقابى فقالت له : ولكن ياسيدى ماذا فعلت لكى أعاقب فقال بغضب : أنتِ السبب هارمونى وإذا وجدتك مع جو مرةً فستاعقبين عقاباً لم تجربيه من قبل ولقد حذرتك ،، فجذبت ذراعها من يده وقالت والدموع في عينيها : سيدى إننى خادمه ولا أليق بشابٍ مثل جو وكنتُ أناديه هو الآخر سيدى ولكنه هو الذى رفض ذلك فقال لها بانفعال : قلت لكِ من قبل إننى أنا فقط سيدك ولا تخدمين سواى ولا سيد لكِ إلا أنا هل تفهمين ،، وإذا كنتِ تتذكرين أيضاً لقد شرطُ عليكِ ذلك وأنكِ ستقومين على خدمتى أنا فقط في كل شىء شعرت هارمونى بالغيظ والقهر ففتحت الباب لكى تنصرف ،،
ولكنه باغتها بإمساك ذراعها بقسوه وقال لها بغضب : هذه ثانى مره تفعليها هارمونى أن تتركينى وتتجاهلين أوامرى وكلماتى وتتركينى هكذا بدون أى إستإذان فقالت له بضيق : إننى أفعل كل ما تأمرنى به وليس لك الحق أن تدخل في حياتى أكثرمن ذلك فأمسكها من ذراعها الآخر بعنف وقرب وجهه من وجهها وقال بقسوه : بل ستخضعين لى هارمونى ولن أتركك تتصرفين كيفما يحلو لكِ وكيفما تشائين فتأملت وجهه الغاضب وشعرت بأن عينيه تخترق عقلها وقلبها بعنف وارتجف جسدها بين يديه الممسكةً بها وقالت له بألم : لماذا تفعل بى ذلك ماذا فعلت لكى تعاملنى بهذه الطريقه مادمت تريد إذلالى هكذا قل لى لماذا أتيت بى إلى هنا فقال لها ماكس بصرامه وقسوه : ليس لكِ الحق فى أى سؤال تسأليه هارمونى إلا الذى أريده أنا وقرب وجهه أكثر من وجهها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها أكثر وتأملت عينيه القاسيه وارتجفت شفتيها من قسوته عليها وقال لها بحده وعينيه على شفتيها المرتجفه : لن تعرفى أى شىء هارمونى إلا في الوقت الذى أريده أنا وأزاحها بقسوه حتى ترنح جسدها وقال لها بصوت آمر : هيا إنصرفى من هنا حالاً والمره القادمه ستعاقبين إن فعلتِ شيئاً لا يرضينى تركته هارمونى وهى غاضبةً منه ومن نفسها وحظها العاثر الذى أقعها في طريق هذا الدوق القاسى الذى لايرحم .
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
ذهبت هارمونى إلى إلى حجرتها وأغلقت الباب وراؤها وتركت العنان لدموعها وارتمت على السرير وهى تبكى من الغموض الذى يجعلها تعجز عن أى تصرف ومنه هو أيضاً ومع إصراره العجيب على إذلالها له وبهذه الطريقه المهينه فهى ليست خادمه للكل بل هى خادمته هو فقط لماذا هو فقط حتى إجابة هذا السؤال لاتعرفه.
مر عليها إسبوع بعد هذا الموقف الذى جعلها تبكى بشده من قسوة كلماته لها وهذا ما جعلها تتحاشى وجودها مع جو في نفس المكان وكان ماكس ينظر إليها بغضب وبتهديد كلما رآها وكأنه يذكرها بكلماته وتحذيره لها إلى أن جاء يوم وكانت في المطبخ ووجدت جو خلفها يقول مبتسماً بحيره : لماذا تتحاشيننى هارمونى هذه الأيام ،، ففوجئت به خلفها هكذا فتيبست مكانها من المفاجأه وقالت له بارتباك : أبداً لايوجد أى شىء من هذا فقال لها جو بثقه : بل يوجد لقد لاحظت عليك ذلك منذ فتره فلماذا تتصرفين هكذا معى لماذا فاضطربت؟ وشعرت بأن شبح الدوق معها يراقبها وهى تتحدث معه وشعرت أيضاً بأن عينيه وإحساسه سيعرفون بما يحدث هنا فاجعلها هذا تضطرب أكثروقالت بتردد : جو من فضلك أنا خادمةً سيدى ماكس ولا يليق بكَ أن تتحدث معى فقال لها بثقه ولكن هارمونى أنا لا أرى أنكِ خادمه أنا أرى أمامى فتأة جميله وصغيره ولا أريد منكِ إلا نكون أنا وأنتِ أصدقاء فقالت بسرعه ولكن يا جو لا ..... فقاطعها جو قائلاً إذاكنتِ حقاً تعتبريينى صديقاً لكِ فاقبلى بعزومتى لكِ على العشاء فنظرت إليه بذهول فهذا من المستحيلات أن تخرج خارج أسوار هذا القصر فإنها محاطةً هنا بعينى ماكس وتحت مراقبته لها ،، إنها ليست سوى سجينةً عنده بدون أن ترتكب أى جريمه فقال جو بحيره ودهشه : لماذا لاتتحدثين معى وتجاوبيننى هل تقبلين بعزومتى لكِ على العشاء بالخارج في أى مكان هادىء فقالت بارتباك : ولكن يا جو لن أستطيع ان نخرج سوياً فأرجوك دعنى وشأنى فقال لها بحده مفاجأه : هل هذه أوامره لكِ فقالت بسرعه وبخوف : كلا يا جو كلا فقال لها بصرامه : إذاً إقبلى بعزومتى مادمتى تقولين ذلك فتنهدت بحيره وضيق وقالت بعد تفكير حسناً جو إننى موافقه فتهللت أسارير وجهه وقال أنا سعيد أنكِ وافقت هارمونى وإذا كان على ماكس فلن أخبره بأى شىء .
انزعجت هارمونى بعد إنصراف جو وقالت لنفسها يا إلهى حتى إن لم يعرف فحاسته القويه ستبلغه بما يحدث من وراؤه وفى اليوم التالى قد قارب الوقت المتفق عليه بينها وبين جو الذى أبلغها بأن هذا الوقت مناسب لأن ماكس سيخرج هو الآخر فهو مدعو لحفله بالخارج مع أحد أصدقائه المقربين ولن يمكنه معرفة ذلك مادام في الخارج وأبلغها أيضاً ليطمئنها بأن جدته على علم بذلك وأنها ستبلغه إذا سأل عنكِ بأنكِ متعبه وتنامين في غرفتك ،، كل هذا تذكرته هارمونى وهى تأتى له بثيابه لكى يرتديها للذهاب إلى حفلته ولاحظ عليها ماكس شرودها فقال لها بخبث لكى يغيظها : لقد أصبحت خادمتى تشرد كثيراً هذه الأيام وليس لها الحق أن تفعل ذلك مادامت موجوده معى ،، شعرت هارمونى بالغيظ منه فزادها هذا إصراراً على ذهابها مع جو فها هو يبدل ثيابه ويخرج بحريته وهى منذ تواجدها هنا غير مسموح لها حتى بالنظر من النافذه وشعرت في هذه اللحظه أنها سجينة عينيه التى تخترقها وكأنها على علم بما يدور في عقلها فقال هو وقد وجدته يقترب منها فخفق قلبها وعينيها على وجهه: ساعدينى هارمونى في إرتداء هذه البدله فارتبكت فابتسم في سخريه وقال لها : هيا هارمونى لقد تأخرت فناولته البدله بيد مرتجفه فقال لها بمكر: قلت لكِ ساعدينى في إرتداؤها وليس فقط أن تناولينى إياها فقط فأومأت برأسها بصمت ولم تستطيع التحدث فأمسكتها له وهى مضطربه من نظراته المحدقة بها وقام بوضع ذراعه تلو الآخر بها وأقتربت منه قليلاً لكى نُعدل له البدله من عند كتفيه فشبت على أصابع قدميها من الأمام لكى تتمكن من كتفيه لأنه طويل القامه فلاحظ عليها ذلك فابتسم بسخريه وهو ينظر إلى فرق الطول بينهم فحاوطها فجأه بذراعيه من وراء ظهرها وحملها من على الأرض لكى تتمكن من كتفيه بسهوله وقال بهمس ماكر : هكذا أفضل أليس كذلك ياصغيرتى ،، تلاقت نظراتهم في هذه اللحظه وقد قارب وجهها من وجهه كثيراً ولا يفصلها عنه إلا بضع سنتيمترات قليلةً جداً فارتجف قلبها من المفاجأه ومن ذهولها بأنها بين ذراعيه ومحموله على صدره فتجمد جسدها بين ذراعيه واحمر وجهها وأخذ صدرها يعلو ويهبط من المفاجأه وتنفست بصعوبه وجف حلقها وقربها أكثر منه وقال بتهكم هيا استكملى عملكِ وأفعلى ما كنتِ تفعلين فارتجفت يديها على كتفيه وهى تضبط له البدله من أعلى كتفيه وقال لها بصوت خافت أربكها وعينيه مثبته على شفتيها التى بدأت ترتجف من شدة قربه منها: هل إنتهيتِ فأومأت برأسها بصمت واضطراب فأنزلها على الأرض ببطىء وعينيه لازالت على شفتيها المرتجفه وحاول هو إمساك أعصابه وقال ببرود مفاجىْ إذا كنتِ انتهيتِ فهيا إنصرفى الآن وأنا سأكمل كل شىء بعدها فأومأت برأسها باضطراب وأسرعت بالخروج من غرفته وهى مازالت مرتبكه ومتخبطه في مشاعرها اتجاهه بعدما حدث لها الآن .
دلفت إلى حجرتها بسرعه وأغلقت الباب وراؤها بسرعه وكأن مشاعرها تلاحقها وزدات نبضات قلبها بشده بشده وهى تتذكر نظراته لها وأنفاسه على وجهها وأخذ صدرها يعلو ويهبط وكأن نظرات عينيه حولها وأسرعت إلى الحمام لتأخذ حماماً دافئاً يهدأ من أعصابها ومشاعرها ولكى تجهز فأكيد جو بانتظارها وخرجت بعدها وأسرعت إلى خزانة الثياب وأخذت فستانً أنيق وأرتدته بسرعه لكى تهرب من نظرات عينيه التى تلاحقها وتأملت نفسها بفستانها الجميل والرقيق وكانت في منتهى الجمال وخرجت تسرع بخطواتها إلى خارج غرفتها .
قابلها جو بالأسفل وهى تنزل من أعلى الدرج وقال لها وعينيه تنطق بالإعجاب قبل لسانهِ الذى قال لها ما كل هذا الجمال الطبيعى الذى يأخذ بالقلب فابتسمت بارتباك ورقه وقالت : ليس لهذه الدرجه فلا تبالغ فقال لها مبتسماً : ولكنى لا أبالغ فهذه حقيقه فابتسمت بصمت فلمحتهم جدته وقالت له : لا تحرجها أكثر من ذلك يا جو فقال لها وهو يضحك ولكن يا جدتى إننى لا إحرجها فهذه حقيقه ولا أبالغ فقالت لهم مبتسمه حسناً أنا أعرف ذلك فهيا إذاً أسرع حتى لا يأتى ماكس قبلكم من الخارج .
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
انصرفوا بسرعه وركبت بجانبه في إحدى سيارات ماكس وأخذت هارمونى تتأمل جمال المكان الطبيعى حولها الذى يلتفت النظر من شدة بهاءه وهيبته وألوان الأزهارالزاهيه بمختلف أشكالها فكانت هذه أول مره ترى المكان من بعد محاولة هروبها الأخيره والتى فشلت .
نظرت هارمونى خارج زجاج السياره وتأملت جمال البحر وجمال المكان الآخاذ الذى يحبس الأنفاس ووصلوا إلى مكان هادىْ في فندق فخم وسحرت بجمال المكان ووجدت نفسها تقول مبتسمه : يا إلهى ما كل هذا الجمال الآخاذ فابتسم جو وقال لها : هل أعجبكِ حقاً فقالت له : طبعاً إنه مكان يعجز اللسان عن وصفه فقال لها بسعاده : لقد أسعدتينى برأيك هارمونى هيا بنا ندخل .
دخلت معه هارمونى وجعلها تتأبط ذراعه فأحرجت واحمر وجهها وقال لها ليشجعها : هيا لا تشعرى بالإحراج فهذا شىء عادى في مثل هذه الأماكن فتأبطت ذراعه ودخلت معه المكان وهى منبهره وأجلسهم النادل في ركن جميل هادىء وأبلغه جو بالطعام الذى يريده وبعد أن استشار هارمونى وانصرف النادل لكى يأتى لهم بالطعام وأخذ جو يحادثها في أشياء مختلفه دون ان يتطرق إلى حياتها الخاصه واستراحت هارمونى لذلك ووجدت شخصيته جذابه وبسهوله إتأقلمت معه وأخذت تجاريه في كلماته ويضاحكها على مواقفه مع ماكس وهم صغار وكانت تستمتع بالحديث معه فهذه أول مره يعاملها شخص ما بهذا الأهتمام والذوق .
بعد قليل أتى لهم النادل بالطعام المطلوب وشردت وهى تأكل على أنغام موسيقى هادئه منبعثه من المكان وأغمضت عينيها وهى تتخيل ماكس يراقبها بعينيه الحاده فلاحظ جو شرودها وقال جو متأملاً ملامحها المنقبضه ماذا بكِ هارمونى فقالت له باضطراب لا لا شىء لا يوجد أى شىء فابتسم لها وقال : لا تزعجى نفسكِ فاماكس في حفلته سيتأخر كالعاده فلا تزعجى نفسكِ وحاولى أن لا تضطربى هكذا واجلسى وأنتِ هادئه فابتسمت له وقالت له : حسناً فأنا سعيده بوجودى معك في هذا المكان الرائع وأشكرك على هذه العزومه وعلى إصطحابك لى إلى هنا فابتسم وقال : وأنا سعيد أيضاً بأننى بتواجدى معك هنا وهناك في القصر .
وصلت هارمونى معه في وقت متأخر من الليل بعض الشىء بعد أن قضت وقتاً لطيفاً معه وأسرعت في الأستئذان من جو لكى تذهب إلى غرفتها وبعد ذلك أسرعت تهرول على الدرج خوفاً من ماكس ووقفت أمام حجرتها تتنهد وتأخذ أنفاسها وقامت بفتح باب الحجره بهدوء ودلفت إلى الداخل وأستندت بظهرها إلى الباب وأغلقت عينيها وهى تتنهد بأن العزومه مرت بدون أن يشعر ماكس بها وتحسست المكان بجانب الباب لتشعل الضوء وما أن أشعلته حتى تجمدت مكانها من الصدمه ...............ياترى إيه اللى هيحصل ؟
اتمنى تعجبكم وتقولولى رأيكم بصراحه زى ما عودتكم لأن رأيكم يهمنى جداً
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم