رواية تنادية سيدى
الفصل الخامس عشر
فنظرت إليه بغيظ وغضب وتوعدت أكثر لهارمونى وقالت : ألن يكفيكِ ما حدث لكِ اليوم حسناً أيتها الحمقاء سنرى من سيربح في معركتى معكِ فأنا كارمن لا يستطيع أى شخص ما أن يأخذ منى ماكس لأن ماكس لى وحدى وسأحقق ما تمنيته معه دائماً رغماً عن الجميع وفجأه ظهر أمامها جو الذى قال لها بخبث : ماذا بكِ كارمن لمَ أنتِ غاضبةً هكذا !!!!
فنظرت إليه كارمن بضيق وقالت : لاشىء كنت أتساءل أين ماكس كل هذا الوقت فقال لها جو بتهكم : لا تقلقى عليه كارمن إنه بالتأكيد سيكون بخير،، واصعدى إلى غرفتكِ حتى لا يؤثر سهرك على جمال بشرتكِ فقالت له بغيظ : ما الذى تقوله جو فقال لها بالامبالاه : أليست هذه هى الحقيقه كارمن وأنكِ دائماً ما تحرصين على جمالك وجمال بشرتك فنظرت إليه بضيق وتركته وهى متغاظه منه .
فابتسم وقال في نفسه : إياكِ أن تؤذى هارمونى وسترى ماذا سأفعل بكِ وانصرف إلى حجرته لكى ينام قبل أن يسافر في الصباح الباكر إلى باريس .
كان ماكس يقف بجانب هارمونى لكى تقوم بتغيير ثيابها ولكنها لا تستطيع ذلك فقام ماكس بتهديدها بأنه مستعد أن يقوم هو بذلك إن لم تستمع إلى أوامره فاتسعت عينيها في ذهول وقالت له غير مصدقه : هل تتحدث بصدق يا سيدى فاقترب منها بمكر وقال لها وهو يتأمل ملامح وجهها وشفتيها التى ترتعش : هل تحبى أن ترى ذلك بنفسكِ هارمونى أنا على إستعداد تام لكى أفعلها وأمسك بيدها ليجذبها نحوه ليثبت لها صحة وصدق كلماته فارتجف جسدها وهى تتخيل أن يفعل لها ذلك فجذبت يدها من يده وقالت له باضطراب : شكرا يا سيدى سأقوم بفعل ذلك بنفسى فابتسم في خبث وقال لها : ومن الممكن أن أساعدك أيضاً في فعلها فهزت رأسها بسرعه ونسيت تعبها ونهضت من فراشها وأسرعت تهرول ناحية الحمام فوقعت على الأرض من شدة آلام قدميها فأسرع نحوها ماكس وقال لها بقلق : هل أنتِ بخير فقالت له بألم : إن قدمىّ تؤلمنى كثيراً فابتسم في خبث ومكر وقال : لقد كنت سأقوم أنا بتغيير ثيابكِ دون الحاجة لكى تتألمىّ كثيراً فاحمر وجهها من الخجل وقام ماكس بحملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش وأتى لها بثوبها وقال لها بصرامه هذه المره : هيا قومى بتغيير ثيابكِ هنا دون أن تذهبى إلى الحمام فاتسعت عينيها بصدمه وقالت له : وهل سأرتدى ثيابى أمامكَ يا سيدى فابتسم بخبث : وماذا فى ذلك إنك طفلةً صغيره هارمونى وقد تحتاجين إلى مساعده منى أليس كذلك فقالت بإحراج : لا لستُ محتاجه لأى مساعده منك شكراً لك يا سيدى فابتسم في مكر وقال : حسناً هارمونى سأنزل إلى الأسفل وإذا إحتجتنى في أى مساعده سأكون هنا على الفور فاحمر وجهها من الخجل وتركها لكى تستبدل ثيابها ونزل إلى الغرفه الموجود بها المدفأه واتجه ناحية إحدى اللوحات المعلقه على الجدار ونظر إلى إمرأه جميله ووقف أمامها يتأملها في إعجاب وهو يقول لنفسه : ليتكِ تكونين معى الآن لقد إشتقتُ إليكِ كثيراً .
وفى اليوم التالى سافر جو إلى باريس وحضر الأجتماع الطارىء في غرفة الأجتماعات الخاصه داخل المصنع وبعد وقت قليل دخل إلى غرفة مكتبه بعد إنتهاؤه من الأجتماع وقد فوجىء بوجود جينفير فتجمد في مكانه وصدم وهرولت هى إليه وارتمت على صدره وقالت له باشتياق : لقد إشتقت إليكَ جو فأغمض جو عينيه وخفق قلبه عندما إستمع إلى صوتها العذب بجانب أذنه فارتبك وحاول أن يتماسك وقال ببرود : ما الذى أتى بكِ إلى هنا فقالت له ودموعها تنهمر : لقد جئتُ إليكَ لأننى مازلت أحبك جو فقال لها وهو يبعدها عنه بجمود : ومن قال إننى بحاجةً إلى هذا الحب لقد نسيتُ هذا الحب وأصبح من الماضى قال ذلك وجلس على مقعد مكتبه دون أن يعيرها أدنى إهتمام .
فقالت له بصوت مجروح : أهان عليكَ قلبكَ أن يتركَ حبى وينساه بهذه السرعه فقال لها بجمود : ليس لى قلب جينفر لقد جعلتنى كذلك ونسيتُ كل شىء وقد أصبح كل ما مر بنا من الماضى ولا أتذكره أبداً فقالت له وهى تنتحب : أرجوك جو إستمع إلى أنا لم أخونكَ أبداً ولم أفكر بذلك قط فقال بغضب : جينفر لا أريدُ التحدث في هذا الأمر ولا يهمنى معرفته وهيا إنصرفى الآن من هنا لأننى مشغول ولى أعمالاً كثيرة اليوم وأريدُ إنجازُها في وقت قصير فأغمضت جنيفر عينيها من شدة كلامه الجارح والقاسى وشعرت جينيفر بغصه في حلقها ونزلت دموعها في صمت وبكى قلبها المكسور أيضاً من شدة الأهانه التى توجهت لها وطرده إياها بهذا الشكل .
وتجاهلها جو تماماً وانشغل في عدة أوراق موجوده أمامه وانسحبت جينفر من أمامه بقلب مكسور وفتحت باب مكتبه وألتفتت إليه لعلها تستعطفه بنظراتها ولكنه تجاهلها تماماً وأغمضت عينيها في ألم وانصرفت وأغلقت الباب وراؤها فنظر جو إلى الباب بعد أن أغلقته وتنهد بضيق وقام من مقعده وقد شعر بالغضب من نفسه ومن قلبه الذى كان سيحنُ إليها وقد كان سيغفر لها خطؤها الذى حاول كثيراً أن ينساه ولكنه لن ينساه أبداً .
ظل ماكس في المنزل لمدة أسبوع بمفرده مع هارمونى وعاملها مرةً أخرى بقسوه وظلت لا تستطيع الوقوف على قدميها بطريقة طبيعيه وكلما وقفت تشعر بالتعب ورغم ذلك كان ماكس يأمرها دائماً بأن تعدُ له الطعام والشراب وتقوم على خدمته فكان يخرج كل صباح للسباحه ويأتى ليجدها قد أعدت له طعامه وقهوته وكانت أيضاً تنظف المنزل بالرغم منها وهى متعبه وكانت تضغط على نفسها وتتحمله كثيراً وقد كان كثيراً ما يخرج خلال هذا الأسبوع إلى عمله ويأتى قبل الغروب ويجدها أيضاً قد أعدت له طعام الغداء وكانت تنتهز عدم وجوده في المنزل وتستريح قليلاً من عناء العمل المتواصل وعندما يأتى تقف على خدمته طوال الوقت وكان دائماً ما يسخر منها ويعاملها بمنتهى القسوه .
وكانت كارمن في هذه الفترة كانت تحاول دائماً التقرب من ماكس ودائماً ما تسأله عن هارمونى وكان دائماً ما يقول لها : عجباً لكِ كارمن من هى هارمونى لكى تشغل تفكيرك هكذا طيلة الوقت فتقول ببراءه زائفه : إنى أطمئن على خادمتى فى المستقبل ألقريب ألن تكون كذلك ماكس فيبتسم ماكس بتهكم ويقول لها : إنها ليست خادمتك كارمن بل هى خادمتى أنا فقط وهى تعلم ذلك جيداً فكتمت كارمن غيظها من حديثه وقالت له بخفوت : إنك تكرر حديثها معى ماكس فنظر إليها ساخراً وقال : ماذا تقصدين بجملتكِ هذه فقالت له بالامبالاه زائفه : أقصد مادامت فى القصر ستكون خادمتى أنا أيضاً فقال لها باستهزاء : ولكن كلماتكِ الأخيره لا تقصدى بها ذلك ،، فأشاحات بوجهها بعيداً حتى لا يقرأ ملامح كذبها عليه وقالت : إننى أحبك ماكس وسوف أظل هكذا حتى إذا احتفظتُ بهارمونى خادمة خاصة لديك فتبسم ماكس بكبرياء فاستكملت قائله بدلال : هيا بنا نذهب فى نزهه أنا وأنت فقال لها متنهداً : حسناً هيا بنا .
إلى أن جاء يوم وتعبت فيه هارمونى وقد شعرت بأن قدميها لم تعدُ تحملانها من كثرت أعباء المنزل والعمل المتواصل بدون أدنى رحمه فاستندت إلى المقعد بجانبها فى المطبخ وبدأت تشعر بالدوار والظلام يُحيط بعينيها فدخل ماكس عليها في المطبخ وقال لها بصرامة : هل إنتهيتِ من الطعام أم سأنتظر أكثر من ذلك فنظرت إليه بخوف رغم تعبها الشديد وبدأت تقاوم الدوار التى تشعر به ويؤثر على مدى رؤيتها له وقالت بضعف : سأنتهى منه حالاً يا سيدى فنظر إليها في ضيق وتركها وانصرف ومن شدة ضيقه وغضبه منها لم يلاحظ تعبها الواضح عليها .
ظلت هارمونى تقاوم شعورها بالدوار وانتهت له من كل شىء وأعدت له الطعام على مائدة الطعام في الغرفه المخصصه لذلك ووضعت كل شىء في مكانه وجلس هو وتجاهلها تماماً وبدأ يتناول طعامه وكانت تقف بجواره وكانت طوال الوقت بجانبه فبدأ شعورها بالأغماء يتزايد وبدأ يحيط بعينيها الظلام الدامس فوضعت يدها على رأسها وحاولت أن تقاوم هذا الشعور اللعين لكنها لم تفلح هذه المره فحانت إلتفاتة من ماكس في هذه اللحظه فلاحظ هذه المره تعبها فقال لها بقلق : مابكِ هارمونى فقالت له بضعف وتغمض عينيها : إنى أشعر بالدوار يا سيدى ومتعبة بـــ..... فأغمى عليها فجأة أمامه ولم تستكمل جملتها فهب ماكس من مكانه ولحق بها فوقعت بين ذراعيه .
حملها ماكس بين ذراعيه وصعد بها إلى غرفتها في الطابق الثانى في الغرفه المتصله بغرفة أخرى ووضعها على الفراش وهو ينظر إليها بقلق ووضع يده على جبهتها فوجد حرارتها مرتفعه بشده فتزايد قلقه فتذكر جراح قدميها فتركها وابتعد ناحية قدميها ورفع ثوبها قليلاً فوجد جراحها ملتهبة بشده وهذا ما يؤثر عليها فتنهد بضيق وأسرع ونزل بالأسفل ليأتى بعلاج لها فليس في هذه المنطقه يوجد طبيب فهذه المنطقه خاصة به هو فقط ولا يسكنها شخص آخر غيره .
أسرع ماكس ناحية المطبخ وأتى بإناء متوسط الحجم وملئه بالماء وأتى أيضاً بضمات جديده ومطهر لقدميها وأسرع إليها إلى الأعلى وفتح الباب واقترب منها وأخذ منشفة صغيره للكمادات لتنزيل حرارتها وقام بوضعها في الأناء وبعد ذلك وضعها على جبهتها وتركها وابتعد ناحية قدميها ورفع ثوبها إلى الركبتين بهدوء وتأمل جراحه الملتهبه وضم قبضة يده بضيق وبدأ يطهر هذه الجراح وبعدها أتى بالضمادات ووضعها عليه ببطىء حتى لاتستفيق وتتألم مرةً أخرى .
انتهى ماكس من علاجه لها وقام بوضع المنشفه مرةً أخرى داخل الماء ووضعها على جبهتها ظل يفعل ذلك عدة مرات حتى بدأت حرارتها تنخفض تدريجياً فتأمل وجهها ووضع يده على شعرها وقال لنفسه : ليتنى أستطيع نسيان ما حدث مع أمى هارمونى إن ما حدث معها لشىء فظيع ولا أستطيع نسيانه أبداً وكانت أمى كثيراً ما تتحمل هذه الأفعال من أجلى ومن أجل تربيتى ولن أغفر لوالدكِ ما فعله بأمى مهما حدث .
بات ماكس ليلته سهران على المقعد بجوار فراشها حتى شعر بالنعاس الشديد يتسلل إلى عينيه فأغمض عينيه ببطىء وأفاق بعد مرور ساعة من الوقت على صوتها تصرخ وتقول بأعلى صوتها : اتركنى أرحل اتركنى ارحل من هنا ياسيدى فنظر إليها واقترب منها بسرعه وقال لها : هارمونى هارمونى ماذا بكِ لماذا تصرخين هكذا ،، ففتحت عينيها وقالت له بصراخ : ابتعد عنى انت السبب فيما أعانيه أنت السبب ليتنى ما رأيتك يوماً ليتنى لم ألتقى بك لقد تعبت منك ومن أفعالكَ معى فهز رأسه بضيق وقال بغضب : أنتِ ليس في وعيكٍ هارمونى أنتِ بالتأكيد تهذين ،، فهزت رأسها بغضب وأزاحته بيدها بقوه بعيداً عنها وقالت له بانفعال : أنتَ السبب في هذيانى هذا لقد سئمتُ منكَ ومن قسوتك علىّ فنظر إليها والشرر يتطاير من عينيه وصرخ بها قائلاً : لقد جُننتِ هارمونى لقد جننتِ بالتأكيد فأغمضت عينيها بضعف مفاجىء له وقالت له بصوت منكسر بالرغم منها : لقد جُننت بالفعل يا سيدى لأننى أحببتك أحببت من يقسو علىّ كل هذه القسوه وهذا العذاب اتسعت عينى ماكس بذهول واقترب منها وقال بذهول وقلبه يخفق بالرغم منه : هارمونى ماذا تقولين أنتِ بالتأكيد تهذين من أثر حرارتك المرتفعه أليس كذلك فقالت له بانفعال : بالتأكيد لقد فقدت عقلى لكى أحب دوق وسيدى في آن واحد لقد جننت بالفعل أليس كذلك ياسيدى وكيف لى أن أحب شخص ما مثلكَ وبمكانتكَ هذه وإنى أستغرب لقلبى أيضاً كيف يحب قلبى من يظلمنى ويقسو على كل هذه القسوة وليس لى أى ذنب فيما فعله والدى ،، فأمسكها من ذراعها بقسوه وقال بغضب : بلى لستُ ظالماً لكِ بل والدكِ هو من ظلمكِ وحده فأردت أن أنتقم لأمى التى جعل حياتها جحيماً ويبدو أيضاً أن سبب جنانكِ هذا هو بالفعل حرارتكِ المرتفعه وهى من جعلتكِ تتفوهين بهذا الكلام الأحمق .
شعرت هارمونى بالأهانه أكثر في جرح كرامتها فابتلعت ريقها بصعوبه وصرخت به قائله : ابتعد عنى ولا تلمسنى مرةً أخرى تباً لك أيها الدوق المغرور تباً لك لقد دمرتنى دمرتنى وإذهب لكارمن التى تليق بك ولعائلتكَ ولعلها تكون بانتظارك الآن فشعرماكس بالغيظ والغضب منها وقال لها بتحدى : حسناً هارمونى سأذهب إليها فإنها ليست طفلةً مثلكِ فهى تفهمنى جيداً ولا تنعتنى بالمغرور وبالتأكيد ستكون بانتظارى وستكون مشتاقة لى أيضاً وترك ذراعها بقسوه وألقى به على الفراش .
ترك ماكس الغرفه وهو غاضب منها بشده ثم اتجه إلى غرفته ولكنه لم ينم وأخذ يزرع الغرفه إياباً وذهاباً وضم قبضة يده وقال لنفسه بانفعال : لقد أصبحتِ عدوة لى هارمونى من قبل أن أعرفكِ وأراكِ ولقد بحثتُ عنكِ كثيراً حتى وجدتكِ وجئتُ بكِ معى إلى هنا في جزيرتى رغماً عنكِ لكى أنتقم لوالدتى وبعد كل هذا تقولين لى ليس لكِ ذنب في كل ما حدث بل لكِ كل الذنب أليس والدكِ هو الذى حطّم والدتى ودمرها نفسياً وقضى عليها وجعلها له مثل أى خادمه وهى ليست كذلك بل إنها من أسره عريقه هى وأبى وكانت لا تستحق ذلك بل الذى يستحق أن يُدفن .
استيقظت هارمونى في الصباح الباكر وهى تشعر بصداع في رأسها وتلفتت حولها فلم تجده فتنهدت وقالت لنفسها : أين ذهب انا لا أتذكر ما الذى حدث بالضبط كل ما أتذكره أنه كان هنا ولا أتذكر أى شىء آخر .
فتركت هارمونى الفراش ودخلت إلى الحمام لكى تستعد للنزول للأسفل كعادتها وبعد قليل كانت جاهزه بثياب الخدم الذى ألقاها إليها منذ أن أتى بها إلى هنا وتنهدت وهى تتذكر ما فعله بها منذ أن أتى بها إلى هذا المنزل ما عدا بالأمس لم تتذكره جيداً .
نزلت من أعلى الدرج وتلفتت تبحث عنه بعينيها لكنها لم تجده مثل كل صباح فتنهدت بارتياح مضطرب وقلق بعض الشىء وقالت لنفسها : أفضل هكذا لعلنى أستريح من عذابه ولو قليلاً .
شغلت هارمونى نفسها بالعمل المتواصل في المنزل وأخذت ترتب كل جزء به وجهزت طعامه أيضاً لعله يأتى في أى وقت ويجده جاهزاً .
ودخلت غرفته فوجدت كل شىء مرتب كالأمس وتساءلت بينها وبين نفسها لماذا كل شىء مرتب هكذا ألم ينم هنا على فراشه كعادته لكنه من الواضح أنه لم ينم بها أبداً بالأمس .
مر اسبوع على هارمونى ولم يأتى ماكس إليها وكانت تعد له الطعام كل يوم ولم يأتى أيضاً فشعرت بالقلق عليه وهى مثل السجينه في هذا المكان البعيد الذى لا يوجد به أشخاص يعيشون به غيرها إلا على مكان بعيد منها وتنهدت بضيق وقالت لنفسها : لماذا تعاقبنى هكذا يا سيدى لقد مر علىّ أسبوع ولم تأتى إلى هنا لقد إشتقت إليك كثيراً ماكس لقد تمنيت أن أناديك هكذا ولكنى لم ولن أستطيع حتى قولها في أحلامى وأناديك بكلمة يا سيدى لقد رحلت عنى وتركتنى فجأه ولا أعرف لماذا تركتنى وحيده بدونك هكذا ونزلت دموعها الغزيره على وجهها وأخذت تنتحب بصوت عالى وقالت من خلال دموعها بصوت عالى : ماكس ماكس لا تتركنى وحيده إنى خائفه لا أريد سوى رؤيتك والأطمئنان عليك لا تتركنى أرجوك أرجوك يا سيدى .
مر ثلاثة أيام آخران على ابتعاد ماكس عن المنزل وكانت حياة هارمونى تزداد سوءً من غيره فوقفت هارمونى في الشرفه بانتظاره كالعاده كل مساء وعند الغروب التى تشاهد جمال منظره والشمس تغرب من جانب البحر ويأتى المساء ويبتلع مياه البحر الشمس كما يخيل إليها كل مساء وفجأه سمعت صوت سياره بالخارج .
فارتجف قلبها بقوه وتساءلت وقالت لنفسها : أمعقول يكون هو هل عاد إلىّ بعد إشتياقى له كل هذه المده ولكن أحلامها قد ذهبت سدى ولم يكن ماكس بل كان آخر شخص تود رؤيته لقد كانت كارمن فابتلعت ريقها بضيق وقالت لنفسها : ماالذى أتى بها إلى هنا ومن أخبرها بمكانى هنا فقد كانت تمشى بهدوء مستفذ فشعرت هارمونى بالضيق منها وهبت واقفه من مكانها لكى تدخل إلى الداخل ولكن كارمن بادرتها بقولها الساخر : هل ستتركينى هكذا وبهذه السرعه وبدون معرفة سبب مجيئى إليكِ أيتها الخادمة ،، فالتفتت إليها هارمونى بغضب والشرر يتطاير من عينيها فابتسمت كارمن بسخريه أكثر وقالت : لماذا تغضبين ألستُ خادمة ماكس وستكونين أيضاً خادمتى بعد عشرة أيام فارتجف قلب هارمونى بذعر وقالت بصوت مرتجف : ماذا تقصدين بعشرة أيام ،، فاقتربت كارمن من الشرفة اأكثر وقالت بهدوء شامت : أجل أيتها الخادمة الحمقاء ستكونين خادمتى أنا أيضاً لأننا سنتزوج أنا وماكس بعد عشرة أيام اتسعت عينى هارمونى بصدمة وذهول ولم تستطيع النطق فابتسمت كارمن أكثر وقالت بتشفى : وسيكون كل خادمات القصر هم خدمىّ أيضاً فما رأيُكِ أيتها البلهاء فابتلعت هارمونى ريقها بصعوبة وانكسار وقالت لها : لا لن أكون خادمة لكِ أبداً فأنا خادمة لشخص واحد وهو سيدى ماكس وهو من قال لى ذلك .
فقالت كارمن : حسناً سنرى هذا الكلام فيما بعد أيتها الخادمه والآن إتى لى بفنجان من القهوه فقالت هارمونى :لا يوجد هنا بُن فالبن قد نفذ من المنزل فقالت كارمن بغضب : لم ينفذ من عندكِ أى شىء فكل شىء عندكِ في هذا المنزل فأنا أعرف كل شىء عن هذا المنزل ولقد أتيتُ إلى هنا عدة مرات مع حبيبى وخطيبى ماكس و بمفردنا وأعرف كل شىء وتفاصيل هذا المنزل جيداً فشعرت هارمونى بالضيق وشعرت بالغيظ من كلامها وقالت لها : حسناً مادمتى تعرفين كل هذا فلماذا لا تصنعين لنفسكِ أنتِ فنجان من القهوة فشعرت كارمن بالغضب وصرخت بها قائله : كيف تجرؤين على قولها أيتها الغبية الحمقاء فابتسمت هارمونى ساخره : كيفما تتجرأين معى في الحديث ولست بخادمة لديك لكى تتحدثى معى بمثل هذا الأسلوب فتطاير الشرر من عينيها وصفعتها فجأه على وجهها فانصدمت هارمونى ووضعت يدها على جانب وجهها مكان الصفعه ونظرت إليها بغضب وقالت لها بتحدى : حسناً آنسه كارمن سيأتى اليوم الذى سأرد لكِ هذه الصفعه وسأردها لكِ أضعاف ما فعلتيها الآن فابتسمت كارمن باستهزاء : هذا هو عقاب الخدم أمثالك فلا يوجد عقاب لهم سوى ذلك ولا تحلمين كثيراً فأنا لن أترككِ تنتصرين علىّ أبداً فقالت لها هارمونى بتحدى أكبر : سنرى آنسه كارمن .
رحلت كارمن بعد هذه الكلمات التى نطقتها هارمونى وهى تتوعدها في نظرات عينيها وستنتقم منها مثلما قالت لنفسها ونظرت إليها هارمونى وهى ترحل أمام عينيها ونزلت دموعها غزيره وهى تتذكر كلمات كارمن عن وجودها في هذا المكان مع سيدها ماكس وبلعت ريقها بصعوبه عندما تنبهت إلى أن زواجه منها بعد عشرة أيام فتساءلت قائله لنفسها : هل ستتركنى وحيده بدونك وتتزوج بأخرى هل هان قلبى عليكَ تباً لك أيها القلب كيف تعشقه وهو يبتعد عنك وسيتزوج بأخرى قريباً فأنا وحدى من سأتحطم في النهايه .
مر يومان آخران ولم يأتى ماكس وقد يئست من عدم حضوره وقالت لنفسها : ألن يحنُ قلبكَ علىّ أبداً وتعرف ما في قلبى من شوق ولهفه إليك فالحب لا يحتاج منا إلى كلمات بل هو شعور جميل بداخل قلوبنا ألم تشعر ولو مرة واحده بقلبى وبأننى أحببتك حباً جارفاً وأفاقت من شرودها على صوت طرقات على الباب فابتسمت وقالت لنفسها هل من المعقول أيكون قد حن إلىّ و جاء أخيراً .
ففتحت الباب بكل لهفتها وحبها الشديد له ولكن كل لهفتها ذهبت أدراج الرياح عندما وجدته جو فتراجعت ابتسامتها وقالت بهدوء : أهلا جو فابتسم لها قائلاً : أهلاً بكِ هارمونى ماذا هناك هارمونى فابتسامتكِ ليست ككل ابتسامتك لى من قبل فقالت له بتردد : لا يوجد شىء تفضل بالدخول فدلف جو إلى الداخل وتلفت حوله وقال بمكر : هل كنتِ تنتظرين أحداً آخر فهزت رأسها نافيه وقالت بسرعه : لا أنتظر أى شخص فقال لها بخبث : حتى ماكس لا تنتظريه فاحمر وجهها من الخجل ولم تستطيع النطق فتبسم جو وقال لها : من الواضح أن حديثى صحيح فقالت له بارتباك : جو أرجوك أنت تعرف أننى موجوده هنا بأمر منه فقال لها متنهداً : أعرف ذلك جيداً هارمونى لهذا أتيتُ لكى أطمئن عليك فأدخلته إلى الحجره الموجود بها الشرفه المطله على حديقة المنزل .
جلس على أحد المقاعد ونظر إليها قائلاً : لماذا تقفين هكذا إقتربى واجلسى أمامى على هذا المقعد فاقتربت وجلست ثم نظر إليها وقال لها بهدوء : ألم تخبرينى بأحاولكِ هارمونى فقالت محاولة أن تبدو هادئه : أنا بخير وأنتَ أخبرنى كيف حالك فتنهد بضيق وقال لها : لستُ بخير هارمونى فأنا متعب فذهلت وقالت : متعب مما إذن !!! فقال لها بضيق : جنيفر هى سبب تعبى وشقائى في هذه الحياه هارمونى فقالت له باهتمام : لماذا هل قابلتها من جديد لكى تقول ذلك فقال لها مبتسماً بمراره : أجل هارمونى لقد قابلتها عندما سافرت في المرة الأخيره إلى باريس فقالت باهتمام مرةً أخرى : وأنت ماذا فعلت وتصرفت معها فابتسم بمرارة وخبث وقال : لن أخبركِ بأى شىء إلا عندما تخبرينى أنتِ الحقيقة كلها فنظرت إليه بارتياب وقالت له وهى تقف من مكانها : وعن أى حقيقة أخبرك فقال لها وهو يقترب منها : عن ماكس فنظرت إليه بضيق وذعر وقالت لتتهرب : لا يوجد أى شىء أخبرك به عنه إنه سيدى فقط .
فتنهد بضيق وقال بغضب مفاجىء لها : كفاياكِ كذباً هارمونى كفاياكِ فقالت له باضطراب : ولكنى لا أكذب فأمسكها من ذراعها بضيق وصرخ بها : كفى كذباً كفى لقد نبهتُكِ من قبل أن لا تكذبين علىّ فنظرت إليه بذهول وقالت له وهى تغالب دموعها : ماذا بك جو أنا لا أكذب عليك أبداً فأمسكها بذراعها الآخر وواجهها قائلاً بغضب : بلى هارمونى تكذبين فأنتِ الآن تكذبين أنا أعرف جيداً أنكِ تقاومين دموعكِ الآن حتى لا تنهمر أمامى فينكشف حبكِ وعشقكِ لماكس انهارت مقاومتها عند ذكر إسمه أمامها وانهمرت دموعها غزيره بالفعل .
فانزعج جو وقال لها هاتفاً بها : إلى متى ستقاومين كل هذا الحب و إلى متى ستحتملين كل هذا العشق داخل جنبات قلبكِ فعيناكِ تفضحكِ وتكشف أسرار قلبكِ فقالت له بألم : وماذا أفعل جو لقد أحببته وعشقته بدون أى أمل لدى فصرخ بها قائلاً : إنه سيتزوجها هارمونى هل ستتركينه يتزوجها بكل هذه البساطه فأغمضت عينيها بألم وشعرت بأن يداُ قويه تعتصر قلبها وتضع به خنجر بدماً بارد وقالت له : وماذا علىّ أن أفعل لقد تعبتُ من مقاومة حبى وشوقى إليه .
فتركها جو بجمود قائلاً بحزم : حسناً إعترفى له بحبكِ هذا فاتسعت عينيها من الذهول وقالت له : مستحيل مستحيل أن أفعلها جو لن أستطيع فعلها فأنا خادمته فقال لها بضيق : حسناً هارمونى ماذا ستفعلين الآن هل ستتركينه يتزوجها أم ماذا ستفعلين فقالت له بشجاعة زائفه : سأهرب من هذا المنزل فضيق جو عينينه باستغراب وذهول وقال لها : وتتركينا حُبكِ يضيع أمامكِ بهذه السهوله فقالت له بضيق : أجل سأتركه إلى الأبد فمن الأساس كان حبى له من البداية كان خطأ فأنا المخطئةُ وليس هو والخطأ خطأى أنا فهو لم يقل لى أحبينى فأنا من أحببته من تلقاء نفسى فاقترب منها جو وقال لها متفرساً ملامحها : هل أنتِ متأكده من قراركِ هذا فقالت له بإصرار وهى تهز رأسها بحزم : أجل جو فهذا هو قرارى النهائى وأريدُ منكَ أن تساعدنى على الهروب من هنا والليلة أريد منك أن تنفذ لى رغبتى فاتسعت عينينه من المفاجأه ومما يسمعه ............
اتمنى تعجبكم وتقولولى رأيكم فيها بصراحة وأسفه إذاكان فيها أى أخطاء لغويه براجعها على أد مبقدر .
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم