وصل يابنات الفصل وصل وطبعاً الفصل كبير
علشان كده قسمته نصين .
رواية تناديه سيدى
الفصل الواحد والعشرين : الجزء الأول
انفتح باب المنزل ،، وقد دخل ماكس أولاً ووراؤه جو فخرجت هى فى ذلك التوقيت من المطبخ فقد ظنت أنه بمفرده كيفما تتوقع ،، ولكنها رأت جو من وراؤه وقد فوجئت به وبوجوده داخل المنزل ،، فهرولت ناحيته بكل تلقائيه ،، وارتمت بنفسها بين ذراعيه قائله بسعاده حقيقيه : جو حبيبى ....خرجت هذه الكلمه كالصاروخ إلى قلب ماكس قبل جو .
نظر ماكس إليها مذهولاً من كلماتها التى إخترقت صدره وقلبه ،، قبل سمعه وشعر بصدمه لم يكن يستوعبها بعد ،، ولكنه قال لها بصدمه : جو حبيبك كيف هارمونى ،، كيف أنا لا أصدق ما أسمعه الآن ،، فنظرت إليه باستغراب وقالت : أجل إنه حبيبى فهز رأسه بذهول وقال لها : لكن هارمونى أنتِ لم تكن تحبيه من قبل فقالت له وهى تضم جو أكتر إلى صدرها : كلا إنه حبيبى أنا،، وكنت أخفى عليه حقيقة مشاعرى ياسيدى فقال لها بعدم فهم وغضب مكبوت بداخله : كيف تتذكرينه الآن ،، وأنتِ فاقدة الذاكره فقالت له بعدم فهم : كلا يا سيدى إن أتذكر جو جيداً .
فوقف جو مذهولاً ولا يعرف أيضمها إلى صدره ،، أم يبعدها عنه ،، أم ماذا يفعل كما فعلت هى ،، ووقف ينظر إليها بحيره ،، وإلى ماكس الذى كان يقف وعينيه تقدحان من الشرر ،، شعر ماكس أن بداخله ثوره عارمه تريد أن تنفجر فى ،، وجهيهما وفى وجهها هى أكثر .
قطعت هارمونى صمت جو قائله بذهول : ماذا بك جو ألست سعيداً برؤيتى ،، مثلما أنا سعيدة برؤيتك وقف جو حائراً بأى شىء يجيب على سؤالها وتصلبت عينى جو على عينى ماكس الشديدة الأحمرار من شدة غضبه .
فقال لها جو بهدوء حذر : بلى هارمونى فأنا سعيد برؤيتكِ ولكن ......وقاطعه بكل غضبه وثورة قلبه عليه ماكس يقول بصوت هادر : هارمـــــــونـــــــــــــى لا تكونى حمقاء !! فارتجف جسدها من الخوف والذعر قائله له بصدمه : ماذا هناك ؟ ما الخطب سيدى ،، أنا لم أقترف أى شىء ،، فاقترب منها وجذبها بقسوة إليه من حضن جو إلى صدره هو .
ارتعدت هارمونى بين ذراعى ماكس وهو ينظر إليها بنظرات غيرة عاشق ولهان أوجعه وارهقه العشق قائلاً بصوت غاضب مجروح : كيف تتذكرين جو وتنسينى أنا أيتها الحمقاء كيف !!! ،، فنظرت إليه دون أن تنطق بأى كلمه وكلماته تخترق قلبه ،، وتابع هو صارخاً بها : قولى لى كيف تتكرينه وتنسيننى أنا ،، كيف تنسين عاشقاً متيماً بكِ كيف ،، وتتذكرين شخصاً آخر كيف ،، لم يكن ولا سيكون حبيباً لكِ ،، انطقى أيتها الحمقاء البلهاء ،، هل ما سمعته حقيقى أم أنه كابوس أعيش فيه .
ارتبكت هارمونى ولا تعرف بأى شىء تجيبه ،، وملئت الحيرة قلبها فقالت له بضيق : دعنى دعنى أنا لا أفهم شيئاً مما تقوله ابتعد عنى ،، فهتف بها صارخاً بقلب موجوع قائلاً لها : كلا لن أترككِ قبل أن تخبرينى بالحقيقة !!! فقالت له ودموعها تنهمر : لقد قلت لكَ دعنى ولا تلمسنى فضمها أكثر إلى ذراعيه وبشده وصرخ بها بقلب موجوح : كلا لن أترككِ أبداً ،، هل تفهمين فأنتِ لى وحدى هل تفهمين ذلك.
شعر جو بعذابه الشديد وهو ينظر إليه بقلق وحزن قال له : إهدأ ماكس سيكون كل شىء على مايرام فصرخ به قائلاً له : كيف أهدأ ،، وأنا أراها تتذكرك أنت ،، ولا تتذكرنى أنا ،، وتسميك هكذا بحبيبى وأنا أين من تفكيرها ،، أين أنا جو .
قال جو بضيق : هيا ندخل إلى داخل الغرفه الآن وبعد ذلك نتحدث ،، فقال بنرفزه : كلا لن أتحرك قبل أن تتحدث معى وتخبرنى الحقيقه كلها كيف تذكرتك وأنا لا فتنهد جو قائلاً : حسناً ماكس إهدأ وهى ستجيبك ثم نظر إليها قائلاً : هيا أخبريه هارمونى حتى يهدأ ولو قليلاً ،، فارتبكت هارمونى وهى بين ذراعى ماكس ،، شعرت بالأضطراب من نظرات عينيه التى جعلتها لا تعرف كيف تنطق ،، أو كيف تفكر فى إجابته .
صرخ بها ماكس لكى يستحثها على النطق قائلاً : هيا تحدثِ ولا تزيدين من عذابى هارمونى ،، فأغمضت عينيها بضيق قائلة : لا أعرف كيف تذكرته منذ فتره وقد تذكرت وجهه من أحلامى المتداخله عندما أنام ،، تذكرت أننى كنت منذ فترة تعرفت عليه ولا أذكر أين ولكن ما أتذكره هو أننى أعجبت به جداً،، ولن أستطيع إخباره لأننى تذكرت أننى كنت سأتزوج نيكولاس ،، فكيف أخبره بحبى الشديد له ولكن كل ما أتذكره أنه كان يعاملنى أفضل معاملة لديه .
قال ماكس بغضب : أنا لم أعد أفهم أى شىء لم أفهم إننى أشعر بالضيق ،، من كل ما يحدث أمامى وأبعدها عن ذراعيه بكل قوته فوقعت على الأرض فصرخت من الألم ومال ناحيتها قائلاً بقلب مجروح : ليس أنا من تفعلين معه ذلك هارمونى ليس أنا لكن كل ما أعرفه هو أننى كنت سيدكِ وحبيبكِ وزوجكِ وسوف أظل كذلك هارمونى هل تفهمين سوف أظل كذلك إلى الأبد.
تركهم ماكس مسرعاً خارج المنزل وركب جواده وهو غاضب وحزين على نفسه وشعر بالضيق من نفسه ومن قلبه الذى أغرقه بحبها وأسرع بجواده مثل الريح ولا يعرف إلى أين يتوجه بجواده ولكنه تذكر مكانها المفضل عند الشلال وقوز قزح فاتجه بجواده إلى هناك .
قال جو لها متعجباً : لماذا هارمونى لماذا تفعلين ذلك معه !!! انهمرت دموعها قائله : لا أعرف جو لماذا فعلت ذلك لقد أردت أن أنتقم منه ومن عذابى معه وفى حبه الذى دمر قلبى ،، وبدون أى رحمة من جانبه ثم صمتت قائله : لقد أحببته جو بكل جارحه من جوارحى ،، لقد تعذبت كثيراً بسبب هذا الحب الذى جعلنى خادمة له هو فقط ،، أى حب هذا الذى جعله يفعل بى كل ذلك وما عانيته منه طوال هذه الفترة الماضيه ،، لقد جرحنى كثيراً ودمر قلبى الذى لم يعد كما كان من قبل .
فاتسعت عيني جو قائلاً لها بذهول : إذن لقد كان ظنى صحيحاً عندما تعرفتِ على ولم تتعرفى عليه ،،هل كنتِ تتظاهرين بذلك هارمونى طيلة الوقت ،، نظرت إليه وبدون أن تستطيع النطق ،، ففهم معنى صمتها هذا فشعر بالضيق من أجل ماكس ونظرإليها قائلاً لها بعتاب : ليس الآن هارمونى وقت الأنتقام منه ليس الآن هل تشعرين به الآن إنه يحبكِ هارمونى ويتعذب من أجلكِ هو الآخر الآن ،، إنكم الآن تتبادلون الأدوار مثاما أخبرنى من قبل فقالت له والألم يعتصر بقلبها : أعلم ذلك جو لكننى تعبت من عذابه وأنت كنت تعلم بهذا العذاب الذى عانيته جيداً قالت ذلك وصمتت .
تنهدت هارمونى بضيق وقالت له : لقد كنت بالفعل جو فاقده للذاكرة إلى أن جاء يوم .... وصمتت وشعرت بالأحراج ولم تستطيع النطق فمال ناحيتها وهى تجلس على الأرض وقال لها : وماذا بعد ذلك قولى فقالت له بارتباك : لقد أغرقنى بمياه البحر وضربنى على وجهى بشده وفقدت الوعى بعدها ،، وساعدنى على إستعادة وعيي حينها ،، فأفقتُ بالفعل وقتها بعد وقت قليل،، وعندما وعيتُ لما حدث لى ،، بكيت بشده و شعر بالحزن من أجلى وأعترف لى بحبه وقت إفاقتى وكنت قد تذكرته وقتها بعد ان تعرضت للصددمه والغرق من مياه البحر والعذاب على يديه فى ذلك اليوم .
تنهد جو بقوه ومد لها يده وأنهضها من مكانها وقال لها بحزن : كلا هارمونى لا تجعليه يتعذب أكثر من ذلك فأنا أقدّر ما تعرضتِ له ،، فصرخت به قائله له بألم : وهو جو ألم يعذبنى كثيراً ،، وأنت تعلم ذلك جيداً ونلتُ ما يكفينى من عذابٍ ويفيض أيضاً ،، وأريد منك أن تساعدنى أيضاً فى هذا الأمر، فقال لها بضيق : كلا هارمونى لا تفعلين ذلك إنه يحبك ويريد أن يكون معكِ دائماً فهتفت به قائله بتهكم : أجل يحبنى كثيراً بدليل أنه كان يريد إغراقى فى مياه البحر فتنهد قائلاً بضيق : أجل أعلم ذلك ولكنى لا أريدكِ أن تفعلى هذا من أجلكِ أنتِ كفاكِ عذاباً له ولكِ .
فابتسمت بألم وقالت له بمراره : انت تعلم أننى عانيت ،، وأريد أن أعلمه درساً لن ينساه طوال حياته ،، ماذنبى أنا فيما فعله أبى مع والدته ،، ماذنبى فى أننى كنت أريد حبه ،، وليس هذا العذاب الذى نلت منه وعلى يديه ،، لقد أراد الأنتقام منى وها هو قد انتقم إلى أن دمرنى ودمر قلبى معه من الداخل .
تنهد جو مستسلماً وقال لها : حسناً هارمونى أنا موافق على مساعدتك ،، ولن أخبره بحقيقة الأمر ،، ولكن لا تتركيه يتعذب أكثر من ذلك ،، فهزت رأسها قائله : حسناً جو وأنا موافقه على ذلك ولكن أنا من سيخبره بحقيقة الأمر ،، ولا تخبره أنت وبالتأكيد سيأتى الوقت المناسب لكل ذلك .
فهز رأسه موافقاً وأعطاها يده لينهضها من على الأرض فناولته يدها وابتسم لها قائلاً : لم أكن أعلم أنكِ ستعذبيه كل هذا العذاب هارمونى فقالت له بتهكم : هو من جعلنى أفعل ذلك به وهو السبب ولا تلومنى أنا ولومه هو جو فقال لها مبتسماً : أجل هارمونى هو السبب وأنا أعلم ذلك ولكن لم أكن أعلم أنكِ شريرةً هكذا قالها وضحك .
فابتسمت له بحزن قائله : لم أكن أطلب الكثير جو،، كنت كل ما أريده هو فقط حبه الذى أعترف لى به متأخراً بعد أن عانيت منه ولهذا أردت أن أردها له بنفس قسوته ،، ولهذا طلبتُ منك هذه المساعده .
فقال لها : حسناً أنا موافق وسنبدأ منذ اليوم ما رأيكِ ؟ فقالت له بهدوء نسبى : حسناً إتفقنا جو فقال لها مبتسماً : هيا إذن نتناول الطعام أليس كنت تعدين الطعام منذ قليل فقالت له : أجل لقد أعددته وهيا نتناوله سوياً .
أما ماكس فقد إستقر بجواده أعلى التلة التى يوجد تحتها شلال المياه ووقف يتذكرها ويتخيلها تقف تحت مياه الشلال وأغمض عينيه بحزن غاضب وقال لنفسه بغضب : لماذا هارمونى تفعلين ذلك معى لماذا ؟ إننى أحبك هارمونى ولا أطيق فراقكِ أبداً فأنا أتعذب هارمونى وقلبى يؤلمنى بغيابكِ عنى يا حبيبتى .
ها أنا ذا أتعذب مثلكِ وأكثر لقد فاض حبى وشوقى إليكِ ولا أريد أن تبتعدين عنى هارمونى أريدكِ أن تبقى بجوارى دائماً أريدكِ داخل قلبى الموجوع هذا ،، إرحمى حبى وشوقى إليكِ ولا تأسى على أكثر من ذلك يكفيكِ ذلك ،، فأنا أعشقكِ أيتها الطفلة الحسناء التى غذت قلبى وبدون أن أدرى .
نزل ماكس بجوار الشلال بعد أن ترك جواده بالأعلى ،، ووقف يشاهد جمال منظر قوز قزح فى هذا النهار المشمس وعلى أشعة الشمس التى أظهرته بألوانه السبعه المختلفه ،، ووقف تحت مياه الشلال وتخيلها بجواره وهو ينظر إلى جمالها وجمال عينيها التى كانت تلمع بحبه له دائماً،، ولكن الآن إنطفىء هذا الحب فى عينيكِ الآن فى عذابى لكِ آسف هارمونى سامحينى .
تناول جو طعامه مع هارمونى وقال لها : حسناً هارمونى سأتى إليكِ غداً كما إتفقنا ولكنه سيغضب كثيراً فى تنفيذ خطتنا هذه المرة فقالت له بتهكم : أعلم ذلك لكننى أريد ان يشعر بعذابى معه ،، عندما كانت كارمن معه والغيرة تأكل قلبى وهو لا يدرى بقلبى ولا بعذابى الذى عشته على يديه .
انصرف جو إلى القصر بعد الأتفاق الذى تم بينهما لإغاظة ماكس ،، أقبل الليل ولم يأتى ماكس من الخارج فشعرت هارمونى بالقلق والأنزعاج من تأخره فى الخارج وكانت فى غرفتها تزرع الغرفه إياباً وذهاباً وتنظر خارج النافذه لترى إذا كان قد جاء أم لا .
تأخر الليل ولم يغمض لها جفن ووقفت تنظر من النافذه وقلبها لا يهدأ أبداً وفجأه لمحت جواده يأتى من بعيد فابتسمت لنفسها وأطمأنت بعض الشىء فعادت ونامت فى فراشها ولكنها لم تنم بل كانت مستيقظه .
دخل ماكس إلى المنزل ولكنه لم يصعد إلى هارمونى كالعاده بل دخل إلى مكتبه وجلس به قليلاً لكى يستعد لمواجهتها إذا حدث شيئاً آخر ،، فتنهد بضيق ونظر إلى صورة والدته وقال بألم وضيق : انظرى أمى ماذا فعل إنتقامى من أجلكِ ،، لقد جعل قلبى تعيساً أمى ،، لقد جعلنى غاضب طيلة الوقت وأعذب من تعشقنى أمى .
دخل جو إلى القصر وكانت جدته تجلس بالأسفل مع جينفير فاندهش جو من سهر جدته إلى الآن فقالت له بمكر : تعالى جو وصافح هذا الشاب الذى عينه ماكس فى المصنع منذ إسبوع لمحه جو وابتسم بضيق لقد رآه من قبل وصافحه بالرغم منه قائلاً : أهلاً بيدرو فابتسم الشاب قائلاً : أهلاً مستر جو ،، فالتفت جو من الناحيه الأخرى من الغرفه ولمح جينيفر تنظر بإعجاب واضح إلى بيدرو فانزعج بداخله وحاول كتم شعوره هذا .
جلس جو على مقربةً من جدته قائلاً : لم أكن أعلم أنكِ تسهرين كل هذا الوقت فابتسمت جدته وعينيها على جنيفير تنظر إليها بنظرات ذات معنى فقامت جينفير من مكانها وقدمت العصير لبيدرو قائله له مبتسمه : من الأفضل لك بيدور أن تأتى إلى هذه الجزيره وتعمل هنا ،، فأنت تعلم أن هذا المصنع هو أهم أحد المصانع الموجوده على هذه الجزيره .
فابتسم بيدرو قائلاً : أجل آنستى إن هذا لعمل فى المصنع أفضل لى من العمل فى باريس فنظر إليهم جو مستغرباً وشعر بالغيظ بداخله وقال له : هل لى أن أعرف ما الذى أتى بك إلى العمل هنا ،، فابتسم بيدرو بارتباك قائلاً : لقد أتيت بناءً على وصاية من والدى للدوق ماكس فا والدى صديقا للدوق ماكس .
تنهد جو بغيظ وضيق قائلاً : حسناً فعل ماكس و... وقاطعته جدته قائله بمكر : لقد دعوته ليمكث معنا هنا فى القصر إلى أن يجد مكاناً مناسباً له ،، فنظر إليها بغضب وقال لها : وهل ماكس يعلم ذلك فقالت مبتسمه لأغاظته : أجل جو لقد عرف ذلك ولقد بعثه اليوم ليمكث معنا .
فهب واقفاً بغيظ وغضب وقال لها : حسناً جدتى إفعلى ما يحلو لكِ وجاء ليخرج من الغرفه رأى جينفير تتضاحك مع بيدرو فشعر بالغضب وأسرع خارج الغرفه بخواته الواسعه ،، وصعد إلى غرفته .
ارتدى جو ثياباً أخرى وتنهد بغيظ من داخله وقال لنفسه : حسناً جينفير لقد صبرتُ عليكِ كثيراً هذه الأيام ،، وأنا أشعر أن صبرى عليكِ قد نفذ وأخذ صوت ضحكاتها يرن فى أذنيه من جديد فضم قبضة يده بغضب وقرر أن يفعل أى شىء ليشفى ما به من غضب .
دخل ماكس إلى الغرفه التى بها هارمونى ولم تتظاهر هارمونى هذه المرة بالنوم مثل المرات السابقه بل كانت تجلس على فراشها شارده وتجاهلته هى تماماً وأشاحت بوجهها بعيداً عنه وهو أيضاً تجاهلها واتجه ناحية خزانة الثياب وتركها ودخل إلى الحمام .
شعرت هارمونى بالغيظ نوعاً ما من تجاهله هذا وفكرت فى شيئاً تفعله تستفذه به فهبت واقفه من مكانها واتجهت ناحية المرآه وأخذت تمشط شعرها كى تلفت نظره إليها ،، وبالفعل قد خرج ماكس من الحمام بعد قليل وقد أخذ بمنظرها ونظرات الأعجاب تحدق بها ولكنه بالرغم من ذلك ،، استمر بعض الوقت فى تجاهلها .
وقد أخذ هو الآخر يمشط شعره بعد أخذه حماماً دافئاً وبالتالى قد إقترب منها بالرغم منه لكى يقف أمام المرآه فنظرت إليه بطرف عينها فوجدته يتجاهلها ،، فكسرت زجاجه من العطر الموجوده بجانب المرآه بطريقه متعمده لتستفذه بذلك وبالفعل شعر هو بالغضب بداخله وتظاهرت هى بأنها كسرت رغماً عنها .
فحدق بها بضيق ولكنه لم يعلق وتذكر وعده لها بأنه لم يؤذيها بمعاملته بقسوةً مرةً أخرى ،، ففعل شيئاً آخر لم تتخيله أبداً إذ به يعطيها زجاجة عطر أخرى وأمسك بيدها بين يديه ووضعها بها قائلاً بسخريه : خذى هذه أيضاً وأكسريها هى الأخرى فشعرت بالغضب أكثر بداخلها ،، ولكنها تركت من يدها الزجاجه ووضعتها مرةً أخرى مكانها ،، فسألها ماكس متهكماً : لمَ لم تقومى بكسرها هى الأخرى فقالت له بغضب مكتوم : ليس لى رغبةً فى ذلك الآن .
فابتسم مستهزئاً بها قائلاً : لماذا لقد كانت لديكِ رغبةً فى كسر الزجاجة الأولى ،، فماذا حدث ؟ فشعرت هارمونى بالغيظ من تظاهره بالسخرية دون الغضب قائلةً باستفذاذ : سأقوم بكسرها غداً فى الصباح فضحك بالرغم منه واقترب منها أكثر ولمس جانب وجهها بأطراف أنامله برقه قائلاً بهمس : سوف تظلين طفلتى الحمقاء هارمونى ارتعش قلبها من لمسات يده على وجهها وأغمضت عينيها بالرغم منها لتشعر بلمساته الرقيقه على جانب وجهها ،، وتأملها ماكس وشعر بداخله أنه يريد أن يقترب منها أكثر فأكثر ،، فاقترب من وجهها ببطىء وهى مازالت مغمضة العينين وشعرت بأنفاسه الحاره على وجهها فازدات نبضات قلبها .
وتأمل ماكس شفتيها وحدق بهم وشىء ما بداخله قد أوقفه عن ما كان ينوى فعله ،، فابتعد عنها بسرعه قائلاً لها بجمود : تصبحين على خير هارمونى ،، وصمت برهةً وقد فتحت عينيها وقد إحمر وجهها من الغيظ وتابع قائلاً بسخريه : أقصد يا زوجتى الحبيبه أو ما رأيكِ فى طفلتى الحمقاء أيضاً ،، شعرت هارمونى بالغضب يسرى بداخلها قائلةً لنفسها بضيق : إنه يتحول فى مشاعره فى ثوانٍ معدوده .
تركها ماكس ودخل إلى الغرفة الصغيره ولم يغلق الباب خلفه بل جعله موارباً ،، فتنهدت هارمونى واتجهت إلى فراشها ونامت عليه وحاولت إبعاده عن تفكيرها نهائياً لكى يرتاح عقلها من التفكير المشوش داخل عقلها .
وفى صباح اليوم التالى نزلت هارمونى إلى المطبخ لكى تعد له طعام الأفطار قبل ذهابه إلى المصنع وبعد قليل قد انتهت منه وصعدت إلى غرفتها ،، لكى تراه إذا كان قد إستيقظ أم لا ودخلت إلى الغرفه فوجدت باب الغرفه الداخلى موارباً مثل الأمس فاقتربت ببطىء لتشاهد إذا كان نائماً أم مستيقظاً .اتمنى يعجبكم وتقولولى رأيكم فيها وبصراحه وآسفه على أى خطأ لغوى فيها
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم