الفصل الرابع عشر

479 20 0
                                    

رواية تناديه سيدى

الفصل الرابع عشر :
توقف بها ماكس أمام إحدى الغرف وهو يتحكم في ذراعها بقسوه وقال بعنف : لقد سألتنى كثيراً ماسبب تعذيبى لكِ فستعرفين الآن ما هو السبب فنظرت إليه هارمونى باستغراب وفتح ماكس باب الغرفه أمامها بسرعه وزاد من قسوة يده عليها وألقاها داخل الغرفه بقسوه وعنف فوقعت على الأرض وصرخت ونظرت إليه بألم وجرح عميق داخل قلبها وقال : هذا هو سبب معاملتى لك بهذه الطريقة هارمونى ،، قالها بقسوه وأشار إلى شخص ما واقف بجانب نافذه ومنظره مخيف بعض الشىء فتابعت بنظرها إلى حيث أشار لها ماكس وارتجف قلبها من الذهول فقد كان هذا الشخص لاتعرفه وهذه أول مره تراه وقد أخافها منظره بعض الشىء وتسمرت مكانها على الأرض عندما نظر إليها هذا الشخص بنظرات زائغه ومخيفه بعض الشىء .
فخافت هارمونى ولم تستطيع النطق ونظرت إلى ماكس الذى تبسمَ بسخرية قاسيه وقال لها : لماذا هذا الخوف هارمونى لماذا ألم تكونى شجاعةُ معى منذ أن أتيت بكِ إلى هذا القصر ،، فلماذا إذن أرى نظرات خوفكِ هذه ،، فهزت رأسها بحيره فهى لا تفهم مامعنى وجودها داخل هذه الغرفه بالتحديد .
فمال ماكس ناحيتها باستهزاء واستخفاف وقال لها : هذا الرجل هو سبب شقاؤكِ في الحياه ولهذا جعلتكِ خادمتى وبحثتُ عنكِ في كل مكان حتى وجدتكِ يا خادمتى الخاصة ،، فانزعجت هارمونى فمازالت لا تعرف ولا تفهم أى شىء مما يحدث أمامها ،، فابتعدت قليلاً وهى تزحف على الأرض خوفاً من منظر ماكس وهذا الرجل الذى أخافها منظره ومن شعره المشعث ونظراته المرعبه الذى يرمقها به فقال ماكس بتشفى : لماذا تخافين الآن منه إنه شخص لطيف وصمت قليلاً وقال : وهذا الرجل أيضاً يربطك به صلة قرابه قويه هارمونى ولكنكِ لا تعرفيه فلا تخافى منه  فقالت له بذهول مضطرب : ومن هذا الرجل يا سيدى فابتسم ساخراً وقال لها بإستهزاء وببطىء : إنه والدكِ هارمونى ،، فنظرت إليه غير مصدقه  ما إستمعته منه واتسعت عينيها بصدمةً وذهول وقالت له بعدم تصديق : ماذا تقول يا سيدى ماذا تقول أنا لا أصدق ما تقوله لى ،،  فأمسكها من ذراعيها بقوه وقسوه وأوقفها أمامه وقال لها بغضب  : لا يوجد أمامكِ إلا تصديقى فأنا لا أكذب في مثل هذه الأمور هارمونى ولابد لكِ من تصديقى فهذا الرجل المخيف هو والدكِ فقالت له ودموعها تنهمر على خديها : ولكن يا سيدى أنا لا أعرف ولا أتذكر من هى والدتى ولا أبى لا أتذكره هو الآخر فقال لها ماكس بقسوه : أعرف ذلك ولكنها الحقيقه هذا الشخص هو والدكِ فقالت له هارمونى وهى تنتحب : ومادام هذا الرجل هو والدى لماذا لم تخبرنى من قبل عندما أتيت إلى هذا القصر لماذا تركتنى أعانى من قسوتكَ وجفاؤكَ على لماذا ؟ لماذا قمتَ بتعذيبى لماذا  فصرخ بها ماكس بانفعال : لأنه لابد لى أن أقوم بتعذيبكِ مثلما فعل مع أمى .....أمى التى ماتت منهاره بسببه
فقالت له بعدم تصديق : وما صلته بوالدتكَ فقال لها بعنف : لقد كان زوجها هارمونى زوجها فاتسعت عينيها بذهول وصدمة فلما رآها هكذا فزاد من قسوة يديه عليها وقال لها بقسوه : وهذا هو نفس الشخص أيضاً الذى دخل عليكِ في إحدى الليالى وحاول خنقكِ بيديه ،، فذهلت وقالت له بعدم تصديق : غير معقول غير معقول ماذا تقول ماذا تقول وتحولت كلماتها إلى عصبيه وعنف وصرخت به قائله : أنت تكذب على أنت تكذب على أنت كاذب كاذب فصمتت فجأه  بعد أن تلقت صفعة قويه على خدها الأيمن منه فحبست دموعها وصدمت من صفعه لها بهذ الطريقه القاسيه وألقاها بقسوه تحت قدمى والدها وصرخ بها قائلاً : هذا هو والدكِ شئتِ أم أبيتِ وستعاملين مثلما كان يُعامل والدتى أتفهمين !!! فبكى قلبها مما تسمعه منه فهى إلى الآن تشعر بأنها تعيش كابوساً ولا تعرف كيف  تفيق منه فمال ناحيتها والدها فخافت من نظراته المخيفه فابتعدت إلى الوراء وهى على الأرض فصرخ به ماكس قائلاً : هذه هى ابنتك انطونى .
فاقترب أنطونى من هارمونى ونظراته الشرسه عليها فخافت منه وارتجف قلبها في ذعر وعينى ماكس تراقبهم بالامبالاه ونظراته الساخره عليهم وابتسامة شامته تصدر منه وهو يتذكر والدته والذى كان يفعل بها أكثر من ذلك فابتعدت أكثر هارمونى عن والدها فقال أنطونى وضحكاته العاليه المخيفه يطلقها والتى قد سمعتها من قبل : هل حقاً أنتِ ابنتى  أم أنه يكذب على فنظرت إليه بصمت ولم تنطق من خوفها منه وفجأه أنقض عليها وأمسكها من ذراعيها وقال بشراسة يصرخ بها  : أنتِ تشبيهينها أنتِ تشبيهنها فاتسعت عينيها بذعر وقالت بتلعثم : أشبه أشبه من !! فقال لها بقسوه وعينيه تخيفها أكثر : أنتِ تشبهين كريستينا تشبيهينها فقالت له بصوت مرتعش وهى تتألم من إمساكه إياها بهذا الشكل : من كريستينا هذه ؟ فقال لها بصوت أخافها : إنها والدتكِ والدتكِ فنزلت دموعها غزيره وقالت بصوت يملؤه الحزن : كريستينا هذه تكون والدتى وأين هى أين هى ؟ فقال لها بصريخ غاضب : لقد ماتت ماتت فحررت هارمونى ذراعها منه بعنف عندما استمعت إلى هذه الجملة وقالت بصوت مجروح : أنت كاذب أنت كاذب ثم إلتفتت إلى ماكس الذى كان يبتسم بسخريه وقالت له غير مصدقه : هل كلامه صحيح يا سيدى فابتسم باستهزاء وهو يضع يديه في جيب بنطالهِ وقال بصوت ساخر : أجل يا صغيرتى الحمقاء فقالت له بانفعال وصريخ : أنت تكذب مثله أنت كاذب كاذب كلكم كاذبون والوحيد الذى كان لا يكذبُ على هو نيكولاس ... فقاطعها ماكس بصفعة أخرى قوية ألقتها على الأرض مرةً أخرى وقال لها : إياكِ أن تنطقى بإسمه مرةً أخرى أمامى هل تفهمين !! فقالت له من وسط دموعها:  ولكنه الوحيد الذى كان يحبنى ويريدنى هذه هى الحقيقةُ الوحيدة وأنا لم أصدقه وقتها  ليتنى هربت معه ليتنى هربت معه لقد أردت الرحيل بعيداً ولكنك وجدتنى فاقترب منها ماكس في غمضة عين وأمسكها من معصمها بقسوه وقال لها : هارمونى لقد قلت لكِ لا تعيدين سيرته أمامى وأنتِ لا تفهمين ما أقوله لكِ فتألمت وهى تبكى وقالت له صارخه : لا أريد البقاء لا أريد البقاء هنا أتركنى أرحل من هنا فقال لها بقسوه : لا لن أتركك أبداً وجذبها من ذراعها  ناحية صدره بغضب وتابع يقول : لا تحاولين الإفلات والهرب منى فأنا سيدكِ هارمونى وأخذها من ذراعها دون الأستماع إليها إلى حجرتها ،،
وفتح بابها بقسوه وأدخلها إلى غرفتها وألقاها على الفراش وقال لها بغضب : منذ أن أتيتِ إلى هنا وأنتِ تُلحين على في معرفة أسباب معاملتى لكِ بهذه الطريقه ولقد عرفتى الآن هل أنتِ بخيرالآن عندما عرفتِ الحقيقه هارمونى ،، فابتلعت ريقها بصعوبه وصمتت ولم تنطق وقال لها بسخريه وبتشفى : منذ زمن بعيد تمنيت كثيراً هذه اللحظه هارمونى ولقد عاهدت نفسى كثيراً على إذلالكِ أمامى وبهذه الطريقه وأكثر فقالت له وهى تنتحب : وما ذنبى أنا يا سيدى ما ذنبى  فنظر في عينيها وقال بقسوة  وهو يميل ناحيتها : أجل ذنبكِ هارمونى ذنبكِ ذنبكِ أنه والدكِ ولقد أتيت بكِ من أجل أن أنتقم منكِ لأجل أمى التى عانت كثيراً في حياتها  بسببه فأغمضت عينيها في ألم وبصمت حاولت أن تنهض من مكانها لكى تواجهه وكفى هذا الذل التى تلقته على يديه ،، ولكنه تلقاها على صدره وأصتدمت به وتلاقت نظراتهما في إتهامات كثيرة تبادلاها هما الأثنين وعينيها تعبرعما في قلبها من جرح عميق إتجاهه لم يندمل بعد وتنهدت بأسى وقالت له : وها قد وفيت بوعدكَ لنفسكَ ياسيدى ووعدكَ لوالدتكَ هل أنتَ بخيرالآن !! وحاولت أن تتركه ولكنه أمسك بذراعها وقال لها وهو يتأملها بقسوه وتهكم : أجل هارمونى إننى بخير ولقد نفذت وعدى لأمى ولكن لن يكفينى أن أرى دموعك فقط بل أريد منكِ أن تتعذبى  أكثر مثلما عاشت أمى وأيضاً أرى إيتسامتكِ التى وعدت بها نفسى وأنتِ تتعذبين وتقولين من قلبكِ سيدى الدوق وتركها بقسوة حتى وقعت على الفراش  مرةً أخرى وراؤها وانصرف بدون أن ينظر إليها نظرةً واحده .
ظلت هارمونى جالسة مكانها كأنها تعيش أصعب موقف في حياتها تتذكره إلى الآن وتساءلت هارمونى : ألهذا كان يقسو على لهذه الدرجة وماذنبى أنا في كل هذا الذل الذى أعيشه منذ أن أتى بى إلى هنا ،، ثم صمتت وقالت لنفسها بقلب موجوع : كيف أيها القلب تعشق هذا القاسى الذى يجعلنى وسيله لكى ينتقم  لنفسه ولوالدته التى رحلت منذ زمن وما هذا الظلم الذى تجده على يدين من أحببت ليتنى لم أراكَ يوماً ليتنى لم أتى إلى هذا القصر اللعين .
حاولت هارمونى أن تنام ولكنها لم تنم وظلت مستيقظه إلى الساعات الأولى من الفجر فقامت من فراشها ووقفت بجانب النافذه المفتوحه المطله على الحديقة ووقفت تتأمل الخيوط الأولى للفجر وتشتم رائحة الصباح الباكر ورأت أثناء وقوفها ماكس يأخذ جواده ويرحل خارج القصر بسرعة لم تعهده به من قبل فقررت أن تفعل شيئاً مجنوناً هى الأخرى .
ارتدت هارمونى ثياباً أخرى ونزلت إلى الأسفل فقابلها جاك وقال لها متسائلاً : إلى أين يا آنسه هارمونى فقالت له مبتسمه بتهكم : إطمئن جاك لن أحاول الهروب مرةً أخرى وتركته بسرعه بدون أن تعطيه فرصه للتحدث معها مرةً ثانيه وواصلت سيرها بثقه واتجهت إلى الأسطبل وفى هذه اللحظه لم تكن تعلم أنه يوجد عينين تراقبها من خلف زجاج نافذة حجرتها وابتسمت بشر وتوعد لها .
كانت هارمونى متجهه إلى الأسطبل عندما سمعت صوتاً تكرهه تقول لها بخبث : إلى أين أنتِ ذاهبه أيتها الخادمة فقالت لها هارمونى بضيق  ودون أن تلتفت إليها : ليس هذا من شئونكِ أن تسألينى إلى أين أذهب ولستُ مجبرة عل أن أعطيكِ أى جواب فقالت لها كارمن بحده : يا لكِ من خادمة وقحة فنظرت إليها هارمونى بضيق وتركتها مسرعه ناحية الأسطبل في الداخل وانتقت مع أحد الأشخاص الذين يعتنون بالجياد  جواداَ تركبه وبالفعل بعد قليل كانت تخرج به خارج أبواب وأسوار القصروكانت تشعر بسعاده لم تشعر بها منذ أن أتت إلى القصر ورغم أنها لا تعرف طريقة ركوبه جيداً إلا أنها جازفت بذلك لعلها تخرج وتنسى ما تمر به من ظروف محاطه بها  وهذه هى المرة الثانيه لركوبها جواداً فقد تذكرت المرة الأولى عندما ركبت جواداً مع جو ،، وتأملت المكان حولها في راحه نفسيه نوعاً ما وفجأه تذكرت نفس المكان التى ذهبت إليه مع جو من قبل وتذكرت أيضاً جمال منظر الشلال التى رأته من قبل وألوان قوس قزح فقد إشتاقت لروعة هذا المكان وبالفعل حولت مسارها واتجهت إلى هناك وبعد قليل كانت هناك .
كان جو يجلس مع جدته عندما أتى له جاك بخطاب صغير فاستغرب وقال له : من أين هذا الخطاب فقال له جاك : لا أعلم لقد أتى به ساعى البريد منذ قليل ولم أقرأ ما عليه فقال جو : حسناً جاك إعطينى إياه فقالت جدته : من بعث لكً بهذا الخطاب فقال لها : إنه من باريس وفتحه جو وأخذ يقرأ ما به وقد كانت رساله من مدير مكتبه يقول له فيها : لابد له من الحضور غداً لعقد إجتماع طارىء فاستعجب وظهرت علامات الدهشه على وجهه فسألته جدته قائله : ماذا بك جو هل الخطاب به شىء خطير!!!  فقال لها وهو يهز رأسه : لا يوجد به إلا على الحضور غداً ضرورى إلى باريس لعقد إجتماع طارىء فقالت جدته : لماذا فقال لها : لا أعلم سوف أسافر وأرى ماذا هناك  ودخلت عليهم كارمن وهى تضحك بصوتٍ عالى وخبث فاستغرب جو من ضحكتها وسألها قائلاً : ما كل هذه السعاده التى تبدوعلى وجهكِ كارمن فقالت له مبتسمه : وماذا في ذلك جو وقد كانت أجمل مناسبةً لى بالأمس ألا تستحق أن أكون سعيده اليوم ،، فقالت لها جدته : إنها محقه جو لقد كانت مناسبة جميلة بالفعل فقد كانت خطوبتها على سيد هذا القصر وسيد هذه الجزيره شعر جو بالضيق من كارمن ورأى في عينيها مكر وشعر أنها تدبر لأمر ما وشعر أيضاً بعدم الأطمئنان .
وقفت هارمونى تتابع جمال وروعة المكان حولها ونزلت من أعلى الجواد وتركته وهرولت ناحية الشلال من أعلى التلة الخضراء ووقفت تنظر لمنظر قوس قزح ووقفت تحت المياه وقد كانت تحاول نسيان موقفها مع سيدها وحبيبها الدوق وقد كان رذاذ المياه يأتى على وجها وهى تقف تحت الشلال كالطفلة الصغيره مثلما يناديها ماكس وفجأه صرخت تحت مياه الشلال بأعلى صوتها قائله : إنى أحبكَ سيدى إنى أعشقك وإنى أحاول نسيانك ولا أستطيع  ذلك بالرغم من إذلالكَ لى وصمتت قليلاً وصرخت تتابع : لماذا تفعل بى ذلك لماذا تعاقبنى وماذنبى أنا فيما حدث معك ماذنبى ليتنى لم أراكَ يوماً ليتنى لم ألتقى بكَ وأحبكَ ونزلت دموعها مصحوبةً بمياه الشلال على وجهها وضمت جسدها بذراعيها تحت الشلال وأخذت تنتحب بصوت عالى ملؤه الوجع والألم .
وصل ماكس في وقت الغروب إلى القصر وعندما دلف إلى الداخل كانت باستقباله صوفيا الذى بادرها ماكس وهو يدخل إلى مكتبه وهى وراؤه لتستمع إلى تعليماته وسألها : أين جاك صوفيا فقالت له : لا أعلم ياسيدى سوى أنه خرج منذ قليل وبصحبته شخص آخر فاستغرب وهو يستمع إليها وقال لها : حسناً صوفيا إنصرفى الآن .
صعد ماكس بعد أن انتهى من بعض أعماله في مكتبه إلى حجرته ليأخذ حماماً دافئاً ويقوم بتغيير ثيابه وبعد قليل كان قد قام بتجهيز نفسه وخرج من غرفته واتجه ناحية غرفة هارمونى وبصحبته كلبه ريكى الذى كان يسبقه وطرق ماكس على باب الحجرة واستغرب عندما فتحها ولم يجدها بغرفتها فنزل مسرعاً إلى الأسفل ووجد صوفيا تقف مع شخص ما يعمل في مزرعة ماكس فقال لهم : ماذا هناك فالتفت إليه هذا الشخص وقال له بارتباك : لقد بعثنى إليكَ جاك  يا سيدى فاستغرب وقال له : لماذا أين هو ؟  فقال له بتردد وخوف : إنه يبحث عن الآنسه هارمونى الآن فقال بصدمه : لماذا أين هى فقال له : منذ الصباح رآها جاك وهى تذهب خارج القصر وتركب أحد الجياد الموجوده في الأسطبل وحاول منعها ولكنها أبت ذلك فراقبها وبدون أن تشعر ولكن هناك شىء ما حدث لا يعرفه فلم يجدها وتاهت منه فجأه فقال له بغضب : يا لكم من حمقى  جميعاً وتركهم وانصرف مسرعاً باتجاه  جواده وركبه وأسرع به خارج أسوار القصر .
راقبته كارمن من شرفه مطله على الحديقه وأخذت تضحك بشر وتوعد فلمحها جو من الحديقه فقد كان يراقب تغيير ملامح وجهها وهو يقف تحت أحد الأشجار العاليه .
رأى جاك سيده قادم نحوه بجواده في غاية السرعه فأسرع نحوه وقال له : سيدى الدوق لقد وصلت في الوقت المناسب فقال ماكس بغضب : ما الذى حدث لهارمونى ألم أقل لكَ راقبها وقم على محاصرتها جيداً حتى لا تحاول الهرب فقال له جاك : لقد فعلت ذلك ياسيدى بالفعل وتحدثت معها قبل أن تذهب وقالت لى أنها لن تحاول الهرب وأنها تريد الذهاب في أى مكان خارج القصر ورغم ذلك راقبتها وفجأه تاهت منى ولم أجدها حتى جوادها لم أجده فغضب ماكس وقال له بضيق : حسناً إذهب الآن من هذه الناحيه بسرعه وابحث هناك وأنا سأبحث في مكانٍ آخر فقال له جاك : حسناً سيدى الدوق .
جاء ماكس لينصرف بجواده فسمع صوت خطوات وراؤه فالتفت فوجد شاباً صغير يقترب منه ونظر إلى ماكس بتردد وقال بخوف : سيدى هل تبحث عن فتاة صغيرة تُدعى هارمونى فقال ماكس باستغراب : أجل أبحث عنها هل رأيتها اليوم  فقال الشاب الصغير : أجل يا سيدى لقد رأيتها في الصباح مرة وعند وقت الغداء وأكلت عندى فقال له ماكس بذهول : أكلت عندك فقال الشاب : أجل يا سيدى فإنها قد أكلت عندى من قبل بعض السمك وتناولت طعام الغداء عندى اليوم أيضاً فلقد أعجبها من قبل السمك الذى أقوم بصنعه ففوجئت بها اليوم تطلب منى بعض السمك المشوى لتأكله فلقد كانت متعبه وجائعه بعض الشىء ،، شعر ماكس بالقلق بعض الشىء وقال له : وهل تعرف مكانها أيها الشاب فقال الشاب : أجل لقد رأيتها تذهب باتجاه الشلال الموجود عند بأسفل التلة الخضراء فقال له ماكس : حسناً سأذهب إلى هناك وأبحث عنها  شكراً لك على هذه المعلومات فقال الشاب : العفو سيدى الدوق .
وصل ماكس عند التلة الخضراء وقد أُسدل الليل خيوطه الأولى وأخذ يبحثُ عنها بالقرب من الشلال وينادى بأعلى صوت لديه هارمونى هارمونى فلم يسمع أى صوت إلا صوت خرير مياه الشلال فقط  وبحث حوله مرةً أخرى فلم يجدها فصعد بجواده أعلى التلة الخضراء عبر المنحدر الأخضر وبحث هناك وأخذ ينادى مرةً أخرى ويقول : أين أنتِ هارمونى هارمونى فتنهد بضيق عندما لم يجدها واتجه قليلاً ناحية بعض الأشجار العالية وسمع صوت أنين خافت على بُعد منه فترجل ماكس من أعلى جواده وتركه ،،  وبحث عن مصدر هذا الصوت في وسط هذا الظلام الدامس وبخطى بطيئه تتبعه ماكس إلى أن إقترب من مصدر الصوت فنادى قائلاً هارمونى هل هذه أنتِ فزاد أنينها فاتجه بسرعة ناحيتها ولمحها على ضوء القمر ملقاة على الأرض وتبكى في الظلام وحيده فأسرع نحوها بلهفه ومال ناحيتها وقال بقلق غاضب  : هارمونى هارمونى ما الذى أتى بكِ إلى هنا ألم أقل لكِ ونبهتكِ من قبل على عدم خروجكِ من القصر فقالت له وهى تنتحب : ليس هذا وقت غضبكِ على يا سيدى إن قدمى تؤلمونى كثيراً فقال لها وهو يتنهد بضيق : حسناً هارمونى سأرى ذلك عندما نعود ماذا بها قدمكِ فقالت له بألم : لقد هرب منى الجواد وبحثت عنه كثيراً ولم أجده فوقعت على الأرض عندما اصطدمت قدمى بحجر كبير وكان بجانبه فرع أحد الأشجار واقع على الأرض فاصتدمت قدمى الأخرى بفرع الشجرة وضليتُ الطريق أيضاً فقال لها بلهفه : لابد من إخراجكِ من هنا بسرعه هيا بنا وحملها بين ذراعيه فصرخت من الألم التى شعرت به من جراح قدميها  فأسرع بها ناحية جواده ورفعها عليه فتألمت وركب هوبسرعة خلفها .
أسرع بها ماكس فكانت تتألم بشده فضمها إليه بذراع واحده وقال لها بقلق : لقد قاربنا على الوصول فتحملى إلى أن نصل لم يتجه بها إلى القصر مثلما توقعت هارمونى بل إتجه بها إلى مكان آخر فقالت له بوهن : إلى أين تأخذنى يا سيدى فقال لها بضيق : لن أخذك إلى القصر هارمونى بل سأخذكِ إلى مكان آخر فقالت له بحيره قلقه : لكن إلى أين فقال لها بالامبالاه : إلى المنزل التى كنتِ تمكثين فيه معى وبمفردنا  فقالت له بخوف وضعف : ولكنكَ يا سيدى كنت تعاقبنى فيه وكنت تقوم باحتجازى فيه أيضاً فقالت لها بخبث : أجل هارمونى سأحتجزكِ هناك وستكونين معى مرةً أخرى بمفردنا فاتسعت عينيها بذهول وقالت له بقلق : وهل ستعاقبنى مرةً أخرى وبهذه الحاله التى أنا عليها  فقال لها بمكر : أجل هارمونى هل تظنين أنى سأرحمكِ مهما بلغَ بكِ التعب،، فخفق قلبها برعب وقالت له بارتباك : أرجوكَ دعنا نعود إلى القصر فهمس لها بغموض ماكر بجانب أذنها وقال : ألا ترغبين أن تكونين مع سيدكِ الدوق بمفردكِ معه مرةً أخرى فأغمضت عينيها من همساته ومن أنفاسه على جانب وجهها وخفق قلبها بسرعه وقالت له : ولكنى أريد العوده أرجوك يا سيدى أرجوك  فقال لها بضيق : أوامرى تنفذ وتطاع هارمونى فصمتت ولم تستطيع النطق إلى أن وصلوا .
ترجل من أعلى الجواد وحملها هى بين ذراعيه وتأملته وقالت لنفسها بقلب موجوع : أرجوكَ لا تعذبنى مرةً أخرى وأن أكون بقربكً وأنت بعيداً عنى أرجوك ،، دعنى أترككَ قبل أن تتركنى أنت وتجعلنى أتألم أكثر من ذلك وسيأتى اليوم وستتركنى فيه وتتزوج كارمن وأنا لا أريدُ أن أكون موجوده إلى ذلك الحين فلقد تألمتُ كثيراً منكَ ولكن ألمى بزواجكَ سيكون هو أكبر عذابً وعقاب لى فأرجوكً يا سيدى لا تعاقبنى ثم تتركنى أعانى الوحده بدونكَ فتأملها ماكس وعينيها تنطق بالكثير ودخل بها إلى المنزل التى كانت موجوده به معه مرةً أخرى بمفردهم وصعد بها إلى الطابق الثانى وهو ينظر إليها وإلى ملامحها المتعبه والمتألمه وفتح باب الغرفه التى بها غرفه متصله من الداخل وقام بوضعها بهدوء على الفراش ودثرها بغطاء سميك وقال لها : تحملى إلى أن آتى بعد قليل فهزت رأسها بالموافقه وهى تشعر بازدياد الألم وتركها وخرج .
غفت هارمونى من شدة التعب وكان ماكس يأتى ببعض الإسعافات الأوليه من الطابق الأرضى ودخل إلى الغرفه الأولى التى كانت بها في المرة السابقه وأتى لها بثوبٍ نظيف من الخزانه وحمله مع الأدويه لقدميها وصعد إلى الطابق الثانى وفتح الغرفه فوجدها نائمه فاقترب منها وعينيه تتأملها وتنهد بضيق وقال لها : لماذا هارمونى تفعلين دائماً عكس ما أطلبه منكِ ألا تملين من عدم إنصاتكِ لى .
ولم يوقظها من نومها واقترب من فراشها ورفع الغطاء التى تتدثر به ورفع ثوبها قليلاً حتى يرى ما بها من جروح ووضع الأسعافات الأوليه بجانبه ووضع الثوب النظيف على الفراش في الجهه الأخرى .
وقام بتطهير جراح قدميها بهدوء حتى لا تستيقظ وتتألم من أثر يده على الجرح ومسح بهدوء على جراحها المتناثره على طول  قدميها  بمطهر وبدأت تتململ في الفراش وتتأوه من التعب فنظر إلى وجهها المجهد وقال لها : تحملى هارمونى إلى أن أنتهى فنزلت دموعها وقالت له : إنى متعبه كثيراً يا سيدى فقال لها وهو يتنهد : أعرف ذلك فتحملى قليلاً سأضمدهم فقط وبالفعل ضمدها بضمادات طبيه وضمت قبضة يدها من شدة الألم .
انتهى ماكس من تضميد جراح قدميها وقال لها : هيا هارمونى حاول أن ترتدى هذا الثوب النظيف فإن ثوبكِ متسخ وبه آثار مياه عليه  فقالت له بضعف : ولكنى لا أستطيع أتركنى الآن يا سيدى فقال لها بصرامه : هيا هارمونى انصتى إلى كلماتى واستمعى إلى أوامرى فقالت له برجاء : أرجوك يا سيدى لا أستطيع فإنى متعبه كثيراً فقال لها بخبث غاضب وهو يميل على وجهها  : أعرف أنكِ تتألمين وإذا لم تستمعى إلى أوامرى فسأغير لكِ بنفسى هذا الثوب هل تحبين ذلك هارمونى !!!
كانت كارمن تشعر بالغيظ والغضب فهى لم تعرف عن ماكس  أى شىء إلا أنه خرج ليبحث عن هارمونى فتاته الخادمة الحمقاء ولم يصل بعد إلى القصر وقد أتى جاك وهو لم يأتى فنزلت من غرفتها وهى ثائرة وقالت بصوت عالى : جاك فقال لها : نعم آنسه كارمن فقالت له : أين ماكس الآن فقال بهدوء : لا أعلم آنسه هارمونى فقالت بغيظ له : ولكنكَ تعلم عنه أين يذهب إذا لم يأتى إلى القصر في هذا التوقيت  فقال لها بهدوء أغاظها : آسف سيدتى لا أستطيع بإبلاغكِ بأكثر من ذلك .
فنظرت إليه بغيظ وغضب وتوعدت أكثر لهارمونى وقالت : ألن يكفيكِ ما حدث لكِ اليوم حسناً أيتها الحمقاء سنرى من سيربح في معركتى معكِ فأنا كارمن لا يستطيع أى شخص ما أن يأخذ منى ماكس فا ماكس لى وحدى وسأحقق ما تمنيته معه دائماً رغماً عن الجميع وفجأه ظهر أمامها جو الذى قال لها بخبث : ماذا بكِ كارمن لمَ أنتِ غاضبةً هكذا !!!!
.............
ياترى إيه اللى هيحصل بعد كده ؟
اتمنى تكون عجبتكم وتقولولى رأيكم فيها وبعتذر أى خطأ إملائى أو لغوى فسامحونى .
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم

تناديه سيديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن