الفصل الواحد والعشرون الجزء الثاني

322 22 2
                                    

وصل الجزء الثاني يا جدعان وصل
رواية تناديه سيدى
الفصل الواحد والعشرين : الجزء التانى

فوجدته نائماً ولم يستيقظ بعد فحارت فى الأمر أتدخل إلى الغرفه و توقظه من نومه أم لا ففكرت قائله : إذا لم أوقظه سيغضب بالتأكيد فأزاحت الباب قليلاً ودخلت إلى الغرفه بخطوات بطيئه وبأطراف مرتجفه .
اقتربت منه وتأملت ملامحه الوسيمه ومالت عليه لتحدق به أكثر وهو نائم على ظهره وكانت ستمد يدها ناحية شعره الكثيف ولكنها ترددت قليلاً ،، وداخلها شعور بأنها تريد أن تكون بالقرب منه لتشعر بالأمان ،، فهى منذ فترةً طويله تعانى من أجله فوضعت يدها بارتباك على شعره ولمسته وأغمضت عينيها متنهده وقالت لنفسها : يا إلهى إن قلبى يهفو إليه يالرغم منى ولكن عذابى ووجعى لا أعرف كيف السبيل إلى نسيانهم ،، ففتحت عينيها وهى تتأمل ملامحه وتوقفت أنظارها على عينيه التى دائماً ماكانت تنظر إليها بحده فهمست لنفسها قائله بصوت مسموع : إنى أحبك ماكس ولا أريد أن تبتعد عنى ،، كن لى الأمان أرجوك  كما تمنيت .
ابتسمت لنفسها عندما تذكرت كلمات حبه لها وهم فى مياه البحر وكيف أنه إعترف بحبه لها بطريقة مختلفه عن المعتاد دائماً قائله : هكذا أنت ماكس هكذا ستكون دوماً ولن تليق إلا بهذه الشخصيه الغاضبه دوماً والقاسيه ولكن ماكس قلبى لم يعد يتحمل هذه المعامله الحاده من جانبك لهذا سأستمر فيما أفعله مع أن قلبى لا يطيعنى دوماً ويعاندنى ولكن سأحارب هذا القلب من أجل نفسى ماكس .
تنهدت هارمونى لتنهض من مكانها ولكنها قبل أن تسحب يدها من أعلى رأسه وجدت من يتمسك بيدها بقوه فارتجف جسدها وصدمت فجذبها ماكس ناحية صدره ووقعت فوقه تتأمله بصدمه قائلاً بصوت هامس : ما الذى أتى بك إلى هنا هارمونى  فاتسعت عينيها بذهول وهى تنظر إلى عينيه ونظراته هو الآخر على وجهها ولم تستطيع النطق .
فابتسم بخبث قائلاً لها بصوت هامس : هل تشتاقين إلىّ هارمونى فارتجف قلبها من نظراته لها ولم تستطيع مواجهة عينيه وأشاحت بنظراتها بعيداً وقالت بتلعثم : أنا .... أنا.... كلا .... سيدى ... لقد ... لقد .... تأخر .... بك.... الوقت .... على ....ذهابك .... إلى .... المصنع فتحسس ماكس بجانب وجهها بيده الأخرى قائلاً لها بصوت خافت : ومنذ متى تأتين إلى هذه الغرفه ،، فشجعت نفسها على مواجهته والرد عليه قائلة بصوت مرتجف : ألستُ بزوجتك يا سيدى ،، فابتسم ساخراً وقال لها بصوتٍ خافت : ها أنتِ ذا تقتنعين بكلماتى لكِ وتقليديننى بنفس إسلوبى فقالت بضيق له وتتهرب منه أيضاً : سيدى إن الوقت قد تأخر على خروجك إلى العمل وقد أعدت الطعام وجئت من أجل ذلك .
حاولت أن تتركه لكنه لم يتركها بسرعه بل إبتسم قائلاًلها  : بالفعل لقد تأخربى الوقت ولكن قبل أن أنهض من فراشى هذا سأعدكِ هارمونى بوعد ثم صمت وتابع بعد برهة وهو يحدق فى وجهها قائلاً : لن يمر اليوم أو غداً إلا وأنتِ قد تذكرتنى مثلما قد تذكرتى جو من قبل ،، فحبكِ كان لى أنا وحدى هارمونى وسوف يظل لى إلى الأبد ،، ارتجف قلبها من الثقه الذى يتحدث بها وخافت من أن يكشفها .
فقالت له بضيق : لقد تأخرالوقت  هيا وابتعدت عنه بسرعه فتركها ونهض هو بعدها وأسرعت هارمونى وغادرت الحجره بكل خطوةً لديها سريعه .
تناول ماكس طعام الأفطار معها وانصرف بعدها فى سيارته ذاهباً إلى عمله ،، وصل ماكس إلى المصنع ولم يجد جو كما هو عادته معه فدائماً يصل قبله إلى العمل ولكن هذه المرة لم يأتى كما هو المعتاد .
دخل جاك فى غرفة مكتب ماكس فبادره ماكس قائلاً له : هل أتى جو اليوم لأننى لم أراه فى مكتبه كما هو المعتاد أنه يصل قبلى فقال جاك : كلا سيدى الدوق إنه لم يأتِ اليوم .
فاندهش ماكس ثم قال له : انصرف أنت جاك وعد إلى عملك وبعد مرور ساعات من الوقت شعر ماكس بشىء غريب بداخله ويدعوه إلى أن يشك بالأمر فقد إنقضى وقتاً طويلاً ولم يأتى جو إلى المصنع فقال لنفسه بضيق : بالتأكيد يوجد شىء ما خاصة أن جو ليس من النوع الذى يهمل عمله .
نهض ماكس من مكانه وانصرف من مكتبه وركب سيارته متجهاً إلى القصر لكى يتأكد من وجوده أولاً وسأل عنه صوفيا فقالت له : لقد خرج مبكراً يا سيدى ولا أعرف إلى أين ذهب تنهد ماكس قائلاً : حسناً إذهبى أنتِ وعودى إلى عملكِ .
اقترب ماكس من منزل الشاطىء ولمح  سيارة جو واقفه بجوار منزله فشعر بالغضب يسرى بشرايينه فاتجه بسيارته إلى مكان آخر .
وصل ماكس إلى هذا المكان وتنهد بغضب وقال لنفسه : حسناً هارمونى أنتِ من إبتدأ هذا الحرب علىّ وعليكِ أن تتحملى العواقب ،، فوجئت به كارمن واتسعت عينيها قائله : ماكس هل أنت هنا حقاً أم أنه خيالك فابتسم ساخراً وقال : بل أنا كارمن ثم صمت وتابع قائلاً : هل ترغبين فى نزهةً معى فقالت بلهفه : بالطبع ماكس ثوانٍ وسأكون جاهزه فلا تقلق .
وصلت سيارة ماكس ومعه كارمن إلى منزل الشاطىء فاستغربت قائله : لماذا أتيت بى إلى هنا ماكس فقال لها ساخراً : إنها النزهه التى أخبرتكِ عنها وستكون نزهه مميزه كارمن هيا إنزلى هيا .
نزلت كارمن وتأبطت ذراعه بدلالها المعتاد وكان ماكس يشعر بالغضب والضيق من وجود سيارة جو بالقرب من المنزل ولمحها تجلس وتضاحك معه فى حديقة المنزل فضم قبضة يده بقوه قائلاً لها : حسناً هارمونى سنرى من الرابح فى معركتكِ معى .
انقبض قلب هارمونى عندما إقترب عندما لمحته يقترب منها وبصحبته كارمن فانزعجت وبتلقائيه أمسكت بيد جو فضغط جو على يدها لكى يطمئنها فقالت لهم كارمن بخبث : لم أكن أعلم أن خادمتك الفتاة الحمقاء تلتقى بابن عمك جو من ورائك ماكس .
شعر ماكس بالغضب والأنفعال بداخله وقال لها بغضب مكتوم : الخدم يتوقع منهم أى شىء كارمن ،، فضحكت كارمن بسخرية قائله : أجل حبيبى ماكس هكذا هى أخلاق الخدم دائماً ليس لديهم سوى العبث وانعدام الأخلاق ،،  نظر ماكس إلى يد جو وهو يضغط على يد هارمونى وقال له بسخط : جو إترك يدها إنها ليست فتاة صغيرة لكى تتحامى بك ،، فنظرت إليه هارمونى ألا يتركها فابتسم جو وقال لها : لا تقلقى مادمت معكِ ،، شعر ماكس بالغضب والثورة عليهم هما الأثنين قائلاً لجو : ألهذا لم تأتِ إلى المصنع اليوم .
فقال له جو : أجل لقد أتيت لكى أطمئن عليها ماكس ،،  فأنت تعلم جيداً أنها بالنسبةِ لى ....قاطعته هارمونى قائله بثبات : حبيبتك فنظر إليها ماكس والشرر يتطاير من عينيه وقال له بغضب : إتركها جو الآن وأنتِ مشيراً بيده إليها بكبرياء غاضب : هيا إدخلى إلى المنزل وأعدى لى طعام الغداء وكارمن عزيزتى أيضاً هيا ،، نظرت إليه بضيق وانزعاج وتركت المكان بالرغم منها فاهو يأتى بكارمن من جديد وتشعر بغضبه الجامح عليها ولكنه يكبته ويداريه الآن ولكنه سيظهره لها فى وقت لاحق  بالتأكيد وسينفجر بوجهها بالتأكيد من أجل جو ،، ولقد فعلت ذلك من أجل إغضابه وها قد تحقق ذلك ولكن مجىء كارمن لم يخطر فى بالها أبداً .
صنعت هارمونى طعام الغداء وانصرف جو عائداً إلى القصر وتبقى معها ماكس وكارمن التى جلست بجواره فى غرفة الطعام تتدلل عليه وهو ينظر إلى هارمونى بسخريه وتظاهرت بالبرود أمامه ودفنت غيرتها داخل قلبها الذى تحطم اليوم بمجىء كارمن وظهورها من جديد فى حياتها .
جلست هارمونى فى المطبخ بانتظار تناولهم الطعام وكانت ضحكات كارمن تدخل إلى أذنى هارمونى تخترقها وتخترق قلبها الذى شعر بالوجع من جديد شعرت أنها تريد أن تبكى من أجل نفسها ولكن دموعها جفت وامتنعت عن النزول فلقد عانت الفتره الماضيه وها قد عاد مرةً أخرى إلى عقابه مرةً ثانيه .
تنهدت بضيق واتجهت إلى الغرفه الموجود بها ماكس وكارمن وكانوا قد انتهوا من تناولهم الطعام وجلسوا على مقاعد أخرى فاتجهت هارمونى إلى الطاوله وحملت الأطباق معها إلى المطبخ وحاولت تحاشى النظر إليهم وكارمن تتمسك بيده فقالت كارمن لأغاظتها : اصنعى لى كوباً من القهوه ايتها الخادمه فقالت لها بغيظ : حسناً سأصنعها  اضطرت للموافقه خوفاً من إنكشاف أمرها .
صنعتها لها وارتبكت هارمونى من نظرات ماكس إليها الغامضه ،، ويبدو أنه يقاوم شعور الغضب بداخله فتصنعت البرود أمامه وتجاهلته بالفعل وتركتهم يتسامرون ودخلت إلى المطبخ كى تنظفه وتفرغ كل غيرتها وغضبها من ماكس بداخل الأوانى التى تغسلها وتنظفها .
استمعت هارمونى إلى ضحكات كارمن وجلست فى حجرتها وهى غير راغبةً بالنوم وشعورها بالضيق والغيره هو المسيطر عليها ،، نظرت من النافذه بالخارج فوجدت كارمن تنصرف إلى منزلها بسيارة ماكس فأغمضت عينيها بضيق ورأت زجاجة العطر التى أعطاها لها لكى تكسرها فتناولتها بيدها بغضب وألقت بها على الأرض بكل قوةً لديها مع دخول ماكس إلى الحجرة .
الذى وقف يتأملها والشرر يتطاير من عينيه وبكل الثورة المكبوته بداخله  قال لها صارخاً : هل جننتِ أيتها الحمقاء فتظاهرت بالقوة وقلبها يرتجف من الخوف والذعر قائلة له  : لستُ مجنونه يا سيدى فصرخ بها بكل إنفعاله الذى يُكبته منذ أن رأى جو معها قائلاً لها : بل مجنونه أيتها الحمقاء لا يوجد من يفعل ذلك مثلك .
حاولت أن تبدو هادئه أمامه ،، ولكنها لم تستطع ،، فصرخت به قائله مثلما يفعل: أجل لقد جُننت وأنت السبب فيما أعانيه فاقترب منها بانفعال وأمسك بذراعها بقسوة وقال لها : أنا السبب أيتها الخائنه ،، فاتسعت عينيها بذعر وتألمت من يده قائله له : أنا  لستُ خادمه ،، أنا لم أخونك أبداً ياسيدى ،، فهتف بها بغضب قائلاً لها : كلا  بل أنتِ خائنه أيتها الكاذبه يا من تقابلين جو من ورائى فابتلعت ريقها بصعوبه وشعرت بغيرته الشديدة عليها وحاولت أن تدافع عن نفسها لكنها لم تستطع ففال هو بغضب : هيا تحدثى ألستِ بخائنه وأنتِ زوجتى وتقولين أمامى هكذا بكل جرأة ووقاحه ،، أنه حبيبك هل يوجد زوجه تقول ذلك .
منعت هارمونى دموع عينيها من الأنهمار وتجاهلت كلماته القاسيه بالرغم منها لكى تدعه يغير عليها وتنتقم لنفسها منه ولو قليللاً ويتعذب مثلها ،، كيفما تعذبت كلما رأته بصحبة كارمن  لذلك لن تدافع عن نفسها هذه المره ،، وستتركه يتهمها بالخيانه فقالت له بسخرية متعمدة : وما العيب فى ذلك أنت تعلم جيداً أننى لم أتذكرك إلى اليوم ،، لذلك فأنا أعبر عن ما فى داخلى وبكل صدق .
شعر ماكس بأنها تغيظه بهذه الكلمات فضغط على ذراعها بقسوه فتألمت فقال بغضب : تألمى هارمونى ،، تألمى من أجل أن تشعرين بوجعى أيتها الحمقاء ،، إننى سأجعلكِ تتذكريننى بالرغم منكِ فى الصباح الباكر ،، إستعدى من أجل ذلك من الآن لأنى لستُ بالشخص الذى يُنسى هارمونى ،، هل تفهمين وأزاحها بيده بكل عنفوانه فوقعت على فراشها بقسوه .
فلمعت عينيها بالدموع فمال ناحية وجهها حتى شعرت بأنفاسه قائلاً بخشونه : موعدنا فى الصباح الباكر لكى تتذكريننى هارمونى وبالرغم منكِ ،، هيا نامى الآن لكى تستيقظين مبكراً .
نامت هارمونى ودموعها تنهمر مثلما أمرها وتشعر بالرغم من غيرته الشديده عليها بالأهانه والقهر من معاملته لها وهى تعرف وتفهم أن غيرته الآن هى التى تحركه وبشده وتعميه عن أى شىء آخر،، أما هو فقد صفع الباب الداخلى خلفه بقوه وعنف ودخل إلى الغرفه وهو يشعر بغيظه الشديد منها وبدأ بخلع ثيابه وارتدى غيرها ونام على الفراش لكنه ظل مستيقظاً ولم ينام مثل هارمونى من كثرة التفكير .
نام ماكس فى وقت متأخر من الليل ومع أول خيوط نسائم الفجر استيقظ ماكس منتبهاً إلى الوقت الذى وعد به هارمونى لكى يوقظها ويوفى بوعده لها .
دخل إلى الحمام قبل أن يوقظها من نومها وتجهز هو قبلها وارتدى ثيابه كامله وإتجه ناحية فراشها قائلاً بلهجه آمرة  : هيا هارمونى إستيقظى هيا ففتحت عينيها ببطىء ورأت وجهه الجامد فقالت له بنعاس : إلى أين فقال لها بضيق : كما وعدتكِ قبل أن تنامين ألستُ متفق معكِ على ميعادنا فى الصباح الباكر فزفرت هارمونى بضيق وقالت له متكاسله : لا أريد الخروج الآن فاتجه ناحية خزانة ثيابها وانتقى ثوباً رقيقاً لها وأخذه وألقاه فى وجهها قائلاً بحده : هيا ولا داعى لكل ذلك فأنتِ تعرفيننى جيداً فقالت له بغيظ : حسناً سأنهض وأرتديه فقال لها بصرامه : سأنتظرك بالأسفل وتنزلين بسرعه يا إما أنتِ تعرفين أننى مستعد لتقديم خدماتى وألبسكِ ثيابكِ بنفسى ،، تركها خارجاً وخرج من الغرفه .
شعرت هارمونى بالغيظ والغضب منه ودخلت إلى الحمام واستعدت وارتديت ثيابها بسرعه ومشطت شعرها متسرعه فى ذلك ،، نزلت بالأسفل وجدته منتظراً إياها بجانب جواده وبدون أن يتحدث إليها حملها ورفعها على الجواد وركب هو الآخر خلفها وضمها إلى صدره بصمت وهى أيضاً صمتت إلى أن ترى إلى أين يأخذها فى هذا الصباح الباكر
كانت تتمنى أن تركب معه ويتأملوا معاً كل هذا الجمال الساحر الذى يأخذ العقل ولكن وجهه الغاضب يجعلها لا تشعر بجمال المكان ولا بجمال صوت زقزقة العصافير التى تنتشر بكثرة حولها  الباحثة عن الرزق ولا يعطيها الشعور بالتمتع مع منظر رائع وخلاب  مثل شروق الشمس وهى تشرق من ناحية الشرق ،، فتنهدت بضيق وكتمت أمنيتها داخل قلبها إلى أن يشعر بعذابها فى حبها الشديد له  .
وصل بها ماكس إلى مكانها المفضل لديها إلى الشلال ووقف فى أعلى التله الخضراء المترامية الأطراف وعلى بُعد البصر يوجد العديد من الخضره فى كل جانب ،، التى تخلب الألباب وتحبس الأنفاس ولكن هارمونى لم تشعر بذلك أيضاً وقلقت عندما حملها ماكس من على جواده  بين ذراعيه ،، ونزل بها من أعلى التله إلى المنحدر فتعلقت برقبته بخوف لا تعرف لماذا كل هذا الخوف وتلاقت أنظارهم بصمت مبهم  .
وصل بها إلى الشلال وأوقفها  أمامه مباشرةً تحت مياهه الغزيره ومياهه تغرقهما ،، فتذكرت هارمونى هذا المكان ،، فكيف لا تتذكره فهو  مكانها المفضل  بالفعل ،، الذى كانت تأتى إليه وتفضفض إلى مياه الشلال من حزنها الشديد منه ومن قسوته عليها وقف أمامها ومياه الشلال تغرقهما ورزازه يغطى وجهيهما وتلاقت أنظارهم تحته وقال لها بقلب موجوع : إن هذا هو مكانكِ المفضل أيتها الحمقاء ،، التى لا تريد أن تتذكرنى وتتذكرغيرى ،، فارتجف قلبها من قربه الشديد منها  فقالت له متصنعه الامبالاه ورزاز المياه تغرق وجهها : وماذا فى ذلك فمن المؤكد أننى سأتذكره مادمت قد أحببته يوماً .
إلى هنا لم يستطيع كبح جماح غضبه وثورته عليها وأمسكها من ذراعيها بقسوه وعنف تحت المياه وهى تغرقهما معاً  والرزاز يتطاير على وجهيهما وقرب وجهه منها قائلاً بغضب : كفى أيتها الحمقاء يكفى كل هذا الكذب فأنتِ لم تحبى ولم تعشقى سواى هل تفهمين ،، فحاولت أن تبتعد عنه وهى تقول له بتحدى : كلا لقد أحببته كثيراً وإلا كيف تذكرته هو وأنت لا أيها المتوحش  البغيض .
فصرخ بها بعنف قائلاً لها : هارمـــونـــى أيتها الكاذبه فى حبكِ المزعوم هذا لقد أتيتُ بكِ إلى هنا من أجل أن تتذكريننى أنا وليس من أجل أن تتذكريه هو أيتها الحمقاء ،، فهزت رأسها بقوه وقالت بعند : لا أريد أن أتذكرك لا أريد ،، إنى فرحةً وسعيدةً بذلك .
حاولت أن تفلت من يديه ولكنه لم يتركها ووضع ذراعيها خلف ظهرها وقربها إلى صدره وهو يتأمل وجهها تحت المياه وقد زادته جمالاً وتنفس بعمق قائلاً لها بصوتاً مجروح : كلا هارمونى سوف تتذكريننى وتعترفين بحبكِ وعشقكِ لى الآن فهزت رأسها ببطىء قائله بصوت غاضب وهى تتذكر قسوته : كلا يا سيدى لا أريد هذه اللحظه أن تأتى أبداً .
فصرخ بها بقلباً ملتاع قائلاً لها : هارمــــــــونـــــى  لا تقولين ذلك فلقد أتيت بكِ إلى مكانكِ المفضل من أجل أن تتذكريه وتتذكرى عندما أنقذتكِ فى ذلك اليوم هنا ،، عندما ترككِ الجواد ،، فأغلقت عينيها وهى تتذكر ذلك اليوم .
وارتجف قلبها لذكراه لكنها قالت له عكس ما تشعر به : أنا لم أتذكر أى شىء حدث لى هنا سوى أننى أتيت يوماً مع جو وكان أجمل يوم بالنسبة لى ،، شعر ماكس أنها أهانة قلبه وكبرياؤه المعروف به للجميع وصرخ بها بحده  ،، وضغط على يديها وهم خلف ظهرها قائلاً بحده وغضب : يكفى ذلك هارمونى يكفى كل هذا العبث وأقترب بوجهه أكثر منها وتأملها بنظراته الحاده وتابع قوله بكل إنفعاله قائلاً : لن تنصرفى اليوم من تحت هذا الشلال إلا وأنتِ تتذكريننى هارمونى .
ابتعدت عنه وأفلتت من بين يديه بكل قوة لديها وشعرت أنها تحارب قلبها وتعانده بشده وقسوة هذه المره فقلبها يريد له أن تعترف بحبها الشديد له ولكنها أبت ذلك وهتفت بكل غضبها المكنون داخل صدرها منه : كلا لا أريد أن أتذكرك أبداً لقد قلتها لك ولا أريد أن أتذكر أيامى معك أبداً ،، اتركنى وشأنى ،، دعنى أرحل من هنا وبسرعه لقد تعبت منك أيها المتوحش المغرور .
اقترب منها فجأه صارخاً بها بلهجه آمره : كلا هارمونى مهما تتحدثين وتصرخىن فى وجهى هكذا  ،، فأنا لن أترككِ ترحلين من هنا إلا ،، وأنت تتذكريننى وتتذكرين كل أيامنا معاً ،، فطرقت الأرض بقدمها بغضب مثل الأطفال قائله بحده  : كلا سأرحل أنا مادمت لا تريدنى أن أرحل من هنا وتركته بالفعل وابتعدت عنه خطوتين عائده إلى أعلى التله .
لكنه باغتها بإمساكها من ذراعها فبوغتت هى الأخرى فأنزلقت قدمها فتلقاها ماكس بيده الأخرى ،، حتى لا تقع أرضاً وبدلاً من ذلك وقعت على صدره هو فوضع ذراعه التى حمتها وراء ظهرها ،، وتلاقت أنظارهم  وأنفاسهم الحاره تحت مياه الشلال المتطايره على وجهيهما  وحدق بها قائلاً بصوتاً خافتاً حاد : ها أنتِ هارمونى كلما حاولتِ الهروب منى تجدين نفسكِ بين ذراعى ،، لا يوجد هناك أى مفر منى أيتها الطفلة الحمقاء .
فصرخت به قائله : أنا لستُ بطفلة أيها المتوحش المتكبر،،  فابتسم لها بسخريةً غاضبه وقال لها بإسلوبٍ يستفذها : بلى طفلتى الحمقاء التى جئتُ بها إلى هنا لكى تتذكرنى ولم تتذكرنى إلى الآن ،، فإذاً أنتِ طفلةً حمقاء وبلهاء أيضاً و..... فصرخت به هارمونى  مقاطعة له بكل تلقائيه وهى تتأمل وجهه قائلة بصوتٍ مرتفعٍ غاضب : كلا كلا لستُ بطفلتك الحمقاء لستُ بطفلتكَ الحمقاء ،، لأننى أتذكرك جيداً ماكس وأننى أحبكَ ............................ 
اتمنى تعجبكم وتقولوا رأريكم فيها لأن رأيكم يهمنى أووووووى  وسامحونى على أى خطأ لغوى تلاقوه  .
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم

تناديه سيديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن