الفصل السادس عشر

353 23 0
                                    

رواية تناديه سيدى
الفصل السادس عشر :
فقالت له بضيق : أجل سأتركه إلى الأبد فمن الأساس كان حبى له من  البداية كان خطأى أنا فأنا المخطئه وليس هو فاقترب منها جو وقال لها متفرساً في ملامح وجهها : هل أنتِ متأكده من قراركِ هذا فقالت له بإصرار : أجل جو فهذا قرارى النهائى وأريدُ منكَ أن تساعدنى على الهروب من هنا ،، والليلة أريدُ منكَ أن تنفذ لى رغبتى فاتسعت عينيه من المفاجأه ومما يسمعه منها وقال لها بقلق : ولكنى لا أستطيع مساعدتك في هذا الأمر هارمونى فاستعجبت وقالت له متعجبه : لماذا لا تستطيع !!!  فقال  لها : لأننى أريدُ منكِ أن تدافعى عن حبكِ له هارمونى فقالت له باستسلام مرير : وأنا لا أريدُ ذلك كل ما أريده هو الأبتعاد عنه وعن أى شىء يذكرنى به فقال لها بحنان : أنا أعرف ذلك جيداً ولكن هل إذا هربتِ منه هل ستنسينه كما تدعين ذلك فقالت له ودموعها تنهمر : كلا يا جو لن أستطيع نسيانه مهما هربت وابتعدت عنه فقلبى سيظلُ دائماً يشتاق إليه . .
فتفهم جو موقفها وقال لها بعطف : من الأفضل لكِ أن تفكرين جيداً في هذا القرار فهذا القرار سيحرمُكِ إلى الأبد من رؤيته فقالت له وهى تنتحب : أعرف ذلك جو لكن لقد تعبت من عذابى هذا وهو لم يشعر بى قط وأنا وحدى من سأتحطم وتدمر في النهايه  فتفرس جو في ملامحها الباكيه وقال لها بهدوء : حسناً هارمونى سأساعدك على الهروب غداً من هنا في الصباح الباكر والسفر معى إلى باريس فابتسمت ابتسامة مريره : لقد كنت أود الرحيل اليها معه ولكنى لم أكن أحلم ان أسافر معك هاربه كالهاربه من السجن  فقال لها جو بحنان : لا تفكرين كثيراً بهذا الأمر وأنا سأقف دائماً بجواركِ وفى أى وقت تحتاجيننى فيه فأنا موجود دائماً أليس نحن أصدقاء  هارمونى فابتسمت له  قائله : بالطبع جو وأفضل صديق لدى ثم صمتت قليلاً واستكملت قائله : وأنا سأكون بانتظارك في الصباح الباكر فابتسم لها وقال : حسناً هارمونى وأنا سأنصرف الآن حتى لا يشك ماكس بالأمر .
لماذا يا سيدى تقسو على قلبكَ وعلى نفسكَ بهذه الطريقه العنيفه:  نطق هذه الجمله جاك لسيده ماكس الذى نظر إليه بصدمه وقال له بضيق  : كيف تجرؤ جاك على قول هذا الكلام لى فقال جاك بجديه : منذ فترة طويله وأنا أعمل لديك  يا سيدى ولم أجدُكَ غاضباً هكذا من قبل ولاحظت ظهور هذا الغضب عليكَ منذ أن أتيتَ بالآنسه هارمونى هنا في القصر  فقال له بضيق : ليس لهارمونى علاقةً بكل هذا فقال له جاك بإصرار : بل له كل العلاقه  يا سيدى فأنا أفهمكَ جيداً فنظر إليه بغضب وقال له : كيف تجرؤ أن تحدثنى بهذه الطريقة جاك : فقال له باحترام : إنى أعتذر لك َيا سيدى ولكنى أعتبر نفسى من المقربين لديك منذ أن كنا أطفالاً أيضاً ولا أعتبرك سيدى بل أعتبرك صديقى أيضاً وكنت ومنذ الصغر لا تخفى شيئاً عنى وكنت تأتى إلىّ دائماً وتفضفض عن ما بداخلك دائماً معى عندما كنت تشعر بالضيق ولكن الآن تفعل العكس ولا تحدثنى منذ فترة طويله فنظر إليه بضيق وقال له : لقد كنتُ لا أخفى شيئاً عليكَ بالفعل حتى الآن أيضاً لكن الحديث عن هارمونى يشعرنى بالغضب فلا أريدُ التحدث بهذا الأمر الآن فقال له جاك محترماً رأيه : حسناً سيدى الدوق سأتركك الآن لعل عقلك يستريح  قليلاً عن التفكير وإذا أردتُ التحدث معى في أى شىء فأنا موجود دائماً تحت خدمتك  وفي أى وقت  فقال ماكس : شكراً لك جاك .
انصرف جاك ووقف ماكس ينظرمن النافذه المطله على المكان الذى كان مفضل لدى هارمونى وتذكر عندما رآها أول مرة وتخيلها أنها أوديت حتى أنه غضب منها وناداها بهذا الأسم عندما حدثها في ذلك اليوم وشعر انها بالفعل هى ملكة البجع في قصة بحيرة البجع الذى قرأ عنها وتنهد بضيق وخرج من غرفته واتجه ناحية جدول المياه في نفس المكان وتخيل وجهها على سطح المياه فأغمض عينينه بغضب  وقسوة من نفسه لأنه لا ينكر أنها تشغل تفكيره منذ أن رآها وأتى بها أول مرة إلى  هنا إلى هذا القصر فقال لنفسه بغضب : كفى أيها القلب كفى لقد تعبتُ من هذا الأمر كثيراً وضقت ذرعاً به واتجه بغضب ناحية الأسطبل الموجود به جواده وأخذه وخرج به خارج القصر كأنه يهرب من شىء ما بداخله .
وفى صباح اليوم التالى باكراً استيقظ جو وقام بتجهيز نفسه وأغراضه ومر على غرفة جدته فوجدها نائمه ولم تستيقظ بعد فقبلها في جبهتها وتركها مسرعاً قبل أن يشعر به أى شخص ما داخل القصر .
كانت هارمونى قد أستيقظت أيضاً من نومها وقامت بتجهيز بعض الثياب القليله التى كانت لديها وجلست بانتظار مرور جو عليها وتأملت المكان حولها بحزن وتذكرت عندما جاءت إلى هنا أول مرة فلمعت عينيها بالدموع وقالت لنفسها بألم : آه أيها القلب فأنتَ الذى ستتتحطم بمفردك وليس قلبهُ هو وهو لم يشعر بكَ يوماً ما لقد كنتُ في الفترة الأخيره أتحمل كل شىء من أجل حبه ولكن هذا الحب تحول إلى عذاب دائم بالنسبة لى ولابد لى أن أحارب قلبى فأنا مُتعبه من كثرة انتظاره ومن شدة شوقى إليه فعلىّ أن أحارب قلبى وعقلى وأهرب من هذا المكان الذى كل ركن به يذكرنى بأنفاسه حولى عندما كان يقترب منى وأغمضت عينيها وبكت وكأنها تحتفظ بصورته الأخيره داخل عينيها ونزلت دموعها الغزيره عندما تذكرت أنها كانت بين ذراعيه يوماً ما وعلى الرغم من قسوته عليها إلا أنها كانت تشعر بالأمان بين هاتين الذراعين القاسيتين وأفاقت من شرودها الحزين هذا على صوت طرقات الباب فكان جو كما توقعت .
ابتسم إليها جو وقال لها : صباح الخير هارمونى لقد أتيتُ في ميعادى أليس كذلك فقالت له : صباح النور جو لقد كنت بانتظارك وقمت بتجهيز كل أغراضى ودلفت إلى الداخل وأتت بحقيبة صغيره فأخذها منها جو وقال لها بعطف : ألن تتراجعى عن قرارك هذا فقالت له بضيق :كلا جو لن أتراجع عنه فهذا هو الحل الوحيد لى  فقال لها : ألن تندمى يوماً ما على هروبك هذا فقالت له بإصرار : سوف أندم عندما أظل هنا وأرى نفسى وقلبى وهو يتحطم بقسوة وهو لم يشعر بى قط ويتزوج بأخرى فتنهد جو وقال حسناً هيا بنا .
شردت هارمونى وهى بجانب جو هاربه من حبها لماكس ومن أكثر شخص كان هو سبب لألآمها وعذابها بهذه الحياه وأغمضت عينيها بألم وهى تقول لنفسها : سوف أهرب منكَ يا سيدى بجسدى فقط ولكن سيظل قلبى دائماً هناك وبانتظارك في المنزل وعلىّ وحدى أنا أن أقاوم هذا الشعور المعذّب بالنسبة لى فقلبى قد تعذب بحبى لك كثيراً وأنت لا تشعر بى ولو قليلاً .
قال لها جو : هل أنتِ بخير هارمونى فقالت له مبتسمه ابتسامه باهته : أجل أنا بخير فقال لها متأملاً وجهها : ولكن وجهكِ يقول لى عكس ذلك فقالت وهى تمسك دموعها عن النزول : إننى بخير وسوف أكون كذلك الأيام القادمه فقال لها بحنان : هل قررت ماذا ستفعلين في هذه الأيام وحدكِ فقالت له متنهده : سأبحث عن عمل لى لكى أعيش وسأبدأ حياتى من جديد فابتسم لها وقال : سأبحثُ لكِ أنا عن هذا العمل وستمكثين في شقتى إلى أن تجدين مسكناً لائقاً بكِ فقالت له بامتنان : شكراً لك جو على مساعدتك لى وبالتأكيد سأبحث عن مسكن آخر عندما أعمل وشكرا على إهتمامكً بى أيضاً فقال لها بحنان : لا تقولين ذلك هارمونى فأنت أعز صديقه بالنسبة لى وأرجو أن تبادليننى نفس الشعور فابتسمت له وقالت : بالطبع جو فأنا لا أعرف سواك وساعدتنى كثيراً إلى الآن فابتسم إليها بصمت ولم يعلق .
وصلت هارمونى ومعها جو إلى باريس فتأملت الأماكن حولها وشردت في بعض الأماكن التى تخيلت أنها ستكون بصحبته بها في يوماً ما فحاولت أن تحبس دموعها وتقوى قلبها حتى لا تضعف في ذكرى اسمه أمامها فلاحظ عليها جوذلك  فسألها وهو في طريقهم إلى منزله قائلاً : ما بكِ هارمونى فقالت له بخفوت : لا شىء جو فقال لها : لقد حان الآن لكى تبدأى حياتكِ الجديده بدون أن تفكرى بأى شىء آخر فتنهدت مستسلمه وقالت له : بالطبع جو وأرجو منكَ أن تساعدنى على ذلك فابتسم له بحنان وقال : بالطبع هارمونى إننى أريد ذلك وسأقف بجوارك دائماً وقت ما تحتاجيننى إلى الأبد فشكرته قائله : شكراً لك .
وصلت هارمونى معه إلى منزله أمام بناية عالية الأدوار فخمه المنظر بمنظرها قديم التراث فأعجبتها وتأملتها بانبهار وقالت له بدهشه : هل تقطن هنا فقال لها مبتسماً : هل أعجبتكِ أم ماذا فقالت له بإعجاب : بالطبع إنها رائعة الجمال حقاً فقال لها : حسناً هيا إصعدى أنتِ أولاً صعدت أمامه وتأملت الدرج الرخام القديم وانبهرت بما حولها إلى أن أوقفها أمام إحدى الشقق الفاخرة وقال لها : إنها شقتى تلك فقالت له بانبهار: إنها رائعه فقال لها بهدوء : إنتظرى حتى تراها من الداخل ففتح لها الباب وتركها تتقدمه إلى الداخل وتأملت المكان  حولها واتسعت عينيها بانبهار فالمنظر في الداخل كأنها داخل متحف وليس منزلاً فرنسياً عادياً أنيق فقط .
فقال لها مبتسماً لانبهارها : ما رأيكِ هارمونى فقالت له مبتسمه بإعجاب : كأننى موجوده داخل أحدالمتاحف القديمة جداً فقال لها : هذه التحف جلبتها من أماكن قديمة بالفعل ودفعت بها بعض المبالغ الباهظه ورضيت بذلك لأننى أحب دائماً الأقتناء بالأشياء القديمه فقالت له وهى تهزرأسها بالموافقه : وهذا واضح عليكَ جو .
أدخلها جو إلى أحدى الغرف الأنيقه المنظر وبها فراش وخزانه كبيره وبها أيضاً مرآه وتحفُها من الخارج بقطع خشبيه مزينه وبعض النقوش القديمه وتذكرت في هذه اللحظه القصر بنقوشه القديمه وأثاثه القديم الغالى الثمن .
فقال لها وهو يضع حقيبتها على الأرض : هذه ستكون غرفتكِ واتمنى أن تعجبكِ وترتاحين بها ولو قليلاً من عناء السفر فقالت له باستغراب :بالطبع إنها جميله  وأنت ماذا ستفعل وأخاف أن أبقى وحدى هكذا فقال لها : لاتخشى شيئاً هارمونى فأنا بعد قليل سأذهب إلى المصنع لأدير به بعض الأمور وأيضاً سأتحدث إلى صديق لى حتى يبحث لكِ عن عمل مناسب لكِ  فابتسمت له قائله : حسناً جو إذهب ولا تتأخر على كثيراً فقال لها : سأتى لكِ بكارولين مدبرة المنزل الخاصة بى هنا فمنزلها على مقربةً من هنا وهى المختصه بشئون منزلى وستكون تحت أمركِ في أى شىء فقالت له : شكراً لك جو .
بعد قليل كانت مدبرة المنزل كارولين كانت موجوده وتعرفت عليها هارمونى وتركهم وذهب هو إلى المصنع وبعد ذلك قامت كارولين بوضع ثياب هارمونى داخل الخزانه الكبيره ونظرت إلى ثيابها وقارنت بينها وبين حجم الخزانه الكبير  فقالت كارولين لما رأتها تنظر هكذا : في أحد الأيام ستمتلىء هذه الخزانه بثياب كثيرة عندما يكون لكِ عملاً مستقل فابتسمت لها وهى تتنهد وقالت لها وهى تتذكر حجم ثيابها الذى أتى بها ماكس لها داخل القصر : لا يهمنى ذلك كان عندى أفضل الثياب لى ولكنها لم تجلب لى سوى التعاسة والعذاب فقالت لها مدبرة المنزل باستغراب : لماذا تقولين ذلك يا آنسه فقالت لها بالامبالاه مصطنعه : لا تبالى بما أقوله لكِ وشكراً لك على صنيعك معى فهزت كارولين كتفيها وقالت : حسناً آنستى ولا تشكرينى مرةً أخرى على عملى فهذا واجبى فابتسمت لها وقالت : حسناً مدام كارولين .
كان جاك يقف متردداً أمام حجرة مكتب ماكس وطرق عليه الباب بارتباك وقال ماكس من الداخل : إدخل جاك ففتح الباب ودخل وأشاح بنظراته عن ماكس وقال له ماكس مستغرباً : ماذا هناك جاك فبلع ريقه بصعوبه وقال بصوت خافت خائف : لدى خبر مهم لكَ سيدى الدوق فقال له مستفهماً : ما هذا الخبر المهم ؟ فقال له متردداً : لقد هربت الآنسه هارمونى من منزل الشاطىء ياسيدى فهب ماكس من على مقعده بغضب وقال له صارخاً به : وكيف هربت من المنزل هناك ومن أبلغكَ بهذا الخبر فقال له بارتباك وخوف : لقد هربت بالأمس في الصباح الباكر وقد ذهبت إلى المنزل مثلما طلبت منى ذلك ولم أجدها ولم أجد ثيابها أيضاً فضم ماكس قبضة يده بغضب وقال له : وهل ساعدها أحداً ما على الهرب فقال له بقلق : لا أعلم من بالضبط سيدى الدوق ولكن مع إختفاؤها إختفى أيضاً مستر جو فاتسعت عينيه بغضب وقال له : حسناً جاك انصرف الان .
انصرف جاك وأغلق ماكس عينيه بغضب وقال لنفسه : لقد تعديتى الحدود هذه المره هارمونى ابتعد عن مكتبه واقترب من النافذه ونظر إلى الخارج بشرود وطرقت عليه جدته الباب قائله : ماكس فالتفت إليها قائلاً : تفضلى جدتى فاقتربت منه وقالت له : ماذا بك ماكس لماذا أنت غاضب هكذا فاقترب منها وأجلسها على مقعد بداخل مكتبه وقال متنهداً بضيق : لاشىء جدتى لا تبالى بغضبى فقالت له بعناد : وكيف ذلك ماكس وأنا أراك غاضباً دائماً ومنذ فتره طويله حتى أنكَ لم تعد تهتم بزواجك من كارمن فتنهد بضيق وقال : جدتى أرجوكِ إنى مشغول بأمور أخرى الآن فقالت له تتحداه : ماكس إن زواجك قد قارب على المجىء ولم تستعد له بعد فتنهد بضيق مرةً أخرى وقال : أعرف ذلك ويوم الزواج سأكون جاهزاً لكل شىء لا تقلقى بشأنى فتنهدت الجده هذه المرة وقالت له غاضبه : أنت مثل جدك كان عنيد مثلك هكذا دائماً وقاسى الطبع ولكنه كان يوجد بقلبه بعض الرحمه وليس مثلك هكذا طيلة الوقت تصرخ غاضباً فشعر بالأسف ناحيتها وقال لها : آسف جدتى هكذا أنا فاعذرينى لقد ولدت وحيداً وولدت ووجدت نفسى مسؤلاً عن عدة مزارع وأرضى وجزيره بأكملها ألا ترين معى أن كل هذه المسئوليه تجعلنى غاضباً دائماً فقالت له : أعلم ذلك ماكس ولكن لابد لك أن تهدأ ولو قليلاً فهذا سيؤثر عليك وعلى صحتك أنت فقال لها بهدوء نوعاً ما : حسناً سأحاول أن أفعل ذلك .
مر إسبوع ووجدت هارمونى عملاً لها في أحد المكتبات الكبيره في باريس وكان يقوم بتوصيلها جو كل صباح واستمتعت هارمونى بعملها الجديد وقد حاولت أن تتناسى كل شىء مر بها وقد تعبت من التفكير به فقررت أن تحاول نسيانه وتنهمك في عملها الجديد التى أحبته منذ أن وطأت قدميها داخل هذه المكتبه فقد تذكرت هذه الكتب بكتب ماكس قديمة التراث وهذه المكتبه يوجد بها العديد من كتب التراث القديم التى لفتت نظرها إليها .
كان صاحب هذه المكتبه رجل في العقد الثالث من العمر وكان رجل يظهر على ملامحه الوقار الشديد وكان صديق لجو وكان يحتاج لفتاة ما تعمل معه بداخل المكتبه فاتى جو له بهارمونى فقبل بها وعاملها باحترام شديد وارتاحت هارمونى لمعاملته المحترمه هذه وكان أيضاً لبقاً معها ويعاملها على أنها أنثى ولها كل الأحترام والتقدير .
تمنت هارمونى هذه المعامله من ماكس ولكنه لا يعتبرها أنثى ناضجه بل إنها طفله صغيره بالنسبة إليه ومثلما ينادى عليها دائماً وبالتحديد وهو غاضب منها .
ظلت هارمونى تعمل في المكتبه بكل جديه وأتاها في أحد الأيام صاحب المكتبه قائلاً : هل أنتهيتى آنسه هارمونى من العمل اليوم فقالت له مبتسمه : لقد قاربت على الأنتهاء مستر جون  فقال لها : حسناً مارأيك أن تتناولى معى طعام العشاء اليوم فقالت له بارتباك : شكراً لك فإنى متعبة اليوم ولا أريد ذلك فابتسم لها قائلاً : حسناً لن أضغط عليك هذه المره ولكننى مدعواً غداً لحفلة تنكريه ما رأيك أن تذهبى معى فشردت قائله : لماذا لا تذهبين معه هارمونى إنه إنسان محترم ويعاملك باحترام معظم الوقت هل يوجد في ذلك مانع حاولى أن تهربى بأى وسيلة لدىكِ  من التفكير في ماكس فقالت له : حسناً أنا موافقه فابتسم لها وقال : حسناً سأمر عليكِ في الساعه الثامنه مساءً فقالت له : حسناً شكرا لكً .
وصلت هارمونى بصحبة الرجل وقال لها : ها لقد وصلنا إلى مكان الحفل جعلها تتأبط ذراعه فارتبكت ونظر إليها بإعجاب وقال لها : هذه الثياب تليق بكِ جداً فابتسمت بخجل وقالت له : شكراً لك .
دخلت معه إلى الداخل وتلفتت على المكان حولها فهى لم تعتاد أن تذهب إلى  مثل هذه الأماكن على حسب ذاكرتها التى لا تتذكر منها سوى اليوم التى وجدت نفسها داخل القصر .
وجدت هارمونى المكان ممتلئاً بشخصيات مختلفه ومعظمهم في ثياب تنكريه ولم تعرف أى شخصية على حقيقتها من الثياب الذى يرتديها أى شخص منهم وبالتالى لم تكن تعرف أى شخص حتى لو بثيابه العاديه وجذبها من يدها جون  الذى كان معها وعرفها على أشخاص ما يعرفهم من أصدقائه القدامى فحيوها جميعاً وشردت وهى تقف معهم فلاحظ عليها جون ذلك وقال لها : آنسه هارمونى ما بكِ فقالت له بابتسامه شارده : لا شىء مستر جون فقال لها : حسناً هيا بنا نرقص مع هؤلاء الراقصين فهزت رأسها رافضه ذلك فقال لها بإلحاح : هيا هارمونى واسمحى لى بمناداتك هكذا في هذا الأحتفال الرائع فابتسمت له  بإحراج وقالت :  حسناً مستر جون أنا موافقه فابتسم بإعجاب وقال : هيا بنا إذن وجذبها من يدها بدون أن يعطيها الفرصه لكى تعترض مرةً أخرى .
وجدت نفسها بين هؤلاء الراقصين وقد ازدحمت القاعه بإناس مختلفين عنها وابتسم لها جون وقال : إنها الحفله الأولى التى تحضريها تنكريه أليس كذلك فقالت له : أجل إنها المره الأولى لى واستكملت داخلها على حسب ما أتذكره فأنا فاقده لذاكرتى ولا أتذكر ما مر بى منذ فترة طويله واستكملت رقصها معه وبالتالى جاء عدة شباب آخرون يريدون أن يراقصوها فجذبها شاب من جون فجأه ووجدت نفسها تراقص من بعده عدة شباب من وراء بعض ونسيت ما تمر به وشعرت بشىء ما من السعاده لم تشعر بها قط منذ فتره واندمجت معهم جميعاً دون حتى أن تعرف أسمائهم .
وفى أثناء ذلك وإندماجها هذا وشعورها بالسعاده الذى لم يكتمل للنهايه  وجدت عينين حادتين تنظران إليها من خلف قناع لايظهر من وراؤه إلا هذين العينين فاتسعت عينيها بصدمه وذهول .................
اتمنى تكون عجباكم وتقولولى رأيكم فيها .
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم

تناديه سيديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن