رواية تنادية سيدى
الفصل الثالث عشر
ركب جو سيارته وأثناء قيادته بالسياره فوجئ بفتاة ما تلقى بنفسها على سيارته فتوقف بسرعه وترجل منها متلهفاً وقال وهو يقترب من الفتاه : هل أصابكِ مكروه فرفعت ووجهها إليه وهى جالسة على الأرض تتألم بشده وقالت بألم : إن قدمى تؤلمنى كثيراً فتجمد جو في مكانه عنما واجهته بوجهها وحدق في عينيها وهو غير مصدق أنه رآها أمامه صدفه بعدما إبتعد عنها فأغلق عينيه وفتحها مرةً أخرى لعله يحلم بها وتنفس بعمق وقال بذهول : جنيفر فتأملته بحب وقالت له : جو فكان سيقترب منها أكثر لولا أنه تذكر ما فعلته به فتجمد في مكانه ولم يتحرك .
فلما رأته هكذا تحاملت على نفسها واستندت بيدها على مقدمة سيارته وقامت من على الأرض تتحدث إليه قائله : لماذا تركتنى فجأه هكذا جو فتنهد جو بعمق وقال ببرود : لقد انتهى ما كان بيننا جينيفر منذ زمن طويل فقالت له وهى تقترب منه ولكن بالنسبة لى لم تنتهى قصة حبنا جو فقال لها بجمود : يبدو أنكٍ بخير الآن عن إذنكِ وتركها وانصرف عائداً إلى سيارته مرةً أخرى فصرخت به قائله : انى أحبك جو فلا تتركنى لم يبالى بصرخاتها واتجه الى سيارته وفتح بابها وركب بها فأسرعت جينفر خلفه تنادى عليه قائله : أرجوك جو لا تتركنى وحيده وتهُملنى وتظلمنى هكذا ونزلت دموعها وألقى عليها نظرة جامده وقال : لم يعد لكِ مكان في قلبى وأسرع يقود سيارته بغضب من داخله .
أما جنيفر تهاوت على الأرض تصرخ وتنادى عليه ووجهها مملوء بالدموع تبكى بحزن على فراق حبيب لم يريد سماعها أو حتى رؤيتها .
ذهب جو إلى منزله يشعر بالضيق والغضب من نفسه ومن جنيفر الذى لم ينساها يوماً ما وكانت ذكرياتها معه معلقة بذهنه طيلة الوقت ودخل جو إلى غرفته واقترب من منضده صغيره على مقربه من فراشه وأمسك من عليها صورة موجوده داخل إطار خشبى قديم التراث لكنه ثمين وموجود بداخل هذه الصوره جنيفر الذى ظل يحتفظ بها إلى الآن وقد أهدته هذه الصوره في يوم من الأيام الجميله الذى عاشها معها وتمنى أن يظل حبهم باقى لكن خيانة جينيفر لم ولن يغفرها لها مهما كان حتى لو بكى قلبه على فراقها .
في هذه الليله نامت هارمونى وقلبها يبكى مما يفعله ماكس بها ومعاملته بهذه القسوه والعنف وتذكرت قبلته لها وهى بين ذراعيه وعواطفه الجياشه في هذه اللحظه وتساءلت بحزن لماذا ينقلب على هكذا ويعاملنى بهذه الطريقه القاسيه بعد أن شعرت بحبه لى وبمشاعره المتدفقه اتجاهى فأغمضت عينيها ودموعها تنزل على وجهها بغزاره وفجأه سمعت صوت طرقات عنيفه على الباب فانتفض جسدها من الخوف والذعر ووجدته يدلف من الباب بقامته الطويله فبتلقائيه سحبت على نفسها الفراش كأنها تحتمى بها ووجدته يقول لها بغضب : هيا إنهضى من فراشك هيا فارتجف قلبها وقالت له بذعر : لماذا هل يوجد شيء ما أخطأت به فاقترب منها بخطوات مهدده وقال لها : عندما أحدثكِ وأمركِ بأى شيء لا تتحدثى معى وتسألى بل تنفذى كل ما أقوله لكِ بدون أدنى مناقشه هل تفهمين ما أقوله لكِ .
نهضت هارمونى مسرعه من مكانها واقتربت منه قائله : نعم يا سيدى لقد فهمت فنظر إليها في كبرياء وقال : هيا إذن نظفى المنزل وأعدى لى فنجاناً من القهوه إلى أن أذهب إلى شاطئ البحر وأمارس بعض السباحه وعندما أعود أجدك باستقبالى وكل شيء جاهز من أجلى قال لها هذه الكلمات وانصرف خارج الغرفه .
انصرف ماكس خارج المنزل لكى يذهب إلى البحر مثلما أخبرها وتابعته هارمونى بعينيها وهو ينصرف أمامها ووقفت تستكمل متابعته لها من نافذه مطله على حديقة المنزل من الخارج وتنهدت وقالت لنفسها : كيف أعيش مع رجل به كل هذه القسوه ودون أن أفعل له أي شيء أتذكره وكيف أحببته ياقلبى مع كل هذه القسوه والعنف كيف أيها القلب تحب وتعشق من يجرحك ويظلمك بكل هدوء وبرودة أعصاب .
انصرفت هارمونى من مكانها وبدأت تنظف بتنظيم المنزل وصعدت أعلى الدرج ووجدت غرفتين متصلتين خلال باب بين الغرفتين متصل بينهم ووقفت تتأمل المكان حولها ووجدتها في منتهى الجمال والروعه كأنها معده مخصوص لزوجين متزوجين حديثاً وتـأملت ما بها من لوحات زيتيه قديمه ولفت نظرها لوحه بها نفس صورة المرأه التي لفتت نظرها داخل القصر لأمرأه في غاية الجمال والرقه .
وتنهدت هارمونى وهى تهز رأسها بحيره على ما تعانيه معه واتجهت ناحية الفراش وغيرت الشراشف الخاصه به وبعد ان انتهت من كل شيء اتجهت داخل الغرفه الأخرى عن طريق الباب المتصل بين الغرفتين وفتحته بحذر وجدتها أصغر بقليل من الغرفه الأخرى وتأملتها فوجدت بها فراش صغير الحجم عن الآخر ووجدت به خزانة ثياب كبيره ومرآه وبعض اللوحات صغيرة الحجم مختلفة الألوان والأشكال وبدأت تنظفها وهى تشعر بأن كل لوحه تتكلم وتعبر عن مابها من رسومات .
انتهت هارمونى من تنظيف وتنظيم الطابق الثانى ونزلت ودخلت إلى المطبخ وبدأت تصنع طعام الأفطار بسرعه حتى لا يأتي ماكس ويجدها لم تنتهى منه ويغضب منها وتناست الظروف التي تمر بها وأخذت تنهى الطعام الذى بدأته وأثناء إنشغالها وجدت من يقول لها بخشونه : ألم تنتهى بعد فتسمرت في مكانها ووقعت الملعقه الخشبيه من يدها على الأرض فاقترب منها بغضب وقال بصرامه : هل أخفتكِ إلى هذا الحد ،، فجف حلقها عندما رأته بشعره المبتل ومنشفته الموجوده على كتفيه وهزت رأسها ببطىء .
فأمسك ماكس الملعقه من الأرض ووضعها في يد هارمونى وقال بغضب : هيا قومى بتغييرها حالاً وسآخذ حماماً دافئاً حتى يصبح الطعام وفنجان القهوه جاهزاًفقالت بارتباك : حسناً يا سيدى سيكون كل شيء على ما يرام .
ابتلعت هارمونى ريقها بعدما انصرف من أمامها واسرعت بتجهيز كل شيء ووضعته على المنضده في غرفه مخصصه للطعام واثناء ذلك وجدته ينادى عليها من أعلى الدرج : هارمونى هارمونى فأسرعت في تلبية نداؤه وقالت له بارتباك : نعم يا سيدى فلم تجده في مكانه بل كان في الغرفتين المتصلتين في الأعلى فطرقت عليه الباب فقال ماكس من الداخل إدخلى هارمونى .
دلفت إلى الداخل بارتباك بعض الشىء وتلفتت حولها فوجدته يرتدى ما تبقى من ثيابه فخجلت فقال لها بصرامه : إقتربى فاقتربت قليلاً فأشار إلى ثيابه التي تريد أن تُغسل وقال لها بخشونه : أريد أن تأخذى هذه الثياب وتغسليها الآن فهزت رأسها بالموافقه .
كادت هارمونى ستخرج من الغرفه وهى حامله معها الثياب المتسخه لولا أنه نادى عليها وقال بغضب : هارمونى هل أذنت لكِ بالخروج فقالت له : لا ياسيدى لقد ظننت أنك إنتهيت من أوامرك فزفر بقوه وقال لها ماكس : لا تعانديننى هارمونى وإلا أنتِ تعرفين ماذا سيحدث لكِ .
فهزت رأسها بارتباك وذعر واستكمل كلماته لها وقال : هيا إتى لى بهذا الحذاء فنظرت إليه بضيق من داخلها وقالت له : حسناً ومالت ناحية الأرض وأتت بالحذاء فقال بسخريه : ألبسينى إياه هارمونى فشعرت بالغيظ منه ومن طلباته هذه وجلس ماكس على الفراش وقال بلهجه آمره : هيا ألبسينى إياه بسرعه فضغطت هارمونى على نفسها وتحملته وجلست تحت قدميه وأمسكت بقدمه بارتباك ونظر هو إليها باستهزاء وباليد الأخرى أمسكت الحذاء وألبسته إياه ببطىء وأتت بالأخرى وألبسته إياه ونهضت من مكانها فأمسك بيدها وهمس قائلاً : أنتِ السبب هاروني في كل ذلك فقالت له بحزن : ولكنى لم أفعل أي شيء من أجل أن تفعل بى ذلك فنهض من مكانه وتأمل وجهها وقال لها بضيق : سيأتى اليوم الذى ستعرفين فيه كل شيء فقالت له بضيق مماثل : لقد قلت لى مثل هذا الكلام من قبل كثيراً ولم تخبرنى به