لستُ معقَّدة بل أعرف حدودي، والديّ لم يجبراني علىٰ لبس العباءة كما تظنّين، ولستُ حزينة/كئيبة، ولا أحد يعارض قراراتي الخاصّة، ولا يعاملني والدي بقسوة، ولم أتعوّد علىٰ الكلام المؤذي والجارح، ولا أعاني من تسلُّط أحد.. يؤسفني أن أخيِّب ظنّك.. فالحمد لله، يمنحني أهلي ثقة عمياء، لرأيي الأهميّة التي تفتقدينها، وأنا حرّة في تصرّفاتي ضمن الحدود، لا يمارس والدي أي من أساليب العنف ولا تقسو والدتي بل تخبرني دائمًا بأنِّي أحبُّ خلق الله علىٰ قلبها، أتمتّع بالحريّة بمفهومها الحقيقيّ، ويسعدني شعور الثّقة الذي يمنحه والديّ.. هل عشتِ كل هذا؟ لا تعتقدي بأنّي أحفظ حدودي وأرتدي المحتشم خوفًا من أحد.. كلّا، نحن كالأميرات المُدلّلات في منازلنا، يزرع والدينا حبّ الله في قلوبنا، حتّىٰ أنّ والدي لا يفكّر بمراقبة إحدانا فهو متيقّن من مفعول ما زرع في دواخلنا، فلا تظنّي أنّي مضطهدة ومغلوب علىٰ أمري.. كلّا، كلّ الخيارات متاحة أمامي، وبقناعتي اخترت ما أنا عليه.