الفصل الثاني و العشرون - Chapter 22

10.3K 827 394
                                    

كان أبي يحكي لي قصص و حكايات عن مخلوقات خيالية قبل نومي. لي وحدي، كانَ يحكِها لي فقط لأنني كنتُ أحب كل ما هو خيالي.

مرةً عندما كنتُ في السابعة من عمري حكة لي عن مخلوق نادر حتى كانَ مشهوراً بين البشر قبل آلاف السنين. لدرجة أنَ بعض العائلات الغنية استخدمت ُذلك المخلوق رمزاً لهم كأنهم هم مَن يمتلكونه.

أخبرني والدي بأنَ هذا المخلوق النادر الذي يُدعى غريفين كانوا يستخدمونه البشر لِلتنقل بدلاً من الأحصنة، فَهو أسرع و أقوى و يمكنه حمل أضعاف وزنه بِكثير.

حتى كانوا يستخدمونه في الحروب ضِد الجنيات لكونه قوي الجسد و لديه ذكاء عالي بِعكس باقي المخلوقات الأخرى. طبعاً كانَ الغريفين مجرد أسطورة و ليس حقيقياً بالنسبة لنا لكنا كُنا نحبها لدرجة اننا صدقناها حقاً و كما ذكرت بعضهم أخَذ شكل المخلوق رمزاً لهم.

و طبعاً بما الأن كل الخيال الذي كنا لا نصدقه في عالمي، خطئ، أصبحتُ أتذكر كل ما يطعموننا إياه في طفولتنا حقيقة هنا.

الغريفين....

من أعظم مخلوقات العالم و ها هو واحدٌ أو واحدة منهم أمامي تجلس على أربعتها تحدق بي بِتلكَ العيون الزرقاء الجميلة. رأسها مائل على جنب بِفضول كأنها تتساءل عني و من أكون.

" آناس.....ما هذا؟ " انا سألته بِصدمة مع انني أعرف.

أخرج الأمير المشاكس ضحكة من حلقه يتقدم نحوى أزورا أكثر ثم مَد يده لها لكي تضع مِنقارها على كف يده.

" لقد أخبرتك، انها من النوادر في عالمنا. " أجابني كما لو انه أبسط شيء على وجه الأرض.

بدأ هو بِحَك جانب رأسها لتغلق عينيها و تَميل رأسها له كي يحكُه بِمناطق هي لا تصل لها لأسأل انا مُتكتفة الأذرُع
" و هل يعرف أحد انكَ تحتفظ بها؟ "

هَمهَم هو قليلاً قبل أن يجيب يهُز كتفيه
" كل القصر مِن حراس و خدم تقريباً إلا والدي و والدتي. "

و هذا ليس شيئاً جيداً على الأطلاق.

أن لا يعلموا و خصيصاً تيريان بأمر هذه المخلوقة. سوف يقع بِمشكلة إن أكتشف تيريان بِنفسه.

" كيف عثرت عليها على اية حال؟ "

ظهر بسمة جانبية على شفتيه كأنه يعود الى الماضي و يتذكر اللحظة التي وجدها فيها.

" لقد عثرتُ عليها في غابة أبيرو. لم أكُن يوماً لأرى مثلها لو لم تكُن جريحة وحيدة بما أنَ هذه المخلوقات الرائعة تعيش فوق الجبال و المناطق المرتفعة، " توقف عن حَك رأسها ليضع يده على المنطقة بين عينيها و يُربِت هناك مكملاً

" جرحها كانَ عميقاً في بطنها لهذا كانت بِجانب شجرة تنزف حتى عثرنا عليها و انا لم أكن لأترك شيئاً نادراً هكذا كي يموت لهذا أخذتها الى هنا و أهتممُتُ بها فَهي واحدة من عشرة في هذا العالم. "

تحت الغطاء الأبيض - Under The White Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن