الفصل الثالث و الأربعون - Chapter 43

8K 764 217
                                    

- وجهة نظر ثالثة -

جلس فالين في غرفة مكتبه يقرأ و يعمل على بعض الأوراق المهمة و التي تخص مدينة الشمس.

عاقد لِحاوجبه الشقراء يُرَكِز في حرف حرف و جُملة جُملة لا يتوقف إلا لِشُرب الماء أو تناول قطعة مِن الإجاص المقطع في طبق صغير على طاولة مكتبه، لا يسمح لأحد إزعاجه أو مقاطعته أثناء عمله.

لكن، جعل طَرق على بابه يعرفه جيداً، أن يتوقف عن عمله لكي يسمح لِلطارق بالدخول.

فُتِحَ الباب ليَدخل مُستشاره الوفي مايكا بِهدوء بعدها أغلقه خلفه يقف مستقيمًا يُواجه الملك.

استدار مايكا لِملكه ثم وضع يده على قلبه مُنحني الظهر بأحترام قائلاً

" أعتذر على قدومي في هذا الوقت لكني أردتُ معرفة إن ما كُنتَ تحتاج أية شيء قبل ذهابي إلى غرفتي، جلالتك. "

تنهد فالين يضع ما بيديه قبل أن يرجع بِظهره على كرسيه يَذكُر الأن ما جرى في البهو قبل ساعتين تقريبًا و شجاره مع فالكين بِسبب ذلك فَمِن حسن حظه، عمله ألهاه عن ما جرى لكن مؤقتًا.

رفع مايكا ظهره ينظُر لِملكه بِحيرة يعلم أنَّ هنالك خطب ما في ملكه مِن تلكَ التنهيدة المرتفعة.

" ماذا كانَ ذلك العرض في البهو، مايكا؟ " سأله فالين يُشير له لكي يتقدم نحوه.

مايكا أخذ خطوتين كبيرتين له لكنه أبقى مسافة أكبر، يده تعود إلى مكانها على جانبه بِبطء و عينيه تحدق بالأرض، يَشعُر بِعار مِن الذي جرى بينه و بين كانيلا.

هو أيضاً لم يقدر إلا و التفكير في كل كلمة و كل نظرة ألقتها عليه بعدما فقد التحكُم بِذاته و صفعها على وجهها أمام الخدم و الملك الذي يجلس أمامه و في صوته غضب بالكاد واضِح لكن لأنه مستشاره و عاش معه قرون، يُدرك جيداً انه أعظم مِن مجرد غضب مُخبئ.

" أنا أعتذر سيدي و لا أعلم ماذا أقول غير أنني لم أستطيع التحكم بِها و بِنفسي و جعلتُ ما بيننا لِلعلن و أمامك. " رد عليه مايكا مُنحني الرأس، خُصلات من شعره الطويل تلامس جوانب وجهه.

لم يتفوه فالين بِشيء لِفترة طويلة و فقط حدق بِه مُضَيّق عينيه الملونة قبل أن يكسر الصمت و يقول

" هذا ليس ما عنيته بِسؤالي مايكا، بل أعني لماذا فعلتَ ما فعلته بها من دون تفكير؟ "

هنا أعاد مايكا رفع رأسه يسمع صوت صدى الصفعة مجدداً في أذُنيه كأنه عاد بالماضي يرى تعابير وجهها المتفاجئة و كم أنَّ وجنتها احمرت بِسرعة و قد تُصبح كدمة تراها كل يوم في المرآة.

أغمض مايكا عينيه بِشدة يلعن نفسه كثيراً.

كانيلا امرأة قوية و لا يمكن إغضابها أو أحزانها بِسهولة، ليست حساسة لِلغاية لكن الدهس على كرامتها و أحراجها بِتلكَ الطريقة أذاها بِشكل أسوأ من طعنها بِسيف.

تحت الغطاء الأبيض - Under The White Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن