يقولون أنَّ أعظم ألم، هو ألم القلب و الروح و صدقوا بِقولهم.
عادةً عندما أعيش حُلمًا ليسَ لي، يُصبح ألمي أكبر مِن أي ألم في حياتي كأنني كنتُ حقًا في ذلك الوقت و أنني الشخص ذاته الذي أحلم بِماضيه.
أشعر بِما يشعر به، أفكر كما يُفكر و أتجسده هو نفسه مِن دون أية نقصان.
و هذا ما حدث بالفعل، لكن هذه المرة ألمي كانَ مختلف، شيء مختلف كُليًا لأني لم أشعر بألم إلا في روحي.......أحسستُ بأنني أتعذب بِصمت و لا أحد يسمعني.
لا أريد مِن أحد أن يسمعني، لأنَّ ما عرفته في هذا الحلم القاسي شيء أنا بِنفسي أرفضه.
مستحيل!
لا!
غير ممكن!
أعلم أنني أستيقظت لأن وجه الملكة دايانا لم يملأ بصري و لم أعُد أرى غُرَف عمي الملك أيكسا التي أصبحت غُرَف تاليا و ريس.
لم أعُد أرى وجه والدتي الذي بدأتُ نسيانه مع الوقت.
وجهها الجميل و اليافع لكن طبقة حزنها غَطت عليه و هو مبتسم..... لا أذكرها ابداً باكية أو غاضبة مع انها كانت تُعاتبني كثيراً و تعاقبني إلا أنها دومًا كانت مبتسمة.
و في هذا الحلم-الكابوس، بدت امرأة أخرى لا أعرفها.
لقد أشتقتُ لها جداً لكنها بعيدة و غير موجودة ..... ليس بعد الأن.
أحسستُ بِلمسة خفيفة رقيقة على يدي لأفتح عيناي بِبطء لِتقع دمعة من عيني تنزلق بِسرعة على خدي، دمعة حارة و ليست دافئة كأنها مُمتلئة بِكل النار التي تحرقني في قلبي.
" فالكين؟ " سمعتُ صوتها أولاً لأحرك عيناي على يميني قليلاً و أراها ثانيًا.
الأن عرفت لماذا تَعلقتُ بِها في اللحظة الأولى التي حطت عينايّ عليها.
انها تشبهها.
لديها شعر مثله، طويل أسود و حريري كأنه ماء جارية تلمع كالنجوم في سماء الليل الدامِس.
وجهها صغير و طفولي لكن ملامحها ملامح امرأة قوية كالصخرة في نهر هائج، مع أنها لا تمتلك عيون ملونة لكنها كبيرة، لها سحبة كَعيون الثعلب الحادة بِرموش كالستائر مِن الخيوط الداكِنة.
انها تشبه والدتي.
فَبعد أنَّ رأيتُ أمي في الحلم لأول مرة منذُ سنين طويلة، أستطيع رؤيتها في هذه المرأة التي تجلس على طرف السرير جنبي، حواجبها المُرتبة و الكثيفة مُعقدة بِقلق، تنتظر مني كلمة بِكل صبر كما تفعل دائمًا.
فوق كتفها تطير مرافقتها ذات الشعر البرتقالي، على وجهها أيضاً قلق و معها بلايز مُمسكًا بيدها كما لو أنها تدعمه بِها.
أنت تقرأ
تحت الغطاء الأبيض - Under The White Cover ✔
Fantasy⚠️(الكتاب الثاني و الأخير من رواية تحت الغطاء الأسود)⚠️ فالكين أمير جنيات جذاب و ذكي يعيش في مملكة أسليرا الساحرة، شعبها يحبوه و ملوكها يدعموه لكن مع مرور الزمن قرر فجأة أن يتنحى عن كونه اميراً و يترك المملكة لكي يعيش حياة مختلفة في مملكة أخرى بين...