تحت الغطاء الأبيض - Under The White Cover ✔

الفصل السادس و الأربعون - Chapter 46

- وجهة نظر ثالثة -

ركض فالكين من دون وِجهة مُحددة في الضباب الرصاصي نحوَ صوت صراخ كانيلا المُفاجئ.

لا يرى أية شيء و لا يقدر على تحديد أين هي بالضبط لكن شعور بِداخله أخذه إليها بأسرع ما يُمكن ليَجد بين الضباب الكثيف، ظهر كانيلا، بيدها اليُسرى تحمل سيفها الذي عليه القليل مِن الدماء الأسود مُقابلها و من بعيد يقف الشاب ذو الندبة على وجهه و جنبه إيداهو.

و هو يحمل بيده إكسانا مِن جناحيها الصغيرة مُغلقة العينين تبدو فاقدة لِوعيها و على وجهه حاملها، بسمة عريضة حقيرة جعلت فالكين يَغلي غضبًا لكن ليس بِقدر بلايز المصعوق الذي يقف على كتف سيده.

" إكسانا..." همس بلايز يبتعد عن فالكين ليلتقطه مِن جناحيه بِخفة يُعيده إليه.

" لا تتصرف مِن دون تفكير. " أخبره الأمير بِحدة صوت ليومئ له الصغير يوافقه الكلام.

أخذ فالكين خطواته الكبيرة إلى كانيلا ينظُر لها يتأكد من أنها غير مُصابة في أية مكان و كما تمنى، بدت بخير لكن الدماء الأسود مُنتشر على ملابسها، رقبتها و جزء السُفلي مِن وجهها و شفتيها.

مَن أصابت؟
تساءل فالكين في نفسه.

أعاد بصره على الأثنان مِن الشادونايتس يُحركه على أجسادهم ليَعثُر على جرح عميق موجود في أعلى ذراع الشاب ذو الندبة و يعلم جيداً من مسببه.

" دعها و شأنها ايها اللعين! " صاحَت كانيلا على إيداهو.

" ما فائدة تركي لها و هي ستموت على أية حال قبل أن تلحقوا أنتم بها؟ " رد إيداهو يرفع إكسانا للأعلى لِمُستوى وجهه من جناحيها الحساسة.

" أنه يؤذيها بِتلكَ الطريقة. " تمتم بلايز بِقلق يُكَوِر يديه على شكل قبضات يريد التحرك لكنه لا يعلم كيف و متى و هذا ما يفكر به فالكين.

يجب عليهم التصرُف بسرعة لكن بِحذر و إلا سوف تتأذى إكسانا كثيراً خلال العملية.

أقترب فالكين مِن كانيلا يواجِه الشابان ثم قال لهم

" دعوها و شأنها و واجهونا كَرجال، فَإخافتنا بِشيء صغير مثلها لن ينفعكم. "

نظرت له كانيلا بِحيرة مِن كلامه لكنه لا يُعِرها انتباهه و أكمل تركيزه على الأخرين.

" أين هو بيرسي؟! " سأل إيداهو يبحث في الأرجاء كما يفعل الآخَر.

لم يستوعب فالكين عن مَن يتحدث هذا الشاب لكن فقعَت صورة الشاب صاحِب العيون الملونة في رأسه ليعلم أنه يتحدث عن صديقهم الذي قتله منذُ لحظات.

قبل رؤيته لِريس و تاليا.....

خيال.

كانَ هذا مِن وحي خيالي لا أكثر و مع ذلك كيف حدث؟ لماذا حدث؟