في منزل علي.....
شعرت داريا بالاختناق وقله التنفس وكأنما سحابه سوداء تطفو عليها.... فشعرت بنوبه استفراغ ثم ركضت للحمام واغلقته من خلفها وبدئت تستفرغ كثيرا.... فلحقوها الاثنين ليروا ما بها.....
_
علي وهو يطرق الباب بقلق: روحي هل انتِ بخير؟ اجيبيني!
_
سلطانه تطرق الباب: داريا عزيزتي هل انتِ بخير؟ ماذا حصل؟
_
علي ينظر لسلطانه: امي ماذا يحصل معها؟
_
سلطانه بابتسامه كبيره: يا اللهيي لا يكون الذي ببالي!!!
_
علي باستغراب: مالذي في بالكِ؟
_
سلطانه: شيء خاص فيما بيننا النساء انت لا شأن لك!
_
علي بصدمه: ماذا؟؟؟ وانا الست زوجها!؟
_
سلطانه: انا اقول لا شأن لك حتى اتأكد من صحه الذي ببالي يا بني! لا اريد ان اصدمك! او احطم امالك! لذلك انت اصمت واشرب العصير هيا!
_
داريا من خلف الباب بصوت عالي ومتعب: كفاكم مشاجره يااا! انني استفرغ بشكل سيء هنا!!
_
ففتحت الباب وفور فتحها حضنها علي....
_
علي: روحي... هل انتِ بخير؟! ماذا حصل؟
_
داريا بتعب: لا اعلم.... هذه ثاني مره اشعر بهذا الاستفراغ!
_
علي بصدمه ونبره شبه عاليه: ماذا؟؟؟ ولماذا انا آخر من يعلم؟
_
سلطانه: لقد رأيتها صباح اليوم ركضت للحمام وكأنها حامل!
_
داريا بغضب: امييي!!!!
_
سلطانه: اوه اسفه.....
_
علي بتشتت فكري: لحظه لحظه..... تستفرغين؟ ومرتين باليوم؟ وامي سلطانه رأتكِ؟
_
سلطانه: لكني لم أود ان اضغط عليها!
_
علي: دعيني اكمل من بعد اذنكِ يا امي.... يحدث كل هذا في بضع ساعات وانا اخر من يعلم!؟ وكأنني عامل بالمنزل لستُ زوجك!
_
داريا وقد شعرت انها جرحته بعدم اخبارها له بالامر: انتظر علي.... اسمعني يا حبيبي انا لم اقصد ان اقول لك لكي لا تقلق عليّ!
_
علي: لو لم اقلق عليكِ انتي وامي سلطانه على من اقلق؟! انظري لي... كلما شعرت بتعب ما اخبرتكِ اليس كذلك؟!
_
داريا: حقا؟ وعندما كحيت في متجر الملابس قبل قليل لما لم تقل لي؟!
_
علي: هذا يا عزيزتي تغير في الجو... طبيعي سأكح وسأزكم وكل شيء.... لكن انتي وضعك غريب قليلا! عموما سأنسى ما حدث.. ولكن ليس قبل ان تذهبي معي الان للطبيب ليرى ما بك!
_
داريا بعبوس: الم تحزن مني؟ او تأخذ على خاطرك؟
_
يبتسم علي ويقول: انا بحياتي كلها جربت ان احزن منك واخاصمك ولكن..... المفاجأه انه لا يمكنني ذلك! لا استطيع العيش ، وكأنني اختنق! سبق وقلت وسأضل اقولها الى ان تقتنعين بكلامي وتضعيه بعقلك السميك هذا! انتِ هو الهواء والاكسجين الذي انا اتنفسه وإن انقطع انا انقطعت ايضا وسأفارق الحياه لانه بكل بساطه ليس لدي اكسجين! ليس لدي داريا لتجعلني اتنفس!
_
تبتسم داريا بدموع: مهما حمدت ربي وشكرته على ربط حياتي بك اكون مُقصرة!
_
علي يمتثل الغضب: اوو هوو... يكفي دموع هيا لنذهب للطبيبه ربما تزف لنا خبرا مفرح ولو قليلا!
_
داريا تضربه بصدره: سيء....
_
علي: هيا بنا يا عزيزتي.....
_
سلطانه: هل انتهيتم من موشحكم الدرامي هذا؟ ما شالله لم تبقو شيء... وكأنني لست موجوده!
_
فخجلت داريا كثيرا وتوردت وجنتيها كالطماطم... اما علي فلاحظ خجلها المبالغ به وكان يضحك بخفه وهو يعض شفته.....
_
علي: يااا امي العزيزه.. نحن متزوجون! طبيعي سنقول اشياء كهذه اليس كذلك يا حب حياتي؟!
_
سلطانه باعجوبه: فاي فاي فاي! حب حياتك!؟ وكأنني لم اربيك قط!
_
يضحك علي ويحضن سلطانه من جهه صدره اليمنى وداريا اليسرى ويقول مبتسما: كلتاكما حب حياتي وكل واحده منكن لها مكان بقلبي ومعزه خاصه تليق بمقامها.. يا آنساتي الاميرات!
_
داريا : كم هو كلام جميل حبيبي ولكن إن لم نسرع فسأستفرغ على ملابسك!
_
علي: لا بأس.... ملابسي لكِ ايضا لو اردتي تقطيعهم حتى..
_
تخجل داريا: هل نذهب؟
_
علي: هيا بنا!
_
ثم يركبون السياره هم الثلاث وينطلقون للمشفى....
فبعد مرور الوقت وصلو للمشفى.....
_
الطبيبه بعد ان رأت تحاليل داريا: لا يوجد شيء جدي يا سيده كاراسو......
_
داريا: الاسفراغ ما مصدره؟
_
الطبيبه: عاده اكل ملوث او احتمال يديكِ غير نظيفه عندما اكلتي او ممكن الشيء الذي تضعين به الاكل يعني الصحن وغيره قد يكون متسخ غير نظيف....
_
داريا: حسنا شكرا لك حظره الطبيبه ، لا تعرفين كم ارحتيني للغايه!
_
الطبيبه تبتسم: ولو انه عملي سيده كاراسو....
_
فنهضوا ليخرجوا الا وتقول سلطانه بكل حماس: الا يوجد اخبار سارّه اخرى ايتها الطبيبه؟!
_
الطبيبه بضحكه: حتى الان لا يوجد... استفراغها مجرد سبب من تلوث الطعام هذا كله... لكن لنأمل بالمستقبل للاخبار السارّه سيده سلطانه!
_
علي يبتسم بزيف: هيا يا امي لقد اطلنا هنا وعطلنا حظره طبيبتنا عن عملها!
_
الطبيبه: استغفرلله سيد كاراسو! انه لواجبي...
_
سلطانه: نعم نعم صحيح هيا بنا!
فخرجوا من العياده.....
_
سلطانه: سأحظر لي قهوه ساده قليلا وآتي....
ثم ذهبت....
_
علي يلاحظ يأس داريا واحباطا بوجهها لكنه لا يعلم مصدره فيقول بنبره متساءله: هل كل شيء على ما يرام؟
_
داريا تتعدل ملامحها: نعم كل شيء بخير....
_
علي: لم تحزني ان الفحص لم يكن يعطي نتائج انك حاملا ام لا اليس كذلك؟
_
داريا بضحكه تزيل بها توترها ويأسها واحباطها وكأنها تنفي كلامه: ماذا يا روحي؟ لا مستحيل... انه شيء من الله إن اتى الحمدلله وإن لم يأتي ليست مشكله!
_
علي يقترب منها ويمسك بيديها ويضمهم لصدره: انظري لي حبيبتي... انا بارع جدا بقراءه الاشخاص من اعينهم... او حتى من ملامح اوجههم ومعرفه ما يفكرون به.... وملامح وجهكِ ونبره صوتكِ ونظره عينيكِ توحي ان الذي قلته صحيح... هيا قولي لي ما يجول بعقلك حبيبتي، فضفضي لي وكأنني صديق ، لا تأخذيني على انني زوجك بل صديقك.... ليسهل الامر عليك.....
_
داريا بخوف قليل وتوتر: سأقول لك شيئا يا علي....
_
علي: تفضلي انني اسمعكِ!
_
تصمت داريا وتفرك يديها توترا مما ستقوله... فهي تريد ان تفصح عن السر الذي دفنته بأعماق اعماقها وهو انها عقيم لا تنجب.... اغمضت عينيها وتنهدت تنهيده صامته تنفست بها نصف الاكسجين.....
_
علي: انا اعلم يا داريا....
_
داريا بصدمه: ماذا؟ ماذا تعلم؟!
_
علي: ان هذا شيء جديد عليك..... طبعا الزواج ليس بشيء جديد لكن التفاعل بهذه العلاقه هو شيء جديد عليك اعلم....
_
ارتاحت داريا كثيرا اذ انه لا يعلم شيء عن سرّها المدفون..
_
علي يقترب منها اكثر ويحكم قبضتيه على ذراعيها بكل حب ونعومه: لكن لتتذكري شيء واحدا فقط... انني معك بالسراء والضراء.. ولن اتركك بنصف الطريق... وسأكون خلفك بكل قرار تتخذينه... والاهم انني لن اضغط عليك بأي شيء انتِ لا تريدينه! كل شيء تأمرين به ينفذ وتطلبينه يأتي... كل شيء حبيبتي كل شيء... يكفي ان لا يحزن هذا الوجه الجميل وان لا يخاصمني هذا الملاك الذي امامي... لانني لا استطيع النوم جيدا كل ليله ، الاضطراب يكون متواجدا ولا اريدك ان تكوني غير موجوده!
_
فضحكت رغم دموعها وتأثرها من كلامه فضربته بكتفه تقول: منحرففف!!! لكني احبك وكثيرا!!!
_
علي يبتسم: وانا ايضا يا اجمل ضحكه رأيتها بحياتي!
ثم يرد اتصال لعلي فيفتحه.....
_
علي: حسنا يا شاهين انني قادم بالطريق...
ثم اغلقه....
_
داريا: ماذا حصل يا روحي؟!
_
علي: طرأت لي مهمه مع الاسف ويجب ان اسرع!
_
داريا بأسى: ما هذا يااا... كلما أردتك تطري مهمه ما؟!
_
علي يبتسم بخبث: تريديني بماذا يا حبيبتي؟ هو الذي ببالي اليس كذلك؟
_
داريا تصفعه بغضب: لا! لا ايها المنحرف!
_
علي يبتسم: لا لا!؟ حسنا لماذا تريديني ان اجلس؟
_
داريا تتلعثم بعض الشيء: يعني.......
_
علي: يعني؟ يعني لا شيء آه يا حبيبتي داريا لا يمكنك تصليح ما تفسديه امامي سواءً كان حديث ام افعال! اعرف لماذا تريديني ان اجلس وسأفعل لكن ليس الان...(قالها بابتسامه خبيثه) لكن لدي مهمه لا يمكنني تفويتها! هيا الى اللقاء عزيزتي!
_
ثم قبّلها بخدها وذهب....
فأتت سلطانه بالثلاث اكواب القهوه وهي تمشي تقول: هيا يا شوجوكلار لقد احظرت ال............
_
الا وتلتفت ولم تجد علي فقالت بذعر: بسم الله! وكأنه شبح! انا اشك انه انسان يا داريا فلتكشفي عليه... كلما اردت محادثته يختفي كالشبح!!
_
تضحك داريا: عنده مهمه يقول يا امي.. ولماذا هذا التذمر ياا؟ ليكن بعلمك انتِ تخطفين زوجي امامي ايضا ولن اسمح بذلك!
_
تضحك سلطانه بقوة: آه يا حبيبتي! انا كبيره للغايه على ان اخطف رجل هذه الايام! آخخخ رحم الله ايامك يا عزيزي سعيد (زوج سلطانه) احمد ربي انك لست هنا لحد هذا اليوم لكي لا ترى فظائع ابنك المفتعله! ابنك الذي قلت لي يوما انه سيرث صفاتك الشهمه والشجاعه! لكن ورغم ان علي ليس ابنك وانظر مالذي ورثه من امرأه (تقصد امه) الحب والقوة والجساره والشهامه والوفاء والرجوله هي الاهم من كل هذه..... حمدًا لله لم ترى فعايل ابنك الذي جعل وجهي يمسح به الذاهب والعائد الارض!
_
فتبتسم داريا بحزن وتحضن سلطانه التي اطلقت العنان لدموعها.....
_
سلطانه بدموع: انا مالذي فعلته بحياتي يا داريا؟ لطالما كنت بارّه بوالداي ولم اعصيهما ولو مره بعمري! كنت زوجه جيده ومطيعه ولا تضايق زوجها او حتى ترفع صوتها عليه! كنت جيده بكل علاقاتي العامه والخاصه لكن....... لكن سفر؟
خرج من رحمي وكأنه ليس ابني! انه شخص اخر ، شخص تملّكه حب السيطره والتحكم والشهوه لدرجه انه لعب بشرف وعرض امرأه محصنه! لا اعرف يا ابنتي ماذا افعل.... فأنا أم وفلذه كبدها بعيده عنها! وهي تتألم كل يوم لرحيله... لكن لا يمكنني ان اعود للعيش والتظاهر بأن كل ما فعله سواءً بك او بعلي يكون شيء عادي... ان اتظاهر بأنه لم يحدث لا يمكنني!!! لا يمكنني.... عندما تصبحين امًا يومًا ما ستمرين بهذا الشعور....
_
فتدمع داريا وتتأثر من كلام سلطانه.... فتقول بصوت صغير مبحوح يكاد يُسمع: ولن اكون ابدا... العقم حرمني من هذا الشعور يا امي....
_
القفله👀
أنت تقرأ
قلبي يرى
Short Storyتتقاطع الطرق حول اقدار مشتركه مع عسكريًا سابقًا متزوجاً، شجاعًا و ذكيًا و الذي قد أنتهى به المطاف فاقدا بصيرته، ومع امرأه بعمر الزهور التي كان من نصيبها رجل مختل عقليًا حول حياتها الهادئه إلى جحيم مزعج تعيشه في الدنيا. نوعها (دراما ، رومانسية)