نبدء بالبارت على بركه الله....
في الصباح الباكر..... تحديدا في غرفه الفندق الخاصه بعلي وداريا.....
_
كانا نائمان بأحضان بعض كالعصافير الصغيره.... فمر بهم الوقت وأستيقظ علي من نومه... فوجد محبوبته تنام على صدره بنفس وضعيتها الأمس... فرُسمت على ملامحه ابتسامه خفيفه مشرقه.... فلم يتحرك من مكانه واخذ يلعب بخصلات شعرها المتناثره.... حتى تململت بداخل حضنه كطفله صغيره.... تتشبث بيديها صدره الدافئ وتشد قميصه..... فلم يشأ التحرّك لكيلا يوقظها من نومها العميق.... أكمل لمس شعرها وتقاطيع وجهها البريئه...
فعندما أحسّت باصابعه على وجهها فتحت جفونها وهي مبتسمه.....
_
علي: صباح الحب ، صباح الجمال يا حبيبتي الجميله.. صباح هذه الابتسامه التي لا يبدء يومي من دونها....
_
فتقابله بابتسامه خجوله: صباح النور يا أشقري المدلل...
_
علي: هيا يا حبيبتي لنستحم ونفطر ونعود لمنزلنا ولمكاننا الاساسي لانه توجد مفاجئه خاصه لكِ هناك....
_
فنهضت داريا بتململ وقالت: مفاجئه؟ ظننت أن المكان الذي نحن به الان المفاجئه؟!
_
علي: صحيح انه جزء من ذلك... لكن المفاجئه الاساسيه تكمن بمنزلنا....
_
داريا بصوت مخنوق: حقا؟
_
علي بابتسامه: بالطبع...... ثم وعندما لاحظ وجهها الذابل قال بصوت قلق: هل انتِ بخير يا حبيبتي؟!
_
داريا: انا...............
فلم تحتمل الا وتدفعه من صدره راكضه للحمام تستفرغ...
فركض هو الاخر لها....
_
علي بقلق: داريا هل انتِ بخير؟ ماذا حدث؟!
_
فأكملت الاستفراغ دون أن ترد عليه أو تعطيه اجابه....
فصمت هو حتى هدئت هي.....
_
علي يمسكها من ذراعيه بطريقه تهدئها: هل انتِ بخير يا عزيزتي؟!
_
داريا وصوتها باهت: لا اعلم.....
_
علي: هيا بنا للمشفى!
_
داريا: مشفى مستحيل!
_
علي بغضب: ماذا يعني مستحيل؟ انظري انتِ تستفرغين بشكل مرعب وترفضين الذهاب للمشفى؟ غير ممكن!
_
داريا: لا أريد أرجوك! سيقولون تلوث او ما شابه!
_
علي بإصرار: داريا! هل ستذهبين طواعيه أم بالقوة؟
_
داريا: لماذا؟ ماذا ستفعل!؟
_
علي: اوف ياا... تذكري فقط... أنتِ من دفعتيني لفعل هذا!
_
ثم حملها بسرعه......
داريا: ماذا تفعل ايها المتعجرف؟! اتركني!
علي: إن كانت صحتك لا تهمك فهي تهمني....
_
داريا: علي أنزلني الان!
_
علي بضحك: ما هذا؟ تتحدثين وكأنك قائدي... هيا هيا بنا يا عزيزتي ربما هنالك اخبار جميله من يعلم!
_
داريا بضحك هستيري: حقا انت مضحك.... اقول له عقيم ويقول لي هنالك اخبار جميله!
_
علي: لنتفائل بالخير يا عزيزتي......
فذهب بها وسط ضحكها الهستيري والمتهكم.... حتى وصلو للمشفى وفحصتها طبيبه....
_
الطبيبه: سيده كاراسو... هذه أول مره تستفرغين بها؟
_
داريا: نعم...... في الواقع لا ، لقد استفرغت قبل هذه المرّه.. ولكن عندما ذهبت لافحص تبيّن معي أنه تلوث طعام هذا ما في الامر.....
_
الطبيبه: يعني اليوم استفرغتي لمره واحده فقط؟!
_
داريا: نعم........
_
الطبيبه: حسنا...... لنرى التحاليل عندما تخرج.. لا يسعني قول شيء حاليا ، الامر لا زال مبكرا....
_
علي: متى ستخرج؟
_
الطبيبه بابتسامه: بعد ساعه من الان....
_
علي بابتسامه: حسنا شكرا لك حظره الطبيبه....
_
الطبيبه: أنه عملي يا سيد كاراسو!
ثم يأخذ داريا ويخرجون.....
_
داريا بخوف: علي انني خائفه.... ماذا لو كانت مشكله في....
_
علي يقاطعها: لا لا اششش.. لا تقولي اشياء مبكره! كما قالت الطبيبه لننتظر ونرى.....
_
داريا بملامح حزينه: انني اعتذر لقد أفسدت عليك مفاجئتك يا عزيزي!
_
علي: لا تهذي يا امرأة ، صحتكِ أهم من المفاجئات... هيا بنا لاشتري لكِ قهوه وتريحي اعصابكِ وتهدئي....
_
داريا بضحك: تتحدث وكأنني حامل!
_
علي بابتسامه: من يدري ، ربما التحاليل التي ستخرج بعد قليل توحي بأنك حامل.... (ثم أنصرف)
_
داريا بدئت دموعها بالهطول تلوم نفسها على أنها حرمته من أجمل شعور بالدنيا كلها ، وهو شعور الأبوة.... لكنه مع ذلك الى الان متمسك بها ويحبها ولا يحزنها ولا يمكنها نكران أن رده فعله الهادئه عندما علم انها لا تنجب قد اخافتها قليلا... لكن تبين في وقت لاحق أنه كان متفهم لوضعها وأنه وبالتأكيد وضع نفسه مكانها وشعر بشعورها وتألم ألمها لذلك تفهمها... فعندما تريد تفهم شخص ما يجب ان تضع نفسك مكانه وترى مقدار الألم الذي تألمه وعاشه ، فعندئذٍ ستفقهه بما عاشه وتعلم وتشعر ما يمر به....
_
أما بالجهه الاخرى وبالدار... كانو الاطفال يلهون ويلعبون يمينا شمالا اصواتهم تصدى في كل زاويه وبرائتهم بيّنه من ملامحهم....
_
ايلين: سعديه ابلا! هل لديكِ هاتفا؟
_
سعديه: اء اء ، ولماذا السيده ايلين تريد الهاتف يا ترى؟
_
ايلين بابتسامه: أريد أن العب لعبه الثعبان والسلالم...
_
سعديه تعطيها الهاتف وتبتسم: تفضلي يا عزيزتي....
_
ايلين بابتسامه بريئه: شكرا!
ثم ركضت لزاويه من الدار واتصلت بداريا....
_
داريا: الو؟
_
ايلين بصوت هامس: داريا ابلا! أنها انا أميرتك!
_
داريا تنصدم: ايلين؟ ماذا تفعلين هكذا؟ كيف حصلتي على رقمي؟ والهاتف؟!
_
ايلين: اوف داريا ابلا ، خمسون سوأل بالثانيه! اسمعيني جيدا! وجدت رقمك على لائحه مساعده الاطفال (التبرع) واخذت هاتف سعديه ابلا واتصلت بك! لقد كتبت رقمك بالدفتر الذي احظرتيه لي بيوم ميلادي!
_
داريا مصدومه ولكن تضحك بخفه: ايتها الشقيه! انتِ اذكى من البغل الذي بجانبي الان!
_
ايلين بملامح بريئه متساءله: من هو البغل يا داريا ابلا؟
_
علي: لا حول... وعدنا للمصطلحات الغريبه! أهنالك عاقل يقول لطفله هذا الكلام يا سيده كاراسو!؟
_
تضربه بفخذه وتقول: اصمت لارى ماذا تريد... ها حبيبتي قولي ماذا أردتي؟!
_
ايلين: داريا ابلا! أريدك ان تأخذيني لعندكِ! لقد مللت من المكان هذا... كل يوم نفس الأوجه والاشكال... وانا اليوم قد خاصمت صديقي سعيد!
_
داريا: الله الله! ولله كلامك أكبر مني وعقلك أكبر من هذا البغل!
_
علي: لا حول ولا قوة الا بالله!
_
تضحك داريا وتربت على كتفه: لا بأس يا حبيبي المتذمر!
_
ايلين بصوت مستاء: ماذا قلتي داريا ابلا؟ هل ستأتين وتأخذيني مثل ما اتو عائله عصام واخذوه؟
_
رقّت قلوبهم على سماعهم لتلك الجمله المؤلمه.... لا تعلم داريا بماذا تجاوبها... فنظرت لعلي وهو بادلها نفس النظره..
_
داريا بتردد: حسنا يا حبيبتي... انا الان في اجازه ، اذا أنتهت اتيت لك حسنا يا حبيبتي؟
_
ايلين: ولكن ستأتين وتأخذيني؟
_
داريا: حسنا سآتي لقد قلت لكِ!
_
ايلين بإصرار: لا يكفي ، أعطيني وعدا!
_
فيسحب علي الهاتف منها ويقول: ايلين جم هل تسمعيني؟!
_
ايلين محاوله تذكر الصوت: علي آبي؟
_
علي بابتسامه: بالضبط ايتها الجنديه! هل قلت لك مسبقا انني عسكري؟
_
ايلين ببراءه: كلا ، لا أذكر أنك قلت لي يا علي آبي.... بكن داريا ابلا قالت لي!
_
علي: اذا سأقولها الان... انا عسكري في القوات الخاصه وتعرفين ان العساكر دائما ما يوفون بوعودهم... مثلا عندما يقول العسكري انا أعد أهل بلدتي انني سأحميهم وبذلك سيحمي بلده وأهلها لماذا؟ لانه قطع وعدا لأهل بلده كي يحميهم... وانا الان عسكري وأقطع وعدا بأن تنتهي اختك داريا من الاجازه وتعود لك ترى حاجياتك! هل إتفقنا؟
_
تبتسم ايلين فكلامه بالنسبه لها ولعقلها الصغير دليل على رجوع داريا قريبا: حسنا يا علي آبي سأنتظر لتفي بوعدك!
_
علي يبتسم: ايتها الشقيه... هيا الى اللقاء!
ثم اغلقوا الهواتف.... فتقترب داريا من علي وتُقبله بخده...
_
علي بأندهاش: ما هذه؟
_
داريا بابتسامه: شكرا لك على حديثك مع ايلين...
_
علي بابتسامه: هي طفله ذكيه.. تحتاج حديث بوزن وتفكير عقلها الصغير ذاك... ربما كلامي كان فعّال....
_
داريا: بالطبع هو كذلك......
_
بعد مرور ساعه......
_
علي ينهض: لارى الطبيبه هل خرجت التحاليل أم ماذا؟! لا أطيق الانتظار لأريك مفاجئتكِ!
_
تضحك داريا: مجنون....
فأبتسم وذهب للطبيبه..... وعندما أذنت له بالدخول أعطى داريا اشاره فذهبت معه ودخلوا عند الطبيبه.....
_
علي: ماذا حدث حظره الطبيبه؟
_
الطبيبه تستمر بالنظر للتحاليل مطولا... فتخاف داريا قليلا...
_
داريا بنبره متقطعه: هل كل شيء على ما يرام؟
فيمسك علي يدها ويضغط عليها ، فقابلته بنظرات خائفه وقلقه حيث أنّه قابلها بنظرات مطمئنه وهادئه....
_
الطبيبه: سيده كاراسو... يجب أن تنتبهي لأكلك هذه الفتره! أي عدم كونه ملوث... لانه سيسبب مشاكل بمعدتكِ وجسمك كاملا....
_
داريا بأسى: ماذا؟ يعني هل هو تلوث؟ مره أخرى؟
_
الطبيبه بابتسامه حزينه بعض الشيء: للاسف... أعلم أنّك تنتظرين خبرا يسعدك أنتِ والسيد كاراسو لكن لا يسعني قول شيء سيده كاراسو!
_
فسقطت دمعه من عينيها وشعرت بحزن ويأس كبير للغايه..
فلاحظ علي حزنها وقرر الآتي....
_
علي: حظره الطبيبه هل يمكنني رؤيه التحاليل؟
_
الطبيبه بابتسامه: نعم يا سيد كاراسو تفضّل....
فتمرر له الملف ويبدء علي بقراءته....
_
في الجهه الاخرى وتحديدا بالدار...
كانو الاطفال يتناولون وجبه غداءهم بينما سعديه تكمل لهم قصه الاميره والوحش...
_
ايلين: سعديه ابلا هلّا تمررين لي الجبنه؟
_
تبتسم سعديه: امرك يا أميرتنا....
ثم تاخذ الجبنه ولكن يمسك يدها سعيد....
_
سعيد بغضب: لا يمكنها أخذ الجبنه التي امامي... أنها تخصني!
_
سعديه: اء اء سعيد... ما هذا الكلام؟ تعلّم التحدّث بشكل لبق ومحترم... الجبنه في النصف ، ليست لك ولا لغيرك والجميع مسموح لهم بالأكل منها...
_
ايلين تغضب: أساسًا شبعت... لا أريد....
ثم نهضت بغضبها العارم وسحبت حقيبه ظهرها الصغيره وذهبت تبكي في أحد الزوايا.....
_
سعديه: أوفف يا سعيد أوفف ، دائما تحزن الفتيات عيب يا بني أن تُحزن مخلوقات رقيقه بهذا القدر... لا يجوز من الله! كم من مره أقول لك.. ولكن عقلك السميك لا يفهم أو يستوعب شيء.. هل تريد من أختك داريا أن تعود وترى الفوضى هذه وتحزن؟ هل تريدها أن تحزن؟
_
سعيد: كلا ، لا أريدها أن تحزن!
_
سعديه: أذاً انهض وأعتذر مِن ايلين....
_
سعيد بغضب: ولكنّها التي بدئت بالمشكله! لن أعتذر لشخص
هو المُخطئ..
ثم نهض هو الاخر ذاهباً بكل غضب.....
_
سعديه: آخخ منكم أيها الاشقياء....
ففجأه يشتم الجميع رائحه دخان وكأنما هم بداخل حريق ما... ولوهله ظننت سعديه أنها رائحه الطعام الا وبجرس الانذار يرن وهنا تيقّنت أنه حريق......
_
سعديه بصوت عالي: من المخرج الاخير يا اطفال هياااا!!!!
_
القفله🙆🏻♀️
أنت تقرأ
قلبي يرى
Short Storyتتقاطع الطرق حول اقدار مشتركه مع عسكريًا سابقًا متزوجاً، شجاعًا و ذكيًا و الذي قد أنتهى به المطاف فاقدا بصيرته، ومع امرأه بعمر الزهور التي كان من نصيبها رجل مختل عقليًا حول حياتها الهادئه إلى جحيم مزعج تعيشه في الدنيا. نوعها (دراما ، رومانسية)