يُحكى في زمن من الازمنه عن عسكري سابق في القوات المسلحه الخاصه التركيه ، ورد في الحكايه ان هذا العسكري
والقائد العظيم الذي يخجل الجنود من رفع اعينهم في عينيه قد فقد بصيرته واصبح ضرير.... قنبله قوية انفجرت بجانبه في حين انه يحاول مساعده صديقه وزميله واخيه الذي من الجيش الذي يكون بنفس دوره رتبته نُقل بواسطه طائره (هيليكوبتر) لاقرب مشفى في خارج الحدود.... تمت معالجته على أكمل وجه كذلك الاطباء لم يقصروا معه بشيء اعطوه ما يلزمه من ادويه واحتياجات.. لكن الخبر الذي كان كالصاعقه عليه هو انه فقد بصيرته... فقد نظره ،، يعلم تمامًا انه اذا فقد نظره لن يستطيع العوده للعسكريه مجددًا وذلك بسبب انه (اعمى) لا يمكنه رؤيه عدوه من رفيقه.... كم كان خبرًا هز جسده كاملاً وجعله مكسورًا من الداخل ويتصنع الصلابه من الخارج... قلبه يؤلمه كثيراً بسبب جلوسه في المنزل كمدني... وهو يعلم تمامًا ان الحياه المدنيه لا تفيده وتنفعه كعسكري كرس حياته على الحدود..... تخلّى عنه الجميع بسبب العيب الذي به ،، تخلت عنه عائلته وتبرّت منه لكي لا يصبح عار عليهم ولا يتحدثون عليهم الناس بأبنهم عديم البصيره.... رجل يبلغ من العمر 33 عامًا يدعى (علي احمد كاراسو) الذي فقد رؤيته بسبيل حمايه بلده... يسكن في منزل جميل وبتصميم امريكي انيق اعطته الحكومه اياه كشكر منهم له على ما قدمه من خدمات وفيره ورائعه لبلده.... لديه زوجه قبلت بالزواج به بعد تخلي الجميع عنه وهو يعيش مع محبوبته في نفس المنزل....
_
في اسطنبول وبالضبط في منزل ذو تصميم امريكي عالي الجمال والجوده والرقي.... مطل على البحر وخضار العشب وزراق المياه.... في شرفه ذلك المنزل يجلس (علي) على كرسيًا امام الخضار والطيور المتربصه حول نوافذ منزله وشرفته.. يشرب الشاي الخاص به حتى اقتربت منه محبوبته وقبّلته من خده قبله سريعه جداً.....
_
الامرأه تبتسم: صباح الخير والحب والجمال والشقار يا اشقري الجميل.....
_
علي: صباح النور..... ماذا؟ ارى ان مزاجكِ جيدًا اليوم؟
_
الامرأه تتبسم بتفكير: نعم انه كذلك يا عزيزي... لقد قبلو العرض الذي قدمته على تلك الشركه!
_
علي: أي عرض؟
_
الامرأه: عرض العمل بالاشتراك معهم،، الذي قدمته لشركه الموضه المشهوره الا تذكر؟
_
علي: آه نعم صحيح.... تذكرت تذكرت.... لكنهم قبلوا بسرعه شديده! الا يفسر هذا لكِ شيئا ليلى؟
_
ليلى: لا اظن يا حبيبي... اظنهم فكروا جيدًا في كلامي وقالوا "لن نخسر شيئا" وفعلوها فأتصلوا بي....
_
علي: مع ذلك كوني حذره... لا يكونوا محتالين يأخذون اموالكِ وانتي تنظرين كالهبلاء هكذا!
_
ليلى بضحك: لا عليك يا زوجي العزيز... لن يلعب بي احد.. كأئنا من كان.... هيا لقد تاخرت اقبّلك.....
_
علي: انا كذلك.... فتذهب ليلى مسرعه جداً للاسفل... بين مشيها السريع ذاك تُخرج هاتفها وتحادث احدهم....
_
ليلى: نعم ماذا تريد؟ انني آتيه فقط امهلني دقائق وسأكون عندك.... ثم تغلق الهاتف وتلحق بموعدها الطارئ....
_
بينما في الجهه الاخرى من المدينه منزل او قصر كبير يسكنه زوجان... زوجان جمعتهم مواقف كثيره في هذا القصر... في غرفه كبيره ستائرها عليله ورفيعه طويله... سرير يسع لاكثر من نفرين قبه اشبه بقبه مسجد قبه الصخره.... الرسومات والزخارف العثمانيه بيّنه على الحوائط والابواب وحتى القُبه..... فتاه كالملاك تجلس على كرسي صغير يقابل المرآه الطويله والعريضه.... تلبس خمخم اذنيها والدموع محجورة بعينيها.... عينيّ ذلك الملاك لونها يميل للون الدماء بسبب البكاء المتواصل والشديد... تلبس الطويل والساتر ليستر جمالها ومفاتنها التي خلف تلك الملابس.... حتى لا يتسنى لبقيه الرجال رؤيه جمالها ومحاسنها... فهي تخاف على نفسها من أي تحرش سيحل بها.....حتى دخل عليها زوجها.... وذهب خلفها وهو يتبسم وكأنه لم يفعل شيء.... ووضع يديه على كتفيها....
_
الرجل بابتسامه: زوجتي الجميله تتزين لي؟ لا اصدق حقًا...
_
لم ترد عليه الفتاه حتى انها لم تقوى على النظر بوجهه بالمرآه لشده خوفها منه ومن ما سيفعله بها..... الخوف والتوتر متملّكها ومسيطر عليها كافه السيطره.... فأكملت ادخال الخُمخم دون النظر له او حتى النطق بحرف...
_
الرجل يتنهد: داريا... انني متآسف على ما فعلته بكِ البارحه.. صدقيني ضغط العمل وطلبات امي ارهقتني! لم اعد احتمل حقًا... ارجوكِ سامحيني....
_
الفتاه اسمها داريا؟؟ نعم اسمها داريا اسم البحر والماء الازرق النابع... تبلغ من العمر 28 عامًا،، لم تنطق بحرف واحد صاحبه اسم البحار... اكتفت بالايماء برأسها وكأنه ليس لديها لسان للنطق... لكن الحقيقه هي لديها ،، لكن خائفه من ان تنطق بحرف وتكون نهايتها الشيء الذي تخشاه وتتوقعه ودائما ما يطري ببالها...حين رؤيتها لزوجها المختل عقليًا....
_
داريا وهي مطأطأه الرأس: لا بأس.... حصل خير...
فتوجهت لباب الخروج من الغرفه وهي تكبح دمعتها بعينيها.....
_
الرجل وهو يضرب صدره بقوه: اللعنه عليك يا سفر! اللعنهه عليك! ثم لحق بها للخارج.....
_
خارج الغرفه وتحديدًا على طاوله الطعام التي تملئها ما تشتهيه الانفس.... جلست داريا على أحد تلك الكراسي بينما جلست مقابلها امرأه كبيره بالعمر.... ثم جلس سفر في المقدمه.....
_
سفر وهو يرفع يد داريا ويُقبّلها بحب ثم ينظر لها ويبتسم..
_
سفر بابتسامه: ما رأيكِ يا امي؟ سنذهب انا وحبيبتي اليوم لنشتري فستان زفافنا! حبنا قد جعلنا نُقيم عرسًا للمره الثانيه يا امي سلطانه!
_
سلطانه وهي تشعر بأن ابنها يضايق داريا من حركاته ومسكه يدها هكذا: اووه ما شاء الله ،، الله يُتمم عليكم يا ابني واراك سعيدًا....
_
يبتسم سفر وينظر لداريا نظرات حب وهيّام لكن داريا ابداً لم تبادله تلك النظرات وتعتبرها حقيره ومهينه لها ولمكانتها
كإمرأه....
_
داريا وهي تفك يده: سفر...... لديّ اليوم موعد عند الطبيبه سميه! لقد اجريت فحوصات لمعدتي....
_
سفر بخوف عليها: ما بكِ يا حبيبتي؟ ماذا حصل لمعدتكِ؟ هل انتي تشكين من شيء؟
_
داريا بابتسامه مزيفة: لا لا ابد.... لا اشتكي من شيء فقط البارحه شعرت بألم في معدتي فإتصلت بالطبيبه سميه اساسا تعرفها طبيبتي... وقلت لها سأحجز موعد عندكِ وآتي للفحص....
_
سفر ولم يعجبه الامر: تمام ليست مشكله انا اذهب معكِ...
_
داريا: لا داعي.... لا داعي عزيزي... سأذهب مع اوغوز!
_
سفر بملامح شبه غاضبه: أيعقل هذا؟ اجعل زوجتي تذهب مع الغرباء للمشفى؟ غير ممكن!
_
داريا وهي تمسك بيده لتبين له الحب والحنيه ولكن كلها مزيفه بالنسبه لها: لن اطيل يا عزيزي... فقط ساعه او ساعه ونصف وأنا آتيه ،، غير انك قلت لي ذات مره انك تثق ب اوغوز ثقه عمياء اليس كذلك؟
_
سفر وقد وضعته بالأمر الواقع: نعم صحيح....قلت... لكنكِ زوجتي يا داريا....
_
داريا بابتسامه مزيفه: اعلم يا عزيزي! كذلك انت زوجي... يعني لن افعل شيء يخالف ما اتفقنا عليه! انني كبيره وواعيه لما افعله فلا تقلق....
_
سفر: لكن يا داريا....
_
سلطانه بحده في كلامها: يكفي يا سفر... الا تثق بزوجتك؟ اذا كنت لا تثق بها ف يا للاسف عليك!
_
سفر بغضب قليل: هل قلت انني لا اثق بها يا امي؟ لم اقل الكلام الذي قلتيه انتي! ما هذا!!! افتراء وامامي ايضا! عيب عيب احترمي ابنكِ...
_
سلطانه: بل ابني يجب عليه احترام زوجته وتقديرها!
_
داريا: تمام يكفي ارجوكم.... حسنا إن اردت الذهاب يا سفر لنذهب اذاً....
_
سفر بعد تفكير: لا لن اذهب... ليذهب اوغوز معكِ....
_
داريا بابتسامه كاذبه: شكرا لك يا عزيزي..... ثم نهضت داريا بسرعه...
_
داريا: عليكم بالعافيه..... ثم اخذت حقيبتها واتصلت ب اوغوز ليجهز السياره.....
_
مر الوقت وركبت داريا السياره بينما اوغوز فتح لها الباب...
كانت لا تقوى على التنفس لشده خوفها منه.... فهي لا تعلم حتى كيف تظاهرت بالقوة امامه.... فقد كانت ترجف بشده..
حتى انها كادت ان تلغي موعدها بسبب خوفها وتوترها منه..
هل هذا زوج؟ بل قبل هذا كله هل هذا رجل؟ من يرفع يده على محبوبته أهو فعل من افعال الرجوله؟ هل هذا ما يدعى بالمأمن لدى الامرأه؟ بالطبع لا فهذا يعتبر عالم مظلم لا يوجد به نور ولا ضوء وكابوس تلك الحسناء....
_
اوغوز وقد لاحظ تلبكها وارتباكها وتوترها: هل انتي بخير سيده داريا؟
_
داريا وهي تأخذ نفسًا قد ملئ رئتيها: انني بخير يا اوغوز.. هيا لنذهب بسرعه قبل ان اتاخر على موعدي....
_
اوغوز وهو يحرك كتفين ببراءه: كما تريدين....
_
بعد مرور أربعه ساعات.... في غرفه طبيب علي...
_
الطبيب بعد ان تفحص عينيّ "علي"...
_
الطبيب يبتسم: وغيرنا العدسات الطبيه.... انها اخبار جيده سيد كاراسو... فحوصات جسدك جيده وسليمه... انت تتمتع بصحه رائعه وقد تفيدك في مستقبلك وحياتك... ما شاء الله تحاليلك هذه المره هي افضل تحاليل قد حللتها هنا بالمشفى... وجيد منك انك سمعت كلامي ومارست الرياضه!
_
علي يبتسم: طبعاً.... من بعد الرياضه ولله الحمد كل شي مستتب....
_
الطبيب وهو يتفحص ملف علي: سأعطيك قطره لعينيك تستخدمها مرتان باليوم... مره في النهار ومره بالليل... داوم عليها ولا تقطعها....
_
علي: شي حظره الطبيب...... تعرف انه لي أربعه سنوات اعمى وضرير... الا يوجد ولا احتمال بسيط بأن يعود بصري؟
_
الطبيب بحزن: ولله يا ابني لا أود ان احطم امالك وطموحاتك المستقبليه ،، لكن حالياً لا يسعني قول شيء عن بصيرتك... فألانفجار الذي تعرضت له كان على بعد ربما بضعه اميال منك... وهذا الشيء كما تعرف افقدك بصيرتك..
مررت بحالات كثيره مثلك كطبيب عيون لكن ولا واحد منهم يتمتع بصحه جيده وجسم رياضي مثلك... احمد ربك لا زال جسدك موجود.... بدون الجسد ستعاني ضعف ما تعانيه من عدم رؤيتك لشيء... لذلك انت محظوظ...
_
علي بضحك هستيري: نعم صحيح... انا محظوظ بتبرء اهلي مني هل هذا ما تقصده دكتور بي؟
_
الطبيب وقد أحس بانة جرحه: ابداً ابداً يا علي... لا تفهمني خطأ كنت.......
_
علي بعد ان قاطعه: لا تقلق.... نيّتك صافيه لا عليك.....
ثم ينهض علي ويمسك بعصاته التي يتحسس بها الاماكن المحيطه به....
_
الطبيب يبتسم: محظوظ قصدي ان ربك قد جعلك ضريرًا لكنك بصحه جيده ومحظوظ من ناحيه اخرى.... وجدت من رضت بك وبعيوبك وتزوجتك! ومن ناحيه اخرى انت فخر البلد والكل يتحدث الى يومنا هذا عن انجازاتك كعسكري وخادم للدوله ومنقذ...
_
علي يبتسم: صحيح.... انت محق يا دكتور بي... سلمت...
_
الطبيب: ولو واجبي..... آه علي انتظر قليلا سأعطيك شيئا!
_
علي: الله الله لنرى ما هو.....
_
في غرفه الطبيبه سميه.....
دخلت داريا الغرفه بعد ان أخذت اذناً من الطبيبه سميه...
_
سميه تبتسم: داريا!! اهلا بكِ ابنتي تفضلي بالدخول...
تدخل داريا وهي تبتسم بحزن ،، ووجهها الجميل والمشع الذي كان من ينظر له ينسحر بجماله الان ذابل ومرهق ومتعب..... فعلمت سميه ان هنالك شيئا بها....
_
سميه بقلق: هل انتي بخير داريا ابنتي؟ بدا لي وجهكِ ذابلاً ومتعباً! هل تشتكين من شيء غير معدتكِ؟
_
داريا وهي تتصنع القوة والصمود: انني بخير يا دكتوره سميه.... هل خرجت التحاليل؟
_
سميه وهي تفتح احد ادراجها لتأخذ الملف الخاص بها: نعم يا صغيرتي لقد خرجت....
_
داريا بترقب: ايييه ماذا حصل؟
_
سميه تصمت قليلا وتنظر للملف.....
_
داريا بقلق فصمت سميه يقتلها: دكتوره سميه؟ هل حصل شيئا ما؟ لما هذا الصمت المفاجئ؟
_
سميه تنظر لداريا محاوله تصنع القوة: انها ليست اخباراً جيده يا ابنتي داريا....
_
داريا وقد حصل ما كانت متوقعته فبلعت ريقها بصعوبه قصوى وسقطت من عينيها دمعه وقالت والخنقه والغصه بحنجرتها: ماذا حصل؟
_
سميه: معدتكِ ولله الحمد جيده جداً ولا يوجد تكيسات في الرحم كما قلتِ لي.. او غيرها من المشاكل فقط قد بان في التحاليل شيء...
_
داريا بنبره مرتفعه بعض الشيء: شيء ماذا؟ لما الصمت يا دكتوره سميه! هل تعلمين انكِ هكذا تقتليني؟؟
_
سميه بحزن شديد على حالتها: انتي يا ابنتي عقيمه لا يمكنكِ الانجاب.... انني متآسفه!
_
القفله💔
أنت تقرأ
قلبي يرى
Historia Cortaتتقاطع الطرق حول اقدار مشتركه مع عسكريًا سابقًا متزوجاً، شجاعًا و ذكيًا و الذي قد أنتهى به المطاف فاقدا بصيرته، ومع امرأه بعمر الزهور التي كان من نصيبها رجل مختل عقليًا حول حياتها الهادئه إلى جحيم مزعج تعيشه في الدنيا. نوعها (دراما ، رومانسية)