(الحلقه التانيه )
فى المطبعه
بدأت "حنين" فى تسويه الاوراق بروتين ممل اعتادته مع هدؤء الصباح الذى لم يخالطه زحمه الشارع فى وسط انهماكها دخل اليها شاب ذو بشرة حنطيه
وشعر أسود طويل القامه يرتدى قميصا ابيض تفصل عضلات صدره المشدوده يده ملطخه بالشحم وايضا بنطاله لديه هيبه الاغنياء لكن هيئه
الفقر تظهر عليه نظر فى المكان الضيق ولم يرى سوى
الاوراق الكثيره من بينهم فتاه لا تظهر من كومه الاوراق تعمل كالاله نقز على زجاج الباب فانتبهت له فورا جالت بعينيها فيه فهو وجه غريب
وجديد شردت قليلا فى هيئته التى تجذب الانتباه ثم شعرت بالحرج من نظراتها اليه واخفضت بصرها عنه و بنبره جافه سألته :
_خير يا سى الافندى
اثارت دهشته ورفع حاجبيه مستنكرا وهتف بدهشه :
_افندى هو احنا فى سنة كام انا ماسمعتهاش من ايام الملك فاروق
هدرت حنين بضيق من نقده :
_ وانت يعنى من زمن الملك فاروق عشان تبقى سمعت قول عايز ايه وخلص
زم شفتيه وتغاضى عن غضبها وتمتم فى حنق :
- ماشى العربيه عطلت منى امبارح وتليفونى فاصل عايزه اشحنه اكلم سمكرى يجيلى
من الساعه خمسه وانا واقف ومافيش حد فاتح غيركوا فى الشارع
حركت "حنين " رأسها بتفهم واشارت نحو القابس القريب وهى تقول :
_ اتفضل يا افندى
هتف وهو يتقدم نحو القابس برجاء يتضح مغزاه على وجهه :
_ بس لوممكن كوباية شاى وحاجه اكلها لانى جعان جدا
لم ترد طلبه وأمائت بالموافقه :
_ماشى هبعت اجبلك طعميه سخنه وشاى ياافندى
ابتسم بامتنان وقال :
_ متشكر
ارسلت الى القهوه القريبه منهم طلب بما تريد وعادت تعمل فى صمت لكن يشوبه الكثيرمن التساؤلات
عن هيئته التى تناقض عباء البؤس الذى يرتديه بينما جلس هو بالقرب من هاتفه مستندا بيده على احد الات
الموضوعه فى ركن المحل الضيق حتى ارادت أن تستخدم ماكينه التصوير طلبت منه أن يفسح لها قائله بهدؤء :
_ بعد اذنك يا سي الافندى
نهض من مكانه وهو يهدر متشنجا :
_ بصى قوليلي يااياد بلاش افندي
رمقته بحده وكأ نها لاتقبل ان تعرف اسمه ثم استدارت لتلتفت الى عملها جلس وتابعها مستنكرا تلك الفتاه تبدو
من زمن اخر من فى هذا العصر يرتدى هذا الزى ومن يقول افندي استفزت فضوله فراح يسأل :
_ انتى بتشتغلى هنا لوحدك ؟
تظاهرت بالانشغال فى عملها واجابته باقتضاب :
_ لا انا وعم فاروق
حاول "اياد " ان يفتح مجال اكبر لنطاق الحديث بينهم :
_اصلى ملاحظ انك مابتبطليش شغل والشغل مرهق أوى
ظهر الرضا على نبرتها وهى تجيبه :
_ شغلنا هو انت كنت سيبت عربيتك عطلانه ومشيت أهو اكل العيش مر
زى ما بيقوله
_ على رئيك
هكذا قال باقتضاب شديد
لقد وجدت "حنين " مجال كى تسأله السؤال الذى يراودها من وقت ظهو ره :
_ تلاقى صاحب الشغل يفصلك لوسبتها
اكد اياد على كلامها واستفاض متصنعا الجديه :
_ايوة طبعا انا بشتغل عند راجل واصل ولو اتخدشت يطردنى
-
انزعجت حنين من سطو الاغنياء التى تكرها دائما وهتف مسنتكره :
_ ياساتر..فاكر نفسه ربنا الارزاق على الله
ابتسم "اياد " لحديثها البسيط الذى يؤكد اختلافها ويجذب انتباه بشده ضم حاجبيه متسائلا ببريق عينيه الرماديه :
_ انا عارف يا اختى قولتيلى اسمك ايه ؟
وتردت وجنتها وهى تنظر الى ما بيدها وهى تخبره :
_ حنين
كرر "اياد " اسمها وكأنه يحفظه فى الذاكره طويلة الامد فهو لن ينساها ابدا بكل هذا الانفراد والتميز الذى لم يقبل مثله من قبل :
- _حنين تعرفى يا حنين اللى بشتغل عنده دا صاحب اكبر منتجع سياحى وسلسلة فنادق هنا فى القاهرة وشرم و عنده اسطول عربيات تيجى ايه حتة الكهنه اللى برة دى قدام العربيات التانيه بس لواتخدشت على مسئوليتى انا حتة السواق الغلبان
كانت حنين تستمع اليه بانصات وهى تعمل انه الفضول المؤذى الذى جعلها تستمع الى أى شئ يتفوه به لكسر حاجز الملل الذى اعتادت عليه فى هذا المكان
قاطعهم الشاب العامل بالمقهى القريب الذى قدم بصنية تحتوى على كوبا من الشاى ورغيفا محشوا طعميه وضع "اياد " يده فى جيبه لكنه لم يكن معه ما يدفعه له
فهمت حنين على الفور ودون ان تحرجه اخرجت من حقيبتها ورقة من فئه العشر جنيه وقدمتها له
ليهتف اياد بحرج :
_ و الله انتى كدا بتحرجينى ياانسه حنين،،
الامر نسبه لححين كان مجرد شفقه على رجل مسكين يدور فى مطحنة الحياه مثلها
لذا لم تكترث وهى ترد بـ :
_على ايه بس النا س لبعضيها ..
التقط اياد الخبز وقطمه وهتف وهو يمضغه برويه :
_ ان شاءالله نردلك العزومه دى
اعترضت هى بشده وصاحت محتده :
_ الله ماقولنا الناس لبعضيها لاتردهالى ولاحاجه انا مسامحه
اكمل اياد طعامه وارتشف الشاى معه وكأنه لم يستمع الى صرامتها امسك هاتفه وقد شحن يالقدر الذى يسمح له بالاتصال
نقر على سطحه بلمسات عده وصل الى قائمه الاسماء ثم وضعه على اذنه وانتظر اجابه والتى لم تتطول ليهتف :
_ عماد باشا العربيه عطلت منى ومش عارف امشى واسبها
_................
_والله مابيدى كنا الصبح بدرى وما كانش فيه حد
_..............
_طيب ابعتلي السمكرى تليفوني كان فاصل لسه شاحنه هديك العنوان هو( )
انهى المكالمه وارتشف اخر ما تبقى فى الكوب وهتف :
_ متشكر ياانسه حنين مرة تانيه ادعيلى صا حب الشغل مايطردنيش
قالت "حنين " وهى تلقى نظره اخيره عليه :
_ العفويارب يسترعلينا كلنا
مد اياد يده ليصافحها لكنها هتفت وهى تدير وجهها بعيدا عنه :
_ مابسلمش
'''''''''''''''''''''''''حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا ''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
مر اسبوع و "حنين " تعمل بشكل متواصل فى هذه المطبعه القديمه كل ايامها تشبه الاخرى تمر بسرعه كالتنقل بين اوراق كتاب فارغ
سمعت صوت نقر على زجاج رفعت عينها ووجدت "اياد" يقف امامها وابتسامته تنير وجهه دلف الى الداخل وهو يهدر :
_ صباح الخير
نظرت له بتعجب من انها مازالت تذكره رغم مرور كل هذا الوقت اشاحت وجهها عنه تخفى ارتباكها الذى داهمها و تسألت وهى تتظاهر بالانشغال :
_ صباح النور عربيتك عطلت تانى ولا ايه ؟
اكملت عملها دون اكتراث واصدر ضجيا عاليا ربما يغطى على ضجيج قلبها الذى لا تعرف له سبب واضح
من جانب "اياد " كان يتأمل هيئتها التى لم تتغير محافظا على ابتسامته وهو يجيب نافيا :
_ لا اا انا جاى ارد العزومه بتاعت المرة اللى فات
-
هنا تركت "حنين " ما بيدها وتلونت وجنتها بحمرة الغضب وهى تقول :
_عزومت ايه مش قولنا دى كانت لله وكلنا على باب الله
هنا ظهر تعجب "اياد " وهدر مستنكرا :
_ يعنى تقصدى ان شحط زيى هيقبل صدقه من واحدة ,دى حتى ما تجوزش
كان طلب من وجهة نظرها وقح للغايه لذا انفعلت حتى يتراجع عن فكرته قائله :
_ خلاص يا سي الافندى انا عندى شغل مش فاضيالك
لكنه نقر على المكتب وهو يقول باصرار :
_ خلاص اقبلى عزومتى
هنا خرجت "حنين " عن شعورها وصاحت بحده كى تردعه :
_جري ايه يا سي الافندى هو حد قالك اننا بنتعزموا ولا ايه
نفض "اياد " رأسه مندهشا من حدتها التى لا يرى لها داعى :
_لا محدش بس انا عليا دين لازم أرده
لوحت بيده فى صرامه وهى تمر من جواره ببعض الاوراق :
_خلاص قولت مسامحه
لكن الاخر كان رأسه يابس لن يرحل دون ان يخرج معها لذا حرك كتفاه
معترضا هو الاخر :
_وانا ما يرضنيش
زفرت "حنين " بحنق قبل ان تقفز فى رأسها فكره ستجعله يرضح ويغادر بهدوء
التفت له وهدرت :
_طب هات عشره جنيه
عقد حاجبيه بغير فهم ثم تسأل مستنكرا :
_ ايه
كررت "حنين " طلبها مشجعة اياه على القبول :
_ هات بس عشره جنيه
وتحت اصرارها دس يده فى جيبه ليخرج لها ما تريد قدمه اليها فإ لتقطته "حنين " وخرجت بها الى الشارع وسط دهشته من تعندها تابعها وهى تبحث عن شئ معين
ورأها تتحرك نحو الشارع الاخر لتعطى احد المتسولات ما اعطاه هو اليها وعادت على الفور
دخلت الى المطبعه وهدرت وهى تتجاوزه :
_انت لسه واقف ليه مش سددت دينك اتفضل عندى شغل
لم يرضى اياد ما فعلته خاصتا انه اتى لغرض اخر فصاح معترضا :
_ يا سلام بقا جاى اردلك الدين اللى عليا تغلطى فيا
سالته مستنكره وهى تلتف اليه :
_ وايه الغلط فى كدا
حك "اياد " طرف يده فلابد من اقناعها فكر قليلا ثم هتف :
_ يعنى انا شايل جميلك وانتى بتطردينى
امتعض وجهها من اصراره الذى بدى منفر وهدرت بغضب :
_ يا سي الافندى انا عملت ثواب مش مستنيه منك تمنه اجرى على الله
نفذ صبره فضيق عينه اماما عيناها الغاضبه لعل يستطيع فهم انجذابه نحوها أو ثبر اغوارها
وما يدور داخل عقلها الحجرى ودون ان يدرى اقترب منها وهتف مغتاظا من فشله فى فهما :
_ انتى عنيده ليه بقوالك هعزمك هو انا هخطفك
انفعلت حنين من اقترابه المستمر وصاحت محذره :
_جراى ايه يا سى الافندى ما توسع كدا احسن ما الم عليك الشارع كله هو ايه اصلوا دا
تراجع "اياد" رافعا يده باستسلام بعدما انتبه لانعدام المساحه بينهم ثم سألها بحنق :
_يعنى ما فيش طريقه تقبلى بيها عزومتى
كان جوابها حاضرا :
_ لا اتوكل على الله لاحسن صاحب الشغل يطردك بقا
هدر "اياد " بسخريه :
_ ايوة صح فكرتينى
خرج "اياد" وهو يصارع الهواء غاضب من تلك الفتاه التى ظل اسبوع كاملا يحاول نسيانها بعدما سلبت لبه بأفندينا وبساطتها النادره وجمالها الطبيعى
وعفة نفسها التى اكتشفها اخيرا وهى يتضح عليها الفقر والاحتياج لكنها اصرات على رفض عزومته وايضا ماله صورتها لم تفارق خيلها
لكنها فى خياله كانت تتحداه وتخرج لسانها له وكانها تقول له انى اكبر من ان تنسانى
للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد
من جانب "حنين " كان حادث غريب وغير مالوف حيث انها هى الاخرى فتنت بجماله وسحر عيناه الرماديه الجذابه لم تنساه طوال اليوم لكن فى النهايه
انتصر عقلها على قلبها ولطمه بقوه فهى تعرف عواقب الحب لذا قررت الا تحب ابدا
.......................................................
استمرت فى الذهب الى عملها وفرحه معها لا جديد فى حياتها سوى "اياد" الذى يظهر بين الحين والاخر مصرا على قبول عزومته لكنها كانت تصده دون مقدمات لم يردع ذلك "اياد " بل زاد اصراه كان اجمل ما يعجبه بها انها لم تقصد استدراجه هو من يركض ورائها وحده دون اراده
اصبحت شغله الشاغل تلك المتمرده التى تتحدى عقله مهما حاول الانغماس فى العمل تقفز فوق الاوراق وتنسيه حتى نفسه جلس فى مكتبه واسند طرف القلم
الى فمه ليدخل صديقه بعدما طرق الباب عدة مرات لم ينتبه "اياد " لوجوده مما دفع "عماد" للنقر على المكتب قائلا :
_انت يا اخينا هييه مالك
خرج "اياد " من شروده يساله :
_انت جيت ؟
هدر عماد بضيق من ِتيه عقله الواضح :
_ لا لسه .....انت فين ،سرحان فى ايه كل دا
تحرك بالكرسي يمينا ويسار وهتف متنهدا :
_ هناك يا عماد هناك
"وعلى الفور فهم "عماد" مقصده :
_تلاقيها البت اللى قولتلى عليها قبل كدا
هدر "اياد " بحنق على نفسه كرره لالاف المرات بغضب :
_مش راضى تقبل عزومتى هتجن
ضم الاخر اصابعه الى جوار بعضهم ليفهمه ما يرفض عقل اياد تقبله :
_ما قولتلك قبل كدا دى مش بتاعت صرمحه دى سكتها دغرى
قضب "اياد " حاجبيه وهتف :
_ جواز يعنى
اجابه الاخر بملل :
_ايوه انت ايه شاغلك بيها كدا
هتف "اياد " بعدما استنفذت طاقته فى تحمل جفاؤها الذى لم يعتاده هو مع اى امراه قابلها :
- _ اول حد اقبله صافى كدا بعيدا عن جو البزنس والمجملات البنت بسيطه اوى تحسها طفله ما حولتش تلفت انتباهى تقدر
تقول كدا اللي لفت انتباهى بيها انها ما حاولتش تلفت انتباهى
لم يكن "عماد" يقبل تلك النغمه الجديده التى تنذر عن خطر قريب لذا هدر مستنكرا :
_ياسلام ..اجيب كمانجه ونعزف مقطوعه العشق فى بنت العشوائيات
احتد اياد وهو يلوح باصبعه فى صرامه :
_ بطل تريقه عشان ما ارفد كش
سحب "عماد " طرف الجاكت بنفاذ صبر وهو يقول بضيق شديد :
_ طيب انا اعملك ايه بقالك اسبوعين ما فيش غير البت دى على لسانك
اسرع "اياد " باجابته :
_تساعدنى
صاح الاخر مغاضبا بـ :
_ اساعدك ازاى قولتلك دى جواز وش وبعدين انت عاملى فيها شبح وقايلها انك بتشتغل عند صاحب اكبر فندق فى الشرق الاوسط وصاحب منتجع سياحى ..وما حاولتش حتى تقولها ان دا يبقا انت
تهجمت ملامح "اياد " وهو يجيبه :
_يا ابنى هو انا لحقت دى اول ما شافتنى مشحم كدا ..على طول قالتلى انت بتشتغل على عربيه الصراحة قولت مش مهم اهى ساعه وتعدى واتحرر شويه من جو الاستغلال
أردف "عماد " عوضا عنه :
_وعشت الدور فيها
نهض "اياد " من مكانه ودار حول مكتبه وهو يهدر :
_ايوة عايز حد بجد يحبنى ويخاف علي من قلبه ..مش عشان فلوسى
وضع "عماد " يده اليمنى على اليسرى كعلامه اعتراض وهو يقول :
_فرضنا بقا هى عايزه حد غنى يعوضها اللى فات
اجابه " اياد " بحنق جلى قد تمكن منه :
_يوووو ما قولتلك روحت اعرفها بنفسى خدت العشرة منى عطتها للست برة
ثم اردف بتوضيح :
_ دى مش بتاعت فلوس على فكرة ومش هيفرق معاها
امتعض وجه عماد من تلك الحاله الذى تعترى صديقه بسبب فتاه لا شأن لها
وراح يهدر ساخرا لعله ينتهى :
_ خلاص اتقدملها دى ولا سابع مرة بنتكلم فى الموضوع دا
ضيق "اياد " عينه قبل ان يزجره قائلا بحنق :
_عماد اطلع برة
فهتف الاخر مازحا :
_ماشى ...تاخد غرضك وتسبنى
دفعه "اياد " دفعا للخارج وهو يهدر بسوقيه :
_يلا ياد من هنا
استجاب "عماد " لدفعاته واتجه نحو الباب وهو يغيظه بـ :
_يا بيئه
_____حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا __________
فى منزل (فتح الله )
جلس "فتح الله " على مائده الافطار مع حنين وفرحه وزينات يبدو اليوم هائا على غير عادته
لكنه لم يطول كثيرا إذا تشدق بسعاده وكأنه ربح مليون جنيه فى اليناصيب :
_فرجت الحمد لله
اثار فضول الاخرين وتناقلت عينانهم فى دهشه حتى قررت "زينات " سؤاله :
_خير يا ابو فرحه
اجابها "فتح الله " مبتهجا :
_ حنين جالها عريس
على الفور ظهر التوتر على وجه "حنين " وهمت بسؤاله :
_ مين ؟
برزت مقلتيه بشكل مخيف وهدر محتدا على سؤالها الصغير :
_هو انتى مش قولتى انك هترضى بأى حد تانى غير سعيد
ارتجف قلبها وهى تحاول منع دموعها من الهطول هو سؤال واحد تريد اجابته لا مذيد من الالم لذا هتفت بنبره حزينه :
_ايوة انا مش معترضه بس عايزة اعرف مين
حقا يريد التخلص منها ومن فرحه لتنفيذ مخططه الذى اصتبر عليه لسنوات لذا اجابها باقتضاب :
_ واحد على باب الله
شعرت كلا من "زينات وفرحه " بالحزن الذى غزى قلب "حنين " لكن امام سطوة "فتح الله"
ما باليد حيله ربت على كتفيها من كل جانب وهم يحاولوا اخراجها من تلك الحاله التى انتابتها بمباركه ساره نوعاما :
_ مبروك يا حبيبتى ,مبروك يا حنين
لم تنتهى مفاجات "فتح الله " الذى لم يهتم بحالتها كانت بالنسبه له عبء وارد
ازاحته لذا هتف من جديد :
_وانتى كمان يا فرحه جايلك عريس
اعلنت "فرحه " فرحتها بان حركت لسانها داخل فمها لتصدر اصوات عاليه تبعث السرور تبعتها قائله :
_ يا ماانت كريم يارب ..اهى جات من عندك يارب وهطلع من البيت دا على رجلى احمدك يارب
على الاقل حصل "فتح الله "على رضاء ابنته ولم يجد أى معارضه
فصاح بتفاخر الى ما آلت اليه الامور :
_ يلا خلينا نتفض
كانت "زينات " اكثرهم حزنا هى تعرف نواياه جيدا لكن لابد ان تسال عن مصير ابنتيها
الذى قرر هو وحده التصرف فيهما :
_ مين دول يا فتح الله
اعتدل فى جلسته وهو يجيبها بلا مبالاه :
_حنين جايلها واحد مصرواى سألت عليه مش بطال ولا بطال انا عايز اشيل رأسى بقا وافوق لنفسى
هنا نهضت "حنين " وهرولت نحو غرفتها باكيه لقد جرحها بما يكفى
ليصيح هو دون شعور :
_تعيطتى ما تعيطيش ..اعملى حسابك جاى الجمعه هنتفق ونخلص
وقفت "زينات " بوجه تهدر بضيق :
_ما خلاص بقا يا فتح الله ما ضيقش البت
وتدخلت فرحه مدافعه عن تلك المسكينه التى جرح مشاعرها مئات المرات ترجوه ان يعتدل فى معاملتها بما يرضى الله فقالت :
_حرام عليك يا بابا حنين طيبه
انفعل هو دون داعى نهض من مكانه غاضبا وكان الطوفان قادم اليه ليصح بانفعال جم :
_حرمت عليكى عشتك ..وانتى كمان ..عزام ابن عمك جايين من البلد دول بقا هيكتبوا الكتاب ويا خدوكى على طول هما هيشترو جهازك وطلباتك وكافة شئ ..واحلى حاجه مش هغرملك حاجه ..اما البت حنين ..فربنا يقدرنا عريسها كحيان ..وبيشتغل زى حلاتى
الصدمه وقعت على رأس "فرحه " كالحجر فراحت تصرخ برفض قاطع :
_ لااا انا مش عايزاه مش هتجوز هناك
زادت من انفعاله كمن كب البنزين على النار فزمجر غاضبا :
_نــــعـــم ..انتى اتجننتى ولا ايه ..حوشى يا بت سطر العرسان اللى بيخبط كل يوم هو ست الحسن والدلال اللى بترفض العرسان
خلصونى من قرفكم بقا ضهرى انقطم عليكوا
لم تصمت "فرحه " على سخريته منها وادعائه المستمر بالمسؤليه تجاهم فردت غضبه بغضب :
_ بطل بقا احنا بنشتغل وبنصرف على نفسنا من يوم ما وعينا ع الدنيا كل اللى فيها ان انت عايز تخلص مننا عشان تتجوز
اذداد حنقها منها وصاح بانفعال :
_يلا ينحش لسانك بتردى عليا ..طيب والله لاوديكى مكسره
هرول نحوها عازما على ضربها لكن وقفت "زينات" فى وجه لتمنعه لتسمح بذلك لفرحه بالفرار الى غرفتها
تركتهم يتشاجرون كعادتهم لتسمع من خلف الباب صراخ والدها المعتاد لاعنا اياه ومحملها ذنب انها لم تنجب له الذكر الذى يتمناه بعدما
خضعت لعمليه ازالة الرحم بعد ولادة فرحه مباشرا يريد الزواج لتحقيق حلمه الذى اصتبر عليه لسنوات وحتى ينفذ هذا كان حتما ان يفرغ المنزل للزوجه الجديده
استندت "فرحة" بظهر ها الى الباب الى وهى تبكى لتجد" حنين "هى الاخرى متكومه الى الفراش
حالتها لا تختلف كثيرا عنها اقتربت منها لتسائلها مستنكره :
_ حنين انتى زعلانه ليه اديكى هتخلصى من الهم دا والعيشه دى
رفعت "حنين " وجهها عن الوساده التى احتمت بها وقد ظهر الان حمرة عينها ودموعها التى لم تجف :
_قوالى لنفسك
نفضت "فرحه" رأسها معترضه على اجابتها :
_ انا مش هخلص من العيشه ..انا هندفن بالحيا
انفجرت فى البكاء ففرحه تعرف مصيرها ورتمت فى احضان "حنين" لتبكى هى الاخرى بحسره على عدم
معرفتها مصيرها بعد قرر نفيها من المنزل دون رغبتها
كففت دموعها وربتت على كتف فرحه لتهدئها وتصبرها قائله :
_ يابت دا غنى ودا اللى كان نفسك فيه
اجابتها فرحه ودموعها تنزف :
_انا عمرى ما كنت عايزه حد غنى عشان فلوسه،انا كنت عايزة حد يورينى الدنيا مش يدفنى تحتها هما فى البلد ما بيشفوش ضى الشمس وانتى عارفه سلوهم يعنى كنت هنا بشوف الدنيا ومش طايلاها وهناك هبقا طيلاها ومش شيفاها
تفهمت "حنين " خوف "فرحه " ورفضها لكن بماذا بيدها حتى تنقذها هى تعرف المكان الذى ستروا عليه
سفينتها عشات فيه من قبل عاشت مأساه تطاردها فى أحلامها حتى ذلك اليوم
اسندت "فرحه " يدها الى كتفها وهى تهتف برجاء :
_ وحيات اغلى ما عندك حبى الواد اللى هيجى يخطبك وخليه يحبك عشان يخليكى تجيلى البلد..انتى عارفه انهم مش هيخلونى اجى هنا
وعند ذكرى الحب لا تعرف "حنين " لما قفز الى رأسها "اياد " وسالت نفسها مستنكره :
_أحـــبــه
للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد
__________________________________________________________________________
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وللحب روايه عنوانها
للكاتبه
أنت تقرأ
علي ذمة عاشق (شهد الحب)
Romanceفقط تريد شخصا" يختارك ...يعرف عيوبك و يختارك .. يعرف ماضيك و يختارك .. تزعجه و يختارك .. تغضبه و يختارك .. شخص يختارك كل يوم كأنما خلت الارض الا منك !!! بقلم ....سنيوريتا ياسمينا احمد جميع الحقوق محفوظه لدى صفجة بقلم سنيوريتا https://www.facebook...