〚جمره』◒²³

141 9 0
                                    

لاتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

-
على ذلك الفراش تهز قدميها بهدوء مريب ..
لم تظهر اي ردة فعل معبره تخبره انها قد تأثرت او شعرت بالحزن! تمددت بملل
ظل المدعو ييفان ينتظر ان تبكي او تنهار لكن لم تفعل شيء تنهد ولكنه جال ببصره الارجاء وبتفهم خرج وق قرر ان يتركها بمفردها قليلا .. لربما تستجمع ذاتها وتفهم كلماته وان كانت قاسية لكن ايلا عليها ان تفهم هنالك فرصه !عليها ان تدرك وتفهم مايعنيه انك انت لن تمنح فرصه مالم تكن تستحقها لذا كل فرصه تهدى اليك هي لك وانت اهلٌ لها انثر مخاوفك ومعتقداتك فقط وستتمكن من عيش فرصك على اكمل وجه !
كانت تفكر فيما قاله ... صدقًا فكرت به
لكن .. ما ادراه عن المعاناة التي عاشتها تلك المبتوره التي تعيش بلا يد ! هل رأ كيف كانت خسارتها عميقه !وذاك الذي شارك بالمسابقه وحتى طريح الفراش
لم يعش ما عاشوه ولم يفهم ماشعروا به وماذا استغرق الامر من جهد حتى وصلو لتلك النقطه يتكلم دون ان يعي مايخرج من فمه ! لم يشهد دموعهم ولا انهياراتهم هو فقط يذكر الانجاز .. ماذا عن دموع الليال المظلمه
والصرخات المتألمه ..وحتى العبرات المكبوته
ابتسمت بسخريه .. كان كلامه يتطلب منها التفكير به بشكل اخر عكس ما فكرت به تماما .. تفكيرها سلبي دائما
ماذا ترغب من اعماق قلبها؟ .. لاشيء !
استقامت وهي تقوم بفتح الباب بدلا عن طرقه وتبدأ بالركض في الممرات الفارغه بسرعه وهي تتلفت بحذر .. لاتريد لقاء احد ليعيقها عن الخروج
تدخل غرفه تليها الغرفه جميعها فارغه !
اغلقت الباب الاخير وهي تتكأ عليه تفكر اليس مشفى؟ اين القى بها ذلك المختل؟..
قبل ان تعاود السير مجددا وهذه المره بخطى اكبر
في حالات اخرى ان تكون قصيراً فائدة لا تحصى !
تمكنت من الاختباء في العربه التي تجرها احدى الفتيات المنشغله بالهاتف ولحسن الحظ العربه مغطأة بالاشرفه لم تلحظها .. توقفت تلك الفتاة داخل غرفه ما واغلقت الباب وتركت العربه وظلت تتحدث بالهاتف وايلا خرجت من تلك العربه وهي تتفحص الغرفه بنظرة سريعه ثم تختبأ خلف الستائر مجددا ...
" الى متى تنوين الاختباء؟"
توسعت عين ايلا .. هي تعلم وجودها اذاً
خرجت من تلك الستارة بتردد وهي تنظر الى الفتاة التي ابتسمت واقتربت منها فتراجعت ايلا بحذر
فرفعت الاخره يديها : لن اؤذيك فقط اخبريني ماذا تريدين؟ انت تحت اشراف ييفان صحيح؟
اومأت ايلا وهي تقول بهدوء : اريد هاتف !
وبتصرف غير متوقع مدت الاخرى هاتفها الى ايلا : يمكنك استخدمه لكن لا تتأخري من فضلك قد يلحظ ييفان اختفائك هو حريص على بقائك في مكان امن
اخذت ايلا الهاتف بسرعه وهي تتصل برقم تحفظه .. ولسوء الحظ لم يقم احد بالرد عليها اعادت الهاتف بتعجب ثم قالت :اين انا؟
: انتِ في المشفى !
: مشفى الامراض العقليه وقسم الحالات الحادة؟
: كلا انه مشفى عادي
:اعيديني الى تلك الغرفه
-
وبالفعل عادت الى تلك الغرفه البيضاء
وهي تجلس على الارض متكوره على ذاتها ..
ماذا تفعل هي هنا؟ مابال الحرية صعبه المنال؟ لماذا تحبس بأستمرار؟ هل من المتتع تركها في مكان مغلق دائما وحصرها في رغبات الاخرين ؟ الا رغبات لها فقط تسير على مايقولون وعلى مايرغبون !
لماذا وبحق هذه الروح المسلوبه لماذا علي ان ابقى هكذا .. انا لم اود هذه الحريه كنت اعلم ان الخروج لن يكون سهلاً لكن ان قارن بحال سابقة يكون اريح اعني فقط ليتركني الجميع بمفردي بلا ذلك المختل بلا ييفان وبلا مارك لا اريد اي احد يعيقني عن تحرري هكذا انا اكبت دون شعور منهم وان كانت نواياهم اتجاهي سيئة ، جيده انا لا اريد البقاء هكذا !!
تلألأت عينيها بالدمع وهي تحن وتشتاق لتلك الايام القدامى ..حيث كانت تنتمي الى الحب
-
بيديه الصغيره فتح الباب وهو يلهث واحمّر وجه من ركضه وحرارة الشمس .. لكن سرعان ما رفعت رأسها اليه واقبلت تبسم بلطف وفتح ذراعيه الصغيره على وسعهما
لترتمي هي وسط احضانه بشوق واضح ...
حاوطها بابتسامه وهو يربت على ظهرها ثم تابع بنبره ماكره منتصره : لاتقلقي لم ترني امي وكذلك ابي
ابتعد عنها وهو يمسح دموعها المنسكبه على خدها الرقيق ثم يميل ليقبل خدها بلطف واخيراً يبتعد ليخرج من جيبه تلك الحلويات المنوعه ليمدها اليها : هي لك !
توسعت ابتسامتها رغم الدموع وبأمتنان عادت تحتضنه مجددا تشعر بالامان معه فهو رفيقها دائما ويحتوي روحها قبل جسدها : احبك اخي
: وانا ايضا احبك ملكتي
ضحكت بطفوليه واستعجبت وقالت : ملكه؟
عقد حاجبيه ليقول ببراءه : والدي يقول انك اميره وانا سأدعوك بالملكه !وسأكون حارس الملكه الشخصي
اعتلاها خجل طفيف وهي تبتعد عنه راكضه لتخرج كراستها ثم تشير اليه ليقترب فتريه تلك الرسمه
التي ابهرته نطق بذهول : انها جميله ايمكنني اخذها؟
اومأت له : هي لك في الحقيقه سأهديها لك
قفز بسعاده وهو يعانقها ويضع بقية الحلويات في الدرج :دعيها هنا كي لا تراها امي فتأخذها ..وتناوليها بأنتظام حسنا؟ ساحضر لك غدا مصاصة التوت الازرق لنجربها سويا صديقي يقول انها رائعه ! وتوجد رقائق البطاطا المالحه انها ايضا رائعه
اومأت له ووجها احمر بالكامل : حسنا .. احبك اخي
ودعها بحب ثم خرج من الغرفه وهي بقيت تتأمل الحلويات بسعاده غامره ، اخاها يجعلها سعيده دائما ويتسلل كل يوم ليحضر اليها الحلويات التي لايسمح لها بتناولها بكثره يخالف اوامر والديه لأجلها رغم علمه ان تم كشفه سيمنع من اللعب في الخارج مع الاطفال رغم هذا يتمرد ! انه بطل لأخته! .. انه ينفق مصروفه كاملا لأجلها
ويعطيها مايملك كي لاتحزن .. يتحمل لأجلها
ويسعدها دائما .. هو اخبرها انه عندما يكبر ويستقل سيأخذها لتعيش معه وسيفعل كل ماتحب هي
كان مقربا منها لكن حينما كبر قليلا وكبرت هي قل التواصل بينهما والسبب بذلك تحجج والديها بانشغاله بدراسته .. وبعد ذلك مات
لم تحظى بنقاشات اخرى معه ، احاديث ، حلويات تتذوقها رفقته ، يرسم معها ، ويتراكض معها سرًا ويلعب معها لعبة الاختباء رفقة والديهم
بطلها مات وتلاشى كأنه لم يكن ..
لم تخبره كم تحبه بل لم تشكره كفايه !!
لما غادر مبكراً؟ تركها في منتصف الطريق وحدها
لماذا كان عليهم اخفاءه امر موته وجعلها تبقى على امل انتظاره ؟ .. كانت تنتظره طوال الوقت وتتأمل النافذه غاية ان تراخ مقبلاً لماذا لم يجب احد على تساؤلاتها ..لماذا هي دائما المركونه في الجانب العلوي مهمشه بلا اي داع
وكأنها اللاشيء .. عدد زائد لا اكثر
اكانت تلك حياة حقيقية تتضمن مستقبل مبهر؟
ام كانت تمهيداً لذلك الظلام؟ ومابعد الظلام؟
نار باردة لاتحرق .. لكن قد تجمد تلك الروح وتصلبها
كم مره على هذا التفكير والدموع؟ لاتدري
لكن كانت دموع تنسكب فقط دون اي ردة فعل ..
تناقض غريب في مشاعرها لا بل داخلها هي
وكأن عده اشخاص داخل شخص واحد
«المقاوم ، المستسلم ، الحزين،القوي،الضعيف   » والكثير .. وتلك التناقضات سببت الم عظيم
وحيره لانهاية لها .. ماذا تفعل؟ ولماهي هنا
كل شيء غريب .. يدعو الى البكاء وحسب
: الا زلتِ تبكين؟

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن