〚جمّره 』◒

〚جمره』◒¹⁸

لاتتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

-
بارد جداً كقبلة أعتذار على جبين ميت
وكعذرٍ اتى بعد ٥٠ عامًا من الصد ، وكالحب المتبادل بعد موت اللهفه ، تحقيق الامنيات بعد إنطفاء الشغف ، المبادرة بعد التخلي ، كالإنعاش بعد الانتحار .. الاهتمام بعد الذبول .. واعتراف لسر عند الجنازه

-
في تلك الحديقه مجدداً ...
انه امر معتاد ، روتينيّ ..
شراهة خاطئة محببه اليه
يتناول سيجارته الخامسه وينفثها في الهواء ويستنشق رائحتها ويغمض عينيه كنوع من الاستمتاع الغريب لديه... انها اجمل شيء لديه
رائحتها ربما تكون المفضله لديه بعد رائحة الدماء التي تفوح من امامه وتداعب انفه بشكل جميل جداً ياله من يوم بهيج بالنسبة اليه !قاطع ذلك الانسجام خصيلات شعره ، بملل شديد اعاد تلك الخصل المتمرده الى الوراء .. فيعاود الهواء بعثرتها على جبينه بشكل يزعجه .. تلك البعثره تعطيه شكل لافت وجذاب بشكل ما مع ذلك القناع الذي يغطي نصف وجهه
اعاد خصيلات شعره للوراء لمره اخيره قبل ان
.يعقد حاجبيه عندما شعر بوجود من كان ينتظره ..
رفع قدميه عن الجثه التي امامه واطفأ السجارة على رأس الجثه واستقام ببرود ليستدير اليه ودون مقدمات تجاهل اليد الممدوده نحوه لتصافحه قال:اذاً كم ثمن الجثه؟ .. اكمل بسخريه لاذعه :شاب في الثامنه والعشرون سليم بكل شيء عدا عقله ! انك مخطأ جثته لن تأت لك بخير ابدا
اتاه الجواب من رجل كبير في السن يغطيه الشيب بطلة مهيبه وخلفه حراس جميعهم يحملون حقائب سوداء مغلقه بإحكام نطق بجمود وعين تتفحص الجثه بتجاهل لسخافته:انت تعلم ثمنها... سأتجاهل امر تجاهلك ليدي وكلامك الامهذب وعدم تحيتك لي لانك صغير كما يبدو حري بك ان تترك غبائك هذا ياولد! انت لا تعلم من انا ذلك واضح الا لما كنت ثابتًا هكذا لكن العمل هو العمل انا مجبر على المجيء بنفسي
تجاهل كل ذلك وقال بإستنكار بينما ينظر اليه :ماذا؟؟ ماذا، ماذا مجددا؟ هذا مبلغ لايستحقه !٥٠ دولار ستكون كافيه جدا برأيي
لم يستطع الرجل كبح صدمته فهتف فورا بإنفعال غاضب : ماذا؟ اتتحامق ! ولما ستبيعني جسد يساوي اكثر من ثلاثون مليون ب٥٠ دولار فقط؟ اوليس الامر غريباً ام ان الفتى يشكو من شيء ما ؟ اتحيك امرًا؟ لا تستهزأ بي يافتى!! اقسم ان اغضبتني اكثر فحتى والدتك لن تتعرف عليك! ولن تجد الوقت الكافِ للإقرار بخطأك .. لذا تأدب !!
اشار بيديه الى مكان ما فـ استدار الرجل ليرى جثه ستيلا على الكرسي عقد حاجبيه بعدم فهم واقترب ليرى انها لا تتنفس
فاجابه بكل هدوء بينما ينفخ لتتطاير خصيلات شعره المتمرده ثم يعاود ارجاعها الى الخلف: خذ جثه تلك الفتاة مجاناً اعتبر ان ذلك كرم مني اليك انا لا اكون كريمًا دائما لذا من فضلك تقبل كرمي! ومن فضلك غادر دون نقاشات واترك الخمسين دولار هنا سأشتري بها سجائر لاحقا اشعر بصداع لا تكثر الحديث فأنه مفروغ
زم الرجل شفتيه بغيظ لا احد يسخر منه بتلك الطريقة وتلك اهانه عظمى ايضا.. اشار بيده لرجاله فوضعوا الحقائب ارضا واستدار ليخرج معهم : ستأخذ المال ولن تناقشني ! اتفهم ذلك والا افرغت مسدسي على رأسك ، تبدو طفل صغير لذلك لن احاسبك لكن حذاري ان تتواقح مع من هم اكبر منك اعلم مكانتك ياولد !
تنهد ثم قال بإستسلام وهو يرفع يديه:حسنا ايها المسن الملح لك ذلك .. و لكن دعني اعدها بنفسي واتأكد ان كانت حقًا الدولارات كامله ام لا
استدار الرجل اليه وقال : لا تتحامق معي ! اثق برجالي لايمكن ان يكون المبلغ ناقصاً حتى وان كان نصف دولار وايضا لن انتظرك من تظن نفسك يالك من وغد تتلف الاعصاب
:دعني اتأكد .. اجلس هنا على ذلك الكرسي ستتعب ظهرك جدي ام انك تريد ان ادعوك بصديقي؟
جلس الرجل بنفاذ صبر وهو يهز كتفيه ويحاول ان لايفرغ سلاحه على رأسه ...مستفز ود لو امكنه قطع رأسه الان لكن لايريد اثارة الضجه فذلك سيؤثر بسمعته عكس الحقير هذا يبدو  سمعته ان كانت توجد لاتهمه
اشار لحراسه ان ياخذو الجثث الى السيارة ويبتعدو ...ثم عاد ينظر اليه بملل كان يرفع قناعه على وجهه و يفرغ الحقائق على الارض ولايكترث لتعبثر المال من الهواء حتى ان بعض الدولارت حلقت بعيداً .. بعدما انتهى من افراغ الحقائب جميعها استقام وقال : اخشى انني ثرثار لكن لدي طلب اخير من فضلك.. الديك ٥٠ دولاراً؟اعذرني انا اعشق السجائر !
اخرج من جيبه الرجل الخمسون دولار ومدها اليه بنفاذ صبر : اذا هل يكفيك هذا؟ ام ستعدها دولاراً يتبعه الاخر؟
لم يجبه اخرج كداحته من جيبه وكذلك سيجارته اشعل الكداحه وظل يتأمل النار دون تعبير قبل ان يقول : هناك مثل قديم .. اسمعت به؟ اظن ذلك
-
اسقط الكداحه المشتعله على الدولارات لتشتعل امام ناظري الرجل الذي سقط من الكرسي من هول ذهوله وصدمته !! لم يستطع ان ينطق بحرف تجمد وهو يراقب احتراق الدولارات او الملايين ... ٤٤ مليون !!
عكس الاخر ببرود اخرج سيجارته ووضع رأسها على النار لتشتعل ويبدا بتناولها ببرود بعدما انزل شيئا من قناعه يمكنه من تناولها اعاد خصيلات شعره الى الوراء وينفخ الهواء ويعاود استنشاقه ولم يكثرت لرائحته المختلطه مع رائحة المال المحترقه وعندما هدأ الحريق ابعد سيجارته عن شفتيه ووجه عينيه الحاده والتي كانت تنعكس عليها السّنه النيران اختفت بنبره مغايره وبها نوع من الحده : عموما لا اذكر المثل كما تعلم لم اكن متواجدا حينما تم تداوله.. لم تفهم صحيح؟ لابأس اظن انني سأشرح لك الامر بشكل دقيق في الجحيم !
اقترب منه خطوتين واردف :اخبرتك اني اريد خمسين دولاراً واصررت على رأيك .. هذا درس لك بأن لا تناقشني في امر انا حسمته ! في المره القادمه سأحرقك انت .. نسيت لاتوجد مره قادمه للاسف تعازي لك ستتخلى عن منصبك على مايبدو .. اليس كذلك؟ غادر الان ولاتزعجني يالك من عجوز
نظر اليه مطولاً .. ثم هز كتفيه : دعنا لانتجه الى العنف ياسيد بانجي ..
استقام الرجل ببطئ ووجه تكسوه تعابير الدهشه كاد ان يسقط عدة مرات لم يستطع السير .. تلك ٤٤ مليون دولار حرقها ببرود وكانه يحرق اوراق فارغه دون تعبير او ان تهتز له شعره.. ماهذا البرود القاتل؟الاستفزاز وتصنع دور البريء السجائر .. الشعر الاسود الطويل .. السخف القاتل ، حضور وهالة ترعب انه هــو!!!!

-
تأمل المكان الذي خلا من كل شيء ومن كل مصدر من حوله والمنزل .. ثم استقام وبأمر لمن ينتظرونه في الخلف :ابداؤو العمل الان لا اريد ان ارى بقعه دماء وايضا لا تفاصيل ولابقايا ! لا لسان لكم ولا اعين
بصمت اتجهه الرجال الى المنزل دون ان ينطقو بحرف فلا جراءه لديهم لقول شيء حتى وان كان
"علم سيدي"
اما هو رفع القناع على وجهه وتوجهه لسيارته وبدا يقودها ويتحدث من خلال الهاتف بنبرة خبيثه : مقر الشرطه الجديد لم يثير اعجابي تخلص منه ..لكن لاتقتل احداً مهمًا اقتل الضعفاء منهم اريد ان ارى الاقوياء ماذا سيفعلون حيال ذلك .
"حاضر "
اغلق الهاتف وعاود تركيزه على القياده

-