〚جمره』◒⁴⁴

86 8 0
                                    

لاتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

-
مر وقت طويل منذ ان صعدت السيارة وتسير بينما اخبرها ان هذا المكان الموحش سيتم حرقه اليوم رفضت الرؤيه وهاهي تبتعد معه .. وكان يتحدث بالكثير بينما تكابد ذاتها الا تبكي
: حسنا انا اتيت الى هنا لمهمه وهي قتله وكوني اعرفه فقتله بشكل مباشر ليس حلاً ليس خصم سهل حتى وان تهاون معك يصنف من الدرجه الاولى وحتى الشرطه لم تقدر ان تقمعه .. عموما قتلته عبر دواء ممثال للذي يعطيه اياك شرايقز كان يدمر الاحشاء دون ان يظهر اي اثر يدل على ذلك وبحثت عن المنزل لم اجد اي شيء مثير يستحق كما رأيتي منزل تافهه ولافائده منه ان قمت ببيعه لن يشتريه احد حتى الحمقى لانه قبيح ..
لكن عند تلك الغرفه سمعت ضوضاء خافته قادمه ووجدتك هناك بين الوعي واللاوعي راقبتك لثوان تأكدت انك تحت مفعول احد الادويه المهلوسه كنتِ تقولين ان الصباح اتى رغم انه كان ليلاً فعلاً ! تهذين بالكثير وبدا لي ان سوء حالك هو لأنه يتمدد بين احضانك حسنا لنختصر ذلك حررتك واخذتك معي ايقنت ان وجودك هكذا لم يكن الا لسبب ما وايضا هو مات لاداع لموتك معه جروحك عميقه اشكري ستيلا على اهتمامها بك
المخبأ لم تدخله الشرطه قمت باعطائهم بعض المال فأخذوا الجثه واغلقو المنزل بالاشرطه فقط
ومات شرايقز اخذت جثته ولأتأكد بأنه مات فعلاً حرقت جسده بنفسي بعد ماسرقت جثته قبل دفنها
وانتِ ابنة شوركين .. فلذلك كان اخذتك قرار جيد حتما
صفق بيده امام وجهها الشارد لستفيق ويضع كلتا يديه على كتفها : ابتهجي واشكريني لأنني انقذتك ولا تحزني على مجرم قد مات .. افهمتِ؟
ابتلعت ماء جوفها وقالت بلباس حيره : ماعلاقتك بي اذاً؟ ولما تستمر بحمايتي؟،لم تبرر ذلك الجزء اعني عائلة ابي ابيدت بحادث وامي لاتمتلك اقرباء ولست بعمر ابي لتكون صديقه .. من انت؟
: انا نقيضك ..عكس كل شيء
امالت رأسها بعدم فهم يدرك ان الامور اكبر من ان يستوعبها رأسها ليقول وهو يقود : لامزيد من الاسئلة
وضع المزيد من المهدئات والادويه التي تمنع انهيارها بعلبه المياة ومدها اليها : خذي ، شحب وجهك
ارتشفت القليل ليمد يده ويجبرها على انهائها : لاتكوني مهدره وانهيها
سعلت عدة مرات ثم قالت : اشعر بسعادة بكوني لم احزن كثيرا.. كنت اظن اني سأحزن وابكي وانهار كثيرا
: ياللامر !، انظري انك نضجت دون مهدئات تمكنتي من السيطره على حزنك !يالك من شجاعه
اومأت كنعم بابتسامه هادئة
ليبتسم هو ايضا ابتسامه ماكره

-
غرقت في اليأس لوهله فهي رأت حريق بعيد خلفهم مما يعني انه بدأ يحترق يتلاشى المكان دليل ظلامها واتراها ستضيء وتختفي الامها كما هو !
توقفت السيارة فجاة .. وارتجل من السيارة دون ان يقول شيئاً كذلك ..
تبعته بتعجب لما يسرع في خطواته هكذا؟ بدأ القلق يسيطر عليها شيئا فشيئاً ضمت يديها الى صدرها وحاولت مجاراة خطواته السريعه ..
كان سريعا لدرجة انها اضاعته ..
ارتجفت يديها بخوف واضح وهي تدور حول نفسها وعينيها تلتهم المكان تريد ان تلمح طيفه ليس اكثر ... بحثت جيداً بعينيها البنيه تفحصت كل ماتقع به حدقتها ..
بدأت تزيد في سرعتها حالما اكتشفت ان هذا المكان .. هو البحر ! ولسوء الحظ لاوجود لاي بشري غيرها حتى تسأله عنه  ..
تناست حبها للبحر ورغبتها في الذهاب اليه وتأمله منذ اعوام ..
كل ماتفكر به الان هو ولاشيء غيره..!
بحثت جيدا لم تجده ابداً ...
امواج البحر تصدر صوتا مزعجا بالنسبة اليها يقاطع تركيزها ويجبرها على الاستماع اليه .. نظرت الى البحر كنظره سريعه بخفه سرعان ماعاودت انظارها المتوسعه اليه بتركيز وهي تراه على البحر يختفي شيئا فشيئا في منظر مريع لم تستطع الصراخ او الاقتراب .. انقبض قلبها وبدأت ترتجف وتهز رأسها بلا وتتراجع للوراء بخوف صرخت بفزغ بينما تتساقط دموعها :سواد الليل!!
لم تكن في حال يسمح لها بالتفكير
لم يستجب اليها عاودت الصياح بإسمه عدة مرات بقوه تجعل حبالها الصوتيه تتقطع لكنه يطفو اكثر وكأنه لايستمع اليها .. افقد وعيه؟ او يحاول الانتحار ماباله .. لم تستطع التفكير بأي شيء ولا حتى ان تتحرك لخطوه واحده الاف الافكار تحوم حول رأسها وتأكله وتشعر بذوبان عظامها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر تترنح حتى في وقوفها...
تشعر بحرارة مجهوله المصدر وخوف هائل يأكلها ببطء استجابت لليد التي تجذبها اليها استدارت بأمل لترى رجل غريب لم تفهم ماقال ولم تستطع فهم مايريد اساسا في الحقيقه لايهمها ابدا نطقت بتقطع وامل : انقذ سواد
عقد حاجبيه بعدم فهم ظن انها تتحدث لغة اخرى او لاتستطيع الكلام جيدا؟بتفهم بدأ يحادثها بلغة الاشارة ..لاتستجيب له! قال : ياصغيره: هل اضعتي احدا؟ ايعجبك البحر اتريدين الذهاب اليه ؟ توقف بعجز وهو يتأملها بمنظر يفطر القلب تشير الى البحر بأصابع مرتجفه انحنى قليلا لربت على كتفها : اهدئي لاتخافي سأكون معك ! فقط اهدئي
بالفعل هدأت ابتسم بإرتياح لكن كاد فكه يلامس الارض عندما ركضت بقوه متوجهة الى البحر حاول مجاراة خطواتها واستطاع امساكها وتبيثتها في اخر لحظه نطق بحده : توقفي ايتها الحمقاء لاتنتحري .. الامور لاتجري هكذا
حاولت الافلات منه والابتعاد لكنه رفض تركها رغم انها المته لانها تضربه بقوه وتحاول ابعاده عنها بكل ما اوتيت من قوه تركل الارض بإستمرار وتصيح بقوه تخدشه وتارة تضرب يده .. مابالها؟ لما هي منهاره الى هذه الدرجه !! انفطر قلبه عليها اكثر خاف بشكل كبير عليها هذا الخوف سيؤذيها من تسبب بحالتها تلك؟ياله من قاس بدات تهدأ ويتراخى جسدها ويختفي صوت بكائها كان التواصل معها صعبا لاتتحدث لغته ولاتفهمه ولاتنظر اليه ..
اساسا يشك ان كان مرئيا لها .. تنهد براحه سرعان ما تلاشت عندما سمع صوت هادئ به بعض الحده
: ماذا تفعل بها؟
استجاب للصوت الذي سمعه وهو يجهل ما قال لكن بعدما رأ شاب مبلل بالكامل وعيناه حمراء ومرهقه ينظر اليه بحده وسيهجم عليه ان بقي لدقيقه اكثر
نطق موضحا  : كادت ان تغرق نفسها امسكت بها ربما انت لاتفهم لغتي لكن انتظر لدي تطبيق مترجم سأشرح لك
لاحظ تراخي ملامحه وما دهشه اكثر انه قاطعها وفهم ماقاله واجابه بلغته كذلك ! :حسنا يمكنك تركها
تركها كما قال ليقول بتوتر : كانت تشير الى البحر اظنها كانت ستنقذك وللأسف لم افهم لذلك اوقفتها ..
استطاع امساكها قبل ان تتهاوى ارضا وضمها اليه :انها طفله مدللة فحسب
هز الرجل كتفيه : لكنها جميله اياك وتركها بمردفها سمعت ان بلادكم خطره رغم جمالها فور انتهاء اجازتي سأغادر الى موطني الامن
قاطعه بينما يحملها بين يديه : لا اذكر اني طلبت منك سرد قصة
استدار متجاهلاً اياه ليجلس على الارض وهي بين احضانه امسك بوجهها ليرى انها في تلك الحاله مجددا بين الوعي واللاوعي حتى المهدئ لم يستطع خمد دموعها وانهيارها.. ضرب خدها بخفه ولم تستجب اليه قال مناديا بملل :افيقي! انا هنا وهذا رجل انقذك ليس شرايقز
كذلك لم تستجب .. نطق محذراً :امل انه كان انقاذا ولم يكن ضراً !
ابتلع ريقه كيف لاحظه وهو اتى بخفه ؟قال الرجل وهو نادم على مساعدتها في هذه البلده الخير يقلب ضدك دوما : رأيتها تصيح وغير قادره على التكلم او التحرك هرعت للمساعدة وحينها ركضت للبحر بجنون امسكتها قبل ان تغرق وهكذا بقيت اثبتها لكن لم اقس عليها ابدا او اضرها اقسم بذلك .. لم امسها بسوء .. اردت انقاذها فقط
ثم قال وهو يضع هاتفها ارضا : وقع اثناء ركضها .. امل ان تصدقني وان كنت ستلوم احداً فلم نفسك انت من تركها تصبح بتلك الحاله! لاذنب لي !
غادر المكان مسرعا قبل ان يتورط مجددا وربما لن يأتي الى البحر مره اخرى ...
اما الاخر تنهد عندما تأكد انها لن تفق الان مهما حاول حملها بين يديه وتوجه الى سيارته وضعها في المقاعد الخلفيه وقام بتغطيها بمعطف موجود سابقا في السيارة
--
--
افاقت بعد كابوس راودها دعكت عينيها التي تؤلمها لسبب تجهله ..
اعادت جسدها للفراش بكسل لما تشعر بالتعب؟..
لما نامت اساسا؟ .. لحظه !!
استعادت وعيها سريعا واستقامت لولا دوار مفاجئ اصابها اجبرها على الوقوع ارضا اغمضت عينيها بألم بسبب ارتطام رأسها على الارض مما زاد الم عينيها فتحت عينيها بكسل والم
كان يقف امامها ببرود : اليس الوقت متاخرا للتمارين الصباحيه؟
رمشت عدة بعدم استيعاب قبل ان تستقيم بسرعه وتصيح بعتاب : لقد تذكرت كنت الاحقك بينما تغرق واوقفني ذلك الرجل
صمت لثوان وهي تشعر بإختناق الاحرف في حنجرتها .. ام انه حلم؟
:لا لم يكن حلما
همست : لكنك غرقت ..
اجاب ببرود : لم اغرق
نظرت اليه وقالت بصدمه : رأيتك تطفو على البحر انت كنت تغرق ولم تسمعني عندما ناديتك !
: اخبرتك لا احب تكرار كلماتي ..
لم اغرق هذا اولا ثانيا اذناي اسفل الماء من البديهي الا اسمعك !
قاطعته :لكن لما لم تخبرني ان لم تكن غارقا ؟ الم نكن سويا كان عليك اخباري بدلا من النزول والهروله هكذا
قاطعها هذه المره وقال ساخراً : الامر بسيط لاشأن لك بي هكذا ..
ايلا بإستياء : لايمكنني تركك .. لاتكن لئيما كدت اجن
هز كتفيه وبإستفزاز :لم تكوني مجبره على انقاذي ولم اطلب ذلك منك ولست مضطرا للتفسير لانزال غرباء عن بعضنا..
ايلا بينما تحارب الدموع :ذلك شيء فطري في البشر ..
ثم الم تنقذني عدة مرات سابقا ؟ من ذلك الشاب الذي كان يفهم العنصرية بشكل خاطئ ومارك  ..
صمت عندما شعرت ببروده وكأنه ينتظرها ان تنتهي.. افعلتها لم تكن صحيحه؟هل خوفها عليه خطأ؟ .. لم يخبرها اوليس مخطئًا بحقها : انسى سأتظاهر بانه لم يحدث شيء
ارادت العوده الى الفراش لكن امرها قائلا : لن تنامي لا نريد اعياء مجدداً لن التهي بك دائما !
ايلا:لست مجبراً على ذلك
تجاهلها وغادر خارج الغرفه تبعته وهي تدلك رأسها الذي لازال يؤلمها ..
منزل غريب للتو لاحظته ليس منزله السابق ..
كم منزلاً يملك هذا؟ رفعت حاجبيها بتعجب كبير منه ولغموضه ..
يجلس على الكرسي مستعدا لتناول الطعام الذي كان حساءً يبدو شهيا لكن لاتعلم مانوعه واطعمه اضافيه لم تهتم لها ينتظرها ان تجلس وياكلوا قبل ان يبرد
المنظر مغري لكن لاتزال مستاءه منه فقالت: لست مجبرا على اعداد الطعام لي لانني لم اطلب وكذلك لانزال غرباء
اجابها فوراً : ذلك شيء فطري في البشر ياضوء القمر!! اليس كذلك؟
بعدم رضى قالت :لاتسرق كلماتي
:الم تفعلي المثل؟
تقدمت لتجلس على الكرسي : ساكل كي لا اموت فقط لكن ليس لأجلك
:اتفقنا
تابع بهمس: جيد يعمل المهدئ
:ماذا؟
: قلت كلي
بعد انتهاء الطعام دون ان ينطق احدهما بشيء تركت المائدة لتنعزل في الغرفه وتدفن نفسها في الفراش بملل شديد واستياء ..
شعرت بعدم مبالاته وعدم تفهمه لقد خافت اليس شيئا طبيعيا ان تخاف ؟ اليس ماحدث امر يدب الخوف في قلوب الناس عادة؟ ..
حتى ان كانو غرباء .. الامر ممثال للمنقذين ! الشرطة لا تعرف من تنقذهم ولاتربطها علاقه سابقه معهم رغم ذلك تنقذهم وتحميهم وكذلك القانون ينصف ويعدل ويحكم بالحق وليست هنالك معرفه بينه وبين من ينصفهم !! ..
كذلك الاطباء يسهرون ساعات لأنقاذ روح لا يعرفونها ! ورجال الأطفاء يخاطرون وسط الحرائق لانقاذ ارواح لايعرفونهم..
حتى رجال الحرب !يتركون عائلاتهم و احبائهم ويعلمون انهم سيقتلون عاجلا غير اجل يستعدون للمخاطره لحماية ارواح لايعرفونها !! لانحتاج تعارف للإنقاذ .. الانقاذ المجهول افضل من ان تموت نفس دون مساعدة ! ..
لانحتاج هوية او لقاء طويل قبل ان نساعد بعضنا.. انه متناقض جداً يستمر بإنقاذي عدة مرات رغم ان لاعلاقه تربطنا !! وعندما اتي لأنقذه يقول هكذا!.. اساسا مالذي جعله يغرق نفسه!
عضت شفتيها بقوه معبره عن استياءها ..
تشعر بأنها تستاء سريعا ومن كل شيء
ستيلا ..
تشعر بوحده وملل
ستيلا كانن ستكون اول صديقة .. لكن ......
انجيلكا تكبرها بأعوام عدة وتعاملها كطفله لاكصديقه ترافيش علاقتهما سطحيه للغايه وكذلك نيثن جاكي طفل لايهتم سوى لبطنه ..
السيدة جانفي لاتتحدث سوى عن الكتب وليست هنالك علاقه بينهما عدا العمل ..
السيدة مارلين توفيت وهذا الوقح لن تتحدث معه وييفان لايجيب
تود ان تجرب شعور الاصدقاء وكيف يكون المرء عندما يكون لديه صديق ..
واحداً فقط ! كانت تتمنى ذلك لكن لسوء الحظ لم تلتق يوما باي صديق تصادقه كانت تحبس دوما في منزل والديها ثم شرايقز ثم هنا كم حسدت من لديهم اصدقاء ذلك افضل من هذا الفراغ القاتل ...
لحظه ..اين هاتفي؟
بحثت عنه جيداً لم تجده في اي مكان ! لايعقل؟ هل سرق او سقط !! وقفت بحيره وهي تفكر فيما اصاب هاتفها المسكين الذي ذهب ضحية انقاذ فاشل ..
عادت تستلقي في فراشها : لم يكن مهما على اي حال يمكنني شراء غيره .. والبحث عن صفحه ييفان
عليها شراء بعض الكتب ايضا علها تملئ فراغها قليلاً ..
كعادتها الدائمة الطفوليه تحب تأمل الشوارع والماره من النافذه دون هدف !! .. تامل صامت فقط
فتحت النافذه لتتوسع حدقة عينيها بذهول ..
مطل على البحر !
الم يغادروه؟؟ ماذا يمكنها رؤية البحر الان بوضوح !
ابتسمت بتوسع وللتو لاحظت صوت الامواج تأملته بعين تلمع وتشع اعجاب مدفون منذ اعوام عدة تراكمت فيه قائمة رغبات لاملبي لها منظره جميل للغايه لايوجد احد في الخارج لما لايخرجون !
المنظر مبهر! مرت الدقائق وهي تتأمله ولم تشعر بالوقت ..
اغلقت النافذه بتردد كبير دارت بالغرفه عدة مرات قبل ان تخطي خارجها متجهة اليه بحثت عنه بعينيها فلم تجده ..ربما في غرفته !
لكن اين هي؟ ..
كان المنزل صغيرا استطاعت ايجاد غرفته فورا طرقت الباب وهي لاتزال تشعر بالتردد لكن عليها ان تجرب فقط ..
وان رفض فلا مشكله ! ليست اول مره على اي حال .. اتاها صوته سامحا لها بالدخول فتحت الباب لتجده على كرسي مرتدي معطفه ويبدو انه على وشك الخروج ..
امامه جهازه اللوحي وقلم فوق اذنه ويربط شعره بعشوائية كي لا يعيق رؤيته لكن هنالك خصل متمرده على جبينه مبعثره وحوله العشرات من الاوراق وجهة غريب لم يكن هكذا سابقا !! قالت : اسفه لمقاطعة تركيزك .. لكن كنت اتسائل .. ان امكن !
صمت كيف ستخبره !
رفع القناع على وجهة قبل ان يقول: ماذا؟
ايلا عضت شفتيها وهي تشعر انها ستتعلثم ان تحدثت الان عليها ان تهدأ وترتب الاحرف ثم تختار كلمات مناسبة .. شهيق يتبعه زفير ... ثم .. رفعت رأسها لتجده ينظر اليها بملل :انك تطيلي النظر بكل شيء استطيع فهم ذلك لكن ما الجميل في الارضية؟
ابتسمت بتوتر : لاشيء سرحت قليلا تسير فقط
عاود تركيزه الى عمله لتتقدم وهي تعبث بيديها بتردد واضح .. نطق منزعجًا : احتاج التركيز ان لم يكن لديك شيء مهم ... فهلا غادرتي؟
ايلا : لكنك لن تغضب؟ ان قلت
كاد ان يتحدث لولا انها قاطعته :عدني انك لن تغضب
: هل سقوطك على رأسك اثر به؟
: عدني !
بملل شديد واضح زفر:اعدك
ايلا بينما تختبأ نصف وجهها وبرجاء واضح وخوف من رفضه: ايمكنني النزول ورؤية البحر عن قرب؟ لاترفض انظر لن اتأخر دقائق فقط اعدك !
: ولما تأخذين اذني لشيء تافه كهذا؟
ايلا وهي تعيد انظارها الى الارض مجددا : ظننتك سترفض
: لاشأن لي يمكنك فعل ماتشائين طالما انه لن يفسد اتفاقنا ! وهو عدم هروبك طبعا
ايلا بحذر : الن تغضب حقا ؟ وتعاقبني !
رفع انظاره اليها اجبارا ليقول : اخبرتك الاصابع ليست سواسية لن افعل بك كما كان يفعل !
ايلا بخوف واضح وارتجاف: لكن هذا شيء خاطئ الذهاب الى البحر مخاطره كبيره لطالما رفض ذلك والداي ..
اليس مخيفا وسيغرقني؟ ..
وان ذهبت سأكون .. اعني .. البحر سيء ! ان ذهبت سأعاقب من قبل الجميع لأنني فعلت امرًا خاطئا....
بترت كلمتها عندما شعرت به يجرها خلفه متجاهلا اعتراضاتها ...
بخطوات سريعه خرج خارج الفندق الذي استأجره امامه نظرات الجميع المستنكره..
توجه الى البحر ليدفعها على الرمل قرب الامواج وينظر اليها بإنتظار ردة فعلها ...
ابتلعت ماء جوفها وهرعت للنهوض والابتعاد ..
وتتلفت بتوتر وخوف .. وكان مافعلته جرم كبير مخجل!
: لنعد سأكتفي بمشاهدته من النافذه ..
تجاهلها ولم يجب ..
عاد يدفعها للوراء بخفه كادت ان تسقط لولا انها توازنت في اخر لحظه ..
استقامت بصعوبه بسبب الرمل المبلل وقبل ان تفعل شيئا شيء ما على قدمها ملمسه غريب ..
نظرت الى قدميها ..
امواج البحر تداعب قدميها ..
تقشعر جسدها من غرابة الشعور والمنظر  ! ..
ابتلعت ماء جوفها وسرحت لثوان .. كان امراً جميلاً ! لكن سرعان ما تراجعت رغم حبها الكبير ورغبتها :لنعد يكفي
مد يده : حسنا هيا لنعد
مدت يدها لتمسك بخاصته بقوه .. تريد البقاء لكن خوفها يغلب رغبتها ..
لطالما اخبرها والداها عن مخاطر البحر وانها ان ذهبت اليه يوما واقتربت منه ستتم معاقبتها لان ذلك خطر !افكار حمقاء منذ الطفوله ترافقها فكبرت معها وصارت جزء منها ...
ترسخت في عقلها تقف امام شيء مجاني للكل ..
لكن تشعر بان وقوفها عليه جرم كبير ومخجل للغايه !
تنهدت براحه ستتخلص من شعور الذنب الذي داهمها .. ستعود الان ولن تعصي امر والداها ولن تعاقب كذلك
شعرت به يشد على يدها فرفعت رأسها اليه فقال بتملل وجديه : لاتعجبني حالتك تلك ..
نظرت اليه وقبل ان تجب بشيء جرها خلفه بسرعه ودون ان تدرك دفعها على البحر العميق
وتراجع سريعا لينجو من الامواج وتغرق هي ..

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن