〚جمره』◒²⁸

100 8 0
                                    

لاتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>
-

-
طرق الباب طرقتين هادئة ..لمح التردد بها
اغلق حاسوبه وادار مقعده ليأذن لها بالدخول
تقدمت بعد عدة ثوان تمسك كتابًا وتحتضنه..
وهي مطأطأة الرأس .. رفعت رأسها
اشار لها ان تتفضل ..
لكن نفت برأسها وقالت : كنت اود سؤالك وحسب
: اذًا اجلسي اولاً ..
: لاداع .. سؤال واحد .. وسأعود لتلك الغرفه
: حسنًا ماهو سؤالك؟ ..
عاودت الكلام بنبره خافته متردده ومترقبه لرفضه: ايمكنني الطلب؟
: الم يكن سؤالاً؟ لكن لابأس ماهو طلبك ؟ لاتقلقي قولي ماتريدين قوله
بدأت بتفريك يديها معا لتقول بتردد وقد ظهر الخجل عليها : كنت اريد مهاتفة الطبيب ييفان وسؤالي هو ان كنت تملك رقمه .. فأريد هاتفك لأحادثه ..
: ماذا؟، ام انك وقعتِ في حُبه
رفعت رأسها اجباراً ليقول بإبتسامه واثقه : كنت اعلم
: ليس كما تظن ماذلك التفكير الغريب !!
: اذاً ماسبب طلبك المفاجئ لرقمه؟
رمقته بحده: ماذا نفعل برقم الطبيب النفسي برأيك ؟
:لأخذ موعد بالطبع
: حسنا الديك رقمه!؟
: كلا
: خذني الى العيادة الخاصه به اذاً
: ماذا تريدين منه؟
: ان احادثته .. في امرٍ ما
: لايخصني!؟
: ليس كذلك انما انت لست طبيب فقط
: حسنًا ولما اتي معك؟
: اريدك ان تكون هناك رفقتي !
: اي ان ابقى معك حينما تعترفي له وتخرجين في موعد
ظهر الغضب عليها وتناست الخجل والتردد : لماذا تظن اني احبه انت متخل لدرجه لاتطاق ربما سأحجز لك موعد برفقتي
: ايعقل !!  لايمكنك الاستغناء عني ايعني ذلك انك واقعه لي انا؟
نظرت إليه دون اجابه .. ماهذا الذي تسمعه
: لاتخجلي هيا .. لكن انا متزوج لعلمك  حاولي سرقتي منها ان تمكنتي نحن نحب بعضنا كثيرا لذا سيكون الامر صعبًا عليك
نظرت ايلا اليه مطولا ليبادلها النظره ..
عقدت حاجبيها ثم ابتسمت لتضحك بعدها : انت مضحك
: اتعنين اني مهرج !؟
: لديك رد لكل شيء
: اتعنين بذلك اني ثرثار!؟
: سواد !!
: لحظه انت عنصريه لما تكررين قول ذلك دائما رغم اني ابيض لماذا لاتطبقين محاضراتك يا آنسة  !؟
: انا لا انسب السواد كعنصريه انا انسبه لثيابك السوداء فحسب وثم اني لا اعرف اسمك!
: ليس لدي اسم
: لا اصدقك
:حسنًا لن اخبر اسمي لشخص يقوم بتكذيبي
ضحكت ايلا مجددا ليشير الى الاريكه بقربه : حسنا الان اضمن بانك لن تبكي سيدة بكاءه .. اجلسي هنا
-
تقدمت لتجلس حيث اشار  : ماسبب جرح اصبعك؟
: دعك منه لايهم .. ستأخذني اليه؟
: لا .. ربما تهربين معه وتتخلين عني !
: انت تشاهد الكثير من الافلام على الاغلب لكن بعضها تكون قصص خياليه
: لكن البعض الاخر من واقع
زمت شفتيها : تأخذني ام اذهب انا؟
علق بسخريه جاده تيقظها من وهم : تلك دعابه جميله .. ياصغيره العالم في الخارج لا يناسبك ستكونين مهدده بالخطف والقتل والابشع ايضاً .. ولعلمك ماحدث سابقا كان حظاً والحظ لايعمل طوال الوقت ! فلا يمكنك القاء محاضرات على كل من هم لإختطافك .. ثم يتأثر ويتركك .. اكلامي واضح؟
: اذاً خذني اليه !!
: ولما تودين لقاءه لذلك الحد ؟ الست من تجاهله ؟ اهو احتياج ام شعور بالذنب تودين تخليصه !
ايلا قالت بخفوت : انا اريد ان احدثه فقط
: تلك ليست اجابة لسؤالي ولكن حسنا ليكن
: استعطيني هاتفك !؟
استقام ليقول : سأريك شيء اولاً
اومأت بالموافقه وهي تستقيم ايضا : اانت مستعده لرؤية ما سأريك اياه؟
لم تعلق ظلت تنظر اليه ليقول : حسنا تعالي اذاً
تقدم الى احد الغرفه المغلقه وهي خلفه
-
جلس على الاريكه لتجلس بقربه وهي تمسح وجهها وترتب خصيلات شعرها بترقب وتوتر ومحاولة تخفيف نبضات خافقها السريعه
اخذ جهازه اللوحي ليقول : كم مر على اختطاف والدك؟
ببرود خارجي نطقت: خمس اعوام
: امعني النظر
مد اليها الجهاز لتأخذه بسرعه وتنظر الى صوره يد احدهم .. كانت ملامحها هادئة سرعان ماتوسعت عندما قام بإظهار الوجه والجسد المشوش.. : ا.نه.ابـ.. ـي !!
: التقطت هذه الصوره قبل ثلاث اعوام في مناسبة لشخص معروف .. ماتفسيرك لهذا؟
زمت شفتيها لتقول بينما عينيها تتأملان الصوره بشوق : ان لم يكن يرتدي خاتمه لجزمت بانه ليس هو ..لكن
: ليس وقت مناسب لإظهار الصدمات .. هل هو؟
اجابت بتشتت : اظن ..
: انظري هذه الصوره اوضح له ..
ايلا نظرت الى الجهاز اللوحي بتمعن لترى صورة مشوشه للغايه لكن تستطيع ان تميز ان ذلك والدها بالفعل !
اشارت بإصبعها : انه والدي انظر هذا خاتمه المفضل!ايمكنك تكبير الصوره؟
نفذ ماقالته ليرى بالفعل خاتم فضي!
ايلا : الا يمكنك جعل الصوره اوضح؟
:لا
ايلا عاودت انظارها الى الجهاز وهي تعلم انه يكذب! للتو يده كانت واضحه لكنه تعمد تشويش وجهة مراعاة لمشاعرها التي ستثور اكثر ان رأته : لكن كيف ذلك؟
: لا اعلم !
ايلا بعقل يكذب ما يحدث : ربما ليس هو !
: ومالذي يجعلك تظنين هذا ؟
هزت كتفيها وقد بدت الدموع تملأ عينيها : مجرد احتمال فقط
: لايوجد اي تحركات بشأنه. يبدو كانه اختفى من على الارض .. لاوجود له ابداً .. مؤامره ذكيه لن يصل اليها شرايقز .. اي ليس هو من اخفى اباك
قالت ذلك بينما تنظر اليه: الديك اي شكوك بغيره؟
: علينا ان نشك بالجميع .. عداك طبعاً لا شأن لك بهذه الامور
: ماعلاقتك بشرايقز ! ولما قتلته؟
:صديق قديم ..
ايلا : اتقتل صديقك؟
: فعلت .. دعك منه .. هنالك قصة مبتذله نشرت منذ فترة .. جُثه يقال انها لوالدك جميعنا ندرك انها ليست له حتى الشرطة الاغبياء لم يصدقو ذلك .. من تظنين قد اخترعها؟ ونشرها رغم معرفته بأنه لا احد سيصدقه
بتشتت زمت شفتيها واجابت: ربما احد اعداء والدي .. ؟
:ايمتلك اعداء؟
:اجل يخبرني دائما عنهم يريدون النيل منه لأنه ناجح !
: ربما .. هل اخبرك بإسماء؟
نفت برأسها:لا لم يقل حتى واحداً
تنهد وعاود تركيزه على جهازه اللوحي
بينما هي قالت : سَواد؟
استدارت اليه لتقول : ماذا تفعل ان اغلقت كل طرق الامل لديك؟
: انام
: تهرب بالنوم؟
: كلا انا انام فقط
: انت مختل
: وانت اكثرتي من الكتب على مابيدو
: حقا استمع الي ..
نظرت الى الجهاز اللوحي بتركيز : اتظن انه بإمكاني النهوض من جديد!؟اعني هل يمكنني ان اتغير من هالة الحزن تلك؟ وان اجد والدي .. كيف اصل له؟
ان كان قد نجى فلما لم يأتِ او يبحث عني؟ام انه .. لا اعلم .. لكن هو سيأتِ وانا سأبحث عنه .. سنجد بعضنا وسنجتمع ..
: من يريد يستطيع لايوجد لا ان اصررتي على الامر
: لكن الامر غامض للغايه ومعقد ..كيف النجاة منه؟
: تلك الخمس اعوام كانت النجاة فيها حلما وباتت واقعًا الان
.. كل مايفكر به هذا ستعيشيه
اشار الى رأسها : ربما سيتبرمج عقلك وواقعك تلقائيا مع اي فكرة لديك .. حسنا كشرايقز مثلا يقول بانه يحبك رغم انه ليس كذلك تعايش مع الامر وتبرمج عليه بشكل تلقائي وحسب ..وانت ان اصررتي على السلبية سيمضي الامر هكذا وتغرقين بها دون نجاة
: الا ينطبق الامر ذاته عليك؟
: كلا لا اجعل الامور تطغى علي
تنهدت لتغطي وجهها بيديها : لكن لازلت اخاف
: ابقي خائفه اذاً .. لكن لاتلومي الكون ان تألمتي فتلك نتيجة خوفك .. مالضير من المحاوله؟ لماذا حكمتي على الامر بالفشل قبل ان تجربيه!؟
قاطعته بإبتسامه باهته: تبدو كييفان الان
: اوه انت واقعه له بشكل اعمق مما ظننت
: اين زوجتك؟
: تعمل
: حسنا فهمت ..وانت ماذا تعمل قاتل مأجور؟
: لا
: ماذا اذاً؟
: استخدم حقي بالصمت !
: مختل
:توجد آلاف المفردات والكلمات فلما تبقين على مختل فقط؟
:لانك مختل ..
مد هاتفه ليقول : الا ترين انك تبكين وتشتميني من المختل الان ؟ .. تحدثي مع ييفان خاصتك لكن لاتطيلي ساعة فقط افهمتِ؟ لا تتغزلي به والا افسدت عليكما اللقاء الحميمي!
اخذت الهاتف لتشكره بسرعه وتتوجه الى غرفتها
ليتنهد هو الاخر ويرفع قدميه عن الصندوق الضخم .. بقدمه اليمنى قام بفتح ورفع غطاء الصندوق ليرى ذاك القابع داخله بلونه الاسود.. مد يده لتلتف حول ذراعه همس: اسف عليك الاختباء لبعض الوقت ان رأتك ستبكي بكاء الخمسون عامًا يازوجتي!
التفت الاخرى على ذراعه والدماء تسيل منها
دماء صاحب الخمسون دولار ...

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن