〚جمره』⁹⁰◒

78 7 1
                                    

لربما
غدًا بعد حلمٍ جميل
تستيقظ على خيباتك المواليه ..
فتجد ان صديقك القريب قد غيرّه الزمان وولى عنك متناسيًا كلك انت وذكرياتك
وبتّ انت صديق الأمس مجرد ذكرى قديمه طغى عليها الزمان وسرق منها حتى بياضها
تجد ان عائلتك تركتك لانك كنت منسيًا حتى منهم
كنت الفرد الزائد لا المنقص منهم ولا المكمل
انت حتى الذي تحبه كان يتشافى بك
ولم ينظر إليك الا لحاجته
وحينما قضاها وجد غيرك
مواهبك قد فشلت في ابرازها
وتلقيت من الصفع مالم ترد
لم ترتد اغلى المدارس ولا الادنى منها
ترقيت في زنزانه اليأس
تتلقى درسًا
انه ماكان عليك ابدًا ان تفق
فكل ماهو حولك
كنت تقدم له
ولم يقدم لك ..
تعطي ولاتعطى
تهدي ولاتهدى
تتحدث ولايتحدث إليك
تبكي لهم ولايبكون عليك
تساند وتبقى بمفردك
ورغم كل ذلك الحشد
انت تبكي بمفردك
وحيدًا انت , الا من خيبتك ..
-
انني لست اعي اي العوالم تنتمي إلي
والى ما يجب ان اتكأ
انا لا اناشد الاماكن تيتمًا
انني افتقد مالا اعلم
شيء ما ينقصني
لست بعالمه
ولا ادري علام اشتكي
واي الجرائد قد اسرد
انا متيقن ان عالمي
يغترب عن أَلفه الهدوء
او قطرات امان ..
وجزء من سلام وتودد ..
سقوط
واما قتال
متاهات
وتيارات لانهائيه
احلامي كانت تتمحور حول كل ذلك
استيقظت بفزع تلقائي ورجفه غريبه
لا اذكر هل كانت تلازمني دائمًا؟
جسدي يرتعش دون ارادة مني او رغبة
وهو كان ثقيل بشكل غريب
احاول الاعتدال لكن تراخى جسدي تلقائيا
على كلٍ الجو عليل اليوم ، مناسب للعبث في جذور الماضي
-
-

استقام من ذلك الكرسي الذي نام عليه بالامس دون شعور
وتوجه لشراء بعض القهوه وطعام ليأكله..
حرص على ان تكون مليئة بالسكر حتى استعجب البائع من اصراره الغريب لكنه نفذ ماقال لكونه قد دفع الكثير مقابل ذلك
عاد الى مقعده الخشبي ووضع قهوته الحاره جانبًا لتبرد
بينما يقرأ الملفات التي بحوزته ويتناول من الفطيره التي بين يده
يبدو ان الجميع قد صار مؤدبًا ، الملفات بجانبه طوال سويعات نومه ولم يقترب منها احد .. لايعلم لماذا نام بذلك الحال ..
وكيف انتهى به المطاف نائمًا في مقعد خشبي ..
قام بتفريك مابين حواجبه ثم
فتح اول ملف وبدا بقراءة مافيه
-

• جون .. في التاسعه وعشر اشهر احد اطفال الملجأ المحروق ، من جذور اجنبيه بحته
• العام الجشع ، تم تبنيه من قبل عائلة متوسطه تنحدر لعائلة ثريه،
• مكان اللقاء: في المشفى
• حاله : حروق في الرأس ادت لإحتراق وجهه ووفاته
• حالته النفسية: متضرر نفسيًا من الحريق
• تمت الزراعه في اليوم الخامس منذ مجيئه
• النتيجه :وفاة بسبب فشل
-
-
صفحه اخرى
-
• . جين جلير
• مختطف
• . تم اجراء العمليه
• .
• . النتيجه: اضرار في العقل والحاله النفسية
• .
• . لا جديد
-
• . فلورا - لامعلومات
• . النتيجه : وفاة من التجارب قبل العمليه
• . اصيبت بتسمم وتوفيت
• -
• . اندي
• . ريو
• . كازو
• . ويليام
• . جاسمن
• . تينال
• .فلورا
• . جين
• . شرايڤن
• . لوسي
-
استوقفه اسمه
فتح الملف ليرى انه فارغ كما البقيه
لاتوجد معلومات عنهم
لكنه يذكر
نصف الاطفال الذين رأ صورهم وقرأ عنهم
تذكرهم .. كانو معه في وقت سابق
واطالوا المكوث عند ذلك المكان
اي انه يتوجب عليه ان يحفظ عنهم معلومات
وماذا عنه؟ عاش معه اكثر منهم
ولكن لاشيء عنه ..
ايتعمد اخفاء وتضليل البعض؟
عجبًا لأمره
لكن لابأس ليس وكأنه يهتم
لكن المؤكد
ان هنالك خبايا لا يعرفها
بنظرات هادئة جال الى اللاشيء
كحوار ذاتي
يحاور به السواد نقيضه فطرته الداخليه
او ما اقحم فيه
ان انتحر وانهى كل ذلك
لما كان عليه ان يعيش مجددا ..
لما تحتم عليك معرفة كل ذلك العبء السخيف
ان يكتشف للتو
انه ليس الوحيد
انهم مجموعه يجاورون ذات المصير والحال
وكلٌ في حال رديء وسيئ
لا الناجح مستقم في حياته
ولا حتى الفاشل قد نجى
كلٌ قضى من اليأس ماقضى
وكلٌ عانى
ولربما خبايا اخرى لم يصرح بها
نظر الى ملف شرايقز
يبدو قبيحًا كعادته
لكنه محض جبان يختبأ خلفه طوال الوقت
رغم هذا .. لربما كان يسمى حنين الى الموتى
حنين لغائب لاعودة له
استقام قاطعًا حبل افكاره واخذ جهاز التسجيل بعدما قام بوضع الشريط المطلوب داخله
جلس يشاهد ما اجرمه شوركين به وبالبقيه
وما يثبت قول سنتياخو
استمع الى صرخاته الماضيه
وآلامه .. حيث ماكان يشعر
يرى نسخة منه تجبره الحياة الان على تصديق انهما ذات الشخص !
نظرات الماره حوله واستعجابهم جعلت منه مصدر لافت للإنتباه لكن لم يتدخل احد وهذا ما اراده
اتكئ على يده يستكمل الشريط ..
بدا متملل ليس وكأنه لم يشاهد كل ذلك امام عينيه
يتذكر
فلورا كانت اصغر منهم جميعا
واكثرهم مرحًا .. وكانت تحبه وتحب الجميع
وتحب شوركين كذلك ..تراه كوالدٍ لهم
وكمأمن ومعيل .. كانت ذات لطف واسع
لم يتسع لخبث شوركين .. فصارت ضحيته
وماتت تلك المبتهجه .. لم نحزن عليها او نقم حدادًا وجنازه لم نكن نعرف .. وفلور لم تكن تحب الحزن
تلوم عبوسي وتحاول جعلي ابتسم برسم ابتسامه اجباريه تضع اصابعها على فمي وتجبرني على ان ابتسم
فيضحك الجميع علي كما هي
لم اشاركهم اي ضحكة .. او ربما فعلت ككذب ذات مره
فلورا كانت ..
مافائدة من التذكر؟
ولما انهالت عليه ذكرياتها؟
ريو ايضا كان شبيه لحيويتها ولكنه اكثر خجلاً
خرج ذات يوم مع شوركين ولم نره ثانيه
كازو كان يصر على الخروج .. خرج وعاد شخصًا اخر
اندي كانت تحب اللعب تسللت الى مختبر شوركين ولم تعد .. ثم ماتت
وكأنما بحر سام يقتل كل من يقترب منه
كان شوركين السوء المحتم
لقد مات الان
ما فائدة موته؟
لم يستيقظ اي من فلورا وريو والبقيه ..
لم يعد اي احد .. حتى انا
-
من يخبر الضحايا ان المجرم قد مات؟
من يقول لهم انه سلم ذاته واعلن توبته؟
هل سيطفئ ذلك حقدهم؟
ويزيل كرههم .. وصدماتهم
هل سيعود كلٌ الى مكانه فقط لأنه تنازل؟
هل ستغرد العصافير بشغف مره اخرى لانه تراجع؟
استنهض الجثث من مقابرها تشدو الحريه ؟
هل سيعود الامس الباكي مشرقًا؟
هل سيعاود القلب النبض مجددا؟
كذلك هو
اليست تلك الحقيقه؟ براءته لا تمحو كونه مجرم ..
يداه و ان اغتسلت لم تعد طاهره ..
هي مليئة بالدماء والدمع ..
انه لن يقول
كنت مظلم والان اصبحت منير
الامر اكبر من كونه محض ضوضاء مظلمه
افاق من تفكيره بسبل الظلام
بسبب جلوس احد الاشخاص بقربه فنظر اليه ليجده رجل يتحدث بهاتفه ..
لقد تناسى ان الشارع ملك للجميع وليس ملكه ..
اخذ حاجياته ونهض
ارتشف من قهوته .. لاطعم بها
حاول ان يستطعم ذلك السكر الكثير
لكن لافائدة ..
تبدو كمياه .. كشيء ليس عادي حتى
لذلك حرص على زيادة السكر
ربما سيتشعره لكن لم يحدث هذا
لابأس،هو بحاجه لتلك الكمية من السكر .
اوهم ذاته بذلك الحديث
ثم ارتشف المزيد
وبعد ذلك ترك كوبه في سلة المهملات حيث ان معدته بدأت تؤلمه ..
توجه لشقته التي استأجرها سنتياخو له
يريد ان يصبح نبيلاً ؟
كانت شقة عاديه
لكن بها طعام ومكان يمكث فيه
وضع الملفات وهم بالخروج فورا
وكأنما لم يتغير شيء هاهو يهم ويوضب
شتاته .. ووعيه للعودة الى مكانه المزعوم
العودة الى البلاد التي تأويه دائما ..
ليست تلك التي غادرها كميت افاق مجددا
إنما وطنه الذي لا يتجسد منه
لكن شيء ما هناك
يأويه
وينتمي له
وكان مايسمى بالرفيق الدائم
-
انه لمن الصعب العودة بعدما اقررت بعدم المجيء
ما اصعب اللجوء في مكان انت تركته ..
طالت رحلته والساعات طوال لكنه تكيف مع الوضع ككل مره وظل يتذكر اعماله واشياءه التي يغرق بها كل مره اثناء السفر ..
وكأنما افاق من غيبوبته كشخص اخر
يرى اشياء لا تهمه يرى انها سخيفه في حين انها كانت تشمل كل تركيزه سابقا .. ترك جهازه اللوحي
وظل يشاهد النافذه وتارة ينقل بصره للافلام التي تعرض امامه .. حتى غافله النعاس مجددا
وحين وصوله
لم يجد مقدمات قد تحكى وعبارات ولم يفكر اقتحم المكان بغته ليضع ذاته في الامر المحتم
وفي تمام اليأس والتردد ..
بعدما استعاد كامل وعيه .. اتى الى عنده اولاً
تقدم إليه بخطى بطيئة يتأمله ..
اسقط حقيبته ارضًا واغلق الباب تقدم اكثر ولم يعرف كيفية التعبير
وكيف يبدأ الكلام ..
رفع رأسه ليقابله بنظرات مدهوشه سرعان ما طأطا رأسه الاخر وبدت عليه الدهشه
لم يلتفت إليه ولم يبصره ..
غشى الظلام عليه مجددا وواجه صعوبه في البدء والكلام ..
لسانه لا يتعلثم وليس مقيدًا .. انه لا يتحرك
يفتقد اللغه .. يفتقد الكلام ...
ثقل غريب اعتلى صدره وصولاً الى كامل جسده
يعلم مقدار غضبه عليه والسوء الذي فعله يعلم قباحة فعله .. ومافعله ..
يعي مقدار خطأه ومافعله ..
لا ينكر فداحة اعماله
وكذبه
وشناعة مافعله وقباحه ما افترقه
باغته بعناق
شد عليه وارخى رأسه على كتفيه
يرمي بثقل العالم الذي يحمله خلفه بهذا العناق
لوهله فكر ماذا لو ..
ماذا لو قبل ان يستجمع ذاته ويعتذر ان يقول له
" عد حيث اتيت"
ان يقول له عد ولاتأتِ .. لامكان لك
لكنه تقبله ورحب به
عانقه وكأنما غادره امسًا
اهوال من ذكريات زاحمته
للتو استيقظ ذلك الجزء
اوس شخص مهم في حياته
بل هو اهم شخص ربما
اغمض عينيه وهمس:اوس انا....
ربت اوس على ظهره وقال برفق: نعم تلك النقطه بررها إلي .. انت ماذا؟
: اسف
تابع بذات النبره الهادئه:اسف اعلم انني سيئ لكن انت من قام بتربيتي تحمل خطأك
ضحك أوس وعبر بأسى : خفت ان افقدك ! لطالما كنت فاشلاً لكنك كنت انت نجاحي الوحيد لم ارد ان تغادرني هكذا .. كنت اعلم انك ستقتل ذاتك كنت اعلم انك ستفعلها يوما ما جاهدت لمنعك لكن ما كسر قلبي اني لم استطع حتى حمايتك شعرت بالخزي والألم .. شعرت بأقسى شعور على الاطلاق .. لا اعلم ماذا اقول .. لكن لدي الكثير والكثير من الكلامْ  لن استطيع شرحه لك انا فقط احبك ولا اريد فقدانك ..
شد عليه دون اي كلمة ..اهتزاز جسده ورجفة صوته عبراته ودموعه الواضحه .. والشد عليه
كل ذلك يظهر له مدى حب اوس العظيم له
اغمض عينيه يتخطى الشيء الذي لايمكنه الكلام عنه وتعبيره ..
ابتعد عنه وجلس على الكرسي : يالك من ثقيل
: انت كان من يرمي بثقله علي!
جلس بقربه بينما يربت على رأسه وشعره: تبدو مرهقًا .. لا ترهق ذاتك .. استرح !هل تناولت شيئا؟
نفى برأسه بينما يمسك بيده : لا اريد شيء .. ماذا حدث اثناء غيبوبتي؟
نفى اوس: ليس ذلك الوقت المناسب ..
تبسم بهدوء لايجد تعبير يلائم الموقف ..
يشعر انه جسّد الحب ..
يشعر انه ...
انه يمتلك كل شيء
انه اغنى البشر
وانه اكثرهم حظًا
لتو تبسمت ايامه
واشرقت نواجذه
للتو وجد مافقده
عانقه مجددا بحب وسعادة اشرقت في قلبه
عادت اليه روحه !
-
ان العودة الى المنزل تشبة عودتك
وان مبررات الفرح لا تأتي الا معك
-
جلس مطولا في حوار عاطفي حميم يسأله عن احواله وحكى له ذات ماقال تاكادا واخبره انه اصاب بالاكتئاب وقد مرض كثيرا .. اراد الشعور بالاسف لم يعرف فإعتذر مجددا : اذا كلٌ على مايرام اثناء نومي فكما ارى انت والنمر توطدت علاقتكما ومات شوركين وسنتياخو اختفى ولن يعود ..
: وآيلا ؟..
لم يجب ..
فتابع اوس بنبرة حازمه موبخه : لقد اعطيتها قبس امل وضوء حياة ثم سلبت منها الحياة امامها وكسرتها ضعفًا لايمكنك تصور المها وحزنها عليك وكذلك صديقك ..! كاد يجن وتخلى عن منصبه وانا .. بينما كنت على شفير الموت مُت انا .. انت لا تتصور كم اذيتنا بفعلتك التي لم تاخذ منك خمس دقائق حتى !!
: دع ذلك في وقته .. الان سامحني وحسب
:، لن اسامحك مالم تعدني بعدم موتك !
: لربما اعدك وتدهسني شاحنه واموت فتغضب من شيء لست املكه لايمكن
ضرب كتفه : انك سخيف كدائما ابتسم ثم امسك بيده : انا اعرفك كشخص ثمين .. اقرب الي من كل شيء وانت اثمن ما لدي .. انا لا افرط بك ابدًا
مسد كتفه فرفع الاخر يده وامسك يده : شكرا لك اوس
: هل حادثت ايلا؟لما لم تأت معك ! ولما لم تجلب رفيق في سفرك !!
:عدد هائل من الاسئلة .. لم احدث احدًا اتيت اليك دون شيء وايضا لا اعلم لم تكن متواجده حينما هربت واتيت اليك .. ببساطه لا اريد
تنهد أوس : لا تريد؟ هل شاجرتك؟، انه امر منطقي فعلتك خاطئة !!
نفى برأسه : لم نتقابل ..هي لم تأت
تساءل اوس : هل اغضبك هذا؟ لربما انشغلت بشيء ما
نفى مجددا : لتفعل ماتشاء .. بكلا الاحوال انا لا اشعر ولا يمكنني الغضب منها وان شعرت انا اتيت لانني اردت رؤيتك اولا
اومأ اوس : افهم هذا .. حسنا تعال لنتمشى قليلا
استقام معه
اخذه اوس الى اماكن عدة ثم اخذه الى المتجر ليشتري له ثياب اخرى وبعض الحاجيات وتمشيا الى وقت متأخر وتوقفا اخيرا في مطعم لتناول العشاء
كان تائِهًا هادئًا قليل الكلام مشتت النظرات
مرهق .. يستند على اوس غالبًا ويترنح تارة اخرى
لم يأكل الكثير .. ولم تسره اي مناظر
لاحظ اوس ذلك لكنه اصر على تمشيته غاية ان يشتت من هالات الحزن المتراكمه حوله
وحرص اوس الا يعاتبه على اي شيء
والا يلومه ويغضب
ظل يعامله ككل مره وكأنما بالامس افترقا وليس لست اشهر
حينما انتهت الجوله اخذه الى قصره والى غرفته تحديدًا اجبره على التمدد وقام بطغيته وبقي بقربه : ستنام معي الليلة لايوجد اعتراض ان اعترضت سأبكي
: هل تحولت لآيلا الان؟
تبسم اوس وجلس قربه : لما لا احكِ اليك قصة ماقبل النوم؟
نفى برأسه ليتابع اوس : حسنا في قديم الزمان حيث كانت الاشجار في فصل خريفي قاتم
: ماهذه المقدمه البائسه !
استند اوس على ظهر السرير : في يومٍ ما من بقايا السعد حيث كنت مشرقًا وبدرًا كاملاً .. كانت لدي زوجة لا مثيل لها انها كل الحب والحياة ايميليا لم تكن فقط رفيقة عمر وشريكة لأوس لكمان انها كانت كل الحياة كانت لأوس كل شيء انها العطاء انها السكينه هي الامان وهي كل الاحباب .. ذات ابتسامه مهيبه تذيب كل شيء وتبدد كل اسى ولها نظرات ساحره ولها جمال مهيم لا شبيه له .. تمتلك صوت لم يخلق له ثانِ روحها اجمل مارأيت وافضل منها لم اقابل قط
كان الامر بدايةً محض حب طفولي حيث صديقيّ أوس المقربين يجبرانه على كتابة رسائل حبه البريئه ليعطيها كلب شوركين المروض الذي يمسكها بفمه ويركض لحيث هي تلعب رفقة صديقاتها فيعطيها الكلب الورقه وينتظر
تمسكها فتقرأ ماكتب وتتورد وتبادر بالكتابة خلف الورقة فتمدها للكلب الذي بدوره كان داعما لهما ينحني ويأخذ ماكتبت ليعيده الى شوركين الذي يجبر اوس المتردد والخائف على القراءة فيرفض ويخبأ وجهه خلف سنتياخو الذي يشير اليه ان يقرأ ماكتب بصوت عال ويسمعهما
-
تنهد شوركين من خجل صديقه وتردده وخوفه
فتح الورقه ليهمس: ان خطها سيئ
فصدح صوت أوس المعترض: كلا انه جميل!!
تكتف شيرو: قم بقراءته اذاً !!
اختفى صوت اوس فهز رأسه بملل وقال : سأحاول قراءة هذا , ذكرني لاحقًا بتعليمها
حسنا كتب هنا عزيزي أوسي انا اريد ان العب معك فأحضر دميتك لنلعب معًا سأنتظرك عند ساحه قصرنا
لاتحضر معك صديقك المغرور المتعجرف وذلك الصامت تعال بمفردك .. ايميليا
-
عبس شيرو : اانا مغرور متعجرف؟؟تلك القزمه !
ضحك سنتيا : انظر اوس تورد اصبح مضحكًا
اقترب شيرو ليحاول رؤية وجهه لكن اوس ركض بعيدًا هاربًا ككل مره
ضحك شوركين : ان اوس يحبها كثيرا
وافقه سنتياخو : اجل اتمنى ان تبادله المشاعر انه يستحق الافضل دائما
اومأ شوركين : اظن انهما سيتزوجان .. هل تظن انها ستوافق على دعوتنا لزواجها؟ انها تكرهني دون مبرر
: لديها اسباب لكرهك اما انا فلا .. تدعوني بالصامت انا الذي لا يصمت حتى عند نومي اظل اهذي واتحدث !!
خرج اوس من العامود الذي اختبأ خلفه: سوف اسألها عن سبب كرهها لكما
اقترب شوركين منه : حسنا اذهب الى موعدك سننتظرك هنا انا وسنتياخو
: اذهب بمفردي!! كلا
تأفف سنتيا: يالك من جبان حسنا سنتسلل خلفك ككل مره لكن تحدث بصوت عال اريد ان اسمع ماتقولان واعترف لها في اقرب فرصه !!
اومأ بنعم فنزع شوركين معطفه : ارتدٍ هذا لتكون لائقا بالموعد
حاول ترتيب شعره واعطاه أوس ربطة عنقه : حسنا اصبحت جاهزًا لكن لاتذهب ويديك فارغه
: هل احضر لها الحلويات ؟
نفى شوركين : احضر لها بعض الورد ليكن احمرًا
اومأ برأسه فأمال شوركين رأسه: وايضا لابأس بالحلويات احضر لها ماتحب انت ايضا
ابتسم بسعاده وعانقه : احبك شيرو
تدخل اوس بذلك العناق الحميمي
وضحكا بسعادة وفرح
-
وفي يوم اخر
-
بعد ايام طوال من المحاوله والتشجيع قرر اوس ان يعترف بحبه لإيميليا اخيرا
استيقظ مبكرًا وتغيب عن الدراسه ارتدى بذلته وصفف شعره بشكل جميل واخذ الورود كما اصر شوركين
وظل ينتظرها لحين ان تأتِ اختبا شوركين وسنتياخو
وبعد وقت طويل خرجت هي رفقة حارسها الشخصي والذي سيأخذها في جوله بما انها تشعر بالملل
توقفت عندما قام اوس بندائها : إيميلي
استدارت بسعادة وتقدمت راكضه اليه : صباح الخير ماذا ستفعل هنا !!
ابتسم بخجل واجاب بعلثمه : كنت انتظرك ايمي
تبسمت :حقا !! اوس انت لطيف للغايه هل انتظرك طويلاً؟
نفى بكذب : كلا اتيت توا
-
ضرب شوركين جبهته وهمس:ذلك الغبي
وكزه سنتياخو ليصمت ويتابع
-
اوس بعدما جلس على المقعد بقربها كور كفه وتحمحم :تبدين جميلة
: شكرا لك وانت كذلك تسريحة شعرك هذه جعلتك رائعًا
اخذ اوس الورد من يدها تحت تعجبها ووضعها على شعرها : هكذا اجمل
بعد عدة احاديث كلما بادر بالاعتراف يغير محتوى حديثه حتى ايميليا لاحظت ذلك لكنها لم تعلق
قام الحارس بندائها فودعته وظل عابس لعدم قدرته على الكلام وحينما سارت مغادره خرج شوركين الغاضب متوعدًا .. فصرخ اوس خائفا حينما : ايميليا
استدارت بتعجب رغم تلك المسافة سمعته تابع اوس : انا احبك !
-
وهكذا اعترف بحبه بعد وقت طويل
عادت ايميليا راكضه خجله واخبرته انها تبادله ايضا كانت سعيده لكن حينما لمحت شوركين عبست وصرخت تشتمه ولم تصمت لحين ابتعد وهو عابس وظل اوس يضحك وتناسى خجله
واقترحت عليه ايميليا ان يرافقها في جولتها كأول موعد لهما معا ووافق على ذلك
لم تتقبل ايميليا شوركين ابدا تراه كدودة كتب متعجرف وشخص مغرور ويستنقص من الاخرين وسنتيا كظله لكنه اقل حديثًا
لكنها في الاخير تقبلته كصديق لاوس رغم الاختلاف بينهما ولم يدم هذا التقبل لوقت طويل
فمن تقبلته حاليا قتلها لاحقًا
-
اني اتحاشى الحديث عن زوجتي ليس لقلة مكانتها ولا لعدم رغبتي بنثر اتربة الماضي انا اتحاشى الامر لوجعه لي لكونه حريقًا وجحيمًا ونيران لا تخمد ..
فوجعي لم يشفى ولم يعافى وهزيمتي لا انتصار لها
انا حتى لم اقتل شوركين لشدة هزيمتي شعرت بأني فقدت كل شيء .. فقدت كل ما املك
هي كانت كل شيء بالنسبة الي
الثروه المكانه العالم .. لا يضاهيها ولو بقله
انها كانت اعظم شيء امتلكه واملكه
عندما ماتت تقبلت الخبر بهدوء دون اي دمعه
توجهت الى غرفتي وخلدت الى النوم
استيقظت اكمل حياتي بشكل طبيعي ..
افتقدتها .. ولكن لم اجدها هي فقط قتلت على يد صديقي .. استوعبت ماحدث ..
فصدمت قليلا .. ثم اعتلى صدري شيء جسيم وعالي وكبير .. شيء يكبتني ويكبت انفاسي ..
اشعر بأني لا استطيع وصف ذلك
علمت اني مذنب بحق ذاتي
لم ابك لصدمتي
وبهذا تألمت ضعفا ..
صرت كطفل صغير ابكي في انصاص الليالي وحيدا
وافيق غدا بشخصية اخرى حتى ماعدت اعرفني
كنت اضحك واكمل حياتي ولكن كان داخلي يحترق كان هنالك شيءٌ ينقصني .. كان هناك جرح ايميليا محبوبتي ..
وكم بكيت ودعوت ان تعود الايام
كم تمنيت لأمسٍ ان يأتي ..
وياليت الزمن لم يمضي
ليتنا لم نكبر لما افترقنا
ليت الزمن توقف عند ضحكات الطفوله والاعترافات المخفيه ..
ليتني لم اقابل تلك الرفقه ليتني لم اولد بينهما
ليتني لم انشأ اوسًا ..
انا حتى لم استطع معالجة ابني الاخر وحمايته
انا فاشل في كل شيء
تحطمت وحزنت
لا اصدق وقع ذلك وان ايمي قتلت ..
لذلك جسدت وهمًا يخفف عني حرارة الوجع
واوهمت ذاتي بانني هجرت وانها لم تقتل
وانها ليست كالميت الغير عائد
هي الطير المهاجر الذي سيعاود المجيء لوطنه يومًا ما
لم اغلق ابواب منازلي قط ولاغرفتي
انا لازلت انتظرها تأتِ
لازالت لدي اشياء اخر اود ان اخبرها اياها ..
لازال لدي ما اقوله لها
لازال لدي الكثير لاطلعه لها
انا لازلت اريدها ..
لاتزال لدي الكثير من الايام اود ان اعيشها معها
تلك الاعوام دونها هدرت وددت لو انها معي فتصير اثمن لحظاتي ليتها لم تفارقني ولم تسرق
ليت يداه شلت فلم تمسها
ليته لم يقتلها
ليته قتلني انا
ليته لم يمزق روحي
ليته لم يأخذها
فهاهو مات وانتهى انتقامي البارد وها انا انتصرت
لكن انتصاري حزين متألم
انتصاري مفتقد للذته
لازالت عقيمًا للفرحه ولا زلت اتطلع لمولد سعد تحتويه هي
لا زالت يداي تريد ان تحتضنها
لازالت سعادتي مبتوره دون قدومها
انا قاتلت شوركين لكنه ام يكن انتصارًا يحكى
قمت بضربه وتشويهه واردت تمزيق اضلعه الا ان ابتسامته قامت بهزيمتي فعاتبته وصرخت فيه وصفعته لمرات عديدة حتى تخدرت يداي وغشي عليه انا لم تبرد نار صدري حتى عندما مات محترقًا لم اشفى ..

-
ختم حديثه بذلك وكفكف دموعه المنهمره بغزاره بيديه وتنفس بعمق في محاولة لتخفيف ذلك الثقل الذي يلازمه مذ ان فارقته استدار ليرى ان ابنه قد غط في النوم منذ وقت طويل وبدا ودودًا لطيفًا كأنه لم يفجعه بإنتحاره منذ اشهر .. مسح بقايا دموعه وقبل جبينه
ثم ابتعد تاركًا ابنه ينام بعمق دعى ان يرتب النوم شتاته
اما هو فذهب بشتاته واحزانه الى ما يبدد احزانه ويشفيه ..
جلس في مقعده بيدين مرتجفه تلمس ما بينهما
بحب دفين بكى ثم استمرت شهقاته وعبراته تتمرد عنه لم يستطع التأمل اكثر الدموع غطت عينيه وغبشت عنه الرؤية ويديه مرتجفه لا تطاوعه وقلبه حزين منفطر ترك البوم صورها الذي لم يستطع ان يكمله من شدة وجعه وتركه في درجه يبكي بمفرده ..
يعي انه اخطأ ليته مزق شوركين
الا انه انهزم بشكل جعله لا يستشفى حتى بحرقه امامه
شوركين اذاه كثيرًا يتمنى ان لا يرتاح ابدًا ..

لربما اخذه للوسيفر واصلاحه ، ايعد ذلك انتقامًا؟
في مقعده حزينًا مظلمًا تائهًا هو ليس وحيدًا
ا

حزانه معه وانكساراته وطيف محبوبته
ظل هكذا حتى اشرقت الشمس ولم يرف له جفن
فقط توجه لأخذ تعاليم من الاطباء الخاصين به
ماذا يفعل لشخص افاق من غيبوبته قريبًا وكيف يتصرف وماذا يعطيه وكيف يعامله؟
وحرص على ان يحضر الفطور بنفسه
بسعادة وضحكه
كأنما لم يكن يبكي طوال اليوم
هي تحب البيض يكون مستويًا بشكل زائد
وهي تحب ان يحتوي على الفلفل
وتحب ان تشرب معه مشروبًا غازيًا رغم رفضه لذلك دائما لكنه يستسلم امام عينيها البريئة
انها لا تستيقظ بسرعه لطالما عانى من هذا لكنها كانت الطف معاناة ..
يتذكر كل التفاصيل ..
ورغم الغياب الطويل
محفوره ذكراها في قلبه
ولم ينسى ولو ذكرى ..
لازالت معه في كل لحظه
ولازال يذكرها
ولن ينسها ابدًا
وتحطم
وقتل

-
لم تتغير ولم يفنى حبها
لم يتركها تدفن وحدها
اراد ان يجاورها
لكنها عاهدته الا يميل وان يستقم دائما ..
انتقم لكن كل انتقامه كان باهتًا ..
لدرجة لاتذكر ..

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن