〚جمره』◒¹²

211 13 0
                                    

لاتتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>
-

وصلت ستيلا وبدت متردده قبل ان يتمكن مارك من اقناعها لفتح الباب لاجل طعام ايلا ! ..
قامت بفتح الباب وقامت بأعطائها ثياب اخرى وساعدتها بترتيب شعرها فبدت بمظهر الطف من السابق ! وايضا نزعت ايلا الضمادات الكبيره وقامت بوضع ضمادات صغيره تكفي ..
هاهي تجلس وسط ماركوس وستيلا كانا يتبادلان معها الحديث عن شتى المواضيع وهي تجب بردود مختصره تحاول فيها ان تكون طبيعية رغم العواصف التي تمطر داخلها .. وشعور عدم الامان وكذلك البكاء
تناولت القليل كي يصمت مارك  .. اكتفت بذلك ليبتسم مارك براحه :هذا جيد اخيرا تناولتي شيئا! حسنا بعدما انهينا الطعام وستيلا ستنام سنبقى انا وانتي لما لا نلعب العابا مسليه؟
ستيلا بهدوء:يجب ان تعود ايلا الى الغرفه مثلما طلب منها .. والا ستحدث مشكله !واظن عليها النوم ايضا
ماركوس بمعارضه :لا لما ننفذ امره؟ ايلا لاعليك ابقي معي سأحميك!
ستيلا :مارك .. ايلا لم تستعد صحتها بعد انا طبيبة ويمكنني معرفه ذلك لندعها الان
ماركوس:ستيلا لاتقفين في طريقي انتي ايضا انا وايلا لسنا اطفالاً لننفذ امره ! ..
ستيلا :انت بالغ ويمكنك فهم انها مريضه وعليها ان ترتاح وثم انها لم تعتد عليك لتتعلق بها سيغضب ولا اريد ان يحدث ذلك ..لا اريد ان تتأثر نفسيتها بذلك
ماركوس :حسنا انا عمري ٢٨ وايلا تصغرني هذا واضح لكن .. انا سأكون راشداً وسأساعدها على تخطي الحزن الم تقولي ان المريض يجب ان يبقى في بيئة مرحه ليتعافى اسرع؟
ستيلا : لكن دعها ترتاح قليلا فقط ليومين ربما لتلتئم جروحها فقط ..
ستيلا مدت يدها وامسكت ايلا : لاتستمعي اليه ..انتِ صغيره وعليك سماع كلامي ..انا طبيبتك واامرك بالبقاء في الفراش
مارك ابعد ستيلا :استوعبي ما اقول ستيلا ايلا قالت انه قام بإعطاءها دواء ما وتحسنت ..ربما يكون شيئا ممنوعا جعلها تتناوله !لا اثق به سأبعدها عنه
ستيلا نفت رأسها :لن يفعل ذلك هو منضبط ولا اشك به ..يمكنني معرفه ذلك ان تناولت شيئا ممنوعا لكنها سليمه !
ايلا عبست ملامحها وهي تشعر بإختناق من تلك الاجواء هي تؤيد ستيلا لارغبه لها في المرح .. تود ان تستلقي قليلا تشعر بغثيان .. وخوف لامبرر له ! تريد الاختلاء بنفسها لبعض الوقت ..همست مغايره للحديث : مارك .. اريد ان استريح ثم لنلعب
ستيلا ابتسمت بسعادة : نعم انت متعبه هيا عزيزتي آيلا والان لتنامي سأقودك الى غرفتي ستكون جيده بالنسبة إليك فهي دافئة .. وايضا لاحقا سندردش معا ان شئتي ..
ماركوس قاطعها: اذاً ايلا هيا سنتسلى تجاهلي ذلك الوغد يريد ان يجعلك انطوائيه مثله
ايلا بنبرة متملله :وماذا سنلعب؟
ماركوس:الديك العابا نلعبها؟ الركض مثلاً
ستيلا :مارك اني اخبرك ان ايلا مريضه فكيف ستركض معك وهي بالكاد تسير تلك انانيه منك مارك ..ايلا الحقي بي حان وقت تغير الضمادات ...
ايلا : اشعر برغبه في الاغماء .. لاطاقه لي للعب مارك لحقت بها تحت نظرات مارك المترجيه
وحالما صعدت الدرجات شعرت بمارك يمسك بيدها ويجرها خلفه:ستيلا انت ستغدرين بي وستقومين بحبسها!
ستيلا بحزم: هذه اوامره اخرجتها لتتناول الطعام فقط ..كلفني بمهمه الاعتناء بها ..ايلا اصعدي ودعك منه
تجاهل مارك ستيلا واتجه الى الاعلى وخلفه ايلا التي تحاول ان تتحرر من قبضته ...وهي تشعر برغبة الغثيان تزيد .. ترفض امساكه ليدها هكذا ..
ستيلا بمعارضه كانت سترفض لكنه دفعها دون قصد ! لتسقط تحت انظار ايلا التي حاولت الامساك بها وكذلك ستيلا نهضت فورا وحاولت ان تحيل بينهما لكنه احكم امساك ايلا واتجه الى احد الغرفه حرر يدها وقال بينما يغلق الباب:لن اسمح لهم بحبسك بعيدا عني !
ايلا تراجعت للخلف بتوتر ولم تجب ..لم تات ستيلا او تطرق الباب ملت من طفوليه مارك !  رغم ان ايلا ظلت تناجيها بداخلها ان تات والا يغلق عليها احدهم الباب!
مرت دقائق عدة يتبادلان النظرات فيها فقط تشعر بشيء غريب نحوه ، مرت دقائق اخر طويله حتى شعرت بالهواء يداعب شعرها فوجهت انظارها الى النافذه ابتعدت عنه لتتوجه اليها
...ايلا شعرت بإختناق وهي تتذكر ذلك الحوار
-
حاولت ابعاد يديه بيدين مرتجفه تنزف .. كان يخنقها بقوه مثبتا اياها على الجدار .. ويبتسم بخبث يعلم تماما دفاعها الضعيف بسبب جسدها الهزيل والمتعب وبسبب الدواء الذي جعلها تتناوله كان يعيق قوتها بشكل كبير وبذلك صارت قوته تفوق قوتها بمراحل .. ذو شر ينبعث منه وجسد يغطيه الشر. ولسان يقطر سماً .. كثير على مكسوره مثلها
اقترب من اذنها وهمس بصوت كفحيح الافعى  : انتِ السبب ..بسببك مات الجميع .. انتِ ولا احد غيرك ..لاتلوميني ، لومي نفسك انت المجرمه اولاً ولا احد غيرك .. ان بكيتي ابكي على ذاتك فأنتِ سبب كل شيء
بعدما نثر سمه عليها تركها وضحك بسعادة كبيره ..
-
استجابت لنداء ماركوس الذي ايقظها من خيالها المؤلم
وضح لها انها اطالت الصمت والغرق
ثم قالت بنبره حزينه : لم يكن عليك المغادره !! لما تركتني؟
اقتربت منه بخطوات مهزوزه ومرتجفه كانت ستسقط لكنه امسكها وقال بتعجب: لم اتركك؟ آيلا ..
هزت رأسها وبدأت بالبكاء :بلا تركتني وذهبت ليس انت فقط جميعهم تركوني خلفهم .. بسببي غادر الجميع
ايلا شدت عليه ومازالت تبكي وترتجف : قال لي ستنسين مع مرور الوقت ولن يبقى لك غيري .. لم انسى مازالت في ذاكرتي وفي قلبي !! لم تمت انا احييك في قلبي كل يوم .. فلما لاتأتي؟ اشتقت اليك كثيراً
شدت عليه واستمرت بترديد ذلك لدقائق
لم يبدي ردة فعل ... كان يستمع اليها لاغير
اكان ذلك بما يسمى الحزن المفرط؟ هي ليست واعيه ذلك واضح
ابتعدت عنه ايلا بخطوات مترنحه ليقف ويشاهدها بصمت
اما هي ...
رفعت يديها وضمتها على صدرها وبخفوت نطقت : هو كان يتصرف مثله!
هزت رأسها واكملت :يشبهه .. لقد خفت ! انا لم انسك ولا حتى هي ولكني خفت .. اتصدق باني لم انسى؟
تنهد وبمسايره بينما يمسك يدها المرتجفه :اجل اصدق ذلك
ايلا ابتسمت وسط تلك الدموع : صدقني لاتكن مثلهم .. انا اقول الحقيقه دائما لا اكذب
بذات الهدوء :اخبرتك اني اصدقك .. لاتبرري لي ذلك
ايلا :ولكن ..
مارك :لا داعي .. انا اصدقك الان ودائمًا حسنا؟
هزت رأسها بالايجاب ؛لاتتركني ..مثلما فعلو .. ابقى معي احمني رجاء ..
ابتعدت عنه وذهبت بإتجاه النافذه فتحتها ليتسلل الهواء ويبعثر شعرها وبتناقض غريب؟ تعالت ضحكتها الرنانه وكانها لم تكن تبكي تواً مرت ثوان عدة وهي تراقب السماء بإبتسامه رقيقه كأن ضوء القمر ينعكس عليها وكأنها منه لم يتحرك هو كان ينظر اليها فقط بتوجس من ان يصدر منها تصرف اخر ان تسقط ذاتها مثلاً؟ .. ضحكت وهاهي تبتسم لكن .. لاتزال باهته
وشفافه للغايه انه يرى مدى حزنها حتى وان اخفته
تطلب منه ترديد "انا بجانبك ،لن اتركك" لتجعل ذلك الجزء الايسر من قلبها يطمئن .. انها خائفه وكل شيء غريب عليها ويقلقها ..حتى موطنها يخفيها وكل شيء موحش ويثير الريبه ..امال رأسه وبنظرات متفحصه لها .. لايبدو انها تتألم من تلك الجراح التي عليها وكأنها صارت منها فهي لا تهتم مهما نزفت .. احزنها طغى على شعور الالم؟ لهذه الدرجه؟ .. شعرها انتبه له للمره الاولى كان اسود .. بدت غريبه شعر اسود وجه منير كانها القمر وسط سماء الليل السوداء .. لم يكن شعرها مرتباً مبعثر بطريقة مزعجه وقص بإهمال بشكل غير متساوي..تمتلك وجه طفولي وحاد في الوقت ذاته !! وعينيها لم تكن مميزه ولكن بها شيء يجذب ويدعو للتأمل بنية اللون رموش متوسطه الطول وحواجب كثيفه الى حد ما تتماشى مع عينيها .. وشفاه ممتلئة الى حد ما .. جميله لايمكنه نكران ذلك .. تفحصها جيداً عقد حاجبيه عندما استدارت اليه فجأة وقالت بتناقض اخر : هل ستيلا بخير؟
ماركوس:ايلا اانتي بخير؟
ايلا : ماذا ان عاد الذي لا اريد عودته وغادر من اريده بجانبي
تنهد وقال:اانتي تهذين؟
هزت رأسها واكملت: انا لا انسى ! لا انسى حتى ان طلبت
اقترب منها واحكم قبضته على كتفيها ثم هزها بقوه:افيقي عن ماذا تتفوهين؟ آيلا ماذا بك؟ اخبريني ارجوك
هزها عدة مرات ثم وضع كفيه على وجنتيها ليتأمل وجهها الباهت وملامحها الضائعه ونظراتها المشتته
كانت قبل دقائق بخير ماذا تغير الان؟
عض شفتيه وظل يتأملها همس:ترى ماذا فعل بك هذا الذي تحدثتي عنه؟ لايمكنني تخيل لأي حد أذاك !! من هو؟
اجابته بضياع :أذاني ..دمرني سلب مني كل شيء
بنظرات اسى وصوت متألم :ولكنك حرة الان
ايلا هزت رأسها :حريتي تشبه الجندي الذي يعود وحيدا دون رفاقه وبدل من اقامة الحفل يقيم جنازه !
مارك لم يجب لم يجد ماذا يقال فهمس:هل ضربك؟
اجابته : كثيراً
مارك : كان لايطعمك ؟
اجابته بالصمت فلم لايمكنها النكران..
ليهمس : سافل ..
ايلا اغمضت عينيها مجددا واعادت فتحها الرؤية مشوشه وبين الوعي ولاوعي..لاتدرك اين هي !
اما مارك يتأملها بنظرات الاسى والقلق فهي غريبه ونظراتها توحي بعدم انتماءها للعالم الواقعي
هي غارقه في عالمها السوداوي! كان يثبتها بكلتا يديه ان تركها ستتهاوى ارضاً .. غريبه لدرجة معقده
هي طفله ولاتزال صغيره!عاشت سنين تفوق سنين عمرها والم يفوق طاقتها ..اغمضت عينيها هذه المره واصدرت تأوه خفيف وانحنت تمسك معدتها وشدت على ماركوس بشكل جعل قلب مارك ينقبض من انها ستتألم مجددا ..هل ستتكرر تلك الليله المأساويه؟ هل ستصدر انينا مكتوما وبكاء اخر حد الاغماء؟هل ستفطر قلبه مجدداً؟ انحنى وبخفه حملها بين يديه وسار بها الى الفراش ..برفق وضعها عليه وجلس بجانبها يتأملها بقلق واضح .. كان هدوئها يقلقه وسكونها .. لم يمر يوما بعد على وجودها بالمنزل رغم هذا يشعر بانه تعلق بها جداً
استلقى بجانبها بنظرات متفحصه سرعان ما تحولت تعابير وجهه القلقه الى الاطمئنان ..غطت في النوم اخيرا ابتسم !
ووضع عليها غطاء يدفئها ثم اغلق النافذه وخرج متوجها الى ستيلا التي لابد من ان يعتذر اليها على مابدر منه من تصرف متهور وسيئ ... القى نظره سريعه على ايلا وفضل ترك الباب مفتوحاً ..
-

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن