05 || الفتَاة التِي لا تجِيد القُوة.

3K 292 117
                                        

إِستمتِعوا.
--------

[أنتِ سلِيطة اللِسان  ، و الوَقاحة لا تناسِبك! سام]

إِنعَقد لِسانها مِن كلِماتِه البارِدة و تقدمَه المتريِث ؛ هِي فتاة لا تجِيد القوة و المُواجَهة. نضَفت حَلقها ، تَراجعت للخَلف تجِيبه

[أنت أَجبرتنِي!]

[فِعلاً؟]

كان ذلِك تزامُنًا مع إِصطدامِها بِالجِدار الذِي خَلفَها ، أسند كَفيه عِند رأسِها ، يحاصِرها مِن كُل جانِب ، و لم يحرِم نَفسَه مِن إِلتِهَام ملامِحها بِعيونِه الجرِيئَة ، مشاعِرها الخائِفة كَانت منثنِية علو تعابِيرها الذابِلة ، ذلِك رَاقَه.

[إ...إِبتعِد رَجاءً]

نطقت متلعثِمة فإِبتسم بِجانِبية

[ أنا مُختل نعم ، بل أسوأ ، لم أكن أنوِي أَذِيتك ، رغم إِصراركِ للإِقترَاب ، لكِني قد أفعل الآَن ، قد أجعلك تندَمِين على يوم قدُومك لِهُنا]

نفسَها إِضطرب ، لم تعد قادِرة على التنَفس بإِنتِظام ، حملت عيُونها المرتعِشة إِليه تطالِعه برِيبة ، و هو بِدورِه مكس بسمَته الفارِغة فور ما إِن لاحَظ الدمُوع تحتَشِد عِند أهدَابِها.

[لا مَانِع لدِي في مُعاقبَتِك سَام ، قد أُفسِدُك أيضًا ، ألستُ مختلاً؟  و ريبِيكا ستتَجاهلُنا ناهِيك عن إِيرِيك ، يا مِسكِينَة]

جال بأنظَارِه ملامِحَها الهائِبة التِي إِقتَحمها الحُزن و الكآبة فجأَةً ، حتى إِنسابت دَمعتُها بخِفة.

تكترِث لذلِك النَوع مِن الحُب إِذًا ، و ترِيدُه.

إِمتَدت أنامِله لِوجنتِها مكفكِفًا دمُوعَها ، و كأنه يستَصغِرُها ، فإِرتَجفت بخِفة خوفًا مِن سلُوكه القَادِم.

[هل أخِيفكِ؟]

عيونَه لم تَكن تناظِرها بطبيعِية ، بدى يتَأمَلها لكِن بِجمود.

البُرجوازِية: مَاتادُور العِشق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن