الفصل السابع والعشرون

75 6 0
                                    

للحب أساطيره على مر الزمان والمكان..
لا تختلف ماهيته على مر العصور، حتى لو اختلفت مسمياته أو صفته..
الحب هو وحده الثابت حتى في زمن المتناقضات؛ بتعقيداته وعراقيله مهما اختلفت..
في مفهومه..
في مشاعره..
وفي قصصه التي تداولتها الألسنة منذ قديم الزمان..!
هل سمعتم من قبل حكاية شهريار وشهرزاده؟
حكاية الألف يومٍ وليلة..
كان يا مكان..
وفي سالف العصر والأوان؛ يحكى أن..
تلك القصة تروي لنا عشقًا مختلفًا..
عن أميرٍ عاشق للنساء، وجارية استطاعت استمالة قلبه والتسلل إلى عقله بسحرها الذي تمتلكه؛ سحر الحكايا..
هنا أميرتنا لديها سحرٌ آخر استطاعت جعل أميرها العابث نبيلًا به؛ كانت مزيجًا من العناد والرقة راق له..
حارب الجميع وأولهم قلبها؛ ليظفر بها، وقد فعل..
-موافقة..
كلمة جعلته يحلق إلى السماء بسعادة..
تتسع ابتسامته بفرحة حقيقية أنسته كل ما عاناه مؤخرًا..
وهي أمام كل هذا.. تخجل!
لا تملك سوى الخجل في مواجهته، وهذا يدهشها؛ لأنه يوقظ بداخلها أنثى جديدة لم تتعرف عليها من قبل..
قرر أن يتم الأمر بعجالة شديدة؛ بحجة سفر شقيقته وزوجها إلى شهر عسلهما المتأخر، والسبب الحقيقي كان أن يعجل في أمر ارتباطهما قدر المستطاع؛ لينعم بقربها أخيرًا..
حفل خطبة بسيط عائلي ضم أسرته الصغيرة المكونة من علي ومنار، والديها، هدى وقريبها، ولبنى..
تبادلا المحابس وسط الزغاريد السعيدة من حولهما، ثم دعاها لرقصتهما الأولى.
لف ذراعيه حول خصرها وهو يتطلع إليها بحنان، بينما مدت هي خاصتيها تحيط بهما عنقه بخجلٍ متردد، همس لها:
-مبروك..
-الله يبارك فيك، مبروك ليك أنت كمان.
كانت خجلة كثمرة طماطم لذيذة..
شهية كحبات توتٍ ناضجة..
وفاتنة!
فاتنة كما تخيلها في أحلامه، وكما تمنى..
انتهت رقصتهما وعادا إلى مكانهما؛ لتبدأ مباركات الحضور، والتقاط الصور التذكارية مع العروسين..
انتهى الحفل على خير، وتوجه جميع الحضور إلى منازلهم يغمرهم الصفاء، غافلين عن النفس الحاقدة التي تتربص بالعروسين، وتنقم على فرحتهما..
كانت غادة تجلس في منزلها تكاد تفقد ما تبقى من أعصابها؛ بعد أن علمت أن اليوم هو خطبتهما، وأن علاقتهما باتت على وشك أن تكتمل رغم كل ما فعلته؛ لتمنع فعل ذلك..
دارت في غرفتها غاضبة؛ تحاول إيجاد ما يوقف تلك الزيجة، ولا تجد؛ فهما قد اكتمل حبهما بالفعل وانتهى الأمر.
أدركت أنها لم يعد لها مكانًا بينهما، ولا حتى كصديقة؛ فانتابتها حسرة لحظية، ثم سرعان ما نفضتها عن مشاعرها، وعادت لغضبها المكبوت مجددًا..
تذكرت عز وفكرت أن تحادثه؛ فتراجعت حين استرجعت موقفها الأخير معه عندما طلب منها بوضوح ألا تقترب من حياته مرة أخرى، وأن ندى لم تعد تعنيه بعد الآن..
الجميع أصبح لا يريدها؛ فحسمت أمرها وستسافر، راجعت خطاب العمل الذي أتى لها مؤخرًا عبر شاشة حاسوبها النقال، وبعد استغراقها في التفكير؛ أرسلت لهم ردها بالموافقة..!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أتتذكرون روميو وچولييت؟

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن