الفصل الأول

681 17 5
                                    

الأنوثة فطرة..
تولد المرأة بأنوثةٍ فطرية، تجعلها تركض معظم حياتها نحو الجمال وكيفية الحصول عليه..
فالطفلة الصغيرة تنشغل باللعب بعرائسها، تزيينها، وتلبيسها أفضل الثياب..
ثم تكبُر الطفلة لتخطو نحو أعتاب المراهقة، تترك دُماها وتبدأ هي نفسها بالتزين وإنتقاء الثياب التي تبرز إنوثتها، أما المراهقات اللتين يتربين على كون الأنوثة عيبًا وأن المرأة عارٌ وعبءٌ على المجتمع فهُنَّ يحيين مراهقةً غير سوية وربما مضطربة..
تكبرُ المراهقة فتغدو شابةً يافعة.. وتظل بداخلها تلك الأنثى الباحثةِ عن الكمال..
وهي مثلها مثل معظم الفتيات بعمرها؛ تَعتبر المرآة صديقتها المقربة، تقف أمامها لساعتين أو أكثر في كل صباح حتى تصل لمظهرٍ يرضيها؛ فهي مِثلها مِثلُ جميعُ جنس حواء ليس لديها ماترتديه! حتى ولو كانت تمتلك خزانةً مليئةً بأحدث الصيحات العالمية في الملابس والأحذية بل والأوشحةِ أيضًا..
انتهت أخيرًا من إرتداء ملابسها وإنهاء زينتها البسيطة، كانت تستعد للقاءها الأسبوعي المعتاد مع صديقاتها..
نزلت على درج منزلها المكون من طابقين بطرازٍ أمريكيٍ جذاب، كادت أن ترتطم بشقيقها الذي كان يصعد الدرج مسرعًا أيضًا، أمسك رسغها يوقفها بلطف وإبتسامةٌ مشرقة هي من شِيَمه:

-صباح الخير يا ست منار مستعجلة كدا على فين؟
ابتسمت له:
-صباح النور.. النهاردة السبت يا مصطفى يعني الميعاد المقدس بتاعي أنا وشلتي أنت نسيت ولا إيه!
ضرب مقدمة رأسه بتذكر:
-صح صح نسيت شلتك العجيبة دي!
أنهى جملته بسخرية ثم زمَ شفتيه بملل وهو يسأل:
-بس ليه متأخرة النهاردة؟
أجابته وهي تنشغل بتفقد أغراض حقيبة يدها للمرة العاشرة:
-مافيش بس ندى عندها جلسة بعد الضهر وجنى عندها إجتماع مهم النهاردة ف قولنا نأخر اليوم شوية..
زفر بضيق وبالطبع لم يفوت فرصة السخرية من صديقتها الشرسة كما يطلقُ عليها هو دائمًا:
-اه قولتيلي آنسة هرقل عندها عندها جلسة.. طب ما كنتو تغيرو اليوم يعني
هزت رأسها بيأس؛ فأخيها لن يتغير..
أجابته بعتاب:
-قولتلك متقولش على ندى كدا دي سكر جدًا يعني.. وآه مينفعش نغير اليوم لأن ده اليوم الوحيد اللي جوز هدى بيتأخر فيه عن البيت وبيسيبها تنزل معانا
اومأ برأسه في تفهم وتركها تمرُ من جانبه:
-تمام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك يلا سلام..
أرسلت له قبلةً طائرة في الهواء وهي تكمل ركضها للخارج:
-باي..
وصلت لسيارتها الوردية المكشوفة والتي اختارتها بلونٍ أنثوي يشبهها وتحبه، اتخذت مقعد السائق وبدأت بتشغيل السيارة لتذهب إلى وجهتها، قامت بتشغيل مُسجل السيارة، فانبعث منه فورًا موسيقى ناعمة تشبهها؛ هي منار سراج..

صاحبةُ الخمسٌ وعشرون ربيعًا، والتي تخرجت منذُ ثلاثة أعوام من كلية الفنون الجميلة، وتحديدًا من قسم الديكور والذي كانت تعشقه، رُغم ذلك اكتفت بشهادتها ولم تحاول أن تبحث عن عملٍ في إختصاصها، اقتصرت خدماتها فقط على تنظيم الحفلات الخاصة بالعائلة أو بمناسبات بعض الصديقات، فكيف تعمل وشقيقها يمتلك شركة بترولٍ ضخمة ويديرها بنجاحٍ يجعلها لا تحتاج للمال؛ لذا فقد نأت بنفسها عن مشقة العمل، وتفرغت للدلال، فهي أنثى تُجيد الدلال وتُتقنه..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن