الخاتمة

126 10 0
                                    

هل فكرتم ذات يوم ما الذي يحدث بعد كلمة "النهاية" ؟!
ما الذي يأتي بعدها!
هل تسائلتهم ذات يوم كيف يحيا أبطال الرواية في عقول كُتّابها بعد كلمة "تمت"..
وحياة شخصيات قصة الفيلم بعد جملة "وعاشوا بسعادة للأبد"..
ماذا بعد الأبد؟!
هل هو الحب المطلق، أم أكمل الراوي قصة مغايرة عن تلك التي رأيناها نحن، والتي ظننا أنها مستمرة إلى اللانهاية!
أحداث ما بعد النهاية لا يعرفها سوى أصحابها، أما بالنسبة لنا؛ فهي باقية طي الكتمان..!
البعض يستطيعون المحافظة على نهاياتهم السعيدة للأبد..
استماتوا في تحصيلها؛ فلن يسمحوا بضياعها..
وحياة ما بعد الأبد لا تختلف لديهم كثيرًا عن النهايات السعيدة المقروءة، بل زادوها سعادة.
حياتهما كزوجين مليئة بالصخب..
بالشجار، والمناوشات اللطيفة التي لا تخلو من الحب..
واليوم يحمل لهما مفاجأة عظيمة؛ تحمل لهما ما يُكمل أسرتهما المتواضعة، ويُعظم من حبهما..
اكتشفت لتوها أنها تحمل طفلًا!
تبتسم بسعادة وعدم تصديق..
تقلب الإختبار البلاستيكي بين يديها بتوتر؛ تود التأكد من صحة نتيجته!
تزفر براحة وعينين مترقرقتين بالدمع، ثم تجلس على الفراش مُفكرة؛ كيف ستخبره!
قررت أن تكون طريقتها مميزة..
بحثت عبر الإنترنت عن أكثر الطرق جنونًا، ولم يرقها أي واحدة؛ فتنهدت بقنوط، وبدأ اليأس يتسرب إليها..
قررت طلب العون؛ فهاتفت منار علَّها تجد ضالتها لديها كونها مرت بتلك التجربة من قبل، وبالتأكيد ستخبرها ببعض الأفكار.
-ايه ده بجد يعني أنتي مفاجئتيهوش؟!
-لا يا بنتي والله ملحقتش؛ إحنا اتفاجئنا سوا.
قهقهت كلتاهما بمرح، ثم سألتها منار بفضول:
-بس بتسألي ليه يا نودي اوعي تكوني..
صمتت للحظات وأكملت بصرخة فرحة:
-ندى أنتي حامل؟!
ابتسمت ندى بخجل وكأنها تراها، ثم أكدت لها الخبر السعيد؛ فطارت فرحًا من أجلها، وتطوعت- مُرحبة- أن تفكر معها بالطريقة المثلى لإخبار الشقيق..
انتهت مكالمتهما التي دامت لساعة ونصف بعد أن اهتدت للحل المناسب، ونهضت تشرع في تنفيذه..
لم تكن مفاجأة صارخة بالجنون كما تمنتها، لكنها تفي بالغرض.
علبة هدايا صغيرة باللونين الوردي والأزرق ستحرك فضوله ليفتحها بالفعل؛ خاصةً أنه غير معتادٍ على استقبال الهدايا منها، وبداخل العلبة الفارغة وضعت اختبار حملها الإيجابي، ثم أرسلتها لشركته..
وبعد القليل من الوقت وجدته يتصل بها، فتحت الخط فآتاها صوته المتلهف:
-ندى أنتي بجد حامل؟!
زمت شفتيها بمشاكسة:
-اكيد مش شرياه بنتيجته يعني يا مصطفى!
استشعرت البهجة من أنفاسه المتسارعة، وأتتها أكيدة حين أخبرها بسعادة:
-الف مبروك يا حبيبتي، ارتاحي خالص ومتتحركيش ومن بكرة يكون عندك حد يعمل شغل البيت كله؛ أهم حاجة أنتي متتعبيش.
ضحكت بخفة:
-يابني أنا لسة في الأول وعادي اتحرك أنت هتكتفني في السرير من دلوقتي ولا إيه!
سيطر على لهفته وأخبرها:
-طبعا اومال إيه، تسع شهور مشوفكيش شايلة كوباية ماية حتى؛ إحنا خايفين على سلامة الواد وأم الواد.
علت ضحكاتها معه عبر الهاتف يتخللها بعض الغزل منه؛ فتبتسم هي بخجل أصبح يلازمها منذ أن أصبحت زوجته..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هناك رهبة تسري في عقولنا وأجسادنا حين نفكر في إجابةٍ لذلك السؤال الذي سيظل بلا إجابة حتى نعايشه بأنفسنا..

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن