الفصل الخامس

130 11 1
                                    

قد ننجو من صخورٍ، وحفر..
نشق البحر دون غرق..
نقفز من فوق الشبك، ونهرب من قبضة الصياد..
نتسلق الأسوار العالية والمنيعة..
قد ننجو من هذا كله، ونتعثر في كلمة!
هناك كلمةٌ تحيي.. وأخرى تميت!
كلمةٌ تذهب بك أعالي النجوم.. وكلمةٌ تودي بك للجحيم!
"حبيبتي" هل قالها حقًا؟! هل قام بتعريفها على فتاةٍ أخرى هي حبيبته؟! كيف حدث هذا؟ هو لم يخبرها من قبل أنه يمتلك حبيبة! نظرت للفتاة الماثلة أمامها، أجبرت نفسها على الإبتسام وهي تصافحها:
-أهلا يا سلمى اتشرفت بمعرفتك..
ابتسمت لها الأخرى إبتسامةً بدت مصطنعة:
-وأنا كمان..
اصطحبتهما للداخل، اختاروا طاولةً منزوية قليلًا بإحدى الأركان وجلسوا عليها، استأذنت منهما لبنى:
-هروح بس اظبط الميكب بتاعي وجاية عن اذنكم..
اومأ لها مالك بإبتسامة فذهبت..
وقفت أمام مرآة الحمام تبكي مغطيةً وجهها بيديها؛ فهي كانت قد أحبته! ولم تتوقع أن تكون إحداهن قد تسللت إلى قلبه من قبلها.
حسنًا.. هي لم تفصح عن مشاعرها يومًا، ولم تحاول التلميح له حتى! كما أنه لم يشعرها أبدًا أنها تعني له أكثر من صديقة مقربة، هي فقط من نسجت بخيالها أحلامًا وردية، وهو ليس مسؤولًا عن تحطمها على صخرة الواقع القاسية.
مسحت دموعها بإصرار؛ هو صديقٌ رائع ولن تخسره بسبب أمرٍ تافهٍ كهذا! أعادت وضع زينتها مجددًا وهي تهمس لنفسها بصبر:
-هو قالها إنك أقرب صاحبة ليه دي مكانتك اتقبليها ومتخسريهاش..
خرجت من الحمام عائدة لهما بخطوات واثقة، جلست على الجهة الأخرى منه وبدأت حديثًا وديًا مع تلك الفتاة أسعد مالك كثيرًا..
غريبٌ هو الحب؛ يجعلك تفعل أي شيء في سبيل إسعاد من تحب، حتى لو كانت سعادته تلك تستثنيك أنت من الصورة! وهي آثرت أن تسعده، ستقوم بواجبها كصديقة مقربة حتى النهاية، وستقوم بوأد مشاعرها في مهدها؛ فهي لن يكتب لها الحياة أبدًا..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لا تنتظر اللحظة المثالية، خذ اللحظة واجعلها أنت مثالية!
لا تنتظر صدفةً من القدر، بل كن أنت القدر!
تبعها للخارج بفضول؛ كان يود أن يعرف إلى من تتحدث، وما الذي منعها من التحدث أمامهم!
وصل للحديقة الخلفية الملتحقة بالقاعة ليجدها توليه ظهرها وتتحدث بصوتٍ لم يبد له واضحًا، كاد أن يقترب أكثر ولكنه وجدها تنهي المكالمة بالفعل، استدارت ليباغتها حضوره الصامت! كان يود قول شيءٍ ما.. أي شيء! بادرت هي بدهشة:
-خير يا مصطفى! كنت عايز حاجة؟
زاغت نظراته قليلًا؛ فكيف سيخبرها أنه قد تبعها ليتصنت على مكالمتها الغامضة! حسم أمره واخترع كذبةً مناسبة، اتسعت إبتسامته:
-لا مافيش كنت طالع اتمشى شوية لحد الفرح ما يبدأ لقيتك
اومأت بلا معنى، كادت أن ترحل قبل أن يستوقفها هو بنبرةٍ يشوبها التردد:
-ندى..
التفتت له بما يوازي إهتمام، نظرت له بترقب فغمز لها:
-أنتي زي القمر النهاردة..
احتدت نظرتها فأسرع قائلًا كمن ينفي التهمة عن نفسه:
-لالا مش بعاكس والله.. أنا حبيت بس أقولك إنك فعلاً حلوه
ابتسمت.. حاولت كبح إبتسامتها ولكنها لم تستطع؛ فهو لطيفٌ اليوم على غير العادة! أجابته بلطف:
-شكرا يا مصطفى..
كان ذاهلًا؛ فتلك هي المرة الأولى التي تضحك له بها! ابتسم يشاكسها:
-ده اليوم ده يتكتب ف التاريخ تصدقي!
سألته بدهشة:
-ليه؟!
أجابها وهو يضحك:
-عشان أول مرة تضحكيلي..
قالها وأكمل ضحكاته بينما طالعته هي بتعجب! حسنًا.. علاقتهما لم تكن وديةً أبدًا، هي دائمًا تهاجمه بلا سبب! تنهدت بحيرة، هي تراه اليوم بشكل مختلف! يعاملها بطريقة غريبة ولكنها أحبتها، فكرت أنه ربما ليس سيئًا لهذه الدرجة! هو عابثٌ أجل، عيناه تربكانها معظم الوقت وتعلم، ولكنه شخصٌ جيد ولا تنكر.
قررت أن تمنحه فرصة، سيكونان صديقان رائعين على ما يبدو!
ابتسمت له مجددًا فكاد يشعر أنه يحلم هل هي بخير؟! قالت بمشاكسة:
-

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن