الفصل الحادي عشر

116 10 9
                                    

النساء تشبه الزهور..
احداهن تمثل رقتها وهشاشة أوراقها المعرضة للكسر، فقط بريحٍ ذات حدة..
والأخرى تشبه الزهور الشائكة؛ بمخالبها التي تشبه الأشواك تفتك بمن يمسها بسوء..
وبين هذه وتلك.. تستمر المقارنة!
القرنفل..
وردةٌ جميلة.. توحي بالكبرياء والعزة.. لها رائحةٌ ذكية ومميزة..
إذا كان القرنفل امرأة فستكون هي؛ بخيلائها ورأسها المرفوع على الدوام.

تمتاز بالصدق، الإخلاص، نصرة الحق، والتضحية من أجل الآخرين؛ خاصةً أولئك الذين يعنون لها.
اليوم بالأمس كان عصيبًا؛ ردة فعله كانت حادة ولم تتوقعها! اكتنفها القلق؛ فهو بالأمس خرج ولم يعد، أما غادة فكانت واجمة ولم تبق معهن طويلًا.
تنهدت بيأس؛ هي فعلت كل ما فعلته خصيصًا من أجلها، ولكن يبدو أنها زادت الطين بلة!
اتصلت بغادة؛ تود أن تطمئن عليها.
انتظرت قليلًا حتى أجابتها باقتضاب:
-صباح الخير يا ندى..
استشعرت ندى ضيقها.. ولكنها لا تملك من أمرها شيئًا! سألتها عن أحوالها وأجابتها الأخرى بروتينية.. هل لديها شك في صدق نيتها؟! عليها أن تسرع في إتمام خطبتها؛ لكي لا تكون سببًا في تعاسة صديقتها.
أخبرتها بما جال على خاطرها:
-صحيح يا غادة كنت عايزة أخد رأيك ف حاجة..
استجابت غادة لها بالفضول الذي قتل الهرة:
-قولي!
اصطنعت تفكيرًا:
-كنت بفكر أعمل خطوبتي الأسبوع الجاي.. عز جه واتقدم واتوافق عليه وأنا مش شايفة داعي للتأجيل إيه رأيك؟
طربت الأخرى فرحًا لسماع الخبر، وافقتها:
-اكيد طبعاً خير البر عاجله.
صمتت تفكر قليلًا، وقد لمعت في رأسها فكرة دنيئة نوعًا ما.
ألا يقولون أن كل شيء مباح في الحب والحرب؟ حسنًا.. وماذا إذا كان يهتم بندى بالفعل؟ هي لا تبادله المشاعر؛ لذا سيكون من السهل عليها أن تصرف نظره عنها، بل وتحل محلها أيضًا إذا اغتنمت الفرصة بذكاء.
أدلت فكرتها بتفكير:
-امممم إيه رأيك لو تعمليها مع منار وخطيبها؟! عشان تبقى فرحتنا فرحتين..
-بس منار هتعملها ف الڤيلا عندهم يا غادة مش ف قاعة!
نطقتها مستنكرة، فبررت الأخرى:
-أيوة ما هي دي حاجة حلوة.. عشان نبقى براحتنا
زمت شفتيها تفكر؛ الأمر محرجٌ بالنسبة لها، خاصةً بعد ما حدث بالأمس!
ولكن على الجانب الآخر فتلك طريقة مناسبة ليعلم شقيق منار حدوده معها، ولا يفكر في تخطيها مجددًا.
وافقت بتردد:
-تمام.. بس نسأل منار الأول ينفع ولا لأ عشان مامتها وكدا
سخرت غادة:
-يا ستي هي مامتها بتقعد ف البيت أصلا! عالعموم ماشي لما نتجمع نبقى ناخد رأيها
وافقتها ندى على مضض، ثم أكملتا حديثهما في أمورٍ عابرة، بعدها استأذنت منها ندى لوصول أحد موكليها الذي يطلب استشارة في أمرٍ ما.
ودعتها غادة ثم قالت بدهاء:
-مش هتكون غير ليا يا مصطفى.. أنا أحق واحدة بيك!
وهنا وضعت خطة لانتزاع القرنفلة من أرضها جبرًا، وستزرع نفسها بمكانها قسرًا!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
زهرة الأقحوان..
اسمٌ مميز ونادر لوردة ليست بمنتشرة..
تشبه امرأة عاشقة للزهور مثلها.. رغم كل ما مرت به مازالت تشع تفاؤلًا!

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن