الفصل الثالث عشر

92 10 0
                                    

الطفولة..
مرحلة الطفولة بالنسبة للأنثى يمكن تخيلها بيسر؛ فهي غالبًا ما ستنحصر بين لعبٍ بالدمى يرجع لأمومةٍ فطرية غرزها الله بنا منذ أن كنا صغارًا، وما بين مشاهدة الرسوم المتحركة وخاصة تلك التي تعني الفتيات؛ بعالمها الوردي والخيال والكثير من السحر..
وعند ذكر السحر نذكرهن.. أميرات الطفولة؛ وفي رواية آخرى أميرات ديزني.
تكبر الفتاة لتصبح مراهقة تتنهد بحالمية وتتمنى لو عاشت قصة الأميرة، التي غالبًا ما تنتهي بقبلةٍ أو رقصةٍ رومانسية مع أمير شديد الوسامة.. غافلةٌ عن مأساوية القصة، أو عن وجهها الآخر الذي لا يعلمه أحد..
كانت أميرة قوية؛ تلك التي تخلت عن معالم أنوثتها وطمستها لتفتدي والدها المسن، وتلتحق بصفوف الجيش بدلًا عنه.. تحملت ما لا تطيقه أنثى.. باتت لياليها على صفيح ساخن؛ خوفًا من افتضاح أمرها..
لم تشبه أقرانها أبدًا، خاصةً في تلك المواضيع التي تخص الحب والزواج وما يشبههما؛ فهي لا ترتضي أبدًا بالقليل..
كانت ترفض الكثيرين وتنأى عنهم، حتى أتى هو؛ فبعثرها!
اليوم خطبتها.. والديها لا يصدقان كيف تم الأمر بتلك السرعة، ولكنهما سعيدين؛ فابنتهما أخيرًا قررت الزواج من أحدهم!
صديقاتها لا يتوقفن عن الاتصال بها منذ الصباح؛ المجنونات يخفن أن تغير رأيها في اللحظة الأخيرة!
استيقظت باكرًا تشعر بالتوتر.. هاتفته، ثم هاتفت شقيقته التي تتعامل معها بجفاء لا تعرف له سببًا.. بعدها نهضت بتثاقل وهي تتذكر- بحزن- أن هدى لن ترافقها اليوم؛ زوجها المصون منعها من الحضور بعد ما حدث في خطبة عشق، والبلهاء انصاعت له!
توجهت للحمام؛ كي تنعم باستحمامًا دافئًا، ثم ارتدت ملابسها بعجالة.. لملمت كل الأغراض التي ستحتاجها للليلة، ثم انطلقت نحو صالون التجميل التي قامت بحجز مكانٍ فيه من قبل؛ كي تستعد لخطبتها على من استطاع أن يحرر قلبها من أسره..
خرجت من منزلها بعد أن ودعت والديها.. وجدت غادة تنتظرها أمام المنزل، وما إن رأتها حتى توجهت لها مسرعة، عانقتها ونطقت بحماس:
-صباح الخير يا عروسة..
بادلتها ندى العناق بدهشة ظهرت في نبرتها وهي تسألها:
-غادة! بتعملي إيه هنا؟
كان من المفترض أن ترافق منار إلى الصالون؛ بصفتها أقدم صديقة والأقرب لها، ولكن وجودها هنا مريب!
-مصطفى قال هيوصل منار؛ فأنا قولت اجيلك نروح سوا بدل ما تروحي لوحدك.
بررت؛ فاومأت الأخرى بلا اقتناع، ثم استقلتا معًا سيارة أجرة؛ لتقلهما لوجهتهما.
في الطريق شردت ندى بعض الشيء؛ هي ستقابله اليوم حتمًا، إما في صالون التجميل برفقة شقيقته، أو ستلتقيه بالمساء في الحفل.
معاملته معها أصبحت تربكها إلى حدٍ كبير؛ لا ينفك عن النظر لها بغموض يبعثرها نوعًا ما، ولكنها لا تظهر له تأثرًا.
والأخرى بجوارها تشرد فيه أيضًا، ولكن على طريقتها الخاصة؛ تفكر أن الليلة ستكون مناسبة للتقرب منه.. سيكون محبطًا وهي ستواسيه.. ستراقصه.. ستهادن قلبه، وتقنعه أن حب الصديقة لا طائل له منه.. ستبدأ الليلة بشن غارات حبها على قلبه المحصن، وستربح..
سألت بنبرةٍ مدروسة غفلت عنها الأخرى:
-مبسوطة يا ندى؟
التفتت لها بدهشة.. تعلم أنها تسألها عن علاقتها بعز، ولكن السؤال باغتها!
هل هي سعيدة؟ بالطبع؛ فهي معجبةٌ به، وتراه الفارس الذي جاء لاختطافها على حصانه، الشخص الوحيد الذي يستحقها.. أو هكذا كانت تظن؛ فالأميرة تعتقده محاربًا شجاعًا، وفارسًا أتى إليها من أرض الأحلام..
ولكنها غفلت عن تتمة القصة.. وتناست أن حقيقتها جاءت مغايرة.. وأنها استحالت إلى كابوس!
نست أن الأميرة لم تصبح بطلة، وانتهى الأمر بها منتحرة؛ لأنها آمنت بوجود الفرسان..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي قصةٍ أخرى كانت حكاية أميرة مغايرة..

للنساء فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن