يمان جا سلم على أبوي وقال ليهو أصبحت كيف يا عمي! أبوي قال ليهو نحمد الله كويس أنت كيف؟، قال ليهو في نعمة الحمد لله .. سكت شوية وبعدها قال ليهو أمبارح وصيتني أجيب ليك معاي الجريدة من الكشك اللي في الناصيه أتفضل هدي ليها، أبوي قال ليهو مشكور يا ولدي ما بتقصر والله ، يمان قال ليهو العفوا ياااخي .. أبوي قال لي فكيني يا بت وخليني أشيل الجريدة منو .. طبعا يالله فكيتو عشان يشيلها وما كنت حابه أزح منو خالص نسبة لي أني ما لابسه توب وقاعده بي جلبابي وخلقتي لا تقابل ومتغطية بي جزء من جلابية أبوي وخايفة يمان يشوفني، في حين أني متاكدة أنو هو جا بس عشان يطمئن علي وعمل الجريدة حجة يجي بيها بيتنا .. أدى أبوي الجريدة وقال لينا طيب يا جماعة أنا أستاذن بعد دا ، أمي قالت ليهو أقعد أشرب معانا الشاي، قال ليها معليش يا خالتي مره تانية ، أبوي قال ليهو أقعد أشربو لاحق شنو أنت؟ وبقى يصر عليهو أنو يقعد وأنا كنت بدعي أنو يمش لاني ما ح أقدر أقعد قدامو بمنظري دا لفترة طويلة، بس إصرارهم الكتير خلاهو يقعد .. أبوي لمن شافني ما راضية أرفع راسي وأزح منو قال لي يعني ناوية تفضلي متكنكشة فيني كدي لمتين؟ سكت ما رديت عليهو، قال لي قومي هو مات وأنتهى وأصلا دا ما واقع دا مجرد خيال يا بتي، برضو ما رديت عليه قال لي شفتي لو ما قمتي هسي أنا ح أدي بسكويتك لي يمان .. من جاب سيرة البسكويت طوالي رفعتا رأسي .. أبوي ضحك وقال لي يمان: تخيل يا ولدي البكاية دي بتبكي عشان البطل القصه البتقرا فيها مات ، يمان قال ليهو أصلهم البنات بقو كدا يا عمي وعاين لي نظام أنا فاهماك بتبكي ليه ، ضيقت ليهو عيوني وقمت بسرعة مشيت لبستا توبي وجيت لقيت أمي كبت لي الشاي ، بقيت بشرب وباكل من ساكت وكل ما أرفع عيني بلقى يمان بعاين لي بي تمعن وكان مركز شديد مع ملامحي وطريقة أكلي .. أبوي قال لي قدمي لي الضيف دا بسكويت على الاقل نحنا خلينا ، مديت لي يمان البسكويت وأنا مكشرة وشي قال لي شكراً ما عايز.. في قلبي قلت ليهو عنك في ستين الف داهيه...
بعد خلصتا من شراب الشاي مشيت غرفتي وقعدت أفكر يا ربي أمشي لي خديجة وأحكي ليها كل حاجة حصلت أمبارح ولا لا؟ أنا بالجد محتاجة أحكي لي زول وهو يسمعني ويساعدني، بس خديجة أخت محمود ما ممكن أمشي وأقول ليها أنو محمود طلع كدا وكدا.. وفي نفس الوقت خديجة بتعتبرني أختها وأنا متاكدة لو حكيت ليها ح توقف جنبي بس كيف ح أقدر أوريها؟ .. أترددت كتتير في أني أمش ليها ولا لا بس في الاخير قلتا علاقتي مع خديجة ما ليها دخل بي علاقتي مع محمود العلاقه البيني أنا وخديجة أكبر من أني أدس عليها شي .. مشيت بيتهم ولقيتها بتحضر في التلفزيون .. قلت ليها خديجة.. أتلفتت تجاهي وقالت لي ميامن أحمد يا هلا، قلت ليها مشغولة؟ قالت لي بري ما عندي شي، قلت ليها عايزة أتكلم معاك في موضوع، قالت لي طوالي حبييبتي وصحي بالمناسبة إنتي أمبارح وقت الجوطة أختفيتي وين فتشتا ليك البيت كلو ما لقيتك؟ .. جيت وبدون مقدمات حضنتها وبقيت أبكي ، أتهجمت من تصرفي وبكاي وقالت لي ميامن؟ قلت ليها خديجة أنا قلبي واجعني شديد، قالت لي بسم الله مالك حبييبتي في شنو؟ .. ما قدرت أرد ليها وفضلت ساكته وببكي .. قالت لي طيب كدي أهدي شوية وكلو ح يتحل يا عمري ، بقت تسكت فيني وتربت على كتفي لحد ما هديت وحكيت ليها أي حاجة حصلت .. أنصدمت شديد من كلامي وبقت ما عارفة تقول لي شنو بس بتعاين لي بي أندهاش ومنططه عيونها .. قلت ليها عارفة أنو ما كان لازم أجي وأقول ليك عن أخوك كلامي دا لكن أنا ما عندي زول أشكي وأحكي ليهو غيرك يا خديجة .. قالت لي كنت ح أضربك كف لو ما كان حكيتي لي وسكتي، ميامن علاقتي بيك أقوى من علاقتي بي محمود أخوي صاح أنصدمت شوية فيهو لكن زول زيو عادي ممكن أتوقع أنو تصرفات زي دي تطلع منو، محمود دا أنا عشت معاهو حياتي كلها وعارفة كيف بتصرف وبفكر وأبدا ما غريبة أنو يعمل كده .. قلت ليها أنا عمري ما فكرتا أنو ممكن يجي يوم وأشوف محمود الامبارح الشفتو ، قالت لي ومنى التافهة ما أتوقعتها بتحب محمود خالص هي الخلعتني أكتر شي، اهاا ياداب عرفت لي كانت بتعيبك وبتتكلم فيك محل ما نتقابل تصبر لي ح أوريها تاني تعاير الناس كيف ، قلت ليها المشكلة الحقيقية هي أني ح أعمل شنو يا خديجة؟ ما بقدر أتكلم وأقول ما دايره محمود عشان أبوي ما يتأذى ، قالت لي يعني ح ترضي تعرسي محمود؟ .. أول ما قالت كده قمتا على حيلي بسرعه وقلت ليها لا طبعا أنا أستحاله أرضى أعرسو ، قالت لي طيب ح تعملي شنو ماف قدامك حل غير دا!، قلت ليها ما عارفة بس أنا ما دايره أعرسو أعرفي أني ح أموت لو هو عرسني .. للحظة أتخيلت نفسي عرستو وقتها غمضت عيوني شديد وقلبي وجعني زياده، بقيت برجع لي ورا وبردد في جملة " أنا لو أموت ما بعرسو الموت أهون لي يا خديجة، أهون لي من أني أعرس واحد زيو " أتلفتا وراي بسرعة وكنت خاته يدي في خشمي ودموعي جارية، بس قبل ما أتلفت زي الناس طقشت زول .. رجعت خطوتين لي ورا وعاينت ليهو لقيتو دا يمان طوالي مسحت دموعي وكسرت نظري منو .. هو كان شايل ملابس في يدو عاين فيني لمسافة طويله بنظرات غريبة ما قدرتا أفسرها لكن تعابير وشو كانت بتوحي أنو هو سمع كل كلامنا .. خديجة قالت ليهو يمان عايز حاجة؟ قال ليها إيوه أنا.. حسيتو أتوتر والكلام راح منو ، بعد مدة تابع كلامو وقال ليها جيت أسالك من الصابون وين لانو عايز أغسل الجلابيه حقتي! قالت ليهو جيبها أنا بغسلها ليك، قال ليها لالا ما عايز أتعبك معاي إنتي بس وريني محل الصابون، قالت ليهو معقوله بس! تعبك راحة جيبها أنا مصره ، شالت الجلابيه منو وقالت لي ح أغسلها وأجيك طيب! اكتفيت بي أني أهز ليها راسي .. خديجة طلعت ويمان كان طالع وراها لكن فجأة عاين تجاهي وقال لي بصراحة ما عارف أقول ليك شنو ما كان قصدي أسمع كلامكم بس للأسف سمعتو وحابب أقول ليك أحسن حاجة تعمليها أنك تواجهي أبوك بي الح.. قاطعتو وقلت ليهو أنت بس لو فضلت بعيد من المشكلة وما أتدخلتا فيها بكون أحسن ، قلت كلامي دا ورجعت بيتنا بدون ما أسمعو....