٣١

2.7K 56 0
                                    

أول ما شفت وشو بقيت بعاين ليهو وأنا مخلوعه ومفزوعه من جيتو، قلت ليهو بي خلعه: ممم.. محمود؟ قال لي أيي محمود مالك منططه عيوناتك كدي؟ ههه أكيد إتخلعتي وقت شوفتيني مش؟ .. قلت ليهو أنن..أنت الجابك هنا شنو؟ قال لي جابني إنتقامي من يا بت اللذين فاكراني ح أخليك تعيشي باقي حياتك مرتاحه كدي؟ والله إلا كان يبقى في أحلامك .. قلت ليهو مجنون أنت صاح ما كفاك العملتو فيني؟ أنا بي سببك فكرت أهرب من بيتنا ونزلت رأس أبوي في الارض وهو لحدي يوم الليله زعلان مني وما راضي يتكلم معاي كلو بي سببك، قال لي هوووي يا بت ما برااك الهربتي من بيتكم مالي أنا! مسكتك من يدك وقلت ليك أهربي؟ قلت ليهو لو ما أنت كنت مصر تتزوجني وتقلب حياتي جحيم أنا ما كان فكرت أهرب من بيتنا وما كان الحصل دا حصل، قال لي كلام فارغ ما ليهو أساسا المهم أنا جاي أقول ليك حاجة ومتاكد إنك لمن تسمعيها ح تتضايقي شديد وطبعا ضيقك دا بيسعدني ف واجب علي أضايقك وأخرب عليك حياتك .. قلت ليهو في شنو كمان لسه ما قولتو وضايقتني بيهو؟ ، قال لي أحمم موضوع بخص راجلك الاسمو يمان دا ، قلت ليهو داير تقول قول من غير لف ودوران ولا أبعد من طريقي وخليني أزفت أمشي من هنا، قال لي تتذكري الارض القلت ليك شالوها عمتي وعمي وختو التهمه فوق أبوك؟ قلت ليهو اهااا ومالا الارض تاني؟ قال لي أنا قبل كم أسبوع إكتشفت حاجة خطيره وقلت لازم أوريك ليها إنتي وراجلك عشان أخرب بينكم المهم يا ستي عارفه الارض دي تطلع حقت منو! قلت ليهو وحقت منو أن شاء الله؟ قال لي أبو يمان راجلك، يعني الاسرة اللي إتشردت في الشارع بسبب أبوك أو بي الاصح سبب أعمامك كانت أسرة وأهل يمان..  أنا لمن قال لي كدا نططت عيوني وإتخلعت شديد وما قدرت إستوعب شي تاني من باقي كلامو، ومن الصدمه رديت ليه بعد مسافه وقلت ليهو شش.. شنوو؟ أنت بتكذب علي صاح؟ أنا عارفه أنت واحد كذاب لا يمكن يكونو ديك أهل يمان هو ما من بلدنا.. قال لي لا من البلد هما أساسا كانو عايشين هناك وأبوه زول مكافح ومريض عندو ضيق في الشرايين وكان عندهم الارض ديك بكسبو منها رزقهم لكن يااهو حصل الحصل وأراضهم إتشالت منهم ظلم وإتشردو وجو هنا الخرطوم عشان يلقو لي بيت ولا حاجة يسكنو فيها وأبوهم يلقى شغل تاني غير الزراعه...
بعد كلامو دا فجأه جا في بالي كلام يمان معاي لمن كنا في البلد وسالتو من أهلو ماتو كيف وصدمتي زادت لما ربطت المواضيع مع بعض وعرفت إنو كلامو صاح .. قال لي أنا قلت ليك الحقيقه وتصدقي ولا لا دي ما مشكلتي المهم عندي إني رسلت رسالة لي يمان ووريتو فيها كل حاجة هو لازم يعرف أنو أبوك كان السبب في إنو أبوهو يموت وهم يتشردو، وكدا بكون إنتقمت منك لانو يمان بعد دا إستحاله يرضى يعيش مع بت الراجل الشردهم وقتل أبوهو بي الجوع والتعب وفي نفس الوقت أبوك زعلان منك وما ح يسامحك لو مهما يحصل وإنتي في الحاله دي ما ح يبقى عندك زول تعيشي معاهو أو تمشي ليهو، كنت عاوز أهددك بي الموضوع دا عشان تكلمي بدر ما يوري أهلنا بي عمايلي لكن تاني قلت لي نفسي أحسن أخرب علاقتك إنتي ويمان عشان تتعذبي وتموتي من القهر ما مهم إذا اهلي عرفو حقيقتي ولا لا المهم عندي إنك ما ح تنبسطي طول ما إنتي عايشه، وحتى ولو وريتي أبوك الحقيقه وقلتي ليهو إنك كنتي مضطره تهربي عشان عمايلي وهو سامحك يمان ما ح يرضى يعيش معاك وحتموتي من حسرة القلب عليهو .. قلت ليهو أنت ما عندك قلب! ما بتحس أنت؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. إكتفى بي أنو يضحك ويرمي كلامو الزي السم دا علي ويفوت..
يخخخ أنا من الصدمه لمن قعدت في أقرب حجرة لقيتو جنب بوابه الجامعه وكنت حاسه نفسي مهبطه بسبب العرفتو ، بعد هديت شويه حتى قدرت أقيف على حيلي وأرجع البيت .. الشارع كلو وأنا بفكر ح أقابل يمان كيف وبي ياتو وش؟ يعني حتى ولو أبوي ما عمل كده في أهلو أعمامي هما العملو يعني أهلي .. وصلت البيت وضربت ليهو لكن هو ما رد علي وكان بفصل الخط في وشي ، قعدت في الكرسي وختيت يديني في راسي وإتنهدت بي تعب وقلت يا رب تفرجها علينا من عندك وألطف بينا، فضلت قاعدة ومنتظره يمان يجي وأنا لسه في حتتي ديك وما قمتا منها حتى ملابسي ما غيرتهم..
يمان جا راجع البيت متاخر ومن شكلو كان باين إنو هو متضايق شديد ، من شفتو طوالي جريت عليه وقلت ليهو يمان كنت وين لي الزمن دا؟ أنا من قبيل منتظراك ولي ما بترد على إتصالاتي؟ .. عاين لي بي برود وقال لي ميامن لو سمحتي ما تساليني عشان ما عايز أقول ليك حاجة تزعلك وحاولي ما تتكلمي معاي حاليا لانو صدقيني ما ح يحصل خيرر انا أخلاقي براها في نخرتي وما حابب أتناقش معاك عشان ما أجرحك بي الكلام وأندمك باقي الليل دا لانك سالتيني .. قلت ليهو لا حب ندمني لانو ما ممكن ما نتناقش وتتعامل معاي عادي كدا وما تبين لي الحقيقه وأنك حاليا ما طايقني عشان عرفت إني بت الراجل الشردكم في الشارع وخلاكم تموتو من الجوع.. سكت وبقى يعاين لي بي إستغراب نظام إنتي الوراك منو إنو أنا عرفت بي الكلام دا .. قلت ليهو ما تستغرب لانو محمود زي ما وراك جاني أنا كمان في الجامعه ووراني، قال لي طيب يا أستاذه طالما عارفه عامله نفسك غبيه ليي وبتساليني ما برد على مكالمات لييه؟ يعني عايزاني أقولها ليك وبي الخط العريض إني ما طايق أتكلم معاك! قلت ليهو على ما أعتقد أنك عارف أنو أبوي ما ليهو دخل وأعمامي هما السبب، قال لي برااك قلتيها أعمامك، بعدين أبوك دا زاااتو ما معروف أحتمال يكون مشارك معاهم في الجريمه معقوله يسرقو أرض ناس ويزورو أوراقها ويخلو أسرة كامله تحوم في الشارع نص الليل ويموتو من الجوع وهو ما يعرف؟ طيب كان بعمل في شنو وقتها وهو ما شايف شغلو زي الناس وما شايف اللعب الكان بحصل؟ أكيد كان عارف وشارك معاهم كمان .. طبعا انا لمن جاب سيرة أبوي ما قدرت أستحمل وقلت ليهو يمان أحترم نفسك وبطل تتكلم عن أبوي بالطريقه دي.. قال لي شوفتي مجرد كلام ساااي عن أبوك ما قدرتي تستحملي فما بالك انا اللي أبوي مات وهو قلبو محروق لانو التعب التعبو كلو عشان يحافظ على الارض دي ضاع بي سبب أبوك وأخوانو السرقوها بكل دم بارد وما خلو ليهو ولا فكرني في يدو حتى بيتو ما رحمو فيهو، طيب وأمي الماتت من صدمتها على أبوي؟ وريني أنا لي ما أتكلم عن أبوك وأخوانو بالطريقه دي وهما حرموني من أهم شخصين كانو في حياتي؟ .. كان بتكلم معاي بي عصبيه شديده ولو عليهو يضربني كف بي أقوى ما عندو وبالجد كان باين أنو هو ما طايقني عشان كده ما كان عايز النقاش بينا يطول لانو بتكلم معاي بي أخر نفس عندو .. قلت ليهو يمان أنا ما بقول ليك ما تزعل وما تطيقني لانو دا من حقك أنت ما بسهوله بتقدر تتجاوز حتة أنو مرتك في نفرين من أهلها شردوكم بس كمان راعي لي حتة إني ما عندي ذنب في الحصل حتى ولو أهلي كانو السبب .. قال لي في النهايه هما أبوك وأخوانو ودمهم واحد يعني جاري فيك إنتي كمان، قلت ليهو يمان ما تغلط في الكلام ، إتجاهلني وقال لي بي عدم أهتمام: ممكن يا ست الحسن تقفلي السيره دي وتخليني أمش وأنوم؟ ، وقتها عاينت ليهو بي حيره وكنت مستغربه ومتعجبه من كمية البرود اللي هو فيهو .. ما إنتظرني أرد حتى وطوالي أتحرك على الغرفه، وقفت في مكاني داك كم دقيقه وبعدها لحقتو في الغرفه، لقيتو راقد في السرير وخاتي يدو في راسو وبعاين لي السقف وفي دموع في عيونو بحاول يمسك فيها عشان ما تنزل .. تقريبا فهمت إنو هو ما فيهو حيل عشان يتناقش بيهو معاي وكانو طاقتو خلاص خلصت .. جيت رقدت جنبو طوالي هو قبل على الاتجاه التاني وعمل نفسو نايم، بقيت بعاين ليهو وأنا دموعي جاريين على خدي.. وبالعافيه قدرت أغمض عيوني وأنوم...

إليك أنتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن