قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (٢) .
« وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غُفر له » (١) .وقد أورد ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة هذا الحديث ثمّ قال : « ووجه تشبيههم بالسّفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفّر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان.
ووجه تشبيههم بباب حطّة، أنّ الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا، أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة، وجعل لهذه الأمّة مودّة أهل البيت سبباً لهم » (١) .
ويا ليتني أسأل ابن حجر هل كان من الذين ركبوا السفينة، ودخلوا الباب وأخذوا بهدي العلماء، أم أنّه من الذين يقولون ما لا يفعلون ويخالفون ما يعتقدون؟! وكثيرون هم أولئك الجهلة الذين عندما أسألهم واحتجّ عليهم يقولون لي : نحن أولى بأهل البيت وبالإمام عليّ من غيرنا، نحن نحترم أهل البيت ونقدّرهم، وليس هناك من ينكر فضلهم وفضائلهم!
نعم، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، أو أنّهم يحترمونهم ويقدّرونهم ولكن يقتدون ويقلّدون أعداءهم ومن قاتلهم وخالفهم، أو أنهم في أغلب الأحيان لا يعرفون من هم أهل البيت، وإذا سألتهم : من هم أهل البيت؟ يجيبون على الفور : هم نساء النبي اللاّتي أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً.
وقد كشف لي أحدهم عن هذا اللّغز عندما سألته وأجابني قائلا : أهل السنّة والجماعة كلّهم يقتدون بأهل البيت.
وتعجّبت وقلت : كيف ذلك؟
فقال : قال رسول الله : « خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء » (٢) يعني عائشة، فنحن أخذنا نصف الدين عن أهل البيت!!
وعلى هذا الأساس يفهم كلامهم حول احترام وتقدير أهل البيت، أمّا إذا سألتهم عن الأئمّة الاثني عشر فلا يعرفون منهم غير علي والحسن والحسين، مع أنّهم لا يقولون بإمامة الحسنين، وهم يحترمون معاوية بن أبي سفيان الذي دسّ السم للحسن فقتله ويسموّنه « كاتب الوحي » وعمرو بن العاص كاحترامهم الإمام علي (عليه السلام)!!
إنّه التناقض والخلط والتّلبيس، تلبيس الحقّ بالباطل، وتغليف الضياء بالظّلام، وإلاّ كيف يجتمع في قلب المؤمن حبّ الله والشيطان، قال الله في كتابه المجيد : ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (١) .
وقال أيضاً عزّ من قائل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾ (٢) .
أنت تقرأ
ثم اهتديت
Fiction généraleيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع