عبد القادر الجيلاني(1) وموسى الكاظم عليه السلام(2)___📚
1- الشيخ عبد القادر الجيلاني: ترجمه غير واحد، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣٠: ٤٣٩: «الشيخ عبد القادر: الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة، شيخ الإسلام، علم الأولياء محيي الدين، أبو محمّد، عبد القادر بن أبي صالح بن عبد اللّه بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي، شيخ بغداد.
مولده بجيلان في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وقدم بغداد شاباً، فتفقّه على أبي سعيد المخرمي، وسمع من: أبي غالب الباقلاني، وأحمد بن المظفر بن سوس، وأبي القاسم بن بيان، وجعفر بن أحمد السرّاج، وأبي سعد بن خشيش وأبي طالب اليوسفي، وطائفة.
حدّث عنه: السمعاني، وعمر بن علي القرشي، والحافظ عبد الغني، والشيخ موفق الدين بن قدامة.
قال السمعاني: كان عبد القادر من أهل جيلان، إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح ديّن خيّر، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة، تفقّه على المخرمي، وصحب الشيخ حماد الدباس، وكان يسكن بباب الأزج في مدرسة بنيت له، مضينا لزيارته، فخرج وقعد بين أصحابه، وختموا القرآن، فالقى درساً ما فهمت منه شيئاً.
وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وأعادوا الدرس، فلعلهم فهموا لا لفهم بكلامه وعبارته.
قال ابن الجوزي: كان أبو سعيد المخرمي قد بنى مدرسة لطيفة بباب الأزج، ففوّضت إلى عبد القادر، وكان له سمت وصمت، وضاقت المدرسة بالناس، فكان يجلس عند سور بغداد مستنداً إلى الرباط ويتوب عنده في المجلس خلق كثير، فعمرت المدرسة، ووسّعت، وتعصّب في ذلك العوام، وأقام فيها يدرّس ويعظ إلى أن توفي..».
ثُمّ أخذ ينقل كرامات عبد القادر الجيلاني فقال: «... سمعت أبا البقاء النحوي قال: حضرت مجلس الشيخ عبد القادر، فقرؤا بين يديه بالألحان، فقلت في نفسي: ترى لأي شيء ما ينكر الشيخ هذا؟
فقال: يجيء واحد قد قرأ أبواباً من الفقه ينكر.
فقلت في نفسي: لعل أنّه قصد غيري!
فقال: إياك نعني بالقول، فتبت في نفسي من اعتراضي.
فقال: قد قبل اللّه توبتك!
وسمعت الإمام أبا العبّاس أحمد بن عبد الحليم، سمعت الشيخ عز الدين الفاروثي، سمعت شيخنا شهاب الدين السهروردي يقول: عزمت على الاشتغال بأصول الدين، فقلت في نفسي: استشير الشيخ عبد القادر، فأتيته، فقال قبل أن أنطق: يا عمر، ما هو من عدّة القبر، يا عمر، ما هو من عدّة القبر.
قال شيخنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمّد: سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد السّلام الفقيه الشافعي يقول: ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلاّ للشيخ عبد القادر.
فقيل له: هذا مع اعتقاده، فكيف هذا؟
فقال: لازم المذهب ليس بمذهب.
قال ابن النجار: كتب إليّ عبد اللّه بن أبي الحسن الجبائي قال: قال لي الشيخ عبد القادر: كنت في الصحراء أكرر في الفقه وأنا في فاقة، فقال لي قائل لم أرَ شخصه: اقترض ما تستعين به على طلب الفقه.
فقلت: كيف اقترض وأنا فقير ولا وفاء لي؟
قال: اقترض وعلينا الوفاء.
فأتيت بقالاً فقلت: تعاملني بشرط إذا سهل اللّه أعطيتك وإن متّ تجعلني في حلّ، تعطيني كُلّ يوم رغيفاً ورشاداً. فبكى وقال: أنا بحكمك.
فأخذت منه مدّة، فضاق صدري، فأظن أنّه قال: فقيل لي: امض إلى موضع كذا، فأي شيء رأيت على الدكة فخذه وادفعه للبقال، فلمّا جئت رأيت قطعة ذهب كبيرة، فأعطيتها البقلي.
ولحقني الجنون مرّة، وحملت إلى المارستان، فطرقتني الأحوال حتّى حسبوا أني ميّت، وجاؤوا بالكفن، وجعلوني على المغتسل، ثُمّ سرى عني، وقمت، ثمّ وقع في نفسي أن أخرج من بغداد لكثرة الفتن، فخرجت إلى باب الحلة، فقال لي قائل: إلى أين تمشي؟ ودفعني دفعة خررت منها.
وقال: ارجع فإنّ للناس فيك منفعة.
قلت: أريد سلامة ديني.
قال: لك ذاك ـ ولم أرَ شخصه ـ ثُمّ بعد ذلك طرقتني الأحوال فكنت أتمنى من يكشفها لي، فاجتزت بالظرفية، ففتح رجل داره، وقال: يا عبد القادر، أيش طلبت البارحة، فنسيت، فسكت فاغتاظ، ودفع الباب في وجهي دفعة عظيمة، فلما مشينا ذكرت، فرجعت أطلب الباب، فلم أجده، قال: وكان حماداً الدّباس، ثُمّ عرفته بعد، وكشف لي جميع ما كان يشكل عليّ.
ثُمّ بعد مدّة قدم رجل من همذان يقال له: يوسف الهمذاني، وكان يقال: إنّه القطب، ونزل في رباط، فمشيت إليه، فلم أره.
وقيل لي: هو في السرداب، فنزلت إليه، فلمّا رآني قام واجلسني، ففرشني، وذكر لي جميع أحوالي، وحل لي المشكل علي..».
وارجع إلى ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة ٣: ٢٩٠.
والملاحظ أنّ الحنابلة المتأخرين يتّهمون غيرهم بالغلو في أوليائه وصالحية، بينما إذا رجعنا إليهم نجدهم أشدّ مغالاة في شيوخهم وصالحيهم من غيرهم، فهم يغالون في أبى بكر وعمر وعثمان وعائشة، وكذلك يغالون في علمائهم كعبد القادر وابن تيميّة وغيرهم لأنّهم من الحنابلة، ويطرونهم أيّما إطرأ، ويسِمونهم بهالة عظيمة تعجب إذا رأيتها، لانّهم محسوبين على الحنابلة، ومع ذلك كُلّه ينكرون على غيرهم إذا ذكر مناقب أئمّته أو صالحية ويتّهموهم بالغلو والإفراط.. وهذه سمتهم دائماً، يكيلون بمكيالين، ويزنون الأُمور بميزانين، ولا تعجب من مغالاتهم، فقد ذكر علماءهم أنّ الذي ليس بحنبلي فليس بمسلم ـ تذكرة الحفاظ ٣: ١١٨٦، تاريخ الإسلام للذهبي ٢٩: ٣٠٤ وغيرها من المصادر ـ وعليه يجوز لهم الكلام على غيرهم لأنّهم خارجين عن ملّة الإسلام، فإذا فسّقوهم ورموهم بالغلو فهذا نعمة كبرى؛ لأنهّم يكفّرون غيرهم، فهم كفرة بنظرهم.
أنت تقرأ
ثم اهتديت
Fiksi Umumيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع