اولاًً رأي القرآن في الصحابة

121 11 1
                                    

👨🏻قبل كلّ شيء لابدّ لي أن أذكر بأنّ اللّه‏ سبحانه وتعالى قد مدح في كتابه العزيز في العديد من المواقع صحابة رسول اللّه‏ الذين أحبّوا الرسول واتّبعوه، وأطاعوه في غير مطمع وفي غير معارضة ولا استعلاء ولا استكبار، بل ابتغاء مرضاة اللّه‏ ورسوله، أولئك رضي اللّه‏ عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربّه.

وهذا القسم من الصحابة الذين عرف المسلمون قدرهم من خلال مواقفهم وأفعالهم معه (صلي الله عليه و آله وسلم)، فأحبّوهم وأجلّوهم وعظّموا قدرهم، وترضّوا عنهم كلّما ذكروهم.

وبحثي لا يتعلّق بهذا القسم من الصحابة الذين هم محطّ الاحترام والتقدير من السنّة والشيعة.

كما لا يتعلق بالقسم الذي اشتهر بالنّفاق، والذين هم معرّضون للعن المسلمين جميعا من السنّة والشيعة.

ولكن بحثي يتعلّق بهذا القسم من الصحابة الذين اختلف فيهم المسلمون، ونزل القرآن بتوبيخهم وتهديدهم في بعض المواقع، والذين حذّرهم رسول اللّه‏ (صلي الله عليه و آله وسلم) في العديد من المناسبات، أو حذّر منهم.

نعم، الخلاف القائم بين الشيعة والسنّة هو في هذا القسم من الصحابة، إذ إنّ الشيعة ينتقدون أقوالهم وأفعالهم ويشكّون في عدالتهم، بينما يحترمهم أهل السنّة

والجماعة رغم كلّ ما ثبت عنهم من مخالفات.

وبحثي إنّما يتعلّق بهؤلاء ـ هذا القسم من الصحابة ـ حتّى أتمكّن من خلاله للوصول إلى الحقيقة أو بعض الحقيقة.

أقول هذا حتّى لا يتوهّم أحد أنّي أغفلت الآيات التي تمدح أصحاب رسول اللّه‏، وأبرزت الآيات القادحة فقط، بل إنّي خلال البحث اكتشفت أنّ هناك آيات مادحة تتضمّن في طيها قدحا أو بالعكس.

وسوف لن أكلّف نفسي جهدا كبيرا كما فعلت ذلك خلال السنوات الثلاث للبحث، بل سأكتفي بذكر بعض الآيات كأمثلة، كما جرت العادة وذلك للاختصار، وعلى الذين يريدون التوسّع أن يتكبّدوا عناء البحث والتنقيب والمقارنة كما فعلت، لتكون هدايتهم بعرق الجبين وعصارة الفكر، كما يطلبه اللّه‏ من كُلّ واحد، وما يتطلّبه الوجدان لقناعة راسخة لا تزحزحها الرّياح والعواصف، ومن المعلوم بالضرورة أنّ الهداية التي تكون عن قناعة نفسية أفضل بكثير من التي تكون بمؤثّرات خارجية، قال تعالى يمدح نبيّه : ﴿وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى﴾(1)، أي : وجدك تبحث عن الحقّ فهداك إليه، وقال ـ أيضا ـ : ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾(2).

١ ـ آية الانقلاب :

قال تعالى في كتابه العزيز : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّه‏َ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّه‏ُ الشَّاكِرِينَ﴾(3) صدق اللّه‏ العظيم.👨🏻

ثم اهتديت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن