👨وصلت إلى جدّة، والتقيت بصديقي البشير الذي فرح بقدومي وأنزلني في بيته، وأكرمني غاية الإكرام، وكان يقضي أوقات فراغه معي في النزهة والمزارات بسيّارته، وذهبنا للعمرة معا، وعشنا أيّاما كُلّها عبادة وتقوى.
واعتذرت له عن تأخري لبقائي في العراق، وحكيت له عن اكتشافي الجديد أو الفتح الجديد، وكان متفتحا ومطلعا فقال : فعلاً أنا أسمع أنّ فيهم بعض العلماء الكبار وعندهم ما يقولون، ولكنّ عندهم فرقا كثيرة كافرة منحرفة يخلقون لنا مشاكل متعدّدة في كلّ موسم للحجّ.
سألته ما هي هذه المشاكل التي يخلقونها؟
أجاب : إنّهم يصلّون حول القبور، يدخلون البقيع جماعات فيبكون وينوحون، ويحملون في جيوبهم قطعا من الحجارة يسجدون عليها، وإذا ذهبوا إلى قبر سيّدنا الحمزة في أُحد فهناك يقيمون جنازة بلطم وعويل، وكأنّ الحمزة مات في ذلك الحين، ومن أجل كلّ ذلك منعتهم الحكومة السعودية من الدخول إلى المزارات.
ابتسمت، وقلت له : ألهذا تحكم عليهم بأنهم منحرفون عن الإسلام؟
قال : هذا وغيره، إنّهم يأتون لزيارة النبيّ، ولكنّهم في نفس الوقت يقفون على قبر أبي بكر وعمر ويسبّونهم ويلعنونهم، ومنهم من يلقي على قبر أبي بكر وقبر عمر القذارات والنجاسات.
وذكرني هذا القول بالرواية التي سمعتها من والدي غداة رجع من الحجّ، ولكنّه قال بأنّهم يلقون القذارات على قبر النبيّ، ولا شكّ بأنّ والدي لم يشاهد ذلك بعينيه لأنّه قال : شاهدنا جنودا من الجيش السعودي يضربون بعض الحجّاج بالعصى، ولمّا استنكرنا عليهم إهانتهم لحجّاج بيت اللّه الحرام! أجابونا بأنّ هؤلاء ليسوا من المسلمين، فهم من الشيعة جاؤوا بالقذارات ليلقوها على قبر النبي، قال والدي : عند ذلك لعنّاهم وبصقنا عليهم.وها أنا الآن أسمع من صديقي السعودي المولود في المدينة المنوّرة بأنّهم يأتون لزيارة قبر النبي، ولكنهم يلقون النجاسات على قبر أبي بكر وعمر، وشككت في صحّة الرّوايتين، لأنّي حججت ورأيت أنّ الحجرة المباركة التي يوجد فيها ضريح النبي وأبي بكر وعمر مغلقة، ولا يمكن لأيّ شخص أن يقترب منها للتمسّح على بابها أو شباكها، فضلاً على أن يلقي فيها أشياء :
أولاً : لعدم وجود فجوات،
وثانيا : لوجود حراسة مشدّدة من الجنود الغلاظ الذين يتداولون على الرّقابة والحراسة أمام كلّ باب، وفي أيديهم سياط يضربون بها كلّ من يقترب أو يحاول أن ينظر داخل الحجرة.
والغالب على الظن أنّ بعض الجنود من السعودية وهم يكفّرون الشيعة، رماهم بهذه التهمة ليبرّر ضربه لهم، وحتّى يستفز المسلمين لمقاتلتهم أو على الأقل ليسكتوا على إهانتهم، ويروّجوا إذا رجعوا إلى بلدانهم أنّ الشيعة يبغضون رسول اللّه ويلقون على قبره النجاسات، وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد.
أنت تقرأ
ثم اهتديت
Ficção Geralيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع