👨بقيت في بيت صديقي ثلاثة3️⃣ أيّام، استرحت خلالها وفكّرت مليّا فيما سمعته من هؤلاء الذين اكتشفتهم وكأنّهم كانوا يعيشون على سطح القمر، فلماذا لم يحدّثنا أحدٌ عنهم إلاّ بما هو مزرٍ ومشين.
لماذا أنا أكرههم وأحقد عليهم دون أن أعرفهم، لعلّ ذلك ناتج من الإشاعات التي نسمعها عنهم من أنّهم يعبدون عليّا، وأنّهم ينزّلون أئمّتهم منزلة الآلهة، وأنّهم يقولون بالحلول، وأنّهم يسجدون للحجر من دون اللّه، وأنّهم ـ كما حدّثنا أبي بعد رجوعه من الحجّ ـ يأتون إلى قبر الرسول ليلقون فيه القذارات والنجاسات، وقد مسكهم السعوديون وحكموا عليهم بالإعدام وأنّهم.. وأنّهم.. حدّث ولا حرج.
كيف يسمع المسلمون بهذا ولا يحقدون على هؤلاء الشيعة ولا يبغضونهم، بل كيف لا يقاتلونهم؟!
ولكن كيف أصدّق هذه الاشاعات، وقد رأيت بعينيّ ما رأيت، وسمعت بأذنيّ ما سمعت، وها قد مضى على وجودي بينهم أكثر من أسبوع، ولم أر منهم ولم أسمع إلاّ الكلام المنطقي الذي يدخل العقول بدون استئذان.
بل قد استهوتني عباداتهم وصلاتهم ودعاؤهم وأخلاقهم واحترامهم لعلمائهم حتّى تمنّيت أن أكون مثلهم، وبقيت أتسأل : هل حقّا أنّهم يكرهون رسول اللّه! وكلّما ذكرته وكثيرا ما أذكره لاختبارهم فيصيحون بكُلّ جوارحهم « اللّهم
صلّ على محمّد وعلى آل محمّد »، وظننت أنّهم ينافقون، ولكن زال هذا الظن بعد ما تصفّحت كتبهم التي قرأت شيئا منها، فوجدت احتراما وتقديسا وتنزيها لشخص الرسول لم أعهده في كتبنا.
فهم يقولون بعصمته (صلي الله عليه و آله وسلم) في كلّ شيء قبل البعثة وبعدها، بينما نقول نحن أهل السنّة والجماعة بأنّه معصوم في تبليغ القرآن فقط، وما عدا ذلك فهو بشر يخطئ كغيره، وكثيرا ما نستدلّ على ذلك بخطئه (صلي الله عليه و آله وسلم)وتصويب بعض الصحابة رأيهُ، ولنا في ذلك أمثلة متعدّدة، بينما يرفض الشيعة أن يكون رسول اللّه يخطئ ويصيب غيره، فكيف أصدق بعد هذا أنّهم يكرهون رسول اللّه.. كيف؟!
وتحدّثت يوما مع صديقي ورجوته وأقسمت عليه أن يجيبني بصراحة، وكان الحوار التالي :
أنتم تنزّلون عليّا رضي اللّه عنه وكرّم اللّه وجهه منزلة الأنبياء، لأنّي ما سمعت أحدا منكم يذكره إلاّ ويقول : عليه السلام.
ـ فعلاً نحن عندما نذكر أمير المؤمنين أو أحد الأئمّة من بنيه نقول : عليه السلام، فهذا لا يعني أنّهم أنبياء، ولكنهم ذريّة الرسول وعترته الذين أمرنا اللّه بالصّلاة عليهم في محكم تنزيله، وعلى هذا يجوز أن نقول : عليهم الصلاة والسّلام أيضا.
أنت تقرأ
ثم اهتديت
General Fictionيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع