👨اتجهت بصحبة السيّد أبي شبّر إلى بيت السيّد محمّد باقر الصدر،
وفي الطريق كان يلاطفني ويعطيني بسطة عن العلماء المشهورين وعن التقليد وغير ذلك، ودخلنا على السيّد محمّد باقر الصدر في بيته، وكان مليئا بطلبة العلوم، وأغلبهم من الشباب المعمّمين، وقام السيّد يسلّم علينا، وقدّموني إليه فرحّب بي كثيرا، وأجلسني بجانبه وأخذ يسألني عن تونس والجزائر وعن بعض العلماء المشهورين أمثال الخضر حسين، والطاهر بن عاشور وغيرهم، وأنست بحديثه. ورغم الهيبة التي تعلوه والاحترام الذي يحوطه به جلساؤه وجدت نفسي غير محرج، وكأنّي أعرفه من قبل.واستفدت من تلك الجلسة إذ كنت أسمع أسئلة الطلبة وأجوبة السيّد عليها، وعرفت وقتها قيمة تقليد العلماء الأحياء الذين يجيبون عن كلّ الإشكالات مباشرة وبكُلّ وضوح.
وتيقّنت ـ أيضا ـ من أنّ الشيعة مسلمون يعبدون اللّه وحده، ويؤمنون برسالة نبينا محمّد (صلي الله عليه و آله وسلم)، إذ كان بعض الشكّ يراودني، والشيطان يوسوس لي بأنّ ما شاهدته من قبل هو تمثيل،
وربما يكون ما يسمّونه بالتقية، أي إنّهم يُظهرون ما لا يعتقدون، ولكن سرعان ما يزول الشك وتضمحلّ تلك الوساوس إذ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يتّفق كُلّ من رأيتهم وسمعتهم ـ وهم مئات ـ على هذا التمثيل، ثُمّ لماذا هذا التمثيل؟ ومن هو أنا، وما يهمهم من أمري حتّى يستعملوا معي هذه التقية؟!
ثُمّ هذه كتبهم القديمة التي كتبت منذ قرون، والحديثة التي طبعت منذ شهور، وكلّها توحّد اللّه وتثني على رسوله محمّد كما قرأت ذلك في مقدماتها، وها أنا الآن في بيت السيّد محمّد باقر الصدر المرجع المشهور في العراق وفي خارج العراق، وكلّما ذكر اسم محمّد صاح الجميع في صوت واحد : اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد.وجاء وقت الصّلاة وخرجنا إلى المسجد، وكان بجوار البيت، وصلّى بنا السيّد محمّد باقر الصدر صلاة الظهر والعصر، وأحسست بأنّي أعيش وسط الصحابة الكرام، فقد تخلّل الصلاتين دعاء رهيب من أحد المصلّين، وكان له صوت شجي ساحر، وبعدما أنهى الدعاء صاح الجميع : اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، وكان الدعاء كُلّه ثناءً وتمجيدا على اللّه جلّ جلاله، ثُمّ على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
وجلس السيّد في المحراب بعد الصلاة، وأخذ بعضهم يسلّمون عليه ويسألونه سرّا وعلانية، وكان يجيب سرّا عن بعض الأسئلة التي تتطلّب الكتمان، فهمت بأنّها تتعلّق بشؤون خاصّة، وكان السائل إذا حصل على الجواب يقبّل يده وينصرف.
هنيئا لهم بهذا العالم الجليل الذي يحلّ مشاكلهم ويعيش همومهم.
رجعنا بصحبة السيّد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما أنساني أهلي وعشيرتي، وأحسست بأنّي لو بقيت معه شهرا واحدا لتشيّعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته، فلم أنظر إليه إلاّ وابتسم في وجهي وابتدرني بالكلام، وسألني هل ينقصني شيء.
أنت تقرأ
ثم اهتديت
قصص عامةيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع