👨🏻ومجمل القصّة : إنّ الصحابة كانوا مجتمعين في بيت رسول اللّه قبل وفاته بثلاثة أيّام، فأمرهم أنّ يحضروا له الكتف والدواة ليكتب لهم كتابا يعصمهم من الضلالة، ولكنّ الصحابة اختلفوا، ومنهم من عصى أمره واتّهمه بالهجر، فغضب رسول اللّه وأخرجهم من بيته دون أن يكتب لهم شيئا، وإليك شيئا من التفصيل :
قال ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتدّ برسول اللّه وجعه، فقال : هلمّ أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر : إنّ النبي قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه، فاختلف أهل البيت واختصموا، منهم من يقول :
قرّبوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول : ما قال عمر.
فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول اللّه (صلي الله عليه و آله وسلم) : قوموا عنّي، فكان ابن عبّاس يقول : إنّ الرزية كلّ الرّزية ما حال بين رسول اللّه وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم(1).👨🏻
__________________________________
📚1- أما قول عمر: «غلبه الوجع، حسبنا كتاب اللّه» تجده في صحيح البخاري كتاب المرضى باب ١٧، كتاب العلم باب ٣٩، صحيح مسلم كتاب الوصية باب ٥، مسند أحمد ١: ٣٢٥، ٣٣٦، المصنّف لعبدالرزاق ٥: ٤٣٩، السنن الكبرى للنسائي ٣: ٤٣٣، ٤: ٣٦٠، صحيح ابن حبّان ١٤: ٥٦٢، الملل والنحل للشهرستاني ١: ٢٢، شرح النهج لابن أبي الحديد ٢: ٥٥، البداية والنهاية لابن كثير ٥: ٢٤٧، دلائل النبوة للبيهقي ٧: ١٨١ ـ ١٨٣، الطبقات لابن سعد ٢: ٢٤٤، الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي: ٧٩٤.
أما بالنسبة إلى قولهم: «ما شأنه أهجر، استفهموه، يهجر، ليهجر» فانظر: صحيح البخاري ٤: ٦٦، ٥: ١٣٧، صحيح مسلم ٥: ٧٥، المصنّف لعبد الرزاق ٦: ٥٧، ١٠: ٣٦١، مسند الحميدي ١: ٢٤٢، مسند أحمد ١: ٢٢٢، السنن الكبرى للنسائي ٣: ٤٣٤، الطبقات لابن سعد ٢: ٢٤٢ ـ ٢٤٣، البداية والنهاية لابن كثير ٥: ٢٤٧، الشفا للقاضي عياض ٢: ١٩٢، المعجم الكبير للطبراني ١١: ٣٥٢، تاريخ ابن خلدون ق٢ ج٢: ٦٢، شرح النهج لابن أبي الحديد ١٣: ٣١، الكامل لابن الأثير ٢: ٣٢٠، تاريخ الطبري ٢: ٤٣٦.
قال ابن الأثير في تعيين القائل «ما شأنه أهجر» في كتابه النهاية في غريب الحديث ٥: ٢٤٥ وكذلك أورد كلامه ابن منظور في لسان العرب ٥: ٢٥٤، قال: «ومنه حديث مرض النبي (صلي الله عليه و آله وسلم) «قالوا: ما شأنه أهجر» أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي هل تغيّر كلامه واختلط لأجل مّا به من مرض؟ وهذا أحسن ما يقال فيه، ولا يجعل إخبارا فيكون أما من الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك»، وانظر أيضا منهاج السنة ٦: ٢٤، ٣١٥.
وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ٦٥ «فقال عمر: دعوا الرجل فإنّه ليهجر»، وفي السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري كما عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٦: ٥١: «فقال عمر كلمة معناها أنّ الوجع قد غلب على رسول اللّه (صلي الله عليه و آله وسلم)، ثمّ قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه».📚
__________________________________
أنت تقرأ
ثم اهتديت
Fiksi Umumيتكلم هذا الكتاب عن حياة دكتور محمد التيجاني السماوي ورحلته الى التشيع و اكتشافه الحقائق بكتابته لهذه الكتاب قد بين تفكيره و السبب الذي جعله يتشيع