((البارت الأول))
كانت جالسة في مكتبها تصغي الى الاغنية المفضلة لها "كاتيوشا " عبر خيوط اخرجتها من هاتفها المحمول عالي التقنية ،عندما وقف زميلها في العمل اياد امامها ،لم تره كانت مغمضة العينين وتحرك اصابعها مع الاغنية على الطاولة ،ناداها مرتين قبل ان يقطع عنها الصوت بسحب الخيوط من اذنيها ،رفعت راسها بانزعاج وقالت "ماذا مهمة جديدة ؟"قال لها "هلا توقفتي عن هذه التصرفات" ،زاد انزعاجه وهو يسمع اصوات الاغنية تاتيه منخفضة الصوت ،وقال "لا عجب بهذا المعدل لن تسمعي الانفجار امامك " نزعت منه الخيوط ووقفت وقالت "ما شانك ماذا تريد ؟" قالت زهية التى كانت تراقب ما يحدث من مكتبها "عليك ان تعامليه بلطف فهو من يحل كل القضايا التى توكل اليكما " نظرت الى زهية ورمتها بنظرة اسكتتها ، وعادت تنظر الى اياد "لا تنسى اني اساعدك في التقارير "رد "اجل هذا ما تفلحين فيه الثرثرة والكتابة ،على كل حال لست من يريدك بل الرئيس "خفق قلبها واصفر وجهها ،انه لم يستدعها ليهنئها ،فشلها كضابط شرطة ليس خاف عن احد في المركز ،قالت له "حسن اياد ساذهب " وكبحت سؤالا كانت تود طرحه ،انهما شريكان لما لم يستدعه هو الاخر ،دخلت منكسة الراس في انتظار هجومه عليها ،لكنه اقفل خط الهاتف وقال بصوت عادي "تقدمي هبة " ،كانت هبة تلميذته ،ولانه لاحظ فشلها التام وحاجتها الماسة للوظيفة عينها في مركزه كان يحبها كابنة لم يحظ بها يوما ،فلم يكن له اولاد ،لكنه لم يسمح ان تظهر مشاعره للعلن ،كان يحيطها بعنايته التامة وعين اياد افضل شرطي في المركز كشريك معها في القضايا التى تكلف بها ،وقفت هبة امامه وقالت "سيدي " قال "اجلسي " جلست باتزان ،ورفعت راسها له وقالت "تفضل سيدي " ،حمل تقرير كان على المكتب " كان اداء اياد ممتازا في المهمة الاخيرة " ردت "يمكنك ان تلاحظ ادائي ايضا " ابتسم وقال "اداؤك ايضا لاباس به في تحرير التقارير " عضت شفتها بانزعاج ،انه لا يعترف بمجهودها ،عادت بذكرياتها الى المهمة لم تفعل شيءا يذكر بل كانت عبءا على اياد الذي كاد ان يفشل في القبض على لص البنوك المحترف بسببها ،فكرت هل يريد فصلي ،انتظرت ما سيقول بقلق واضحا ،فقال "عليك ان تعترفي ان لا تصلحين للعمل كشرطية "سالته "ماذا يعني هذا ؟" رد "لديك وجه بريء وملفت تصلحين للعمل كسكرتيرة اكثر من شرطية تحل الجرائم وتقبض على المجرمين " سالته بقلق اكبر "ماذا يعني هذا ؟" وقف ودار حول المكتب الى خزانة الملفات على يمين هبة وقال "جابر سرار " اخرج ملفا ضخما وتابع القول "اكبر مستورد للمخدرات في البلاد ،فشل الضابط علاء المكلف بالمهمة في الوصول الى ادلة تدينه ،كل ما استفدت منه هو انه بحاجة الى سكرتيرة لان سكرتيرته تزوجت وسافرت " وضع الملف الضخم امام هبة وقال "هذه هي مهمتك العمل كسكرتيرة للوصول الى ادلة تدينه " ردت "لكن سيدي " رد "انها المهمة الاولى التى تلكفين بها بدون شريكك اياد " ردت "لكن لماذا انا "رد "صحيح ان زهية بارعة في عملها اكثر منك بكثير لكنها لا تصلح كسكرتيرة انت شابة وجميلة انا متاكد انه لن يفكر مرتين في قبولك ،مع الملف الذي ساعطيه لك "سكتت كان الامر قد قرر حملت الملف وقالت "ماذا علي ان افعل الان ؟" رد ستدرسين الملف امامك جيدا ،غدا ستكون اوراقك والتوصيات جاهزة مع هويتك الجديدة " اخافتها كل هذه التعقيدات ،تابع الرئيس " لاتقلقي سنكون معك في كل خطوة ،ان جابر رجل ناهز الستين وهو ليس من النوع الذي يركض خلف الفتيات والنساء " اراحتها كلمات رئيسها الاخيرة ،غادرت هبة المكتب وعادت لمكتبها وضعت الملف عليه وتنهدت وجلست على الكرسي ،سالتها زهية "ما الامر مهمة جديدة "نظرت الى زهية ثم الى اياد الذي بدا فضوليا ،وقالت "انها مهمة لي فقط " تفاجا اياد وقال "ماذا ؟ هل جن الرئيس كي يمنحك مهمة لوحدك "قطبت حاجبيها وقالت "هذا اعتراف منه بقدراتي " انفجرت زهية ضاحكة ،بينما لم يجد اياد في الامر ما يضحك واسرع لمقابلة الرئيس ،عندما توقفت زهية عن الضحك قالت هبة "يقولون ان الضحك يطيل العمر "ابتسمت زهية وقالت "وانا اريد ان اعيش للمئة سنة " تجاهلتها هبة وفتحت الملف ، بينما هي تقرا بتمعن اذ باياد يقترب منه وهو يضحك ،وقال "حسن اذن اخيرا وجد الرئيس شيءا تصلحين له "عرفت هبة ان اياد قد فهم مهمتها الجديدة فقالت "على الاقل لن اضطر لتلقي الاوامر منك ،وساعتمد على قدراتي للتخطيط والاستنتاج "سال " من قال هذا ؟" ردت "ماذا تقصد ؟" وضع على المكتب جهازا صغيرا وقال "بدل ان تضيعي وقتك في الاصغاء لاغنيتك المضحكة ستستمعين الي " وقفت وقال "لكن الرئيس قال "رد مقاطعا " بداية من الغد ضعي هذا الجهاز في اذنه حتى نتواصل معا سيكون عليك ان تخبريني بكل شاردة وواردة " عرفت ان اياد هو من حتم على الرئيس هذا سالته بغضب "لما تفعل هذا " رد "لان عقلك الصغير لن يعرف الفرق بين المعلومة التى تفيدنا وتلك التى لا تنفعنا " قالت وهي في قمة الغضب "ستندم "وحملت الجهاز وقبل ان تحطمه امسك بعنقها وجذبها اليه وقال "اياك ان تلعبي العابا اكبر من قدراتك " وتركها وغادر ،جلست هبة تلهث فقالت زهية "استمعي اليه افضل "وعادت هي الى عملها ،بينما بقيت هبة تدير الامر في راسها .
عادت الى منزلها في حدود الرابعة مساءا ،عندما فتحت الباب اسرع اليها ابن اختها بدر راكضا وهو يقول "عادت خالتي ،عادت خالتي " كانت هبة تشتري دوما حلويات وسكاكر لبدر وزينة الا انها هذه المرة نسيت ،وقف الصغير ينظر الى خالته ،ابتسمت له وقالت "لقد نسيت الحلويات " عبس واسرع الى اخته التوام زينة قائلا "خالتي لم تحضر الحلوى " خرجت اماني اخت هبة من المطبخ كانت تعد العشاء وقالت "مرحبا عزيزتي لابد انك متعبة " ردت "كثيرا ساخذ حماما واستلقي في غرفتي نادني على العشاء" وتركتها ،عادت اماني الى المطبخ وهي تفكر ،كانت تشفق على اختها ،خاصة وانها وولديها صاروا عبءا على هبة بعد وفاة زوجها رائد ،كانت حاملا في شهرها الثامن ،بعدها باعت منزلها وجاءت لتعيش مع شقيقتها وامها ،بالكاد تمكن النسوة من العيش لثلاث سنوات باجر منزل اماني ،الى ان تخرجت هبة من كلية الحقوق ومباشرة وظفت في مركز الشرطة كضابط في عامها ذاك توفيت والدتهما وبقيت هي وحيدة مع اختها وولديها ،ورغم اصرار اماني على ترك هذا المجال الا ان هبة كانت تنوي بذلك اعالة اسرتها وحمايتهم ،فلن يجرء احد على العبث من عائلة شرطية ،كانت هبة تجد راحتها فقط في منزل والديها ،كان فسيحا وواسعا تدخله الشمس من كل جانب ولديه حديقة واسعة ،والد هبة كان مهندسا بارعا وهو من فصل بناءه ،بعد ان انهت حمامها اسرعت لغرفتها ،كانت بداية الخريف لذلك فقد بدا الجو يبرد قليلا ،دخلت غرفتها الواسعة المطلية بلون الوردي الفاتح ،واستلقت على سريرها الواسع ،وهي تفكر اذا كانت ستعمل كسكرتيرة فعليها ان تعرف كيف تعمل السكرتيرات ،لذلك قررت ان تقصد ابنة عمتها صارا في عملها في صباح الغد ،التى كانت تعمل كسكرتيرة في شركة خاصة .وبسس
رائيكووووم
استنوو البارت الجدييد
أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .