البارت السابع ج 2
تقلبت في سريرها ترفض تصديق ما جاء به المتشرد ،بالرغم من انها وجدت كل شيء منطقي ،بدءا من تركة والدها التى تركها لاماني ،الى ملاحقته لها طيلة 23 سنة ،كل شيء منطقي لدرجة تدعو للحيرة ،هل تكون الحقيقة هكذا دوما ،حقيقية وغير قابلة للتصديق ،لم تسمع حركات عادل ،هل غادر الشقة ام انه لايزال في المطبخ كما تركته ،انه عمها فكرت يمكنه البقاء معها دون مشاكل بالطبع ،دون ان تشعر كانت دموعها تنهمر ،انها تفكر في امور وعيونها تبكي على امور ، انه اخوها ،لمذا ينبض قلبها حبا له اذن ،اين رابطة الدم ،لما كان عليها ان تقع في عشقه ، نفضت عنها الافكار والاحاسيس ،والالم الذي حاصرها ،نفضت كل شيء ،ستتجاوز الامر ،هي بالتاكيد ستفعل كما تفعل دوما مع بقية الامور السيئة في حياتها ،هي ستنجح ايضا في هذه ،بل يجب ان تنجح ،لانه لا خيار امامها ،لانه ضروري كحاجتها للهواء ،غفت على هذه الافكار ،بانتظار ما سيحمله الغد .كان عادل في المطبخ ،فكر عليه ان لا يتركها بعد الان ،لم يعد هناك من داع للاختباء خلف درع المتشرد ، عادل كان قد تعلق بهبة واحبها كابنه له ،اعتنى بها بقدر ما سمحت له الظروف ،كان يراها تكبر امام عينيه ،تابع نظراتها الطفولية السادجة الحائرة التى كانت تلقيها عليه كلما مرت بجانبه ،تابع عطفها عليه ، كانت جميلة وبريئة كصفحة بيضاء ،تولت الحياة خدشها وطبع اثارها عليها ،لتتحول الى هذه الفتاة البائسة ،بشكل ما فقد فشلت في ان تضع نفسها في المكان الذي تستحقه ،كرقع الشطرنج نحن في هذه الحياة ،ان لم نوضع في المكان الذي نتسحقه سيتم سحقنا من قطع اخرى لها نفس الهدف هو البقاء في الرقعة اكبر وقت ممكن ،علمته الحياة انه ان لم تسحق ستسحق ،ان لم تجد لك مكانا جيدا ودرعا جيدا ستجد نفسك خارجا ،كما حصل معها تماما ،رغم تفانيها ،انها الان تسحق ،من اختها ومن مدير عملها فقط لانها كانت صداقة ومحبة وسادجة ،لاجل هذا كان عليه ان لا يتركها ابدا ،ولاجل ذلك لم يغادر الشقة عندما تركته وقصدت غرفتها .
اقترب امجد من فاتن ،كانت تعبث بهاتفها الذكي ،احتار كيف لفتاة فقدت والدها للتو ان تعبث بالهاتف بكل برود ،لم يخطا في نظرته اليها ،انها فتاة سطحية ،كيف سيتزوجها ،هل تستحق صداقته للؤي هذه التضحية ،مع انه ادرك قبل ان يفكر انها تستحق ،الا انه رفض الامر ،هاجمته ذكريات قديمة عندما وقف الى جانبه ،كان لؤي الوحيد الذي ساعده ماديا ومعنويا ،كان صديقا وفيا ،لم يكن امجد شخصية مثالية ،كان رافضا لواقعه لحياته البائسة وللطبقة التى كان ينتمي اليها ،اتجه الى المخدرات والكحول ،كان لؤي من اخرجه من المستنقع ،جعله هذا يضع نصب عينيه هدفا واحدا ،ان يثبت للؤي انه يستحق المساعدة التى قدمها له ،لذلك اجتهد في دراسته وفي عمله ، هذه المرة مختلفة هو سيعيد دينه للؤي ،فكر هذا ما يعينه زواجه من فاتن انه دين عليه تسديده ، لم تسمع فاتن وقع خطوات امجد ،الى ان تكلم قائلا "انسة فاتن " الفتت اليه وقالت "ماذا امجد ؟" رد " ان الجو بارد هنا لما لا تدخلين " ردت وهي تعود لهاتفها " لا انه يعجبني " قال "ماذا يوجد في هاتفك يجعلك غير مهتمة حتى بانخفاض درجة الحرارة ؟" ردت ببرود "ما يوجد هنا لا يعنيك كما اعتقد " قال وقد بدا ينزعج "كفتاة مفجوعة في والدها ،هذا تصرف مرفوض " ردت دون ان ترفع راسها "ومن انت كي تحدد ما يجب علي فعله ،هل انت ملاكي الحارس مثلا " فجاة شعر امجد بوجود ما يريب فيها ،انها غير طبيعية ،لاحظ اصابعا على الهاتف كانت متوترة وتتحرك بسرعة ،انها امور يعرفها جيدا ،راها تمسح انفها كمرتين بكم يدها ،فجاة رفعها سقط هاتفها على الارض ،وقفت تحدق فيه مباشرة قائلة "مابك هل جننت ؟" حدق في عيونها كانت حمراء ،قال مصدوما "هل .....هل تتعاطين المخدرات ؟" حاولت الاتفلات من قبضته القوية ومن نظراته المصدومة "ما شانك ؟" فكر "كيف لا يكون شاني وانت ستكونين زوجتي ،هل مازلت اريد الزواج بك " تساءل في عقله ،فجاة جاءت الى عقله كلمات لؤي "اني اكلم صديقا " فكر انه يعتمد علي ،خفق قلبه داخل اضلعه بقوة انه يعرف انها تتعاطى المخدرات لذلك تركها لي حتى اخرجها من ذلك المستنقع ،فكر انها فاضلة لكنها كاي فتاة ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب ،فجاة وجد ان كلمات لؤي كانت تاخذ منحى اخر ،انه يعلم كل شيء ،ولا يستطيع تركها فقط والرحيل ،زادت قبضته على يدي فاتن حتى تلوت متالمة ،قالت له "مابك دعني " قال بغضب "لن افعل ،رغم انك اقمت عندي انت ووالدتك مدة قصيرة الا اني لم اعلم بالامر ،اتساءل كيف فاتني هذا " ردت "وما شانك انت قلت لك دعني " رد امجد "لن افعل ،لا الان ولا في اي وقت " سالته "ماذا تقول ؟" فكر امجد بسرعة انها بحاجة الى الحب كما كان هو قبل مدة بحاجة الى الامان والاهتمام ،هدا غضبه وتراخت قبضته وقال وهو يحررها "لكن الان ساتركك مؤقتا " قالت "انك مجنون " وانحت لتاخذ الهاتف ،لكنه سحبه من يدها وقال "لابد ان من اعطاك المخدرات احد اصدقائك التافهين اليس كذلك "،اخذت فاتن تضرب صدره القوي قائلة "اعد الي الهاتف " ولما لم يفعل تركته وهي تتوعده ،جلس الى الكرسي واخذ نفسا عميقا ،تفحص حسابها الشخصي على الفيس بوك وقرا الرسائل ، قال لنفسه "لا يوجد لها صديق مقرب كلهم اصدقاء مصلحة "،انهى بكلمات قصيرة علاقة فاتن بهم وافقل حسابها الشخصي ، انه عمله الان وسينجح فيه كما سبق لؤي ان نجح معه هو .
اخذ لؤي صورة جثة والده ،دقق فيها ،كان والده يضم اصابع احد يديه تاركا اصبعين مفتوحين ،فكر وهو يدقق "اذا اراد ان يوجه رسالة بهذا ،فان الاصابع تشير الى الارقام بكل تاكيد " ،سارة في غرفة المكتب وهو يحدق في اصابع والده ،ان جمعتها بهذا الشكل فانه تشكل ارقم سبعة ، رفع راسه لصورة والده الكبيرة المعلقة في المكتبة وقال له "ماذا تقصد بالرقم 7 ؟" انزل عينيه الة رف الكتب ،كانت عليها ارقام ،مربريق في راسه ،انه كتاب ،اسرع لرف معين انه يعرف اي كطتاب يقصد والده ،كان وحده يحمل رقما والرقم كان 07 ، سحبه من الرف كان كتاب هندسة ،فتحه كان يحوي صور هنسية لبيوت ومنازل ،لم يكن يحوي غير صور ، شعر انه اصطدم بجدار ،لقد وجد الكتاب لكن الامر بلا معنى ،هل اخطا فهم الرسالة ،وضعه على الطاولة وجلس نحك عينيه نكان قد بدا يشعر بالتعب ، هاجمه الياس ربما لم تكن رسالة بالتحديد ،فتح عينيه على الكتاب راى صاحب الكتاب "عادل سرار " فكر عمه هو المؤلف نهل يعني هذا شيء ما ،تنهد واخذ نفسا متعبا ،سياخذ اولا قسطا من الراحة ، غادر المكتب وصعد الى غرفته ،كانت اخته تركض بسرعة وتصعد الدرج ،سبقته سالها "ما بك فاتن ؟" ردت " دعني وشاني وابعد عني صديقك المختل " ابتسم لؤي وارتخت علامات وجهه ،فكر "لقد بدا العمل " ،وصل الى غرفته دخلها ورمى جثته على السرير ،قال وهو يبستم "للدنيا قانون يسمى الدوران، سيعود إليك سواءً كان خيراً أم شراً ،فاحسن صنع ما تود ان يعود اليك" هذه الحكمة عميقة جدا وصادقة جدا" ، واستسلم لنوم عميق ....
أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .