البارت الرابع عشر

28 0 0
                                    

البارت الرابع عشر




بعيدا عن بلده كان اياد متشردا يكسو جسده لباس ممزق متسخ ، مضت ثلاث سنوات منذ حط في ايطاليا ،لم يتوقف عن محاولته مقابلة هبة ،لكن بدا ان لقاءها كلمس السماء ، انتهت امواله وتحول من شرطي قوي الى متشرد يلاحق ابنة بارون اطاليا بلا كلل ،كما تغيرت الامور مع اياد تغيرت مع هبة ،تحولت الى امراة فاتنة واكسبها المال قوة ينحني معها اعتى رجل ،كانت محاطة بالحراس دوما ومع ذلك كانت تقوي مهاراتها القتالية ،محاطة ببريق المال لم تشعر هبة ولو لمرة واحدة انها بعيدة عن حقيقتها الذاخلية ، لم تحاول اعادة ذكرياتها ،كان الحاضر هواكبر همها ،وكان هذا يرضي البارون لذا توقف عن اللحاق بسرار ،كان يعلم ان اللحاق به هو عبث بالجرح وقد يندمل بعد ان اقترب من الشفاء لذلك ولكي لا تعود ذكريات هبة فقد اوقف مطاردته لسرار ،واندمج مع حياة هبة تماما كوالد حنون لها . ........................

في مركز عمليات لؤي كان عمر يصغي لفاتن عبر الهاتف وهي تشرح له ضرورة مرافقتها للطبيب ، مضى عامان على زواجهما ولم يحصل حمل مرة واحدة ، اكد لها الطبيب ان حالتها طبيعية وان عدم حصوله يعود لاسباب نفسية اكثر من كونها صحية ،لكنها لم تقتنع بهذا ،رد عمر "انه الطبيب الخامس الا تتعبين " ردت "اريد ان اكون اما ارجوك هذه المرة فقط " رد عمر "انها المرة الخامسة التى تقولين فيها هذا " واقفل الخط في وجهها ،بدا عمر يتعب من هذا الامر ،تحول زواجهمابعد عام الى كابوس بسب تاخر الحمل ،تنهد وهو يضع هاتفه ،على مكتبه كانت هناك صورة لزواجه ،تذكر محاولاته لكسب حبها ،كانت عنيدة ،الى ان اقتنعت بحبها له ، بشيء من الالم المخلوط بالندم تساءل هل تسرع بزواجه ،كان يعلم انه يحبها لكن ايضا كان مؤمنا ان الحب ليس كل شيء ،الحياة مختلفة والمشاعر تبرد وتختفي مع الوقت ،هل هذا ما يمر به الان ،هل تاخر الحمل سوء حظ ام انه العكس ،اخرجه لؤي من تاملاته وهو يدخل حاملا بيده اوراقا " لقد نجح الامر اخيرا لقد وقعوا في الفخ ،انهم يوافقون على لقاء اولي " وضع الاوراق على الطاولة امام عمر وقال "ما رايك ؟" اخذ عمر الاوراق وقال "لا تكن متفائلا لاتنسى انهم ايضا وافقوا على لقاء والدك وانتهى الامر بمقتله " ،جلس على الكرسي ورد "كيف انسى ذلك وكل ما افعله لرد ذلك الدين " التفت اليه وقال "هل تريد البارون ام هدفك ابنته " تذكر لؤي هبة وقال "لقد صارت مختلفة لقد رايتها في سفرتي الاخيرة في عشاء عمل " رد عمر "تقصد انك لحقتها لعشاء العمل " ابتسم لؤي وقال "لا تعلم كم كلفني الاكل في ذلك المطعم " عاد لؤي بذكرياته الى سنة مضت وقال "كانت فاتنة وصارمة لقد حولها والدها الى ابنة بارون " رد عمر "كنت انت السبب لقد كانت طيبة الا تشعر بتانيب الضمير ولو قليلا " وقف لؤي وقال " كانت رغبتها ما رايته في ذلك العشاء انها تنفد فقط ما تريده " فكر عمر بينما تابع لؤي افكاره وقال لنفسه "انهالم تشرب قطرة كحول انها تعرف ما تفعل " خرج لؤي وركب سيارته قاصدا مكتب شركته .

استيقظت هبة متاخرة وكالعادة استيقظت على حلم ،انه الحلم ذاته صور متقطعة تبدو من حياتها الماضية ،ادمنت هبة على حبوب الصداع ،عندما استيقظت وكعادتها كان راسها يؤلمها بشدة ،نظرت الى علبة الدواء متسائلة هل عليها زيادة جرعته ام تغييره ، شربت حبتين ونهضت وقفت امام المراة بثوب نومها الحريري الابيض الذي اضفى انوثة وفخامة عليها ،رفعت يدها لتمشط شعرها وهي تنظر الى وجهها تمكنت من اخفاء شحوبه والهالات السوداء ببراعة ،لكن الى متى على بشرتها تحمل كل تلك المساحيق ، فكرت هل عليها زيارة طبيب لم ترحب بفكرة اخبار والدها ،عرفت هبة ان الامر سيكون متعلقا بذاكرتها والدها كان واضحا عليه انه كان مسرورا بفقدانها ،تعلمت طيلة فترة حياتها معه انه انسان قاسي اذا غضب انه يتحول الى وحش لقد راته يقتل موضفين لانه شك في خيانتهما ،رغم انه قد ثبت فعلا خيانتهما لكن هبة رات ان القتل كان اكثر من عقاب كان جريمة ،كانت تخفي ببراعة افكارها وثوابتها كما اخفت مرضها ،احساس قوي كان يمنعها من اظهار شيء له ،ستكون ابنته ووريثته لكنها لن تحمل افكاره ،دخلت للحماء اخذت حماما دافئا ،كانت هبة تحب الاستحمام قبل بدء يومها ،ارتدت ثوبا رمادي شتوي واطلت من نافدتها ،كانت قد اثلجت ابتسمت لمنظر الثلج الناصع تحت شرفتها ،كنت تحب الثلوج كثيرا كان يبدو لها كشيء جديد لم تالفه من قبل ابتسمت ورفعت بصرها للسماء وقال "كم احب فصل الشتاء " دخلت الغرفة وفتحت هاتفها الذكي والقت نظرة لاحوال الطقس ،ابتسمت وهي تسرع لاختيار معطفها وهي تردد ستكون هناك عواصف ثلجية ،ارتدت حذاءها الشتوي وبعد وضع المكياج لاخفاء تعب وجهها كانت جاهزة في ابهى حلة شتوية ،غادرت غرفتها عندما نزلت للاسفل رات والدها يتناول فطوره المكون من حليب البقر الطبيعي والهلاليات ،ابتسمت وقالت "صباخ اخير ابي " رد وهو يبتسم "صباح الخير صغيرتي " جلست على الكرسي وقالت بحماس "اريد افطارا صحي كافطارك ابي " ابتسم وقال "يا للطفلة هل انت بخير "سالت "لما تسال ؟" رد "عادة نبدا بالاهتمام بطعامنا وصحتنا عندمانشعر اننا سنفقدها " سالت "هل لذلك تتناول طعاما صحيا ؟" رد وهو يتنهد "اريد موتا سهلا بدون امراض او مضاعفات " ردت "هل تريد اخافتني لمن ستتركني ابي " رد " لذلك اقول عليك الزواج سريعا " ،احضرت الخادمة طعام افطار هبة ووضعته على الطاولة وانصرفت ،فكرت هبة في ذلك الوقت وقالت "لا يتاخر الامر على الزواج " ابتسم وقال "على العكس صغيرتي انه يتاخر على الزواج انه بالاحرى لا يتاخر على الحب " غاص قلبها ،لم تكن تعلم لما كلما فكرت في الحب هاجمها شعور قوي بالالم ،انه من احد الاسباب التى جعلتها لا ترغب في استعادة ماضيها ،كانت تعلم انها تالمت وافضل حل للالم هو النسيان ، شربت الحليب دفعة واحدة واخذت هلالية وقفت "حسن ساسرع للعمل الان " سالها "هل هذا هو افطارك ؟" ردت "انه كذلك " قال وهو يقف "فلنذهب معا للشركة " قضمت من الهلالية وقالت "يحتمل ان تكون هناك عواصف ثلجية " رد والدها "اجل " ، ركبا في الليموزين قال البارون وهو ياخذ اوراقا كانت موضوعة في السيارة " هناك شركة عربية تريد منا الاستثمار في مشاريعها " قالت "اجل اطلعت على الاوراق " سالها "ما رايك " ردت " قمت بدراسة لواقع الاقتصاد في تلك البلاد انه متدهور ان الشراكة مع العرب ليست بالفكرة الجيدة انهم بارعون في التملص من العمل والحصول على اكبر ربح" ابتسم والدها وهو يفكر هذا ما خزنه عقلها الباطن عنهم وقال " لكن الارباح خيالية العرب عادة كل ما يريدونه من الشراكات الاجنبية هو اسم تلك الشركات ان المال اخر ما يفكرون فيه انهم اغبياء يرمون ثرواتهم فقط لاتباع نزواتهم يريدون ان يكبروا مع منافسيهم باي ثمن ثم لديهم تلك العقدة عقدة النقص دوما يؤمنون اننا نقوم بعمل كبير حقا لشراكتهم وان قبولنا بهم هو اكبر من قيمتهم لذلك هم مستعدون لتقديم الكثير وانا اريد الكثير " ردت هبة وقد ازعجها ما قاله "ليس الجميع هناك المحتالون " رد مقاطعا "انهم يحتالون على بعضهم البعض اما نحن فلديهم تلك الفكرة المسبقة اننا سنكشفهم لذلك هم لا يحاولون حتى " قالت وهي تنظر للنافذة "انك موافق اذن " رد "اريد المال " ردت "مع انك تملك الكثير بالفعل " رد "ان المال ان لم يزد ينقص " سكتت ولم ترد ،بينما تابع البارون قراءة بنود مسودة الصفقة ،قال اخيرا "لقد وافقت على لقاءهم ،الموعد غدا على التاسعة " ردت "لم سالت عن رايي " رد "اريدمعرفته يعجبني احيانا تفكيرك السادج " وابتسم لها .

قال لؤي "لا قلت ابدا " ردت فاتن "ان اطباء اطاليا بارعون اريد ان ارافقك ارجوك " نظر لؤي الى عمر وقال "افعل شيءا لزوجتك " رد عمر وهو يقضم تفاحةويجلس على الاريكة "انها اختك قبل ان تكون زوجتي " رد لؤي "ليس وقت مزاحك " رد "انا لا امزح ان كنت انت عجزت معها فكيف سيكون حالي انا " قالت "توقفا عن هذا اريد العلاج " قالت والدتها "انت لست مريضة قال لك الاطباء انك لا تعانين من شيء " سالت "لما لم احمل اذن" رد لؤي "انها ارادة الله تعالى وحكمته " جلست على الاريكة الى جانب عمر وقالت " لكنه امرنا ان نسعى باتخاذ الاسباب" نظر عمر الى فاتن كانت لاتزال جميلة ،فكر هل سيستطيع الانفصال عنها ، مضغ التفاخ وهو يفكر لقد فعلها حقا انه يفكر فيما بعد الانفصال ،اخذت فاتن من التفاحة وقضمت منها وقالت " الا تروادك تلك المخاوف ايضا " بلع ريقه هل قرات افكاره سالها "اي مخاوف " ردت "انني لن اتمكن من الانجاب ابدا " تسمر الجميع امام كلماتها ،مضغت التفاح وقالت "لقد كنت مدمنة اخاف ان يؤثر هذا على الحمل وعلى اولادي قد انجبهم مشوهين او ...." قال لؤي "اوقفي هذه الترهات انك بخير كل الفحوصات تؤكد هذا " قالت "هل فهمت سبب قلقي ارجوك اخي " قال لها "اني ذاهب للعمل ان الوضع لا يتحمل اوقفي هواجسك واعدك عندما اعود ساخذك الى امريكا "وغادر دون ان ينتظر ردها ،القت والدتها نظرة عطف عليها وقصدت غرفتها ،بينما نظر اليها عمر وهو يفكر "اهذا ما يخيفك " فجاة انتبه وقال "لهذا رفضت الزواج مني اليس كذلك لذلك اتعبتني معك كنت خائفة " نظرت اليه وقالت "انا احبك ولا اريد ان تحرم بسببي من الابوة" ابتسم وقال "لا تقلقي ابدا "اقترب منها وقبلها وقال " فقط دعينا ننسى امر الاولاد لفترة " ابتسمت واومات براسها .........

شرطيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن