البارت السادس عشر 2
قادت هبة سيارتها بتهور شديد ،لم تحفل بقانون المرور ،ولا باشارات المنع ،عندما وصلت اخيرا لقصر والدها ،غادرت السيارة واطلقت قدميها للريح ،وصلت لغرفة مكتب والدها فتحته دون طرق ،وكما توقعت كان جالسا على كرسه الضخم ويدخن سيجارا ،فكرت انه يفعل هذا كلما خطط لامر فضيع ،قالت وهي تخرج نفسا بصعوبة بسبب تلاحق ضربات قلبها السريعة "ابي ...." انتبه اليها كانت واقفة عند الباب وكان تنفسها متسارعا ،سالها "ما بك هل اصابك خطب " همت بالكلام لكن كلمات لؤي طرقت عقلها بعنف "يا عقل الجوزة الا تفكرين في العواقب " في تلك الثواني القليلة عادت الى ذاكرتها كل لحظاتها مع اياد ومع لؤي ،شيء ما في قلبها انباها ان عليها التحكم في نفسها والا كان لؤي واياد معا في خطر ،قالت وهي تجمع شتات عقلها "السكرتير ابلغني ان العرب الغوا الصفقة " ،ركز البارون فى عيني ابنته ضيق عينيه وهو ينفث دخان السيجار "علمت اذن ،اهذا سبب اضطرابك ؟" اقتربت وهي تخفي يديها المرتعشتين داخل جيبي معطفها " بالطبع من يعتقد العربي نفسه كيف يهزا من البارون ،اخيرا وبعد محاولاته المستميتة لاقناعنا وبعد قبولنا يتراجع هل يلعب معنا ؟ " رغم محاولاتها البائسة الا ان حالها لم يخف عن البارون بسبب ارتجاف صوتها الظاهر ، وقف وتحرك مقتربا اكثر وقال "دعنا منهم ،هناك ماهو اهم " سالته "ماهو الاهم من اسمك " رد "زواجك ...." خفق قلبها بعنف حتى شعرت انه يكاد يغادر مكانه ،فقالت "زواجي ؟ " رد وهو يبتسم "كنت تكلمت معك اليس كذلك ،ابن الوزير يريدك " قالت "ماذا ان كان ابن وزير " رد "لا انه يعني الكثير ،ان تزوجته كسبت قوة سياسية " ردت "انت قوي " رد "قوتي الاقتصادية لا تعني شيءا امام قوتي السياسية نفودي سيتوسع ليشمل دول العالم باسره ،هل تدركين اي قوة سنملكها " ابتعدت عنه "واذا رفضت " رد وهو يعود لمجلسه ويجلس " اذن اياد سيموت " زادت صدمتها اكثر وقالت "ماذا تقول " ابتسم وقال "صحيح انك ابنتي ،لكن للاسف ورثت كل غباء والدتك " سالته "ماذا تقصد ؟" رد " اعلم انك استعدت ذاكرتك يمكنني معرفة هذا من ارتعاش صوتك ويديك ،مهما حاولت لن تخدعيني " ردت "اين هو " رد "سيكون بخير ان تزوجت ابن وزير الاقتصاد " ردت "هل تبيع ابنتك الوحيدة " رد "الرجل لا يعيبه شيء انه حلم كل فتيات اطاليا ،لكن تبين انك حلمه الوحيد ،لم اعارض وابلغت الوزير موافقتي ،من الجيد ان املك ورقة ضغط فلم اكن واثقا حقا من موافقتك " سالت "هل تهددني "رد "اما الزواج او يموت صديقك وانت اختاري ،اثق في حكمك " عند هذا تركته هبة وغادرت المكتب ،ماذا عليها ان تفعل الان ، نظرت حولها لم تر احدا من رجال والدها ،فكرت لقد حبسه وشدد الحراسة ،يريد ان يعجزني ،الزواج من ابن الوزير هل يصدق نفسه ،غادرت المنزل وعادت للفندق عند لؤي ، جلست بانتظاره في قاعة الاستقبال بعد طلبته من الاستقبال ،جاء بعد مدة ،كان انيقا ووسامته كما عهدتها تماما ،لم يتغير سوى انه ازداد رجولة وقوة هكذا فكرت وهو يقترب منها ،سالها عندما وصل "ما الامر ؟" عرف من وجهها الشاحب ان امرا سيءا قد طرا ،جلست فجلس ،انتظر ردها الذي طال وهي تحاول اجاد الكلمات المناسبة " انت مصر على ما يبدو ان تدمر حياتي " سالها "لماذا تقولين هذا ؟" رد "لو لم تعد لما عادت ذاكرتي ،كنت سعيدة بفقدها ،احببت عيش حياة بلا نقاط ضعف بلا ماضي ولا اخطاء ،لكنك غيرت المجرى الان مستقبلي في خطر " رد "لا تقلقي والدك لن يقتلك " ردت "لا انه لن يفعل لن يستفيد شيءا من هذا " سالها "اذن ماذا سيفعل ؟" ردت "يريد اجباري على الزواج والقربان هو اياد " تفاجا وقال "هل هذا معقول ؟" ردت "بالتاكيد ،علم اني استعدت ذاكرتي مع اني حاولت اخفاء الامر ،اما ان يموت اياد او اموت انا ،اما ان اتزوج او يموت " رد "ان والدك مجنون ،لكن كيف علم انه اياد ،انا فقط من حجز الغرفة ،الا اذا " ردت " الا اذا ماذا ؟" رد " لقد كان يعلم بوجوده في اطاليا من البداية،لكن لماذا ابقى عليه حيا حتى اليوم 'ردت " لانه بحاجة اليه ،ان والدي يبقي حتى على اشد اعدائه اذا علم انه يستطيع الاستفادة منه تعلم جيدا انه مجرم ،لا يوقفه شيء لايعنيه احد امام مصلحته " رد "اوافقك ،كما اني متاكد اني تحت رقابته منذ دخولي اطاليا ،لكن هل ستوافقن على تهديده؟" قالت "ما رايك لا نعلم اين هو اياد ،جميع رجال والدي يحرسونه محاولة انقاده انتحار ،اعتقد ان تهديدي واضح وهو يشملك" رد "هل ستقبلين اذن ؟" سالته "هل لديك خطة ما ؟جئت لاخبرك ان ترحل سريعا ،مادام والدي لم يرحمني وانا ابنته توقع ما قد يفعله بك ،لست عدوا قويا ،انت مجرد حشرة فقط انت حي لانه يستفيد منك " نظر الى عينيها وقال "اجل انت محقة ،كنت مغادرا بحق قبل ان يخطف اياد كنت انوي الهروب من هذا المكان لكن فات الاوان ،حتى وان هربت فلقد فات الاوان ' سالته "ما قصدك " رد "رؤيتي لعينيك تتوسلني البقاء تعكس ما يقوله قلبك المنافي لعقلك جعلتني اتخذ القرار " سالته "اي قرار ؟" رد "سابقى سانقذ اياد ولن تتزوجي من شخص لا تريدينه انه دين علي رده لك انا من ورطك في كل هذا انا اسف " ردت "انا ارفض انت لن تستطيع فعل شيء وستموت قبل ان تحاول حتى "رد "انا لؤي وانت تعرفين من هو لؤي ،ساوقف والدك واخرجك من هنا هذا وعد وسانفذه اكيد " ردت "اصغي الى نصحي انا من عشت معه انه لا يترك اي ثغرة " ابتسم وقال "اذن سنصنع له واحدة " سكتت وتابعت اتقاد عيني لؤي الذي قال "قلت ان جميع رجال والدك مع اياد " ردت "اجل " ابتسم وقال "توقع هجوما لانقاد اياد مع اننا لا نعرف مكانه ،ما يعني ان مكانه ليس صعب الاكتشاف يعلم اني ساجده سريعا ،لكن لا ساسير بعكس تفكيره " ردت "كيف ؟" ابتسم وقال "عودي الى منزلك الان ،واكسبي لنفسك بعض الوقت ،انا ساقوم بما يجب " وقام من مكانه ،نظرت اليه ابتسم وقال " لا تقلقي " نهضت واخرجت كيسا صغيرا من جيبها وقالت "توقعت هكذا رد "رد "بل تمنيته " اعطته الكيس وقال "ستحتاجه والى الكثير من الحظ " لمس الكيس ،عرف ان به مسدس ،ابتسم وقال "والى دعواتك " لم تقل شيءا ،غادر بعدها ،تابعته بعينيها وهو يغادر الفندق ،غادرت بعده هبة ،وقصدت منزل والدها وهي تنتظر خطوة لؤي التالية.
في مكان معتم استعاد اياد وعيه ،كان مقيد الى كرسي ،الظلام كان يلف الغرفة ،استمر لبعض الوقت قبل ان تعتاد عيناه على الظلام ،تمكن من رؤية الباب ،وفقط لم يكن في الغرفة الا الكرسي وهو ،كانت رائحة الرطوبة تعم المكان عرف اياد انه في قبو ،حاول فك قيوده لكن كان مربوطا باحكام ،اغمض عينيه يصغي عله يعرف من خلف الباب ،لم يسمع شيءا ،عاد بذاكرته الى لحظة خطفه ،احيط بثلاث رجال لم يتمكن امامهم من الاتيان باي حركة ،فكر 'تبا علم بوجودي هناك ،ما مقدار ما يعلمه ذلك الانسان " حاول مجددا فك الحبال لكنه عجز تماما ،توقف وهو يفكر لؤي لن يتركه بالتاكيد ولا هبة ايضا هكذا فكر وهكذا تمنى .
اتصل البارون بالوزير ،واخبره ان ابنته وافقت ،وطلب منه البدا بالتجهيز ،واغلق الخط ابتسم بثقة وهو يقول "ابنتي كوالدتها لن تسمح بغير قلبها ان يحكم " وقف وسار الى مكتبته ،اخذ كتابا محددا فتحه على صورة لوالده هبة ،نظر اليها وابتسم وقال "ما رايك ،ابنتنا التى ورثت جمالك وكل غبائك سيتزوجها ابن وزير الاقتصاد ،قريبا ليس اطاليا وحدها من ستكون تحت قبضتي " تخيلها تساله "امازلت تريد المزيد " رد "انا من عاش الحرمان والبؤس ،انا من فقد اهم شيء في حياته لن يعوضه شيء في الدنيا مهما عظم ،كل ما اريده ان اموت وانا اقول لقد وصلت الى كل ما لم يصله احد من قبلي ،لانسى ما فقدته ،هو لن يعني ما ساكسبه بالتاكيد سيملا مكانه ،لقد رحلت عن الحياة حزينة لكني ساغادرها سعيدا " . ....
يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/307730449-288-k981919.jpg)
أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .