البارت الخامس عشر
وقفت هبة بامتعاض في ردهة المطار ،حاملة لوحة كتبت فيها اسم لؤي سرار ،كانت ستعود الى المنزل عندما دقت الساعة السادسة ،اتصل والدها وامرها باستقبال العربي ،كان عليه مقابلة وزيرالاقتصاد كما اخبرها ،لذلك ارغمت على الرضوخ ،نظرت لساعتها كانت تشير الى الثامنة ،جلست لساعة تقريبا الى ان اعلن عن وصول الطائرة ،وقفت واسرعت للردهة ،حركت ساقها بملل ،بدا الوافدون بالخروج ،لم تهتم بالنظر اليهم ،لم تعتقد انها كانت تعرف سرار ،لذلك افترضت انه من عليه البحث عن شركاؤه بنفسه ،لذلك ركزت نظرها في الفراغ ،بينما تقدم لؤي كان يفكر فيمن سيكون في استقباله ،افترض ان البارون سيرسل رجاله ،وقف هناك في الردهة يبحث بعينيه الى ان لمح لوحة عليها اسمه ،ابتسم كانت اللوحة تخفي خلفها شخصا ،علم لؤي ان سرار لم يرسل رجاله ،كانت امراة عرف ذلك من الثوب الرمادي والمعطف ،دقق لؤي في لباس المراة كانت ترتدي ثوبا راقيا وغاليا يغطي ساقيها الطويلتين باناقة ثم المعطف الاسود الفاخر الذي لم يكن بطول الثوب ،كانت انيقة جدا ،افترض لؤي انها لن تكون سكرتيرته الا اذا كان راتبها كراتب وزير ،وقف امام المراة التى غطت وجهها باللوحة وقال "مرحبا انا لؤي سرار .." ازاحت هبة اللوحة وهي تسمع كلام الرجل ،فظهر الوجه امام لؤي ،تجمدت اساريره وراح يحدق في هذا الوجه الفاتن امامه ،كانت تربط شعرها الطويل كذيل حصان سامحة لبعض الشعريات بتعطية ادنيها باناقة ، تمتم "هبة ......" رفعت بصرها لهذا الرجل البالغ الوسامة ،حدقت في عينيه وقالت "هل التقينا من قبل ؟" لم يرد لؤي فتابعت "لماذا اشعر اني اعرفك ؟" رد "ربما لانك تعرفنيني ،الا تذكرين ..." وسكت وهو يتذكر اخر لقاء معها في المطار ،سالت "هل تعرفني ...." رد بحذر "لعل والدك اراد ان يتاكد من ذلك " سالت "ماذا تقصد ؟" فقال وهو يفكر في فخ البارون " التقينا في المطار عند مغادرتك قبل ثلاث سنوات " فكرت هبة وقالت "الصورة غير واضحة ،حسن باي حال انا اسبرنسا ابنة البارون لدى والدي موعد لا يؤجل لذلك ارسلني لاستقبالك ،سبق وحجزت لك في الفندق " فكر لؤي في هبة وقال لنفسه لمتتغير من الخارج فقط انها مختلفة وكانها شخص اخر ، تابعت هبة سكوته ثم قالت "اذن فلنذهب " وتقدمت بعد ان رمت اللوحة في سلة المهملات ،نظر لؤي الى اللوحة التى حملت اسمه واخذها وقال "ارى ان لك نظرة مميزة لنا نحن العرب " لم تلتفت ،ظلت تسير بنفس السرعة وسالت "لماذا تقول هذا ؟" نظر الى اللوحة وقال "نحن العرب نحسن جيدا اكرام الضيف وما كنت لارمي اللوحة التى تحمل اسمه في سلة المهملات " قالت "ليس في الامر مايعيب ان لك نظرة رومنسية فقط ،تلك اللوحة كان لها دور وانتهي ولذلك صار مكانها النفايات " خفق قلبه ،لقد تغيرت بالكامل ،وقفت امام سيارتها وقالت " انها سيارتي كنت احب استقبالك بالليموزين لكنها مع ابي للاسف "وفتحت سيارتها وركبت ،نظر لؤي الى السيارة الفاخرة امامه ،قال لنفسه "كنت تركبين المواصلات العامة ،اليوم تتكبرين على سيارة كهذه " فتح الباب المامي وجلس الى جانبها ،عندما استقر في مكانه انطلقت هبة ،قالت "يجب ان اقود بحذر يحتمل هبوب عاصفة ثلجية " رد لؤي "هذا سيء " قالت "احب هذا الجو " فكر وقال "تحبين الثلوج "ردت "كثيرا " فكر لؤي ربما لانها لم تر الثلوج في حياتها السابقة ،سالها "ماهي نظرتك للعرب " قالت دون تردد "ان اردت الصراحة لا احبهم " سالها "لماذا ؟" ردت " اراهم طفيليين ،كسولين يحبون الارباح جاهزة الا ترى كل ما يفعلونه هواستخراج البترول حتى في استخراج البترول بهم يعتمدون على اليات مستوردة ،لولا النفط لماتوا جوعا " رد " انه حكم مبالغ فيه " ردت "اعطني دولة واحدة تصنع ماتاكل وتصدر اكثر مما تستورده " رد "ليس العرب من يفعل ذلك انما حكامهم انهم عملاء الغرب ،للعرب حكام تسلطوا وجعلوا الدول تعاني التبعية في كل شيء " ردت " لا عذر للشعوب فهي تتبع حتى ثقافة الغرب التى لا تمت لهم بصلة والتى تنافي معتقداتهم الدينية " سالها "كيف تعرفين كل هذا هل عشت في بلد عربي من قبل ؟" فكرت وردت " لا اعلم ،ربما عشت هناك لذلك احمل ضغينة لهم ولكن رايي الخاص لا علاقة له بضغينتي لان ما قلته هو الحقيقة ولا يمكنك ان تنكر " رد "لا تعليق لي " وسكت ،سكتت هل ايضا ،زاد انزعاج لؤي من البارون لقد غسل عقلها تماما قطب جبينه وهو يفكر لقد تغيرت شخصيتها بالكامل ،احتاج لثلاث سنوات حتى يصل اليها ،لن يتراجع سوف يعود بها ،فكر ان كان حبها له صادق فسيتمكن من جعلها على الاقل تعود لحبه من جديد ، فكر وهو ينظر اليها هل اقامت علاقة ما هل كانت متحررة كالاطاليات ام ان تربيتها العربية قد غلبت ، قرر ان يجربها ليتاكد ،شعر بالخوف ان تكون قد اقامت فعلا علاقات ،توقفت السيارة امام الفندق نزل لؤي وهو ينظر للفندق انه نفس الفندق قبل ثلاث سنوات ، تقدم معها قصدت هبة الاستعلامات اخذت المفتاح وتقدمت لحقها لؤي وقال " لست انت من حجز لي " لم ترد وعندما وصلا للغرفة ،كانت نفسها الغرفة التى مات فيها والده ،ابتسم وقال "الن تخبريني ،انه والدك اليس كذاك " فتحت الباب ودخلت وقالت "لما كل هذا الاهتمام بمن حجز لك " دخل خلفها وقال "لانه في هذه الغرفة تحديدا قتل والدي قبل ثلاث سنوات " ردت "ماذا ؟" قال لؤي "ومن قتله كان والدك " قالت هبة "اعرف ان والدي قاتل ،لابد انه يريد تحذيرك لذلك حجز لك هنا " سالها "هل توافقين على ما يفعل ؟" ردت "هذه امور شخصية لا يحق لك سؤالي " ووضعت المفتاح على الطاولة وهمت بالانصراف ،عندما امسكها من يدها وقال " لا يمكنك الموافقة لقدكنت شرطية تقبض على المجرمين " ردت "ماذا ؟" قال لها "واسمك هبة انت عربية التربيةوالمبادئ " سحبت يدها وقالت "ماذا تقول ؟" سالها "كيف نسيت كل شيء كيف سمحت للبارون بغسل دماغك " انتفض عقلها ونبض الما ،اغمضت عينيها بقوة وقالت "ان راسي يؤلمني من جديد " رد "ان هذا طبيعي لما تكبحين ذكرياتك انها انت انها حقيقتك لست اسبرنسا انت هبة "....
اتصل البارون بهبة عندما سمح الوقت ،لكنها لم ترد ،فكر هل جازف بارسالها ،لكنه اراد ان ير رد فعلها ورد فعل سرار ،لقد اعجبته بنود صفقة سرار كانت مربحة بطريقة غريبة ،لذلك علم البارون ان هدف سرار مختلف ،لذلك ارسل هبة كطعم ،عدم اتصال هبة او ردها عليها اقلقه جعله يندم لارسالها ،ناداه الوزير قائلا " هلا اتممنا دراسة بنود الاتفاق " رد البارون "حسن ،عذرا لانشغالي " رد الوزير "انها ابنتك اليس كذلك " رد "انها تقلقني " رد الوزير "اذن عليك بتزويجها " ابتسم البارون وقال "لقد رايتها من قبل انها ساحرة ومناسبة لابني تعرفه انه طبيب مختص ويدير مشفى خاص لقد لمح لي وقال انه يعرفها " رد البارون "لقد فاجاتني في الواقع " رد الوزير "اعلم انها لم تقم باي علاقة مع اي رجل لا تشرب الكحول لا تدخن لا ترتدي الا اللباس المحتشم لا تزور النوادي الليلية انها مثالية انها كالحورية " رد البارون "ارى انك تعلم عنها كل شيء " رد "منذ لمح لي ابني تعقبتها انها رائعة" رد البارون "هل افهم ان هذا هو سبب لقائك بي " رد الوزير "الاتفاق كان عذر ،رغم اني الوزير الا مقابلتك انت هو الاكثر صعوبة في الواقع ولا شيء يحركك سوى المال " رد البارون "ومع ذلك تريد ان تناسبني " رد الوزير "ابنتك مختلفة وانا اريد ابنتك وليس انت " ابتسم البارون "اذن ابنك يحب ابنتي " رد "هذا صحيح انا لن اجد في اطاليا كلها فتاة طاهرة كطهارة ابنتك " ابتسم البارون وقال "حسن انها لابنك بالتاكيد "........
يتبع............
أنت تقرأ
شرطيه
Tajemnica / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .