البارت السادس
بينما كانت هبة تحمل الصورة التى فقدت الاطار الزجاجي بسبب رعونتها ،سمعت صوت سيارة تتوقف قريبا ،فكرت "لقد جاءوا لاخذها "، حدقت لذلك الفتى الضاحك في الصورة وقالت "هل كان هذا مجرد حلم وانتهى ،اجبني هل حقا لن ارى هذا الوجه ثانية " المها الامر دون ان تعرف لما تريد رؤيته مجددا ،اخذت الصورة ووضعتها في حقيبتها ،عندما فتح الباب ،وقفت تحدق بالقادم ،كان رجلا رجحت ان يكون عمره تخطي الاربعين ،قال لها "هل انت السكرتيرة ؟" ردت " اجل " قال "لقد ارسلت من قبل السيد لؤي امرني بان اقلك للمطار ،لقد سبق وحجز لك في الطائرة " ،اومات براسها ،وشعرت براحة وهي تحمل حقيبتها ،سارت بضع خطوات عندما وقفت امامه قال لها " لقد طلب مني ان اؤكد لك ان تحفظي كل ما رايته " ردت "قل له ان لا يقلق ابدا " وخرجت تسبقه ،لحق بها الى السيارة ،لم تنتظر ان يفتح لها الباب ،فتحت الباب الخلفى وادخلت حقيبتها ثم جلست بهدوء ،عندما اخذت مكانها انطلق الرجل بها دون ان ينبس بكلمة .
في مكان اخر في الفندق في اطاليا ، كان اياد يحاول اقناع الموظفة بالسماح له برؤية غرفة سرار و غرف مرافقيه ،اخرج لها بطاقته ،اخبرهاانه هنا في مهمة ، كان قد وصل قبل ساعة ،بصعوبة تمكن من الدخول الى الفندق ،بسبب جريمة القتل والفوضى التى كانت تعم المكان ،كان رجال الشرطة يحاصرون الفندق على انه مسرح الجريمة ، بلغ من التعب اثناء اقناع الشرطيين خارجا ،ما اعجزه عن محاولة اقناع الموظفة ،كانت همته عاليه لكنه كان قلقا على مصير هبة ومشوشا بسبب ما عرفه ،للان لم يستوعب الامر لقد قتل سرار واختفت هبة وابن سرار ،توقع اسوء الاحتمالات ،لكن موت سرار لم يدرجه كاحتمال في عقله ، سمع صوتا خلفه ،صوتا عرف انه يعرف صاحبه ،كان يقول للموظفة " اين اخذت امتعتنا ؟" ردت الموظفة وهي تستيقظ من مفاجاتها "سيد لؤي ان الشرطة تبحث عنك " رد "اعلم لقد كنت مع احدهم في الخارج " عند هذا الحد التفت اليه اياد غير مصدق ، لم ينته له لؤي بينما ينتظر رد موظفة الاستعلامات ،قالت له "وضعت امتعتكم في امانة الفندق " رد "اجل تصرف جيد ،هل اتوقع انه لم يتم تفتيشها او لمس الوثائق " ردت "لا اعلم " قال "اريد استعادة اشيائي " قال له اياد "لؤي سرار اين السكرتيرة " انتبه لاول مرة للرجل الواقف على بعد خطوات منه ،كان من بلده هذا اول ما فكر فيه انه يتكلم مع بلغتهما الام ،كما ان وجهه عربي خالص ،كعادته دقق في التفاصيل و اطال التحديق باياد قال اخيرا "انت الشرطي اياد " رد "ما سمعته عن ذكائك صحيح " قال له "اكد لي رجاء ان ما علمته عن مستوى الشرطة ليس كما عرفته " لم يبتسم اياد وهو يفكر انه يقصد هبة ،ساله "اي هي ؟" رد لؤي "تقصد الدجاجة التى تحلم بالطيران " رد اياد "لديها اسم " ابتسم وقال " اي اسم تقصد ....عرفتها باسمين " قال له "اي هي ؟" راى لؤي قلق حقيقي ينعكس في عيني اياد فكر "انه يحبها بلا شك " رد قائلا " لقد ارسلتها الى الوطن ،اذا انطلقت الان قد تلتقيها في المطار " ،لم ينتظر اياد وانطلق سريعا ،مهمة التحقيق في مقتل سرار هي مهمة الشرطة الاطالية لا سبب لبقائه اكثر ، تابعه وهو ينطلق سريعا قال "يناسبان بعضهما فعلا " وعاد للموظفة "اذن كيف استعيد اشيائي " ردت " اتصلت بالمدير ،يمكنك ان تقصد الخزانة 322 في الامانات سيسلمك الموظف هناك المفتاح " رد " شكرا " وتركها سريعا ،مع انه لاحاجة له بتلك الاوراق والاغراض لكنه وجده مبررا مقنعا ليعود الى الفندق ، لذلك قبل ان يقصد امانة الفندق قصد غرفة والده ،تذكر عندما دخل على والده وجده مع الرجلين كان يحدثانه قبل ان يبداو بطعنه ،وجد الغرفة وعليها شريط الشرطة الاصفر الذي يمنع الدخول ، تجاوزه برشاقة دون ان يقطعه ودخل الغرفة ،اغلق الباب خلفة ووقف في المكان الذي طعن فيه حدق في المكان الذي سقط فيه والده ، فكر لم يكسر قفل الباب والده هو من فتح لهم انه يعرفهم او يعرف من ارسلهم ، لقد توقع من لؤي ان يعرفهم ايضا ،لذلك طلب ان ينتقم من قاتله ، سار خطوتين ووقف ،هل حدثوه هنا ثم قتلوه ام انهم كانوا داخل الغرفة وعند مغادرتهم قتلوه ، فكر هل عرضوا له امرا رفضه فقتلوه ،ام انهم جاؤوا مباشرة لقتله ، لما جاء اكثر من واحد مع ان قتله لا يحتاج الا لواحد بتلك القوة ، تقدم الى داخل الغرفة نظر الى الطاولة هل كانت هناك اوراق هنا ،كيف سيعرف ما حصل ؟ ،عاد لمكان سقوط جثة والده ، جلس على قدميه يحدق لمس اثر الدم الذي تركه والده ،فكر انه يعرف والده لم يكن يتحرك حركة واحدة دون هدف لا يتكلم كلمة دون معنى ،لعله ترك له اشارة ما ، عاد ينظر الى ارجاء الغرفة ،وقف وهو ينظر الى الخط الذي يسطر مكان الجثة ،ربما سيعرف شيءا من الصور التى التقطتها الشرطة ، فكر هل انا ملاحق ايضا ام انه والدي فقط ، هذا سؤال سيعرف جوابه سريعا ، انه اكثر من يعرف والده ، قبل ان يترك الغرفة فتشها جيدا ،عله يعثر على شيء ، لم يجد شيءا ،لذلك غادر الغرفة سريعا ،قصد الامانات اخذ اغراضه ،ثم قصد مركز الشرطة ،اخبره الشرطي الذي اوقفه انه عليه ان يقدم شهادته ، في المركز كان اماه شاب اشقر وسيم ،قال له "هل احدثك بالاطالية ام الانجليزية ؟" رد "لا فرق اتقنهما معا " قال الشرطي "ساكلمك بلغتي اذن " ،لم يرد لؤي فقال الشرطي وهو يقرا اوراقا بيده " لقد تعرضت انت ايضا للطعن " رد لؤي "اجل ،في كتفي عندما حاولت مساعدة والدي ،لقد نزفت في الغرفة " رد "صحيح نوهو ما يؤكده الطب الشرعي ، اذن لقد فررت للنجاة بحياتك " لم يرد لؤي ،فتابع الشرطي "والدك فارق الحياة مباشرة لقد طعن في مناطق حيوية ،الحقيقة لقد طعن بقسوة السكين غرست جيدا في جسده كما ان تشريح الجثة يؤكد انه عند الطعن ثم تدويره السكين حتى يزيد الم الضحية " تاسءل لؤي لما يغدق عليه بهذه التفاصيل ، قال له متابعا "هذا يعني انه قتل انتقامي ،القاتل يحمل ضغينة لوالدك ، لذلك اسالك هل لوالدك اعداد بهذا الشكل ؟" ساله لؤي "بهذا الشكل ؟ " رد الشرطي " اعرف ان للسيد سرار اعداء كثر ،لكن من قتله يحمل له ضغينة لذلك انا اسال عن عدو سبب له والدك ما يدفعه للانتقام منه " رد اياد "اتقول ان والدي قد اذى شخصا ما لذلك قام هذا الشخص بقتله " اوما الشرطي ، تابع لؤي "الحقيقة انا لا اعرف بوجود شخص كهذا ،كل ما يقوم به والدي هو البقاء في السوق كقوة مالية ،ما قام به يقوم به اي رجل اعمال يحاول الصمود في هذا العالم ،لذلك لا اعتقد ان والدي قد تجاوز هذا الحد ،والدي كا له خطوط حمراء لا يتعداها ابدا " قال الشرطي وهو يضع الاوراق " القاتل لم يحاول اخفاء جريمته ،لقد قتله في غرفته في الفندق وارسل له قتلة ،وقد قتله بطريقة تبين انه ليس نادما على قتله ، ما اريد ان اقوله انه قاتل لم يحاول اخفاء جريمته وهذا هو الطبيعي في جرائم القتل الجريمة لا تكون بهذا الوضوح " رد لؤي "اعتقد ان القاتل شخص قوي ويملك من الثقة ما يجعله يعتقد انه لن يعاقب " رد الشرطي "هذا تحليلي ايضا "فكر لؤي من غير البارون يملك هذه الثقة ،ساله الشرطي "اذن انت لا تشك في احد " رد لؤي "لا " ساله الشرطي "لما قدمتم الى هنا ؟ " رد "لابرام صفقة تجارية مع البارون " ساله "وهل ابرمت ؟" رد "لا تاجل التوقيع ،والان بموت والدي ما عادت هناك صفقة " اوما الشرطي براسه وقال "علمت انه رافقم ايضا السكرتيرة " رد "اجل " ساله "اين هي ؟" قال لؤي "لقد عادت للوطن ،انها لا تعرف شيءا كانت في غرفتها طول الوقت ،كما انها سكرتيرة حديثة لا تعرف شيءا بعد عن عملنا " رد "علمت انها لم تغادر الغرفة " ،فكر الشرطي ان كان هناك سؤال بعد لم يساله ،ثم قال "سنواصل التحقيق في الجريمة ،الكمرات لم تصور شيءا عند وقوع الجريمة ،لكن يبقى امل هل يمكنك ان تصف وجه الرجال الذين هاجمو والدك قد نصل لشيء " ساله لؤي "لما لم تصور الكمرات شيءا " رد الشرطي "تمك العبث بالكمرات في انثاء ذلك الوقت " فكر لؤي الفندق هناك من يعمل مع القاتل ،كما انه من الواضح ان الشرطة لا تبذل جهدا ، قال لؤي "انا رجل مؤمن ،اتمنى ان تجدوا القاتل ليعاقب ،اما ان لم تتمكنوا من امساكه اؤمن بانه لن يهرب من عقاب الله ، اما عن الرجل فلا اتذكر ملامحهم كانوا يرتدون بدلات سوداء وكانوا ضخام الجثة انهم فقط ليسوا عرب ، هذا كل ما اتذكره " رد الشرطي " سنبذل جهدنا " ساله لؤي قبل ان يقف " هل يمكنني رؤية صور جثة والدي ؟" ساله الشرطي "لماذا ؟" قال له لؤي "اريد رؤيتها بلا سبب معين " مد الشرطي يده لظرف واعطاه للؤي ،تابعه لؤي سؤاله "متى ساتسلم جثة والدي لانقله لبدلي لدفنه ؟" رد الشرطي "تم تشريحه وحصلنا على النتائج ،يمكنك اخذه متى شئت ،يتبقى القيام باجراءات ادارية روتينية " اواما لؤي وهو يحدق في الصور ، كانت صورا اخذت من اماكن متعددة اعطت وصفا دقيقا لحالة الجثة ،وجد ان بحاجة لاخذ احدى الصور ، كما توقع لقد ترك والده له رساله ،استغل غفلة الشرطي واخفى احدى الصور ،ثم سلم الصور بعد ان اعادها بنفسه للظرف لشطري وقال وهو يقف "شكرا لك " رد الشرطي "شكرا لتعاونك " ،عندما ترك لؤي الشرطي ،بدا باججراءات اخراج جثة والده من المشرحة ،بدل جهده حتى تم ذلك باقصى سرعة ، تلاحق العمل على لؤي اخيرا اخذ نفسا يتنهيده وهو على متن الطائرة في مقاعد الدرجة الاولى ، كان يرافقه جثمان والده واوراق صفقة البارون وبعض الاغراض التى اخذوها معهم من البلاد ،وفي جيبيه اخفى صورة والده بعناية ،لم يعد لرؤيتها بعد ان راها في المركز ،يحتاج للهدوء والتفكير لحل رساله والده ،عرف لؤي ان الرساله لا تتحدث عن القاتل ،فالقاتل كان معروفا له هكذا فكر والده عندما كان يحتضر ،لقد ترك له رساله عن شيء لا يعرفه لؤي انه اكيد متعلق بالبارون وبوالده ،فكر وهو يحدق للسحب خارج النافذة بالتاكيد يتعلق بسبب قتله .
لدى عودة اياد الى البلاد وفي المطار ،اجرى اتصالا سريعا بشقيقة هبة اماني ،لم تعد هبة من مهمتها بعد ،هكذا ردت اماني ،فكر اياد هي لم تعد بعد ،هل خدعة ابن سرار ،ضرب راسه ،كيف نسي انها تقيم في شقته هو ،ان قلقه يمنعه من التفكير السليم ،اجرى اتصالا اخر ،فجاءه الرد من هبة التى حفظ صوتها ،ردت "نعم من معي ؟" ،ابعد اياد الهاتف واخذ نفسا واخرج اخر ،عندما تلاشت موجة الراحة واستقرت عواطفه ،رد عليها ببروده المعتاد "انه ،انا " ردت هبة "اياد " قال لها "متى عدت ؟" ردت " منذ بعض الوقت ،اني اكتب التقرير حول المهمة ،لقد مات سرار " لم يقل اياد انه يعرف بل قال "ارتاحي اليوم ،وغدا نتحدث " ،تنهد اخيرا انها بخير ،كان هذا ما يهمه ،الى تلك اللحظة لم يكن اياد يعلم كم كانت هبة مهمة له ، فكر في قول لؤي "الدجاجة التى تحلم بالطيران " ابتسم انه وصف دقيق لها ،ترك المطار واقفل راجعا الى المركز .
أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .