البارت الثالث عشر

35 1 0
                                    


البارت الثالث عشر ج1
عندما نزلت هبة وجدت والدها جالسا ورات رجلا واقفا الى جانبه ، اول ما لاحظته هو ملابس الرجل الغريبة ،وكان محاطا بخرز ومجوهرات خواتم وقلائد ،شعرت هبة بوخزة في قلبها ،تساءلت الى اي حد يمكنها الثقة في والدها البيولوجي ، شعرت بهوة في قلبها ،من يمكنها الثقة به ،اذا لم يكن والدها الحقيقي اواختها او الرجل الذي احبته ،من لها في هذه الحياة زارها في خيالها اياد ، تذكرته وهي تقترب من الرجلين ،احاطتها صورته وهي تبتسم لوالدها ،مع انها كانت تنظر لوالدها الا انها كانت ترى فقط اياد الانسان الوحيد الذي صارت تثق به الان ،تكلم والدها وهو يقف "صباح الخير صغيرتي كيف نمت ؟" ردت هبة "بكل عمق " نظر والدها للهالات السوداء وقال "ارى ذلك ،انظري انه صديقي اراد التعرف عليك عندما علم ياني عثرت عليك " ابتسمت هبة للرجل الغريب وقالت " الى ماذا تخطط ؟ يمكنني ان اعلم انه مشعود " ابتسم والدها وقال "اذن صغيرتي هل لك الخيار " سالته "الخيار الوحيد الذي كنت لاختاره هو ان لا اولد في هذه الحياة " تكلم الرجل الغريب وقال "انه الخيار الوحيد الذي لا نملكه في الحياة ،لكن بمجرد وعيك بنفسك فان الحياة كلها تتحول الى خيارات " فكرت ثم قالت "لكني لا ارى امامي خيارات " اخرج الرجل من جيبه قلادة وقال لها " اجلسي " فكرت بسخرية في كل الخطط التى كانت قد رسمتها ،لن تتمكن من فعل شيء والدها يحاول التحكم فيها بالشعودة ،نظرت حولها تمكنت من رؤية رجاله موزعين في زوايا الغرفة ،لن تتمكن من الهرب حتى ،اذعنت وجلست على الكرسي ،تكلم والدها "عندما تستيقظين ستكونين افضل اعلم انك لا تثقين بي لكن والدك لن يؤذيك ابدا " ،بدا المشعود يحرك القلادة ومع تركيز هبة فيها فقدت وعيها ......

في شركته كان لؤي يحضر اجتماعا ،كان لغيابه عن الشركة وموت والده وملاحقة مديرية الضرائب للشركة اثر في انخفاض سعر الاسهم في البورصة ،كان منزعجا وهو يصغي لملاحظات المستشار المالي ، عندما انتهى المستشار المالي ،قال لؤي " ماذا عن وضعنا القانوني ؟" والتفت للمستشار القانوني ،الذي تكلم قائلا " ان الوضع ليس مريحا ، مديرية الضرائب ارسلت اشعارات لانتهاكنا قانون الضرائب ورفعت دعوى التهرب الضريبي انها تتكلم عن سنوات مضت من التهرب " سال لؤي رئيس قسم المحاسبة "ماذا عن السيولة المالية " وقرا اوراقا بيده " صفقتنا الاخيرة وفرت مبالغ مالية معتبرة لكن فشل الاتفاق مع البارون افقدنا مبالغ ضخمة ماهووضع السيولة الحالية ؟" تكلم رئيس قسم المحاسبة "سيدي يؤسفني ان اخبرك اننا بعد شهرين لن نتمكن من تسديد الاجور ان لم نوفر تدفقا ماليا " ،اغمض لؤي وقال ملخصا ما دار "اذن سعر الاسهم قد هبط الى ادنى مستوى له من سنوات ،ومديرية الضرائب تلاحقنا ومانملكه من سيولة لا يساعدنا لاكثر من شهرين " نظر اليه الرجال المجتمعين معه ،تنهد وقال ' لكن الوضع ليس بهذا السوء يمكننني حل الازمة المالية بالنسبة للضرائب انا واثق ان ابي لم يتهرب يوما من دفع الضرائب هناك من لفق التهم اولا فنوقف عمليات بيع وشراء الاسهم في البورصة واريد عقد اجتماع مع مالكي الاسهم في اسرع وقت " سكت ثم قال "نسيت اني لا املك سكرتيرة نظر للمستشار القانوني وقال "قم انت بذلك " وقف ووقف الموظفون " غادروا تباعا ،سار لؤي الى مكتب والده وجلس على الكرسي ،اغمض عينيه يفكر ،رغم انه قال كلاما مريحا للمجتمعين الا انه لم يكن واثقا تماما ، كان توفيثر السيولة المالية اكبر ما ينغص عليه ،حتى ان باع ما يملك فان لم يقم بحركة سريعة او صفقة فانه سيفقد مركزه في السوق ،ثم هناك البارون ،فكر ان سافر البارون فهذا سيعني انه توقف عن محاولة الانتقام ،فجاة صار يامل ان يسمع من عمر خبر سفره ،تغير تفكيره هو سيدمره اكيد لكن عليه اولا التقاط انفاسه ،ان خسر ماله فهو لن يحلم حتى بخدشه ،رن هاتفه النقال كان عمر وكما تمنى تماما ،اخبره عمر ان البارون قد حجز تذكرتين الى ايطاليا بالدرجة الاولى ،عندما اقف الخط تذكر هبة ،هي ستغادر معه ،تساءل هل وافقت على الرحيل معه ،هل قبلت ان تغير حياتها ،وقف سريعا هذا غير معقول كيف قبلت ماذا حصل لمبادئها ،خفق قلبه لاول مرة هل اجبرها هل هددها ؟ نسي تماما مخططه في اغوائها للانقام كل ما فكر فيه كيف ستسافر الى اطاليا معه ،لم يطل التفكير اتصل بعمر وعلم منه موعد الرحلة غادر الشركة بعدها سريعا قاصدا المطار ،ان وصل في الوقت المناسب فسيتمكن من رؤيتها ،خفق قلبه مجددا هناك شيء خاطئ ....

كانت اماني في المنزل الجديد رفقة اولادها والمراتين ،قالت تكلم عمر "انه منزل جيد كم سنمكث هنا ؟" رد عمر وهو ينظر الى فاتن "الى ان تشفى " نظرت اماني اليها وقالت "المخدرات انها عدو مرعب " وافقها عمر وقال "اهتمي بها " ردت اماني "انه عملي اتقاضى عليه راتبا لذلك لا تقلق " التفت الها وقالت "انت مختلفة تماما عن هبة " ردت "هل هناك اخبار عنها " رد "لحد الان لاشيء " قالت "ان سمعت اي شيء عنها اخبرني رجاءا " رد "سافعل " لكنه تساءل "هل تحب هبة حقا " فكر انها لاتبدو اكثر قلقا عليها من لؤي ،شعر بالشفقة عليها كانت وحيدة ،اخذ هاتفه وقال لنفسه "سافعلها لاجلك هذه المرة " اجرى عمر اتصالا باياد واخبره عن موعد مغادرة هبة مع البارون ،قال لنفسه "ان لم تكن تريد ان تحبها فاتركها لمن يريد ذلك " .

وقفت هبة عندما سمعت والدها يقول "انها طائرتنا اسبرنسا " وقفت وقال "حسن والدي " كانت هبة ترتدي نفس الثياب التى خطفت بها ،لذلك لمحها لؤي سريعا ،اسرع اليها وقف امامهما ،نظر الى البارون ثم الى هبة ،نظرت هبة الى الرجل الذي كان يلهث امامها ،الفتت الى والدها ،فقال البارون "نعم ماذا تريد ؟" تجاهل البارون وقال "هبة الى اين انت ذاهبة" ردت "هل انت تكلمي ؟" رد "مابك هبة ؟" سالت "من هي هبة ،انت مخطا يا سيد انا اسمي اسبرانسا " خفق قلبه هل غسل دماغها ،قبض على قميص البارون ،فاسرعت هبةاليه "اترك والدي مابك هل انت مجنون ؟" تركه لؤي مصدوما "والدك ؟ " ردت "اجل انه والدي اخبرتك انت مخطا انا لست هبة " قال لؤي بغضب "يا صاحبة عقل الجوزة كيف تركته يغسل دماغك " التفت الى البارون "ماذا فعلته بها ؟" عرف لؤي انها لا تمثل من نظراتها لقد نسيته تماما واختفت تلك النظرات التى كان ترمقه بها كانت حتى الامس تنظر اليه بتلك النظرات العاشقة ،نظراتها مختلفة تماما ،في لحظات تبادل النظرات اقترب اياد وقال "ماذا يحدث هنا ؟" التفت لؤي اليه وهو يفكر كيف جاء الى هنا ، عندما راته هبة نبض عقلها فجاة وهاجمها صداع ،فسقطت على ركبتيها ممسكة براسها ،انتبه اليها لؤي وكذلك البارون بحركة من يده كان هناك رجلان يقفان امام لؤي واياد انحنى البارون وقال "مابك صغيرتي ؟" تجاهلته وبحثت بنظراتها عن اياد حتى راته عادت صورته التى حافظت عليها انثاء تنويمها لتنبض في عقلها وصرخت "راسي ا اياد ......اياد " حاول اياد الاقتراب لكن حارس البارون منعه صرخ اياد "من انتم انها زميلتي اريد التحدث اليها هبة هبة ..." نبض عقلها مجددا "هبة " وعادت الاصوات الى راسها "انت اسبرانسا اسمك اسبرانسا ماديلكا ابنة البارون ماديلكا" رددت وهي ممسكة براسها "هبة اسبرانسا ...اياد " ،سمع النداء الاخير للطائرة المغادرة الى ايطاليا ،سحبها البارون دون ان تستطيع هبة المقاومة ،ورغم محاولات اياد لم يتمكن من تجاوز الحارس ،كل ذلك لم يحرك لؤي بقي جامدا مصدوما لقد تذكرت اياد اما هو فقط مسح تماما من ذاكرتها ،عاد ادراجه وهو يفكر ترى ماذا فعله بهذه المسكينة ماذا فعل ،بالم عرف لؤي انها لا تستحق ما يحصل لها ،شعر بالم بالغ كذلك الالم الذي عرفه عندما مات والده ،بعقله السريع تمكن من تلخيص ما جرى لقد مسحوا عقلها انها الان دمية للبارون بدون ماضي وهو من سيصنع مستقبلها،جر اقدامه مغادرا المطار لكنه قبل ان يصل الى الباب تلقى ضربة على وجهه اسقطته ارضا عندما رفع راسه راى اياد واقفا يلهث امامه فكر انه يريد تفسيرا ان له الحق في ذلك في النهاية انه من تذكرته هبة دونا عن الجميع.........







يتبع ...

شرطيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن