البارت السابع عشر ج2
تقدمت هبة بالسيارة ببطىء وسط سكون الليل ،عادت اليها ذكرياتها في المنزل ،سرقت نظرة للؤي الذي لم ينزع عينيه من الطريق ،اوقفت السيارة نظر اياد الى المكان الملفوف بالظلام وقال "اين نحن ؟" قال لؤي "في مكان امن " فتحت هبة باب سيارتها وخرجت وتبعها لؤي واياد ،اهتم اياد بالاغراض التى اشتراها مع لؤي ،بينما لحقت هبة بلؤي ،قالت "كم سنبقى هنا ؟" رد "لا اعلم ،لست متاكدا " ردت "مازلت قلقا " قال "انت اكثر من يعرف البارون هل تنصحينني بالاطمئنان " وقفت ووقف هو نظرا لبعضهما ثم قالت "لكننا لن نبقى مختبئين هنا الى الابد " تقدم لؤي وفتح الباب وقال "كل ما نحتاجه من وقت " دخلت ولحقهما اياد وهو يقول "على الاقل كان بالامكان مساعدتي بهذا "ووضع الاغراض على الارض ،رفع راسه ينظر الى المنزل ،كانوا واقفين في ردهة واسعة يتوسط الردهة درج كبير وفخم ،قال "حسن براتبي طوال حياتي ما كنت لاشتري ربع هكذا منزل " لم يبتسم لؤي وهو ينظر الى اياد ،صعد الى غرفته وتركهما وحدهما ،سال اياد "ما به صديقنا يبدو بمزاج سيء " قالت " من يعلم ما يدور في عقله " سكتت ثم قالت "فلناخذ المشتريات الى المطبخ ،يمكنك اختيار اي غرفة كل ما تحتاجه نزع الازار والنوم " اخذ اياد جزءا من المشتريات بينما اخذت هبة الباقي ،سالها "لا عشاء الليلة " ردت "لا " .
قصدت هبة اليا الغرفة التى اقامت فيها المرة السابقة ،وعلمت ضمنا اي غرفة كان فيها لؤي ، تجنبت نظرات اياد الفضولية ،فكر كيف تعرف كل جزء من المنزل ،لكنه لم يتجرا على طرح السؤال "هل سبق وجئت الى هنا ومع من ؟" ، فتح اول غرفة صادفها وكما قالت هبة كان فقط بحاجة لازالة الازار......................
لم تستطع هبة النوم ظلت تتقلب في سريرها ،ثم في ساعات الفجر الاولى نهضت وقررت عدم محاولة النوم ،غادرت غرفتها بهدوء كانت تحفظ كل اركان المنزل ،تركت زيارتها الاولى اثرا عميقا في قلبها ،ارادت استنشاق الهواء لذا قصدت السطح ،تقدمت بهدوء وبطا ،كان الجو باردا ضمت يديها بقوة وسارت لتصل الى الدرابزين ،رفعت راسها الى السماء ،كانت النجوم تلمع ابتسمت ،وبدات بمحاولة عدها ، قال لها لؤي الذي كان هناك جالسا محافظا على هدوئه ،كان متحدا مع المكان حتى لم تره هبة " هل انت جادة في العد " اجفلت وقالت "من " وقف واقترب منها وقال "وكانك ستنسين صوتي في يوم ما " خفق قلبها وقالت "لؤي " تمكنت من رؤيته عندما وقف امامها ،سالته "ماذا تفعل هنا ؟" رد وهو يضع يديه على الدرابزين رافعا راسه للسماء المظلمة "حاربني النوم هذه الليلة " سالته "الا تزال قلقا ؟" قال "كنت افكر في حركة والدك التالية " نظرت هي الاخرى الى حيث كان ينظر وقالت "ماكان ما وصلت اليه " رد " علي وعلى اعدائي " قالت "صحيح اما كل شيء او لا شيء " قال لؤي " بقاؤنا مختبئين ليس خطوة جيدة "ردت "احسن وسيلة للدفاع هي الهجوم " قال "صحيح وهذا ما سيتوقع والدك سيتحرك بناءا على توقع حركتنا " التفتت اليه وقالت "لا افهم " قال "سيعتقد اننا سنقوم بضربتنا الثانية القاضية ولن نضيع الفرصة " سالت "حسن " رد "اما سينتظرها ويرد باقوى منها او " سالت "او " قال "او انه سيمنعنا من القيام بها " سالت "هو لن يتوقع اختباءنا ؟" رد "سيتوقع سيضع كل الاحتمالات احتمال اختبائنا واحتمال قيامنا بالخطوة وفي كلتا الحالتين سيحاول منعنا " سالته "اتقول انه سيلاحقنا الى هنا " قال "لقد فعل " قالت "لكنك قلت انه اكثر الاماكن امانا وقلت اننا سنبقى الى ان " قاطعها قائلا " جئنا الى هنا بسيارتك "سالت "ماذا تقصد ؟" شعرت بانها فهمت لكنها قالت "انا لا افهم هل جعلتهم يلاحقوننا ؟" قال "والدك اما هو او نحن " سالته "هل ......؟" قال "هو سيحاول التخلص منا " شعرت ان عقلها كاد ينفجر ،قال وهو يشفق عليها "لقد تركت القرار لوالدك اما ان يتركنا او ان يقتلنا وهو سيختار الاحتمال الثاني " سكت واخرج مسدس هبة وقال "في هذه الحالة سنكون في حالة دفاع عن النفس وهكذا " قالت "تريد قتله لذلك جئت الى هذا المكان هادئ وبعيد " رد "لما لا تقولين اني منحته الخيار وهو اختار الحرب "رددت "هل انت احمق سياتي رجاله سيكونون مدججين بالاسلحة " رد "سياتي معهم انه يكرهنا لدرجة انه سيرغب في رؤية توسلاتنا " قالت وقد عظم الامر في قلبها "تملك مسدس به ثلاث رصاصات انه انتحار " ابتسم وقال "في رايك هل ساعتمد على مسدسك فقط ؟ انه منزلي يا هبة " سكتت نظر اليها وقال "اعرف انه والدك لذلك اعطيته فرصة ،و لا تنسي انه عدوي ولن اضيع فرصة اذا هو منحها لي عن طيب خاطر " نظرت اليه وقالت "اعرف ان والدي رجل سيء انا شرطية لازلت احمل مبادىء مهتني لكني لست قلقة الا علينا نحن " وضع المسدس في يد هبة وقال "محتمل انك ستكونين هدفا ايضا ليس للبارون مشاعر " سالته "وانت واياد ،انت لم ترى رجال والدي " ابتسم لؤي وقال "اعرف رجاله لا تنسي لقد قتلوا والدي امام عيني " سالته "لما لم تقل لي شيءا الى الان " رد " ما كنت لتاتي معنا " سالته "هل اياد ...." رد "اخبرته عندما خرجنا للتبضع " انزعجت وقالت "متى كنت تنوي اخباري او هل كنت لتتركني على عماي لو لم ات الى هنا متى كنت ستخبرني عندما يهاجمنا والدي مثلا انت لازلت لا تثق بي انا " قال يسكتها "اعلم انا لا اثق في قلبك " سكتت نظر الى عينيها مع بداية نور الفجر وقال "هل اجرا على الثقة به " قالت "هل سنبقى احياء " ابتسم وقال "الا تثقين بي " ردت "اثق في قوة رجال البارون اكثر " قال لها " ان لم ننجو لا اريد ان اغادر حياتي قبل هذا " سالته "قبل ما..." لكن قبل ان تكمل كلامها كان يضمها اليها قال "انا احبك ، واريدك " قالت "هل ......." سالها "هل تتزوجينني " ردت وقد خنقتها الدموع "هل ستبقى حيا " اغمض عينيه وقال "قبلا عندما كانت كل الحياة امامي كنت اعمى ،اليوم عندما صار لعيني نور لن اسمح ان اغادرها بسهولة ،سابقى لانتقم لوالدي لاعيد الحرية لك لاتزوجك سابقى حيا لاعيش " قالت "اردت ان الومك ان ارفض واعذبك كما عذبتني لكن حقا لا وقت لهذا " ابتسم وقال "صحيح ،لكن ان حدث وفقدت حياتي سامحيني على خطوتي هذه " ردت " كما قلت سابقا كانت خطوة والدي لست من قرر ،اننا هنا للدفاع عن النفس " ابعدها اخيرا وقال " اتفقنا اذن " رفعت له بصرها وقالت "سنعيش ".
يتبع
أنت تقرأ
شرطيه
Misterio / Suspenso- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .