البارت الثالث عشر ج2
بينما كان لؤي جالسا في قاعة المطار ويتكلم كان اياد مصدوما واقفا كعمود بلا حراك ،رغم ان عقله كان يحاول ان يستوعب ما كان يضخه لؤي من معلومات ،غرق في حزن رهيب ،كم كان بعيدا عن اقرب شخص الى قلبه ،اختفى ذك الغضب المريع وحل محله حزن مدمر ،شفقة لا حدود لها ،نظر الى لؤي وهو ينهي اخر كلماته قائلا " لا افهم لما تذكرتك رغم انهم غسلوا عقلها " بعد صمت رد اياد " احيانا لا افهم البشر هل كل ما يهمك الان لما تذكرتني هبة ،الا يشغل عقلك التافه غير هذا الا تدرك انها بيد البارون انها ابنته انه لن يسمح لنا بلمس شعرة من راسها ،لقد غسل دماغها لان هبة رفضته حولها الى صفحةبيضاء سيجعلها نسخة منه الا يقلقك هذا ،لا بالطبع لا انت لم تهتم بها ابدا لم تهمك كانسان حتى " سكت اخذ نفسا عنيقا ثم تركه وغادر ،وقف لؤي ورافق اياد بنظراته ،عرف لؤي انه سيسافر الى ايطاليا في اول فرصة ،ابتسم وقال "انها لك الا تحبها كثيرا عليك ان تكون مسرورا لاني تركتها لك " غادر لؤي المطار مقطب الجبين ، كان ينتظره الكثير من العمل عليه انقاذ شركة والده عليه اخراج اخته من مستنقع المخدرات تساءل لما سيكون لهبة مكان في افكاره .
التحق لؤي بعمر في المنزل الذي اشتراه ،وجد اماني تتحدث مع والدته بينما كان عمر مع فاتن في الحديقة ، نظر لؤي الى فاتن وهي تكلم عمر بصبر ،كانت يداها ترتعشان ،لم تتحسن بعد فكر لؤي وهو يقترب منهما ،قال "كيف حالك اختي " رفع نظراتها الى لؤي ،اغتصبت ابتسامة وقالت "اشتاق اليك والى الحرية " ابتسم وقال " عليك ان تشفي اولا " تكلم عمر "انها تتحسن ،نوباتها قلت " قال لؤي وهو يجلس بينهما " انه جسدك انت فاتن انت من لك السلطة عليه وليس العكس " نظر عمر بعبوس له ووقف وقال "انك مزعج " ضحك لؤي وقال " وانت تستبق الامور " نظر عمر لفاتن ثم الى لؤي وقال "من حظي انها لا تشبهك " ضحكت فاتن وقالت "انك لئيم " ووقفت وقالت "ساستلقي في غرفتي الان " وتركتهما وغادرت ،تكلم عمر "عليك ان تكون مسرورا لتعلقي باختك بدل ان تعمل كعزول " ساله "هل تعجبك اختي حقا " رد "هل كنت لاضيع وقتي مع شخص لا يعجبني " وجلس الى جانبه ،فقال لؤي "لربما اختي لن تكون مسرورة لاحقا عندما تشفى انك كنت تراها بهذا الوضع سيجرح هذا كبرياءها " ساله عمر "هل ستفعل " رد "انها اختى واعرفها ستهرب منك " رد عمر "في هذه الحالة سابتعد انت لا تخدعني لابتعد عنها اليس كذلك " ابتسم لؤي وقال "اين ساجد رجلا افضل منك لاختي حتى ان اياد لم يتمكن من امساكك " ضحك عمر وقال "حسن اذن " تجهم وجه لؤي وقال "لقدكان انت اليس كذلك " ساله "انا ماذا ؟" رد "انت من اتصل باياد وابلغه بسفرها " نظر عمر اليه وقال "لم تتمكنا من منعها ؟" رد لؤي "لقد غسل دماغها " صدمك عمر وقال "ماذا ؟ هل فعل والدها بها هذا ؟ كيف ؟" رد "انه البارون انه يريد وريثا يريد نسخة عنه سيجعلها ابنته حقا " وقف عمر وقال "هل ستتركها ؟" رد عمر "انا اثق في اياد الا تثق فيه انت ايضا " رد عمر "انه يحبها اكثر بكثير مما تعتقده سيعيدها " وقف لؤي وقال "اذن فلنركز على عملنا ستترك اختى لاماني وهبة لاياد وتركز معي " رد عمر "حسن لكن ماذا ان لم ينجح اياد احقا لا تحب هبة ولو قليلا " رد "هل تسضل تردد هذا السؤال كثيرا انها لا تعنيني كانت فقط وسيلة بيدي لكني مهتم بها لذلك تركت الرجل الذي يحبها يلحق بها " قال هذا وغادر الحديقة لحقه عمر سريعا دون ان يقول شيءا..........
وصلت الطائرة الى ايطاليا ،لم يتوقف صداع هبة ،بقيت تفكر في اياد من يكون لما تذكرت اسمه ووجهه ،عرفت انها تعرفه من قبل لكن عجزت عن فهم سبب عدم تذكرها شيءا ،عندما كانت تنظر لوالدها باحثة عن اجوبة لم تستطع لا طرح السؤل ولا اكتشاف الجواب ،كان والدها يحيطها بنظرات غريبة ،لم تكن نظرات حب تلك كانت شيءا اخر لم تفهمه ،ارادت ان تساله لما هي بدون ذكريات لما لا تتذكر شيءا عدا اسمها واسم والدها هل تعرضت لحادث ما لما كان ذلك الرجل المدعو اياد يناديها هبة ومن يكون الرجل الاخر ،بطريقة غريبة خفق قلبها عندما راته كان وسيما وقويا لكن من كان ،قال البارون "لا تفكري كثيرا اسبرانسا دعي الماضي للماضي " سالته "لما لا اتذكره "رد "لانه لا يعني شيءا ماضيك لا يعنيك في شيء الاهم هو مستقبلك فقط ،انت محظوظة لانك لا تتذكري شيءا كانك ولدت اليوم تحكمي في حياتك بدءا من اليوم" سالت "هل حالتي طبيعية اني لا تذكر شيءا " رد "انها طبيعية فقط انه عقلك الباطن من محا كل ما كان يؤذيك " رددت هبة "العقل الباطن " ابتسم والدها وقال "ساعلمك كل شيء ستكونين اقوى واذكى واغنى شخص "رددت "الاقوى الاذكى الاغنى ...." رغم الغموض والظلام الذي كان يلفها الا انها احبت ان تكون الاقوى الاذكى الاغنى ،ابتسمت وقالت "حسن ابي سترى كم ستكون فخورا بابنتك ".......
عندما استقرت هبة في منزل والدها ،بدات بمرافقة والدها في اجتماعاته خرجاته سفراته ،ولم يستطع اياد حتى الاقتراب من هبة ،كانت كانها في برج عاجي حصين ،كانت كنجمة بعيدة بالنسبة له ظل يلاحق تحركاتها لكنه فقط كل ما استطاع فعله هو ان يلمحها من بعيد ، كانت تزداد جمالا وبهاءا وقوة ،كان رجال الامن يلاحقونها يسدون كل الطرق المؤدية اليها ،حرص والدها تماما على منع احد من الاقتراب ،كان قد علم يوجود اياد حولهما لذلك ضاعف الحراسة ،لم تشعر هبة بشيء ،امتزجت مع حياة البذخ والرفاهية والعمل ،ازدادت ذكاءا وطمعا لكنها لم تستطع مواكبة حياتهم الاجتماعية ،شعرت بالنفور من الكحول ومن السهرات والاختلاط ،كان شعورا قويا يمنعها من الدخول في تلك الحياة لذلك لم تشرب كاس خمر واحد لم تتعرف على رجل قط لم تسهر في الملاهي ابدا ،كانت نقية كما جاءت ،رغم سعي والدها باخراجها من تلك القوقعة التى حبست نفسها فيها الا انها رفضت كل محاولاته وفقط ركزت على عملها وعيش رفاهيتها باتزان ...
بعد ثلاث سنوات .........
يتبع
أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .